مملكة پاتين (تل الطعينات) حثية – كردية الهوية – دراسة تاريخية – الحلقة الثالثة والأخيرة – بيار روباري

 

Kiralgeha Patîn Hisî – Kurdî ye

لقطات مختلفة من مدينة پاتين الأثرية

سادسآ، أصل تسمية مدينة پاتين ومعناها:

Koka navê bajarê Patînê û wateya wî

قبل مناقشة أصل تسمية مدينة “پاتين” ومعناها واللغة التي تنتمي إليها، دعونا نتوقف عند ظاهرة خبيثة جدآ، يتبعها الكتاب والباحثين المستعربين والمستتركين على حدٍ سواء، ويتبعون هذه الحيلة الرخيصة للتعتيم على الهوية القومية لهذه المدن التاريخية، إن لم يجدوا كلمة مشابهة للتسمية الخورية – الكردية في اللغة الأشورية أو الأرامية أو الكنعانية من حيث اللفظ. كتسمية مدينة پاتين وألالاخ، گر گاميش وشمأل ودلبين (إدلب) وغيرها المدن الأثرية التي تعود للشعب الخوري سلف الشعب الكردي الحالي.

ما هي هذه الظاهرة الخبيثة أو الحيلة الرخيصة؟

إن أي باحث موضوعي وجدي ويحترم نفسه، عندما يكتب عن تاريخ وهوية مدينة من المدن التاريخية، لا بد من البحث عميقآ ولا يكتفي بالأشياء السطحية، ولا ينجر خلف عواطفه الشخصية، ويسمح لنفسه السقوط في فخ التعصب القومي أو غير ذلك. سنتناول عدة أمثلة لشرح وتوضيح هذا الأمر، ونفضح من خلالها خبث هؤلاء مسوقي الأكاذيب وحيلهم الرخيصة.

المثال الأول:

إذا أردنا البحث في هوية وتاريخ مدينة (ديار بكر)، كما يسمونها الأتراك والعرب، هل يعقل أن نتكفي بمدة (1500) ألف وخمسمئة عام، أي زمن مجيئ الغزاة العرب المسلمين الأشرار والقتلة وإحتلالهم أراضي كردستان ودينة آمد، وفرض دينهم الإجرامي على الشعب الكردي إضافة إلى لغتهم؟؟ وثم الإدعاء أن المدينة ملك العرب، كون إسمها على إسم عشيرة “بني بكر” العربية، والقول أن والكرد غرباء عنها. باحثٌ أو مؤرخٌ من هذا النوع، لا يساوي فلسآ واحدآ إن كان أبو التاريخ نفسه أي السيد “هيرودوت”.

إن مدينة آمد لعريقة لا يقل عمرها عن (6000) ستة ألاف عام، وبناها الخوريين أسلاف الشعب الكردي ما يطلق عليهم تجاوزآ السوباريين أي (الشماليين) بحسب اللغة السومرية الكردية، كون السومرين كانوا يطلقون تسمية سوبار على الناحية الشمالية من الكرة الأرضية. وإسم المدينة عندما إنشأت كان “آمد”. فإذآ الباحث إن لم يكن صادقآ مع نفسه، ولم يعتمد على علم الأثار والإكتشفات الأثرية والنقوش والرسوم والمنحوتات المكتشفة، لا يمكن أن يعتد بكتاباته وأقواله.

إن تعريب إسم المدينة ووجود بعض المستوطنيين من المحتلين العرب فيها منذ (1500) عام خلت، لا يعني بأي شكل من الأشكال أنها أصبحت مدينة عربية ولا تركية، ولو أن الأتراك يحكمونها منذ حوالي أكثر من (500) خمسمئة عام. آمد مدينة خورية – كردية منذ أن وجدت، وستبقى كذلك ما دام هناك كرديآ واحدآ حيآ يعيش على وجه البسيطة.

