مملكة پاتين (تل الطعينات) حثية – كردية الهوية – دراسة تاريخية – الحلقة الثانية –  بيار روباري

 

Kiralgeha Patîn Hisî – Kurdî ye

أساس معبد مدينة پاتين الأثرية بعد ترميمه

المعبد:

يُعتقد أنه يعود إلى للعصر الحديدي الثاني، ويقع بالكامل في المنطقة الثانية. ومدخل المعبد تم توفيره من خلال درج حجري مرصوف بإتجاه الجنوب. تم العثور على عمود من البازلت على الجانب الجنوبي من الجدار الغربي للمعبد، تم وضعه إلى الغرب من الدرج. بالإضافة إلى ذلك، لوحظ وجود قاعدة عمودية كبيرة منحوتة، تم وضعها بإحكام على أرضية المنصة التي يصلها الدرج، تم بناؤها في منتصف الشرفة الأرضية في منطقة الباب وأكدت على المدخل.

يتم فصل شرفة مدخل المعبد عن الجزء الداخلي له من خلال بروازين متعارضين على الجدار. ومعظم المنطقة الواقعة بين هذين النقطتين، مغطاة بطبقة سميكة من أنقاض طوب اللبن المحترق، والذي ربما انهار بفعل النيران. وتم إكتشاف حشوة الحطام هذه أيضآ لتغطية بقايا ثلاثة أعمدة خشبية محترقة للغاية. ويُعتقد أن أحد هذه الأعمدة على الأقل قد تم وضعها بالتأكيد على القاعدة وبالتالي ربما كان بمثابة عمود عتبة عند المدخل. وخلف الحجرة الداخلية، تأتي الغرفة المقدسة، التي تقع في المنطقة الداخلية من المبنى وهي مكان عبادة المعبد، وهي مفصولة عن الغرفة الداخلية بينها وبين الشرفة الأرضية بإسقاطين متعارضين على الجدار.

وتشغل هذه الغرفة أقصى شمال المبنى، ولكنها تشتمل أيضآ على منصة مستطيلة مرتفعة تشغل مساحة الأرضية بأكملها تقريبآ. أرضية المنصة مغطاة بالطوب الطيني ويمكن الوصول إليها من خلال درجات موضوعة على الزاويتين الجنوبيتين. تعرضت هذه الغرفة لحريق شديد، وتُظهر تقنية بناء جدران المعبد نفس الميزات تمامآ مثل التي يتحلى بها المباني الأخرى في المنطقة الواقعة إلى الغرب من وسط التلة. وفي هذه المباني، تم استخدام تقنية البناء “سرير خشبي”، بالإضافة إلى هذه التقنية، لوحظ أن الجدار الغربي للمعبد مغطى بجص أبيض ناصع من الخارج، وكانت هناك أرضيات من الحجر الصخري على الأقل على الجانبين الغربي والجنوبي للمبنى، ولكن تمت إزالتها أثناء أعمال التنقيب، من قبل علماء الآثار الأمريكيين الذين نقبوا في الموقع.

في نفس الوقت، تم اكتشاف جزء من مساحة المبنى التي تعمل كفناء كبير أو ساحة، وكشفت الحفريات التي أجريت حتى الآن عن المرحلة الأخيرة من هيكل المعبد في المنطقة الثانية، أي الفترات الأخيرة للحكم الآشوري المتأخر، والتي تعود إلى أواخر القرن (8-9) الثامن أو أوائل القرن السابع قبل الميلاد. ولاحظ العلماء، من كيفية إستخدام المعبد، أن المرحلة اللاحقة من المعبد إرتفعت كجزء من مجمع ديني أكبر من ذي قبل، وأصبحت موقعآ مقدسآ مرتبطآ بقصور ملوك الحثيين المتأخرين في مدينة “پاتين”.

أحد مواقع التنقيب في مدينة پاتين

 

في الواقع إن الحديث عن جميع الأثار المكتشفة في مدينة “پاتين”، وطبقاتها يحتاج إلى كتاب مفصل حتى تتمكن من الإحاطة بكل تفاصيلها، مثل الطبقات الني وجدت، عمرها، المادة المصنوعة منها، أحجامها، أعدادها وغير ذلك من الإمور التقنية المهمة.

نحن ذكرنا فقط بعضآ منها للدلالة على عراقة هذه المدينة وقدمها، ومدى تطور فن النحت والعمارة وتعدين المعادن، وصنع أدوات الطبخ والحروب والزينة، ومدى تقدم صناعة الفخار فيها. ولا يمكن نشر صور كافة القطع الأثرية التي عثر عليها العلماء في الموقع في هذه الدراسة الموجزة. ولهذا إكتفينا بنشر صور بعض القطع الأثرية، لإثراء هذه الدراسة والإستشهاد بها.

 

رابعآ، تاريخ مملكة پاتين:

Dîroka kiralgeha Patînê

إن تاريخ مدينة أو مملكة “پاتين” القديمة يعود إلى العصر البرونزي حوالي (3500) ثلاثة ألاف عام قبل الميلاد، هذا قبل أن يقوم المحتلين الأشوريين المتوحشين والبرابرة بهدما وتدميرها، بشكل أعمى والهدف تغير هويتها الخورية. إن هؤلاء الأشرار كانوا أسوأ من هولاكو المعروف بدمويته وكرهه للأخرين. لقدأعاد بنائها الكرد الحثيين من جديد، بعد زوال الدولة الميتانية وسيطرتهم على كامل أراضي هذه الدولة، وأقاموا على أنقاض المدينة القديمة قلعة تكاد تكون نسخة طبق الأصل عن قلعة “شمأل” الخورية – الحثية، والتي تقع على بعد مسافة (100) مئة كيلومتر، إلى الشمال من منابع النهر الأسود.

