يعلمم العراقيون وأصدقاؤهم من الوطنيين والشيوعيين بأنّ الدكتاتورية المقيتة قد أقامت نظاماً دمويا ًحوّل العراق إلى سجن كبير يفوق بشاعته بشاعة السجن الذي أقامته في إنقلابها الأسود في 8 شباط عام 1963، يوم حوّلت البلاد إلى غابة بدائية ومسرحاً لإراقة دماء العراقيين على يد قطعان ” الحرس القومي ” السيئ الصيت.
إنّ حزب البعث الحاكم قد انقضّ بشراسة على كل المكتسبات التي انتزعتها الجماهير الشعبية، ليفرغ هذه المكاسب كبيرها وصغيرها من محتواها الحقيقي، ومن المعلوم أنّ النظام الدكتاتوري البائد انتهج سياسات هوجاء أدت إلى محاربة القوى الوطنية والتقدمية والحزب الشيوعي العراقي، وإلى اعتقال العديد من المناضلين والمواطنين الأبرياء.
ويتذكر الشيوعيون وأصدقاؤهم ايضا نضال أنصار الحزب الشيوعي العراقي البواسل في ميادين الكفاح وسوح النضال في كل بقعة من أرض الوطن، ولا سيّما في كوردستان، حيث كانوا سباقين في التضحية والعمل بنكران ذات لنيل الحرية وتحقيق الأهداف السامية للشعب والوطن وللخلاص من الدكتاتورية البغيضة ، وكانوا دائماً في مقدمة القوى الوطنية والتقدمية في سوح النضال، ويعلمون بأن طريق الحرية وتحقيق النصر على الأعداء لم تكن سهلة و مفروشة بالزهور.
لقد خاض الأنصار الشيوعيون بقيادة حزبهم المجيد ، الحزب الشيوعي العراقي معارك عديدة حققوا فيها انتصارات باهرة ضد العدو الجبان ونظام صدام حسين الدموي كملحمة معركة قزلر البطولية، ففي يوم 24/3/1980 وقبل ـ 42 ـ سنة تصدى أنصار الحزب الشيوعي العراقي ( البيشمه ركة ) لقوات نظام صدام حسين الدكتاتوري الذي جمع أعداداً ضخمة من القوات الحكومية ومن الجحوش المرتزقة مع البهليكوبترات والسمتيات ومختلف الاليات تمهيداً لضرب الجماهير ومحاربة القرى بهدف الانقضاض على أنصار القوى الكوردستانية وأنصار الحزب الشيوعي العراقي بمناسبة عيد نوروز، العيد القومي للشعب الكوردي، وبسبب هطول الأمطار الغزيرة في تلك السنة تأخرت مراسيم الإحتفال بعيد نوروز من 21/3/1980 إلى يوم 24/3/1980، وكانت القوات الحكومية الشرسة على أهبة الإستعداد لتنفيذ جرائمها البشعة بحق الناس الأبرياء وقوات الأنصار للأحزاب العاملة على أرض كوردستان.
تكوّنت مفرزة حزبنا البطلة من 16 نصيراً، والتي خرجت في الفجر من قرية زيوي في الجهة المواجهة لمدينة السليمانية، وصعدت جبل بيره مه كرون الأشم وبعد السير لساعات طوال في البرد وعلى الثلوج، نزلت إلى قرية قزلر في الساعة 11 تقريبا بغية الاستراحة إذ كانوا متعبين، ولتناول وجبة الظهر.
في الساعة 12 من يوم 24/3/1980 وبعد تناول الاكل خرجت والرفيق بيكةس وحلسنا على بعد عدة امتار من جامع القرية ، وحلقت إحدى طائرات الهليكوبتر في سماء قرية قزلر الجميلة المقابلة لجبل بيره مه كرون، والواقعة في وادي ميركه بان التابعة لناحية سرجنار ، وفي الحال تبعتها هليكوبترات أخرى وبدأت بعملية إنزال الجنود والجحوش، واندلعت المعارك فوراً بين القوات الحكومية الغازية وقوات أنصار حزبنا الشيوعي العراقي.
لقد دفع العدو الجبان بأعداد كبيرة من القوات بما فيها القوات الخاصة والجحوش المرتزقة و19 طائرة هليكوبتر ومنها السمتيات التي جرّبها النظام ضد الأنصار قبل القيام بإستخدامها في الحرب ضد إيران.
لقد دارت رحى معركة غير متكافئة بين عناصر مدربة من جيش له خبرة جيدة في الوقوف ضد الجماهير وقمع تطلعاته وإنتفاضاته وبين عدد قليل من الأنصار بأسلحتهم العادية والرديئة، ولقد ظنّ العدو الجبان بأنّه يتمكن من إبادة المفرزة الباسلة أو القبض على أفرادها، إلا أنّ الأنصار الشيوعيين وقفوا بكل بسالة وصمود ضد المجرمين الغزاة وخيبوا آمالهم القذرة.