 

المثال الثاني:

مدينة إدلب التي تقع ضمن جبل “ليلون” العريق، ويعود تاريخها إلى أكثر من (5000) خمسة ألاف عام قبل الميلاد، والتي أسست حول معبد خوري – يزداني، كان يتبع دينيآ إلى المعبد الرئيسي في المنطقة ألا وهو معبد النبي خوري، وهو في الحقيقة معبد الإله “خور” أي الشمس، في منطقة أفرين الحالية، التي تقع إلى الشمال من مدينة إدلب بحوالي 50 كيلومترآ.

لا يمكن لباحث يحترم قلمه والمعايير البحثية العلمية، أن يققز فوق المرحلة الخورية – الميتانية التي فيها تأسيس هذه المدينة التاريخية، والمرحلة الميتانية كانت مرحلة إزدهارها وتطورها وتوسعها عمرانيآ، كما لا يمكن القفز فوق المرحلة الحثية من عمر هذه المدينة الأثرية المهمة، ويبدأ من مرحلة الإحتلال الأشوري البربري لموطن الخوريين ومن ضمنها مدينة دلبين، كما فعل العديد من السفهاء العرب ممن مَن يسمون أنفسهم باحثين ومؤرخين، كل ذلك بهدف التعمية والتعتيم على حقيقة إسم المدينة التاريخي، الذي نعرفه جيدآ وهو “دلبين”.

 

المعبد الخوري – اليزداني التاريخي الذي بنيت حوله مدينة دلبين، لم يختلف بشيئ عن باقي نظرائه في المنطقة، وفي أفرين وباقي مناطق كردستان، ولم يكن معبدآ وثنيآ كم إدعى كذبآ المستعربون العرب والكرد الذين تنصروا على يد الرومان والبيزنطيين، لأن الشعب الكردي وأسلافه، لم يعبدوا الأصنام قط بخلاف جميع شعوب الأرض. وقام المسيحيين الأشرار بهدم المعبد الخوري اليزداني، وأقاموا على أنقاضه كنيسة مسيحية مقيتة، ذاك المعبد الذي كان يعتبره الكرد الخوريين “بيت اليزدان” ومكان لعبادته ولا يعبد شيئٌ أخر فيه.

وللطرافة سمي هذا الدير بنفس إسم المعبد الخوري، لأن سكان  المدينة من الخوريين، رفضوا تبيدل الإسم لأنه كان إسم البلدة والمعبد في نفس الوقت، ولهذا كان من الصعب تغير إسمه. وبعد الإحتلال العربي الإسلامي البربري على الطريقة الداعشية للمدينة، قاموا بتحوير إسم الدير إلى (دير- لب). والكثيرين لا يعرفون أن كلمة الدير ذاتها كلمة كردية رصينة تم تعريبها. وكلمة “يزدان” تعني الإله

في اللغة الكردية القديمة والحالية، وتسمية “دلبين” التي أطلقت على المعبد كلمة كردية مركبة من مفردتين وسنشرحهما في الحال.

Dil:  القلب

Bîn – dîtin:  رؤية

Dil + bîn  ——>   Dilbîn: القلب الرائي

Dilbîn  ——>  Dilb   ——>  Idlib.  إدلب

لهذا دخل المستعربين العرب العنصريين ومعهم الترك المستتركين الأكثر عنصرية، في جدال ونقاش كلآ في نطاقه حول أصل تسمية مدينة “پاتين”، وحاولوا جاهدين لتفسيرها وإعطاء معنى ما لها، ولكنهم لم يفلحوا في ذلك، وفي النهاية إكتفوا بالقول: أن إسمها الأصلي غير معروف!!!! وهذا غير صحيح على الإطلاق ومجرد كذب وهدفه التعتيم على هوية المدينة القومية، ونسب المدينة للمحتلين لعرب أجداد وحوش داعش والنصرة وتنظيم القاعدة الإجرامي والقاتل صدام وأردوغان. وما كان ملفتآ للنظر بالنسبة لي، هو تجنب كلا الطرفين العربي والتركي، التحدث عن اللغة التي كان يتحدث بها أهل وسكان مدينة “پاتين” الأصليين.