في تلك الفترة الزمنية من التاريخ، لم يكن يعيش في كل منطقة الشرق الأوسط (تركيا، أذربيجان، لبنان، سوريا، اسرائيل مع فلسطين، العراق، ايران)، سوى الشعب الخوري وينتمي له كل من السومريين، الإيلاميين، الهكسوس، الكاشيين، الميتانيين، الحثيين، الميدييين، الساسانيين، والشعب الكردي الحالي ومعهم الصفويين والأيوبيين والخلديين.

إستمرت المدينة بعد ذلك حتى سقوط الدولة الحثية، على يد شعوب البحر الغازية، التي قامت بتدمير كل ما صادفته في طريقها من مدن وقرى وبلدات بشكل وحشي وهمجي يصعب تصوره اليوم. وفي الفترة بين الأعوام (1180- 700)، قبل الميلاد، شهدت مملكة “پاتين” إزدهارآ كبيرآ وفي كافة مجالات الحياة. وفي أغلب الأحيان كانت تابعة للدولة الميتانية التي كانت تضم تقريبآ كل أراضي أسلافهم الخوريين، وفي بعض المراحل كانت تابعة لمملكة “يمخاذ” والتي كانت مدينة حلب الحالية مركزها في إطار الدولة الميتانية. ورغم تعرض مدينة “پاتين” الخورية للعديد من الغزوات والإحتلالات كالإحتلال الأشوري، البابلي وغيرهم، إلا أنها بقيت مدينة ميتانية، وتحكم من قبلهم في أغلب الأحيان، ومن بعدهم حكمها الكرد الحثيين إلى حين إنهيار الدولة الحثية، على يد شعوب البحر كما ذكرنا أنفآ.

وبحسب أراء أكثرية المؤرخيين والباحثين في تاريخ الحثيين، على أن الحضارة الحثية تعتبر إحدى أكبر الحضارات التي شهدتها (2000) الألفية الثانية قبل الميلاد، وهي لا تقل أهمية عن حضارات بلاد ما بين النهرين، التي إمتدت بعدها بقرون، وعاصرت الدولة الآشورية والبابلية، بل ودخلت في صراعات معهما. وتعاقب على حكمها العديد من الأقوام والشعوب الذين إحتلوا المدينة في فترات تاريخية مختلفة، منهم: الأشوريين، البابليين، الأموريين.

ومن تاريخ كهف “دو- دريا” نعرف أن الإنسان سكن سهل (الهمگ) وجبل ليلون، منذ القدم ويعود ذلك إلى (100) الف عام مضت، والحضاراة الخورية في هذه المنطقة يعود تاريخ إلى أكثر من (10) عشرة ألاف سنة، أي تشمل العصر الحجري القديم والحديث والعصر البروزني والحديدي. وبعد إعادة بناء المدينة على شكل قلعة في العصر البرونزي الحديث أرسو قواعد مدينة “پاتين”، وأول ما شيدوه هو المعبد اليزداني، الذي كرسوه للعبادة، ثم تلاه بناء القصر الملكي وسور المدينة.

—————-

الدولة الحثية:

المصادر التاريخية تشير إلى أن أهمية الدولة الحثية تكمن في كونها كانت تمتد من شمال غرب كردستان (أناضول الحالية)، وكل سوريا الحالية تقريبآ وجنوب كردستان، وبذلك أصبحت صلة الوصل بين العالم القديم في الشرق، وغربه من خلال موقعها الجيو-إستراتيجي المهم للغاية ومن ضمنها إقليم ألالاخ. هذا إضافة إلى أنها كانت صاحبة ثقافة واسعة ونهضة علمية مقارنة بالدول الكبرى في ذلك الوقت مثل مصر والدولة الأشورية والبابلية، وتمتعت بقوة عسكرية جبارة، وهي التي أدخلت الحديد في الصناعات الحربية وصنعت العربات التي يجرها الخيول. واستبدلت به المعادن الأخرى في بعض المجالات وعلى رأسها صناعة الأدوات الحربية.

وفق المصادر التاريخية العديدة فإن الدولة الحثية ظهرت بقوة على مسرح المنطقة في الألفية الثانية قبل الميلاد ووصلت إلى أوج سلطتها خلال القرن السادس عشر قبل الميلاد، وكانت عاصمتها مدينة حاتوسا والتي تعني (أرض حاتي). أما بالنسبة للأصول العرقية للحثّيين فهم جزء من الشعب الخوري أسلاف الكرد، وكل الذين شككوا في ذلك لم يستطيعوا نسب الحثيين إلى أي أمة أخرى، لا لغويآ ولا روحيآ ولا ثقافيآ. ولقد بنيت الدولة الحثية على ثلاثة أسس هي:

الأساس الأول: إمتلاك قوة عسكرية تحمي الدولة من أي عدوان خارجي والقلاقل الداخلية.