وفي الواقع كانت أسلحة الأنصار عادية ورديئة وقديمة وهي عبارة عن : 2 كلاشنيكوف، 8 جيسي، 1 برنو، و5 ماو، وسلاح ماو من أسوأ الأسلحة الصينية ( كانت مادة للتندر والنكات) ، وبعد ساعات من المعركة وصلت مفرزة بطلة من قوات بيشمه ركة الاتحاد الوطني الكوردستاني بقيادة إسماعيل كه وره ديى من قرية جوخماخ، ودخلت المعركة فوراً لمناصرة أشقائهم في الحزب الشيوعي العراقي.
وفي المساء حوالي الساعة السادسة بدأ العدو الجبان ” جيشا وجحوشا ” من جمع خسائره وفلوله وترك أرض المعركة والعودة إلى مقراته واسطبلاته ، ومن خسائرنا في معركة قزلر إستشهاد الأنصار البواسل :
- عمر حمه بجكول ( الملا حسين ) عامل في معمل تنقيح السليمانية.
- شفيق كريم ( شاهو ) مدرس اللغة الأنكليزية في ثانوية روشنبير في السليمانية.
- معتصم عبدالكريم ( أبو زهرة ) فنّان تشكيلي من بغداد
- حسن رشيد كادر حزبي من السليمانية ومسؤول قوة حماية مقر اللجنة المركزية في بغداد.
- كمال مام همزة ( هه زار ) عامل بناء في السليمانية.
وجرح النصير الشجاع “شهاب ” من بيشمه ركة الاتحاد الوطني الكوردستاني.
ومن المهم أن نذكر بأنّ 3 من الأنصار المشاركين في ملحمة قزلر البطولية استشهدوا في أماكن أخرى وهم كل من :
- سه رباز الملا أحمد بانيخيلاني ( طالب في المرحلة الأعدادية ) استشهد في ملحمة بكربايف على يد المرتزق الجحش تحسين شاويس وزمرته الجبانة ، ولكن ويا للعار ان تحسين شاويس متقاعد برتبة عالية عند الحزب الديموقراطي الكوردستاني.
- عمر علي ( عمر بوره سلمى ) موظف في مديرية الزراعة في هه له بجه عند إدائه لمهمة حزبية وعسكرية غرق في نهر جه مي سوره بان.
- صلاح الدين حسن ( ماموستا خالد ) عضو مكتب محلية السليمانية ـ معلم : عند عودته إلى السليمانية للعمل في تنظيمات مدينة السليمانية أثناء عمليات الأنفال السيئة الصيت
لقد تم دفن النصير “الملا حسين” في قرية جوخماخ، كما تمّ دفن الأنصار الآخرين “شاهو وأبو زهرة وحسن وهه زار” في مقبرة قزلر، وفي يوم 25/3/1980 شنّ العدو الدكتاتوري هجوماً كبيراً بالدبابات والسمتيات على قرية قزلر مرة أخرى وأستطاعت لعدم وجود أنصار في قرية قزلر من إخراج جثث الشهداء الأربعة ونقلها إلى مدينة السليمانية، ومنعت السلطات الدكتاتورية المجرمة ذوي الشهداء من إقامة مراسيم الفاتحة على أرواحهم الطاهرة.
النصر لنضال الحزب الشيوعي العراقي والحركة الوطنية العراقية والكوردستانية من أجل أماني وتطلعات الشعب والوطن.
الخزي والعار للمجرم صدام حسين وزبانيته الأوباش.
الموت للبعثيين الأشرار وعملاء السلطة الدكتاتورية الساقطة.
23/3/2022
ملاحظات:
* الأنصار الذين شاركوا في معركة قزلر – المفرزة المتكونة من (16) نصير پێشمهرگه هم:
1- حمه كريم قه ره جه تانى (حه مه صالح) 2 – حسن رشيد (فهلاح) 3- كمال مام همزه (ههژار) 4- عمر حه مه بجكول (ملا حسین) 5- معتصم عبدالكريم (أبو زههره) 6- شفيق كريم (مامۆستا شاهۆ) 7- صلاح حسن (مامۆستا خالد) 8- سهرباز الملا احمد بانيخيلاني 9- عومهر عهلی (عمر بووره سلمى) 10- مامۆستا جهمال محمد امين 11- حهمهسالهح سورداشی (مامۆستا سهردار) 12- رهووف رهشید (بێكهس) 13- محمد مظلوم ابو محمد). 14 – بورهان ئهحمهد (عهتا) 15- ئهحمهد رهجهب (سیروان) 16 . عدنان الطالقاني ( ابو هيمن) وقد طهر بعد سنوات بانه خان الحزب بعد تجنيده من قبل الاستخبارات ومديرية الامن في نظام المقبور صدام حسين.
كاك أحمد رجب المحترم
تحية
للاطلاع
“يعلمم العراقيون وأصدقاؤهم من الوطنيين والشيوعيين بأنّ الدكتاتورية المقيتة قد أقامت نظاماً دمويا ًحوّل العراق إلى سجن كبير يفوق بشاعته بشاعة السجن الذي أقامته في إنقلابها الأسود في 8 شباط عام 1963”
يعلم العراقيون وأصدقاؤهم من الوطنيين والشيوعيين بأنّ الدكتاتورية المقيتة قد أقامت نظاماً دمويا ًحوّل العراق إلى سجن كبير تفوق بشاعته بشاعة السجن الذي أقامته في إنقلابها الدموي في 8 شباط عام 1963
محمد توفيق علي