أحد المواقع الأثرية بمدينة پاتين الأثرية

السؤال: من أين أتت تسمية مدينة پاتين وما معناها؟

للإجابة على هذا التساؤل، لا بد لنا من شرح الموضوع باللغتين الكردية والعربية لضرورات علمية لها علاقة “بعلم أصول الكلام”، الذي يسمونه بالإنكليزية “الإيتمولجيا” وباللغة الكردية “پيڤ-سازي”.

تسمية “پاتين”، كلمة كردية قديمة وهي بالأصل (پاتن) والتي تعني الحرق أو الطبخ. وسبب تسمية المدينة بهذه التسمية يعود إلى سواد تربها، ومن هنا سمي النهر الذي يمر بالقرب منها “چما رش” أي النهر الأسود. وللتذكير مدينة راجو إحدى مدن منطقة أفرين هي الوحيدة في كل غرب جنوب كردستان

أي سوريا المفيدة تحتوي على فلزات الحديد، ومملكة شمأل البعيدة عنها حوالي (100) مئة كيلومتر إلى الشمال، كانت تستخرج مادة الحديد من جبلها وحتى الحكومة السورية، كانت تستخرج الحديد من ذات الموقع.

Navê bajarê Patînê, koka wê ji peyva “patin” hatî û tê wateya şewtandin û kelandin.

Ev têgîn gelekî kevnar e û sedema navlêkirina vî navî li bajêra Patînê, jiber kû axa navçeyê an herêmê reş e. Jiber reşiya zeviya herêmê navê çema têre derbas dibe kirin “Çema Reş” û ev çem teve çema Efrînê dibe û paşê herdû teve Çema Asî dibin û derbasî nav Deriya Gewir dibin.

Jibo agahiya we, kirgelha Şemelê ya kû (100) sed kîlomitir ji Patînê ve dûr e û li bakûrî wê dikeve, hesin ji bajarokê Reco – herêma Efrînê derdixistin û hesin jê çê dikirin û herwisa hukmeta Sûriyê jî, xama hêsin ji çiyayên Reco derdixist û dikir hesin.

إحدى الألواح المكتشفة في مدينة پاتين

هؤلاء مزوري التاريخ، لو أنهم وجدوا ما يساعدهم في تسويقه مثل لفظة قريبة من إسم “پاتين”، في اللغة الأشورية أو غير ذلك، لصدعوا رؤوسنا، وما كانوا قصروا ولأتحفنونا بأكاذيبهم وخزعبلاتهم، كما فعلوا مع أسماء المدن الخورية الأخرى، ونسبوا هذه المدينة وتاريخها أيضآ لأنفسهم دون حياءٍ وخجل، ولضربوا الحقائق التاريخية واللغوية بعرض الحائط كما هي عادتهم. تمامآ مثلما فعلوا مع العديد من المدن الخورية – الميتانية – الحثية الكردية الأثرية كمدينة:

“گرگاميش، أوگاريت، مبوگ، أزازخزم، سبپرا، أرپاد، دلبين، هلچ، باب، خوران، دارازه، إيمار، گريه أران، شاد-با، با-خاذ، …. إلخ”. وهذا التصرف ليس أمرآ إعتباطيآ، إنما هو عمل مقصود ومخطط له سلفآ، والغاية معروفة، وهي التعتيم على هوية هذه المدن القومية، لأن ظهور الهوية الحقيقية لهذه المدن سيفضحهم أمام الجميع، وهذا ما يرغبون فيه.