الأساس الثاني: إمتلاك اقتصاد قوي، والإقتصادات في تلك المرحلة الزمنية كانت تعتمد بشكل أساسي على الزراعة ورعي الحيوانات، وفي حالة الحثيين فتحوا مجالآ أخر، هو الصناعة وخاصة تعدين الحديد الذي كان يصنع منه الأسلحة والأثاث، وأدوات الزراعة، ولا شك من دون إقتصاد قوي لا يمكن إمتلاك جيش قوي.

الأساس الثالث: التجارة وخاصة كانت الدولة الحثية، تملك إسطولآ بحريآ ونهريآ على حدٍ سواء، وكانت تسيطر على التجارية البرية، وإستغلت موقعها الجغرافي المميز بشكل جيد.

عربة حثية حربية تجرها الخيول

 

ونظرآ لأهمية القطاع الزراعي والتجاري في حياة الدولة والمجتمع، أصر الملوك الحثيين على وضع نظم تجارية وزراعية صارمة، وعلى رأسها ضبط الأسعار والتحكم بها من خلال نظام مركزي يسيطر عليه الملك ورجاله بأنفسهم. كما وضعت الدولة في فترة زمنية نظامآ يضمن إستمرار الزراعة من خلال تطوير شبكات الري، ووضع نظام حاسم للأجور للأنشطة المختلفة. أما بالنسبة لتوزيع الأراضي فقد إعتمدت الدولة على نظام إقطاعي بدائي مرتبط بشكل مباشر بقدرة الإقطاعي على توفير الجنود للملك، وفي حال فشله يصار إلى سحب إقطاعه منه ومنحه لآخرين.

من جانبٍ أخر تميزت الحضارة الحثية بنظام قانوني فعال للغاية في ذلك الزمن، وإن لم يكن يصل إلى مستوى المدونة القانونية للملك البابلي حمورابي الشهيرة، والتي عرفت بين “بشرعة حمورابي”، فإنه كان من أقوى الأنظمة في ذلك الوقت. وقد صاغ النظام القانوني الملك “تيليبينو” الذي استطاع من خلاله أن ينظم شؤون الدولة بشكل كبير وضبط العلاقات بين أفراد المجتمع، وكان نظامآ متقدمآ بمقاييس ذاك العصر، بجانب كونه لم يكن عنيفآ مثل أنظمة أخرى في تلك الحقبة أو حتى قبل ذلك.

ومن الناحية الثانية، فإن الدولة الحثية تمتعت بذات المنظومة الدينية التي عرفها الخورييين والميتانيين، وكانت تملك العديد من الآلهة وأهمهم “إله الشمس وإله العواصف”. وتمكن الكرد الحثيين من إستيعاب ثقافات وعبادات الشعوب الأخرى، ولم يمنعوا أحدآ من ممارسة عباداته وطقوسه ولا الحديث بلغته، لهذا كانت دولة منفتحة للغاية وحتى بمقاييس اليوم، بعكس الكيانات اللقيطة الحالية مثل: تركيا، ايران، لبنان، سوريا، العراق، السعودية، … .

لا شك أن الدولة الحثية تعرضت للكثير من الضغوط والغزوات عبر تاريخها الطويل، وخاصة في مرحلة قبل القرن (16) السادس عشر قبل الميلاد وبعده، حيث تعرضت لعدد من الغزوات من جهات مختلفة أدت بعضها لسقوط العاصمة “هتوسا” في أيدي المحتلين، غير أنها في كل مرة كانت الدولة الحثية تعود بقوة أكبر لتعيد السيطرة على عاصمتها وتبني دولتها من جديد، وكان أهم عودة على يدي الملك “شوبيلوليوما الأول” أو الملك العظيم، كما كان يسمى. ولا ننسى أن الدولة الحثية مرت بثلاثة مراحل: المرحلة الأولى (التأسيسية)، المرحلةالثانية، كانت مرحلة النهوض والإزدهار، المرحلة الثالثة كانت مواجهة الصراعات الداخلية وتضعضع وضعها الداخلي فسقوط الدولة.

أسد من مدينة پاتين – متحف أنطاكية الأثري  

(وزنه 2 طن، طوله 160 سم)

الملك “شوبيلوليوما الأول” هو الذي إستعاد مجد الدولة الحثية مرة أخرى بعد سقوط العاصمة السياسية الأولى للدولة مدينة “حاتوسا” بيد المحتلين الغزاة، الذين غزوا أراضي الدولة الحثية من ثلاثة جهات مختلفة: الدولة الميتاني من الجنوب الشرقي شنت هجومآ على أراضيها، في نفس الوقت الذي شنت فيه دولة الأرزاوا هجومها من الشمال الغربي، بينما شنت القبائل الشمالية على شمال الدولة، وهو ما أدى إلى سقوط العاصمة وانحسار أراضي الدولة الحثية في فترة من الفترات.

لكن الملك العظيم إستطاع بصلابة إرادته وحكنته الإدارية والعسكرية من تنظيم جيشه مرة أخرى، ومن ثم إنتزاع عاصمته من أيدي المحتلين بفضل جيشه القوى، الذي عمل على تدريبه تدريبآ جيدآ وتسليحه بأسلحة حديثة. وما أن إستتب الوضع له، حتى عادت أطراف الدولة إلى طاعة الملك العظيم، وبالتالي عادت جزءً من الدولة الحثية، ثم شرع الملك بتوسيع أراضي الدولة في كل إتجاه وخاصة شرقآ وغربآ وجنوبآ حتى ضم تدريجيآ كل تركيا اليوم ونصف العراق وغرب ايران وسوريا ولبنان، أي تحولت إلى دولة مترامية الأطراف.

