19\3\2022
أشرنا في مقالنا السابق( تقدير التهديدات الأمنية بين الخطا والصواب) الى أهمية التقدير لمصادر التهديد وكيفية تقييمها وتحليلها.
في هذا المقال سنتطرق الى اهم الأسباب التي تؤدي الى سوء تقدير الأجهزة الأمنية لمصادر التهديد الموجهة الى امن الدولة:
١– الثقة الزائدة، او يمكننا القول الغرور الأمني، مما لا شك فيه ان ثقة الجهاز الامني الزائد بإمكاناته وسيطرته على الأمور وحصوله على ما يريد من معلومات عن الجهات المعادية والصديقة والمحايدة الداخلية والخارجية تؤدي الى إصابته بالغرور الامني الذي هو مرض فتاك ومدمِر لأية مؤسسة حكومية وخاصةً الأمنية، وحينها يخطأ الجهاز في تقديراته لانه يهمل ما يصل اليه من معلومات او يهمل جوانب مهمة من صلب عمله.
٢– ضعف القيادات الأمنية من ادنى المستويات الى أعلاها، أسباب هذا الضعف كثيرة منها تولي أشخاص غير مؤهلين وكفؤيين للمناصب الأمنية على أساس الولاء لشخص معين او جهة معينة دون اعتبار للخبرة والنزاهة والتجربة والإخلاص للوطن والأرض، ومنها اعتماد القائد الامني على فريق عمل ضعيف وغير منسجم فيما بينهم، وكذلك ضعف شخصية القائد الامني امام القيادة السياسية للدولة عند طرح الأفكار والبحث في تقدير التهديدات وتحليلها.
٣– افتقار الجهاز الامني الى استراتيجية أمنية واضحة، مما يصعب عليه بناء خارطة أمنية شاملة وثابتة المعالم وقادرة على حماية المواطنين من كافة اشكال التهديدات، هذه الاستراتيجية القائمة على أساس حماية المصالح العليا والأمن الوطني الشامل.
٤– عدم امتلاك الجهاز الامني التصورات العقلانية والواقعية عن مصادر التهديدات سواء الداخلية او عبر الوطنية، ما ينتج عنها سوء تقدير لها.
٥– عدم إصغاء المراجع والقيادات العليا في البلاد من(الحكومة والقيادة السياسية) لما يتم رفعه من قبل الأجهزة الأمنية اليهم مراراً وتكراراً، مما يؤثر على الروح المعنوية للعاملين في هذه الأجهزة ويشكل لديهم قناعة عدم جدوى العمل وتقدير التهديدات.
٦–اعتماد الجهاز الامني على مصدر واحد في جمع المعلومات عن هدف او مصدر تهديد معين، مما يكون الجهاز أسيراً لما يصل اليه من معلومات معتمداً على أهواء المصدر ونزواته وهدفه ومستوى ثقافته، اما اذا كان المصدر مزدوجاً او مكلفاً من جهة اخرى، فيكون الطامة الكبرى لان مهمته يكون تضليل وخداع الجهاز وتوجيهه بالوجهة التي يريدها او يرسم له.
اما النتائج المترتبة على سوء تقدير الأجهزة الأمنية لمصادر التهديد الموجهة لأمن الدولة، فهي كثيرة منها:
١– تعرض امن البلاد الى عدم الاستقرار والاختلال وفقدان الطمأنينة والشعور بالأمان لدى المواطنين.
٢– اتخاذ قرارات أمنية غير سليمة من قبل القيادة السياسية والحكومة استناداً الى سوء التقدير وما يبنى على الخطا فهو خاطئ.
٣– إهمال مصادر تهديد جدية ورئيسية والاهتمام بمصادر تهديد ثانوية ومنحه حجماً بالزيادة والنقصان.
أية نتائج اخرى سلبية، عسى ان أكون موفقاً في طرح الموضوع والاستفادة منه، والله ولي التوفيق.