سابعآ، الوجود الكردي في مدينة پاتين وسهل الهمگ:

Hebûna kurdan li bajarê Patînê

لا يمكننا الحديث عن الوجود الخوري – الكردي في مدينة “پاتين”، بمعزل عن بقية المدن التاريخية التي يضمها كل من سهلي “چوما والهمگ” وإقليم ألالاخ ومن هذه المدن: أندارا، ألالاخ، النبي خوري، شمأل ودارزه التي تقع على سطح جبل ليلون الذي يطل على السهل من جهة الشرق، حيث جميع المدن القديمة مرتبطة ببعضها البعض، فمثلآ المسافة بين مدينة ألالاخ ومدينة پاتين لا تتعدى (800) متر. هذا إضافة إلى الوجود الكردي القوي في هذه المنطقة لليوم، وخاصة في مدينة أكبس، قرخان، أرزين، چار-ريه، جيهان، ريحانية، إصلاحية. وقبل الدخول في تفاصيل الوجود الخوري – الميتاني – الحثي التاريخي في هذه المنطقة، والوجود الكردي في كامل إقليم “ألالاخ”، لا بد لنا أن نميز بين السكان الأصليين أصحاب الأرض، والفئات الأخرى وهي:

أولآ، فئة المحتليين:

فئة المحتلين هم في بقايا المحتلين الأشوريين، الأكديين، المصريين، الفرس، شعوب البحر، الرومان، البيزنطيين، العرب الأتراك، وجميع هؤلاء غزاة لا ينتمون لهذه الأرض بأية صلة على الإطلاق، وهم في الحقيقة مجرمين عتاد ولصوص، أجرموا بحق الشعب الخوري – الكردي خلال إحتلالهم لهذا الإقليم الميتاني الكردي. وأكبر تغيير ديمغرافي شهده إقليم ألالاخ كان في ثلاثة فترات مختلفة هي:

1- الفترة الرومانية والبيزنطية:

حيث إستقدم هؤلاء المحتلين المجرمين الكثيرين من بني جلدتهم إلى هذه المنطقة المهمة والجميلة، وبنوا فيها مدينتين جديدتين هما (إسكندرونة) نسبة إلى إسم ذاك السفاح والمجرم “إلكسندر المقدوني”، والثانية أنطاكيا وأيضآ على إسم أحد قادة الرومان العسكريين تكريمآ له، على جرائمه وفظائعه بحق الخوريين والميتانيين الكرد.

2- الفترة العربية الإسلامية الفاشية:

حيث أجبروا أسلاف الكرد على إعتناق دينهم الشرير بحد السيف وفرضوا عليهم لغتهم بالقوة وإستجلبوا المزيد من جحافلهم المتخلفة للمنطقة وإستوطنوهم فيها، وحكموها حكمآ مباشرآ بالحديد والنار وفرضوا الضرائب على أهلها، وأجبروا الرجال للقتال لصالحهم.

3- الفترة العثمانية – الأتاتوركية الإجرامية:

لقد مارست عصابة ال عثمان كل أشكال الإجرام بحق الشعب الكردي الذي رفض العبودية وحياة الذل، ولهذا إستقدموا مجموعات جركسية وتركمانية من القوقاز وأسكنوهم في إقليم “ألالاخ” الخوري جنة الله في الأرض، والأنكى من ذلك هو قيامهم بتهجير أبناء الإقليم الأصليين منه إلى مناطق أخرى بعيدة جدآ وعادة كانوا يهجرونهم إلى مناطق قاحلة ونائية، وفعلوا هذا في جميع المناطق الكردية التي وقعت تحت سيطرتهم على مدى سنوات حكمهم الطويل.

ثانيآ، فئة المستوطنيين:

فئة المستوطنيين هي مجموعات بشرية مختلفة يقطنون هذا الإقليم، وهم من خارج المنطقة كليآ ومن هؤلاء المستوطنيين (الجركس، التركمان)، إستقدمهم السلطات العثمانية الإجرامية، بهدف تغيرالطابع الديمغرافي للمنطقة وكي يتمكنوا من تطويع الكرد والتحكم بهم وتجنب تمردهم على سلطاتهم الإجرامية.

ثالثآ، فئة المهاجرين:

المقصود بهم الأرمن، وأكثريتهم فروا من المذابح التي إرتكبها الجيش العثماني بحقهم أثناء الحرب العالمية الأولى عام 1915-1916، وجميعهم عاشوا بين أفراد الشعب الكردي وإحتموا بهم، وفعلآ حموهم وإحتووهم، كي لا يتعرضون للقتل والتنكيل على يد عصابات عبدالحميد الثاني الإجرامية.