ومن أجمل ضمان أمن دولته، قام الملك بعقد سلسلة من التحالفات والاتفاقيات مع القوى والدول المحيطة به في المنطقة من أجل تثبيت مكانة دولته وحماية حدودها، ولكن الضربة التالية لهذه الدولة جاءت جراء داء الطاعون الذي حصد أرواحآ كثيرة من بينها باني الدولة وملكها، فاضطربت الأحوال كثيرآ في ذلك الوقت، وبعد صراع على السلطة استطاع الملك “مواتيللي” حفيد الملك “شوبيلوليوما الأول”، أن يثبت أقدامه ويعيد لهذه الدولة قدراتها العسكرية والإدارية مرة أخرى.

ولعل أهم ما واجهة الدولة الحثية هو أطماع الدولة المصرية التوسعية وسعيها في السيطرة على شرق المتوسط حيث وطن الخوريين أسلاف الكرد، بتسمية يومنا الراهن كردستان، بعد تسلم رمسيس الثاني مقاليد حكم مصر في ذاك الوقت. إضطر الحثيين إلى خوض الحرب ضد جيش رمسيس الثاني، الذي فرض الحرب على الكرد الحثيين، بعدما شن هذا الأخير حملة عسكرية على الدولة الحثية على رأس جيش عرمرم، فإلتقى الطرفين في معركة “قادش” الشهيرة عام 1274 قبل الميلاد، قرب مدينة حمص الحالية وكادت المعركة تنتهي بهزمية “رمسيس” قبل أن يعدل الكفة إلى شبه تعادل مع الحثيين.

وفي النهاية إضطر الفرعون رمسيس إلى توقيع أشهر إتفاقية في التاريخ مع الحثيين ألا وهي “اتفاقية قادش”، التي أنهت الحرب بين القطبين لسنوات طويلة. بعد هذا التاريخ بفترة غير طويلة أخذ الضعف يضرب جسد ومفاصل وشرايين الدولة الحثية، ومع الوقت أخذت تتأكل من الداخل، حتى فوجئت بغزوا من جهة الغرب، الذي لم تتوقع أن يحدث أمر مثل ذلك، ولهذا كانت قد وضعت جل قوتها على الجبهة الشرقية لمواجهة الأشوريين والبابليين، والجنوب تحسبآ لغزو لأي مصري جديد. وفجأة غزت أراضيها شعوب البحر من الغرب جهة إسطنبول الحالية وقضت عليها، وتناثرت الدولة الحثية إلى عدد من الدويلات الصغيرة وهكذا خرجت من التاريخ.

الدولة الحثية لم تتحول إلى قوة ثقافية كبيرة، مثلمات كانت قوة عسكرية هائلة في ذاك التاريخ، سوى ما حققته في مدينة أوگاريت الساحلية من وضع أول أبجدية مؤلفة من (30) حرف في تاريخ البشرية، وهي ذات الأحرف الكردية الحالية مضافآ إليها حرف واحد لها بعد مرور ألاف السنيين، هذا إلى جانب وضع أول نوته موسيقية ذات سلم (7) سباعي، وهو ذات السلم الموسيقي الكردي الراهن. وهذا الضعف في الجانب الثقافي، لربما يعود إلى سقوطها المتكرر وعدم إستقرارها، وتحويل العاصمة من مدينة “هاتوسا” في الغرب، إلى مدينة “گرگاميش” في الجنوب الشرقي على ضفاف نهر الفرات.

تمثال الملك سوبليوليوما

التمثال نقش عليه بخط هيروغليفي لووي مؤلف من ثلاثة أسطر، والنص غير المكتمل ويتحدث بضمير المتكلم (الملك) سوبليوليوما.

لا يمكن فصل تاريخ مدينة “پاتين” الأثرية عن تاريخ بقية المدن والحواضر والممالك الخورية – الميتانية – الحثية – الكردية، وفي مقدمتها مدينة ألالاخ، التي تبعد عنها حوالي (800) متر فقط، ومدينة أندرا، ودارزه، گرگاميش، أرپاد وشمأل وغيرها من المدن التاريخية. وما لم نفهم تاريخ الشعب الخوري فهمآ صحيحآ، وديانته اليزدانية، وتاريخ الدولتين (الميتانية والحثية) الحقيقي بعيدآ عن أكاذيب المستعربين العرب والمستتركين الأتراك، لا يمكن فهم تاريخ هذه المدن والممالك التاريخية، وتحديد هويتها القومية، ولغتها وثقافتها وعبادتها وطقوسها الدينية.

حُكّام مدينة پاتين: 

1- الملك تايتا:

من الكرد الخوريين – الحثيين، وحكم في القرن الحادي عشر قبل الميلاد.

2- الملك مانانا:

من الكرد الخوريين – الحثيين، وحكم في القرن العاشر قبل الميلاد.

3- الملك سوبيلوليوم الأول:

من الكرد الخوريين – الحثيين، وحكم في القرن العاشر قبل الميلاد.

4- الملك لابارنا الأول:

من الكرد الخوريين – الحثيين، وحكم بين أعوام (880-858) قبل الميلاد.

5- الملك سوبيلوليوم (الثاني):

من الكرد الخوريين – الحثيين، وحكم بين أعوام (858-853) قبل الميلاد.

