لا شك إن الإمام علي حدد أسباب الفقر وبين كيفية القضاء عليه فأنه حدد أسبابه بقوله( ما جاع فقير إلا بتخمة غني وقال لم أر نعمة موفورة إلا وبجانبها حق مضيع ) أما كيف القضاء على الفقر فأنه بين ذلك بقوله ( أذا زادت ثروة المسئول الحاكم عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص وفاسد وقال على الحاكم المسئول أن يأكل يلبس يسكن أبسط ما يأكله يلبسه يسكنه أبسط الناس )
ومن هذا علمنا الإمام علي أسباب الفقر وعلمنا كيفي القضاء عليه فالفقر والغنى ليس من الله بل أنها من سرقة الغني حق الفقير في التعليم والعمل فهذا الغنى الفاحش لدى بعض الناس وهذا الفقر المدقع لدى أغلبية الناس ناتج عن سرقة هؤلاء الناس بالخدعة والتضليل والقوة الأغلبية من بني البشر وليس لأن هؤلاء أذكياء عاملين ناشطين أي الأغنياء وهؤلاء أغبياء كسالى أي الفقراء بل ربما العكس لكن الأغنياء تمكنوا من سرقة ظروفهم التي تؤهلهم للنجاح في حياتهم وهذا ورائه الحكومات الفاسدة الظالمة التي لا تفكر إلا بنفسها وعبيدها كما هو حال العراقيين في زمن الطاغية وفي زمن ما بعد الطاغية صدام
فهل رأيتم ابن شقيق قريب مسئول في البرلمان في الجيش في الحكومة فقير بدون عمل فكل الوظائف في الدولة لهم وحدهم رغم إن الدولة تعلن لا يوجد تعين في دوائر الدولة المختلفة لو كان المسئولون في العراق شرفاء صادقين مخلصين لما وجد فقر ولا فقير لو طبقنا مفهوم الإمام حول ألمسئول لما وجد فقر ولا فقير فمن صفات ومميزات المسئول الشريف الصادق ان يأكل يلبس يسكن أبسط ما يأكله يلبسه يسكنه أبسط الناس لا شك سيزول الفقر ولا تجد فقيرا في العراق والمفروض ان يكون هكذا كل مسئول في الدولة سواء كان عضو برلمان رئيس جمهورية رئيس وزراء وزير محافظ كل شخص يرشح نفسه للمسئولية إنه رشح نفسه ليخدم الشعب ويضع الشعب على رأسه ولا يشغله أي شي يخصه بل هو همه وتفكيره مصلحة الشعب والوطن وعلى هذا الأساس اختاركم الشعب
هل تدرون أكثر من نصف ميزانية الشعب العراقي تهدر رواتب وامتيازات ومكاسب ونثريات وسفرات و إيفاد كاذب و حماية وتقاعد وربع ميزانية العراق تهدر فساد وسرقة من قبل المسئولين والربع الأخير يذهب لأحباب المسئولين وحبيباتهم والشعب يعيش بدون طعام وبدون شراب وبدون كهرباء وبدون دواء وبدون عمل ولا تعليم وهكذا ترى المسئولين يزدادون ثراء وتخمة والشعب يزداد فقرا وجوعا
السؤال هل يمكن للمسئولين في العراق ان ينهجوا نهج الإمام علي وهذا السؤال موجه لكل المسئولين بشكل عام وللمسئولين الشيعة بشكل خاص وبالأخص للمالكي والصدر هل تحبون الإمام علي فالذي يحب الإمام علي أن ينهج نهجه لا يتظاهر بحبه وينهج نهج عدوه عمليا فالقاتل الحقيقي للإمام علي هو ذلك الذي يتظاهر بحب الإمام علي وينهج نهج عدوه وليس الذي قتله فالذي قتله قتل جسده وعجز عن قتل روحه وبقيت روحه تسموا عاليا تزداد تألقا وضياء بمرور الزمن أما أنت اي الذي يتظاهر بحبه وتنهج نهج عدوه فتقوم بقتل روحه ومن هذا فأنت القاتل الحقيقي
فالخلاف بين الإمام علي وبين معاوية لا على صلاة ولا صوم ولا تكتف ولا إسبال ولا مسح القدم ولا على غسله إنما على الظلم وانتهاك حقوق الإنسان وخدمة الشعب وفساد المسئول فكل ما في البلاد من فساد وإرهاب وجرائم ورشوة وانتهاك لحقوق الإنسان ورائه المسئول الفاسد لأن المسئول الفاسد ليس مجرد شخص فاسد يمكن تبديله وتغيره بل إنه مفسد أيضا لكن من حوله لكل من هم تحت مسئوليته عائلته لهذا يجب استئصال المسئول الفاسد وقطع جذوره وهكذا يمكننا القضاء على الفقر والفقراء