رابعآ، فئة الفرق الدينية:

نقصد بالفرق الدينية بشكل رئيسي الفرق التالية: الهلويين (العلويين)، الإيزيديين، الدروز (دورست). وجميع هذه الفرق منشقة عن الديانة اليزدانية، والتي تحدثنا عنها سابقآ في معرض هذه الدراسة. الفرق الثلاثة ومعهم الكاكائين والشبك واليارسانيين، جميعهم ينتمون للشعب الكردي، حتى لو أختلفت تسمية فرقهم.

أما بخصوص الوجود الشيعي والإسماعيلي في إقليم ألالاخ الخوري – الكردي، فهم قلة قليلة ومن بقايا الإحتلال الإسلامي العربي السرطاني. كما أن المسيحيين القاطنين في الإقليم، في معظهم هم من الكرد، مع بعض الأسر المسيحية التي يعود إصولها إلى المحتلين البيزنطيين والصليبيين. ورغم كل ما تعرض له هذا الإقليم وأهله من الكرد الخوريين – الميتانيين – الحثيين، نجد لليوم وجود قوي للشعب الكردي فيه، وخاصة إذا شملنا منطقة أفرين معه، التي إقتطعت منه وضمت للكيان اللقيط الذي يسمى اليوم (سوريا)، فسيكون نسبة الكرد فيه هي الأعلى، ولا غرابة في ذلك لأن المنطقة برمتها خورية – ميتانية – كردية منذ عشرات ألاف السنين.

التركيبة العرقية لسكان إقليم لألاخ (إسكندرون) عام 1936

وإذا أمعنتم النظر في الخريطة المنشورة في الأعلى، وهي تحاكي نسبة المجموعات السكانية للإقليم في عام 1936 ميلادية، ستكتشفون بأنفسكم حقيقة الوجود الكردي، والخريطة لستُ أنا من طبعها ونشرها

وإنما الجانب السوري الرسمي، كي لا يتهمني أحد أنني وزعت النسب على مزاجي الشخصي. وإذا

جمعنا الكرد السنة مع الكرد العلويين واليزيديين، إضافة للكرد الدروز والمسيحيين، لا شك أنهم يشكلون غالبية سكان الإقليم ولا شك عندي في ذلك. ثم لا ننسى إن الأتراك والعرب والشركس والتركمان غرباء ومستوطنيين، ولا يجوز أن يقرروا مصير هذا الإقليم الكردي، ولكن من حقهم الإنساني البقاء والعيش فيه، إن قبلوا بكردستانية الإقليم. اليوم، يبلغ تعداد سكان إقليم “ألالاخ” (1.533.000) مليون ونصف ألفا نسمة تقريبآ، وأغلبيتهم مسلمين سنة (وفق الإحصائيات التركية لعام 2015)، وتتوزع أعراقهم كما قلنا على الشكل التالي:

1- الكرد. 2- العرب. 3- التركمان. 4- أقلية شركسية وأرمنية صغيرة.

وإذا عدنا للوجود الخوري – الكردي في مدينة “پاتين”، فلا شك أن سكانها كانوا خوريين ولم يكن بينهم شخص من قومٍ أخر نهائيآ. بدأ التواجد الأجنبي يظهر في المدينة بعد الإحتلال الأشوري والبابلي ومن ثم الإحتلال المصري لها. لأن قبل غزو هؤلاء الأشرار والهمج لم يكن يعيش في هذه المنطقة سوى الشعب الخوري، وأبنائه من بعده وخاصة الميتانيين والحثيين.