6- الملك هالبرونتيا:

من الكرد الخوريين – الحثيين، وحكم بين أعوام (853-845) قبل الميلاد.

7- الملك لابارنا الثاني:

من الكرد الخوريين – الحثيين، وحكم بين أعوام (845-838) قبل الميلاد.

8- الملك ساري:

من الكرد الخوريين – الحثيين، وحكم بين أعوام (838-830) قبل الميلاد.

9- الملك ساسي:

من الكرد الخوريين – الحثيين، وحكم بين أعوام (830-825) قبل الميلاد.

10- الملك توتامو:

من الكرد الخوريين – الحثيين، وحكم بين أعوام (738-723) قبل الميلاد.

الملك سوبيلوليوم النصف الأول من القرن 9 قبل الميلاد

 

خامسآ، معتقدات أهل مدينة پاتين الأصليين وطقوسهم الدينية:

Bîrûbaweriyên xelkê bajarê Patînê û rêresmên dînî

إن معتقدات سكان مدينة پاتين وطقوسهم الدينية، لا تختلف بشيئ عن معتقدات باقي سكان المدن الخورية – الميتانية – الحثية في سهل الهمگ وعموم مدن إقليم ألالاخ، مثل مدينة ألالاخ نفسها، مدينة شمأل، أندارا، النبي خوري، وبقية المدن في الدولة الخورية والميتانية والحثية، مثل مدينة گرگاميش، الباب، أرپاد، أسپيرا، وگر- أران وغيرهما الكثير.

والخوريين في جميع أنحناء وطنهم الشاسع، كانوا يدينون بداينة واحدة وهي الديانة اليزدانية المعروفة، وكان الجميع يمارسون نفس الطقوس الدينية، ويعبدون ويقدسون نفس الألهة، وكان لهم عدد كبير من الألهة. ومنطقة أفرين وألالاخ وجبل ليلون وجبال أمانوس، كان حالهم كحال بقية البلاد الخورية. وحتى (200) المئتي العام الأخيرة كان سكان “أفرين” بنسبة 60% منهم يدينون بالديانة اليزدانية، ويمارسون طقوسها وأعيادها. ومن نفس هذه الديانة اليزدانية الكردية، إنبثقت العديد من الفرق الدينية مثل: “اليزيدية، الهلوية (العلوية)، الدرزية، الشبكية والكاكائية”، وحتى الديانة الميثرائية هي بدورها إمتداد للديانة اليزدانية، وسميت هذه الديانة بهذا الإسم، نسبة إلى “يزدان” أي الإله.

كل ذلك كان قبل قدوم المحتلين الرومان للمنطقة، وإحتلالهم أجزاء كبيرة من بلاد الخوريين، وبعد تبنيهم للديانة المسيحية وجعلها الديانة الرسمية للإمبراطورية البيزنطية، إنتشرت المسيحية في وطن الخوريين والمشرق تدريجيآ، لا بل فرضها البيزنطيين على قسم كبير من الكرد في غرب كردستان وشمالها، ومن هنا كان إنتشار دور العبادة المسيحية في المناطق الخورية – الكردية كثيفآ وواضحآ، وخاصة في جبل “ليلون” ومدينة “گرگوم” أي مارش الحالية.

وإذا ما نظرنا في خريطة المنطقة وموقع مدينة “پاتين” منها، سنجد أنها تتوسط المدن والقرى الخورية الكردية المنتشرة في هذا السهل الخصب والفسيح، الذي يحيط به جبل “ليلون” من الشرق، وجبل “گاور” من الشمال، ومن الغرب جبال الأمانوس ومن الجنوب “چيايه روت” أي جبل (الأقرع)، ولا يمكن أن يكون عبادات وطقوس سكانها تختلف عن شقيقاتها من المدن والقرى الخورية المحيطة بها.

كما إن إجراء مقارنة بين أشكال العبادة والطقوس الدينية، ونمط البناء وأشكال دور العبادة في مدينة “پاتين” التاريخية، مع مدينة (شمأل، أندارا، نبي هوري، دارازه، أرپاد” وقرى مثل باصوفان، كيمار، براد، سنكتشف، أن جميع هذه المدن والقرى بإختلاف مواقعها وحجمها ودورها التاريخي، يشتركون في نفس العبادات والطقوس الدينية، الرموز، طريقة دفن الموتى، دور العبادة، شكل الأبنية، وكل ذلك يثبت على أن الشعب الخوري إمة واحدة ومدينة “پاتين”، جزءً من هذه الإمة العريقة.

ومن ضمن الألهة التي كان يعبدها سكان مدينة “پاتين” وما حولها، هي نفس الألهة تقريبآ وهي: أولآ، إله العاصفة (تيشوب)، الذي كان يعتبر ملك الآلهة. ثانيآ، إلهة الأم (هيبات)، التي كانت إلهة الشمس عند الهيتيين (الحثيين)، وكانت زوجة لإله العاصفة (تيشوب). ثالثآ، الإله (شاروما)، وهو إبن كل من إله

العاصفة وإلهة الأم، الإله (كوماربي) وهو بدوره سلف إله العاصفة، وكانت مدينة “أوركيش” المركز

الرئيس لعبادة هذا الإله. رابعآ، إلهة الخصوبة والحرب والشفاء (شاوشكا)، التي كان مركزها في نينوى. خامسآ، إله الشمس (شيميگي). سادسآ، إله القمر (كوشوه). هذا إضافة إلى ألهة محلية مثل إله الأرض (أدو) وغيرهم من الألهة، وكانوا يملكون معبدآ واحدآ في المدينة.

————–

الديانة اليزدانية:

في جوهرها تتمحور حول تقديس قوى الطبيعة وعبادتها، وهذا كان سائدآ في معتقدات السوباريين (الخوريين)، حيث أن الصليب المتساوي الأضلاع الخوري – الميتاني كان رمزاً للإله “ميثرا”. ولليوم جميع الكرد بإختلاف أديانهم يمارسون إشارة الصليب على جسد المولود والطفل الصغير، وعلى أبواب البيوت ودور العبادة، ويوضع هذا الصليب في رقاب الأطفال وحتى الحيونات. والديانة اليزدانية (الشمسانية)، هي أقدم الديانات الكردية على الإطلاق، وإم جميع الديانات الكردية اللاحقة مثل اليارسانية والزاردشتية، ومشتقاتها مثل: اللهوية (العلوية)، الإيزيدية، الدروزية، الكاكائية، الشبكية، جميعها فرق منشقة عن الديانة اليزدانية.

وجوهره يتمحور حول: تقديس قوى الطبيعية، وعلى رأسها الشمس ومازالت هذه العقيدة باقية في فروع الديانة اليزدانية، مثل الإيزدية واليارسانية لليوم.

كانت الشمس هي الإله الأول للكرد السوباريين أي “الخوريين” (كلمة سوبارو باللغة الكردية السومرية تعني الشماليين، والأموريين تعني الغربيين)، ومن ثم كانت تأتي الكواكب الأخرى مثل كوكب الزهرة والقمر، من حيث الأهمية والقدسية في العقيدة اليزدانية، لذلك كان السوباريين (الأقوام الزاگروسية القديمة) يدفنون موتاهم بإتجاه الشمس أي جهة الشروق، وهذا له علاقة بتقديسهم لإله الخور “شيميگي”، وكانوا يدفنون مع موتاهم أشيائهم الشخصية.

وهذه الديانة أي الشمسانية تسربت إلى المعتقدات المصرية الفرعونية في عهد الدولة الكردية الميتانية، وتحديدآ بعد زواج الفرعون المصري “أخناتون” من الأميرة الكردية – الميتانية “تادوخيفا”، والتي لقبها المصريين بي (نفر- تيتي) وتعني باللغة المصرية القديمة: الجميلة أتت أو الحسناء أتت، وهي ابنة الملك الميتاني الكردي “توشراتا” ملك الدولة الميتانية الذي حكم حوالي 1400 قبل الميلاد.

—–

خور:

هذه التسمية ظهرت في بلاد الكرد السوباريين أي شمال كردستان اليوم، كمفهوم ديني ولكنه مع الوقت أخذ معنآ إضافيآ أي معنآ قوميآ أيضآ، بمعنى أن كل من كان يؤمن بالإله (خور) كان ي عليه إتقان ذات اللغة التي تمارس بها الدينية ويعتبر نفسه حزءً من هذه المجموعة البشرية أي القومية، وهذا يشمل ضمنآ، وهكذاتوحدت الثقافة، اللغة، العادات، العبادات، الطقوس الدنية، الأعياد، طريقة دفن الموتى، ….. إلخ، وتكونت الإمة الخورية وهي الرحم الذي خرجت منه الإمة الكردية الحالية.

حيث جميع سكان منطقة جبال زاگروس من (گوتيين ولوليين وكاشيين، …..) آمنوا بإله الشمس والنور في بلاد سوبارتو وهكذا كانوا يعبدون نفس الإله ويمارسون نفس العبادات والطقوس الدينية وتوحدوا وأصبحوا إمة تعرف بالإمة الخورية، وهذه كانت خطوة تأريخي عظيمة في ظهور هذه الإمة العريقة، ولا شك أن تلك المجموعات البشرية كانت قريبة من بعضها البعض عرقيآ ولغويآ. الإشكال في الماضي كان أن كل مجموعة منها تحيا لوحدها، وإيمانهم بالإله “خور”هو الذي وحدهم وجعل منهم شعبآ واحدآ، وأسسوا حضارة عريقة يشهد لها التاريخ، وأثارهم تؤكد ذلك. ويذكر الدكتور جمال رشيد أحمد في كتابه (دراسات كردية في بلاد سوبارتو. بغداد، 1984) مثال عن بقاء إسم إله الخور (الشمس) لليوم في اللغة الكردية والمثال هو إسم مدينة: “طوز- خور- ماتو” في جنوب كردستان.

أحد مواقع التنقيب في مدينة پاتين

نهاية الحلقة الثانية من هذه الدراسة

ونحن في إنتظار أرائكم وملاحاظتكم ومنكم نستفيد.