ثامنآ، الحياة الإقتصادية في مملكة پاتين:

Jiyana aborî ya bajarê Patînê

إن النشاطات الإقتصادية في مدينة “پاتين” الخورية – الحثية التاريخية، لم تختلف بشيئ عن النشاطات الإقتصادية التي عاشتها بقية المدن الخورية – الحثية في سهل الهمگ وخاصة مدينة ألالاخ القريبة منها جدآ. وكانت المدينة على علاقة تجارية وثيقة مع محيطها القريب من مدن إقليم ألالاخ أو تلك التي تقع خارج الإقليم مثل مدنينة أوگاريت الساحلية، هذا إضافة إلى مدن جبل ليلون مثل دارازه ودلبين ومرورآ بمدينة هلچ (حلب) وأرپاد ومبوگ وگرگاميش وشمأل. وظلت الحركة الإقتصادية فيها نشطة وإستمرت لفترة زمنية طويلة، وذلك لعدة أسباب منها:

أولآ، كون مدينة پاتين مع مدينة ألالاخ اللواتي يتوسطن سهل الهمگ كما أشرنا سابقآ، وبأن إقليم ألالاخ كان ولا يزالان يشكل حلقة الوصل بين شمال وأقصى غرب كردستان (الأناضول)، وحوض الفرات وعبره إلى أقصى جنوب كردستان (موطن الكرد السومريين والإيلاميين والكاشيين)، وحلب، أوگاريت، اللاذقية، قطنا، دمشق، خوران (حوران) وهضبة الگولان.

ثانيآ، وجود مادة الخشب المتوفرة بكثرة في جبال الأمانوس المطلة على البحر، وهي الأفضل جودة من بين جميع أنواع الخشب المتوفر في الدولة الحثية، والتي من أجلها قاد الأكديين والأشوريين حملة عسكرية على المنطقة وسيطروا على مدينتي پاتين وألالاخ، بهدف الوصول إلى مصدر الخشب.

ثالثآ، وجود ميناء على البحر المتوسط، كانت المدينتين يستخدمونه في تجاراتهما مع المدن الأخرى.

أما في داخل المدينة فكانت الحركة التجارية عبارة عن بيع وشراء ويتم في ميدان المدينة الرئيسي والذي كان يسمى “البازار”، وهي تسمية كردية رصينة وقديمة للغاية، والعديد من الشعوب أخذت هذه التسمية عن الكرد منهم: (الفرس، العرب، العثمانيين، المصريين، الأوروبيين، …)، ومن هذه التسمية إشتقت كلمة “باژار” الكردية والتي تعني المدينة. وهذه العادة أي قيام البازار في يوم معين من أيام الأسبوع أو أكثر من يوم، مستمرة ليومنا هذا في جميع المدن الكردية والأوروبية معآ وتحت نفس التسمية. أما المواد التي كان يتم يبعها وشرائها في البازار، كانت خليط من المنتجات الزراعية، الحيوانية، والصناعية مثل الأواني النحاسية، الجلود، الأصباغ والثياب، … إلخ. هذا إضافة إلى وجود محلات للأطعمة، والدكاكين المختلفة مثل دكاكين الحياكة، النجارة، الحدادة.

وإشتهرت المدينة إلى جانب الزراعة بتربية الحيوانات وفي مقدمتها المواشي (الأغنام والماعز)، وكانوا

يحصلون منها على الحليب، اللبن، الزبدة واللحم، الصوف والجلود وكلها مواد مهمة وكانت ضرورية لحياة سكان المدينة، وليومنا هذا نربي الحيوانات لنعيش منها، فالثروة الحيوانية والزراعية كانت مهمة وستبقى للأبد ولكل شعوب الأرض.

وكان القسم الأعظم من المواشي والخيول والأراضي الزراعية ملكاً للحاكم أو الملك والحاشية، كما كان هناك ملاك صغار للماشية والأراضي إلى جانب الحاكم وحاشيته وإن كانوا قلة. والصوف كان يلعب دورآ مهمآ في صناعة الألبسة، الأقمشة، والسجاجيد، التي كانت تستخدم في البيوت والمعابد على حدٍ سواء، ولهذا كان يعتبر الصوف ثروة مهمة بالنسبة لسكان مدينة پاتين.