3 Comments on “مملكة پاتين (تل الطعينات) حثية – كردية الهوية – دراسة تاريخية – الحلقة الثانية –  بيار روباري”

  1. تحية كوردية طيبة لكم سيد بيار روباري

    ما اريد ان اتوقف عليه تحديدا هو مسألة التسمية الصحيحة والاسم الاصح و الادق من الناحية التاريخية , هل هي ما يكتب باحرف (حثي) بالاحرف (ح-ث-ي) كما يستعمله الاعراب . ام هي كما يستعملها الباحثين الاكاديمين والمؤرخين الحديثين (الهيتيت Hittite Hîttî ) والنسخة المعربة من هذا المصطلح (الهيتين), ام هو المصطلح الذي كان يستعملها ويطلقها سكان تلك الحقية التاريخية على انفسهم و بلغتهم (الخاتي Xattî, Khatty ) والنسخة المعربة هي (الخيتين).
    ولي كي تضح الفكرة بشكل اكثر بما هو موجود اليوم بين ايدينا وفي هذه الفترة الزمنية 2022 سوف اعطيكم مثال التالي:
    مثلا لدينا اليوم دولة في العالم المعاصر تحت اسم ( Allemagne المانيا ) وهو الاسم الذي اطلقه الفرنسين بادى الامر عليهم ومن ثم استعارها من اللغة الفرنسية كل الدول التي كانت يوما ما او ما زالت تحت تاثير الثقافة الفرنسية ومنها العربية, بيمنا يطلق الانكليز تسمية (Germany جيرماني ) على نفس الدولة و تاثرت بها كل اللغات التي هي تحت تاثير اللغة الانكليزية ويستعملونها, بينما سكان هذه الدولة البالغ عددهم اكثر من 80 مليون نسمة يستعملون كلمة ثالثة مغايرة و مختلفة تماما وهي (Deutchland دوتشلاند).

    ونفس المعضلة بتنا نواجهها فيما بتعلق باسم تلك الملكة التي تحولت الى امبرطورية وقوة عظمى في زمنها فما هو الاصح بين الاسماء المتداولة اليوم … ؟
    هل نستعمل ما كانوا يعرفون و يسمون به انفسهم ذلك الوقت … ؟
    ام نستعمل و نسميهم باسماء نبتكرها الان و وفي وقتنا و زمننا هذا …؟
    ومتى تجوز تعديل الاسم و متى لا يجوز تعديل الاسم (اي ما الفرق بين تعديل الاسم وبين تحريف الاسم) .. ؟

    ان استعمال الاسم الاصلي و بالدقة اللغوية قدر الامكان لهو ادق علميا واصح لغويا ويعطي البحث والمقال الثقة التاريخية اكثر و الموضوعية العلمية بشكل افضل و اعمق بخاصة ان كانت كافة الاحرف من الكلمة الاصلية متوفرة وموجودة في اللغة التي يكتب بها اسم تلك المملكة وشعبها و لغتها, ولكن ان تعزر وجود بعض الاحرف لعدم وجودها في اللغة الحالية فيمكن عندها تعديل ( الحرف ) الغير موجود فقط مع الحفاظ على الاحرف الاخرى, فمثلا اللغات المشتقة من الاتينية معظمها لا تحتوي على حرف (خ) وبالتالي يستبدل بحرف (الهاء), اما عندما تستبدل اللغة الموجودة الان الاحرف الاصلية للكلمة و تسبدلها باحرف اخرى مع العلم ان كافة احرف الكلمة الاصلية هي موجودة في اللغة المعاصرة عندها لا يوجد غير تفسير واحد و هو (التحريف) التاريخي للكلمة و التي تحدث هنا وهناك بين الكثير من الكتب المسروقة والمزورة و المشوهة للمواضيع التاريخية.

    سوف اورد ما جاء في كتاب (او ورقة بحث) للسيد Olivier Lauffenburger تحت عنوان ( Hittite Grammar ) وهي عبارة عن شبه ترجمة مختصرة و مستوحاة لكتاب باللغة الالمانية للسيد Johannes Friedrich تحت عنوان Hethitisches Elementarbuch
    ولعدم معرفتي بالالمانية فقد اتجهت الى هذه الترجمة المستوحاة من النص الاصلي, والذي في اساسه يتحدث في قواعد اللغة الخاتية (الهيتية),
    https://www.assyrianlanguages.org/hittite/hittite_grammar.pdf
    وفي مقدمة وتعريف السيد اوليفر بتلك اللغة فانه يقول وبالنص و الحرف:
    ((( The name “Hittite” comes from Hatti, name of the country and the language (non I.E.) of the people
    present before the Hittites. The Hittite kings called themselves “kings of the land of Hatti”. The
    name that Hittites gave to themselves was “Nesumna” (inhabitants of the town of Nesa), and their
    tongue “Nesili” )))
    بما يترجم الى:
    الاسم ( Xîttî, Hittite خيتي ) هو اتي من الاسم ( Xattî, Hatti خاتي ) لغة البلاد و السكان الذين لا ينتمون الى اللغة الهندو-اوربية قبل مجيء ( Xîttî, Hittite الخيتين). و الملوك Xîttî الخيتين سموا انفسهم (ملوك اراض Xattî الخاتيين) . و الاسم الذي اسمى Xîttî الخيتين به انفسهم كان ( Nêşûmne, Nesumna نيسومنا ) بمعنى سكان مدينة ( Nêşe, Nesa نيسا) واسم لغتهم (Nêşilî, Nesili نيسلي).

    كانت هناك ارض و شعب يحمل اسم خاتي ( Xattî ) منطقته تقع و تمتد تقريبا من وسط اسيا الصغرى وباتجاه البحر الاسود وهي مملكة دام حكمها قرابة الحمس قرون, ثم حدث هجرة لشعب ما جاء (وعلى اكثر الترجيح من منطقة القفقاس) وسكنت مدينة ( Nêşe, Nesa نيسا) . على التخوم و الحدود الجنوبية للمكلة خاتي (اي في وسط اسيا الصغرى) واقاموا مملكة لهم و من ثم استلموا حكم مملكة Xattî خااتي التي كانت تقع الى الشمال منهم واندمجوا في مملكة واحدة وحملوا اسم Xattî خاتي على كامل المملكة المتشكلة حديثا. هذه القصة تحدثنا بقصة اندماج الخوريين مع الميتانين تماما ,اندماج تام بين السكان الاصلين مع سكان قادمين ليتشكل في المحصلة قوة كبيرة و قوية تمتد على مساحة شاسعة.
    وكانت عاصمة هذه القوة الجديدة الصاعدة تسمى Xatûşa خااتوشا.

    ان ما قصدته ان الكلمات والترجمات المصطلحات المعربة والتي تستعمل من قبل الاعراب (حثي, حثيين, حاتوسا, حاتوشا … الخ) هي خاطئة و غير دقيقة و بعيدة عن الموضوعية العلمية تماما. والتي كنت اتمنى منك يا سيد بيار روباري ان لا تدخولها الى اللغة الكوردية تحت لفظ ( Hisî ) ففيها الكثير من التشويه و لي عنق الكلمة الاصلية, لان جميع احرف الكلمة الاصلية هي موجودة في اللغة الكوردية (Xattî) فلماذا نذهب الى تحريفها في اللغة الكوردية ايضا.???
    ودعني اشبه هذه العملية من نقل الكلمات بين لغات العالم المختلفة بنموذج شرب ماء النبعة.
    فعندما لا تكون كلمة ما موجودة في اللغة الكوردية (او غيرها من لغات العالم) فان افضل طريقة هي ان نبحث عن اصل الكلمة (ايتمولوجيا) و نحاول فهم معاني مقاطعه المختلفة و بالتالي ترجمة المقاطع المشكلة للكلمة تعتبر ادق واقرب واصح ترجمة للكلمة, اي اننا نشرب الماء من رأس النبعة مباشرة.
    بينما لو اخذنا الكلمة عن لغة ما وهذه اللغة هي بدورها قد اخذت الكلمة عن لغة اخرى بعد ان عدلتها (او ربما حرفتها عن قصد) وهكذا بحيث يمكن ان يتواجد اكثر من وسيط واحد (لغة واحدة ) بيننا وبين الكلمة الاصل, فعندها نحن نشرب الماء من افواه الاخرين … و كلما كثرت تلك الافواه الوسيطة (اللغات الوسيطة) كلما فقدنا طعم الاصلي لماء النبعة.
    ولعل افضل مثال على ما اقوله هو الفرق بين الكلمة الاصلية ووفق نطق سكانها في ذلك الزمن ( Xattî ) و بين الكلمة التي قد استعملتموها في ترجمتكم الكوردية ( Hisî ) الماخوذة من العربية وليس هتى من الاتينية … !!!

    Bimînin xweş-bar
    و دمتم بخير

    1. Kek hêja Rêzan,
      Sipas jibo serinca te û têbînî û pirsên te hemû di cîde ne. Bi kurtî divê em navê nijad bikar hûnin “Hîtî an Xatî”.
      Bes hin caran ez navê Hisiyan bikartînim, jiber piraniya kurdan wî navî dinasin. Ez li ser kurdên Rojava û Başûr daxivim ewên kû bi erebî dizaninî.
      Ev demeka dirêj dixwaze ta gelê me hînî navên xwe yên dirust û nijad bibe. Ez numînakê bidim.
      Navê bajarê (Idlêb) bi kurdî “Dilbîn e”, em neçarin demekê herdû navan li pey hev binivisînin ta Kurd bipejrîne û guhên xwe hobibin.
      Dilbîn: إدلب

      Di lêkolîna xwe ya dawîn de, li ser Bajarê “Agiro” (Cindirês) min hîn neweşandî, lê min di vê lêkolînê de, tenê navê (Hîtî) bikar anî ye. Ev demekê dixwze û divê bihêna me fere be.
      Wek din di pêşerojê de, ger Xwedê mirazke, ez dixwazim pirtûkekê li ser dewleta Hîtî binivisînim û bi belgeyan bidim diyarkirin û çespandin, kû ew kurdên resenin. Ji bilî wê ez dixwazim xwendinek (lêkolînek) serbixwe li ser bajarê/şarê Hatûsa binivisînim.

      Dem xweş û herdem xweş û şad bî.
      Beyar.

      1. Bira Beyar can, dîsan jî silavên rind û xweş ji we ran, û pê re:

        Rast e, u gotina we di cihê xwe da ye, pir kes (û ez jî yek ji wan im) nizanin wan namên (navên) kevinar ji war û bajarên me ra yên ji mêj va ava bûne û hîn jî mane.

        Û mîna we gotî, ew nivîsandina her du naman (navan) li pê hev dimîne wekî çaresera herî durust ji vê alozê re, heya ku ev nefşên xwandekar û nivîskar hîn dibin, ev ramana we pir rast e, û di cihê xwe da ye.
        Û tiştî herî pir xweş jî gava ku ew ve-kolînên kevineşopên dîrokî ku îroj der-dikevin hol û meydanê, ji me ra wan namên (navên) kurdî jî ji nû va ve-dijîne … !!!i
        Ew yeka tiştekî pir xweş e li ba min.

        Bimînin xweş-bar û ber-sax
        Rêzan

Comments are closed.