عمليات التنقيب في مدينة پاتين

في المقابل كانت الزراعة تعتبر العمود الفقري لإقتصاد المدينة والمناطق التابعة لها. كون سهل “الهمگ وجوما” سهلين خصبين، وكان االناس يزرعون الحبوب بشكل رئيسي الحبوب وخاصة القمح لتأمين مادة الخبز، والشعير كعلف للدواب إلى جانب زراعة أشجار الزيتون، كروم العنب، التين، الرمان، وزراعة الخضروات بأنواعها المختلفة، وكان السهلان يشكلان المصدر الزراعي الأساسي، ويمدان سكان المدينة والمنطقة بالمواد الغذائية الضرورية.

 

تاسعآ، الخلاصة:

Kotayî

في ختام هذه الدراسة التاريخية الموجزة، التي تناولنا فيها هوية وتاريخ مدينة “پاتين” الأثرية بشكل أساسي والمنطقة المحيطة بها بشكل عام. هذه الدراسة لا شك هي الأولى من نوعها كرديآ، التي تتناول تاريخ وهوية هذه المدينة الخورية – الميتانية – الكردية المهمة، والتي تشكل جزءً أساسيآ من تاريخ الشعب الكردي وأسلافه. ليس هذا وحسب، وإنما يؤكد وبشكل قاطع كردية كامل إقليم ألالاخ بسهوله الخصبة، وجباله الشامخة، وشاطئه الأزرق الجميل، وبأنهاره الغزيرة، وغاباته الكثيفة، وأثاره الخالدة، وخليجه المتفرد وقلاعه التاريخيه، وطبيعته الخلابة.

كما إن المدينة بتاريخها وأثارها الثرية والكثيرة، تشكل جزءً مهمآ من ذاكرة الشعب الكردي وأسلافه من الخوريين والميتانيين والحثيين والميديين، ومن دون هذه الذاكرة التاريخية سيبقى الشعب الكردي يحيا في دوامة مستمرة ولن يكون بإستطاعته أن يخط مستقبله، وهناك العديد من الأقوام حول العالم، لم تكن تملك تاريخآ في الأساس، ولكنها خلقت لنفسها تاريخآ ولو من الأكاذيب وعبر سرقة تاريخ الأخرين مثل: الأتراك، الفرس، العرب، الأرمن، الأذربيجانيين، اليهود، …. إلخ.

وفي المقابل الشعب الكردي الذي يملك تاريخآ عريقآ وثريآ، تخلى كليآ عن تاريخه، أي بمعنى تخلى عن ذاكرته، ولهذا تجد الغالبية الساحقة من الكرد يجهلون تاريخهم إلا فيما ندر، وهذا التاريخ الذي يعرفونه، كتبه الأخرين وفق أهوائهم ومصالح السياسية والقومية.

الغريب حينما كان المحتلين العرب والأتراك يتقاتلون على ملكية إقليم ألالاخ (إسكندرون) أثناء الإنتداب الفرنسي، الكرد أصحاب الأرض كانوا صامتين صمت القبور، وكأن القضية لا تعنيهم نهائيآ وحتى اليوم بعض الجهلة والمهزوزين من الكرد، لا يصدقون أن هذا الإقليم الهام جزء لا يتجزأ من غرب كردستان. ومنطقة “چيايه كرمينچ” أي أفرين، هي جزء من هذا الإقليم ومنذ عشرات ألاف السنين ويعيش الشعب الكردي لليوم فيه، وسيستمرون رغم الإحتلال التركي له ولمنطقة أفرين.

الغريب أن الغالبية العظمى من أبناء الكرد لا يعرفون شيئ عن تاريخ إقليم “ألالاخ” والممالك الخورية المتعددة التي يضمها بين جنباته، ولهذا لم يهتموا يومآ بهذا الإقليم ومدى أهميته الجيو- سياسية. ثم هل يعقل أن إقليم ألالاخ، الذي يضم كل تلك المدن الخورية والتي يعود تاريخها على الأقل إلى 3500 ألاف سنة قبل الميلاد، عندما لم يكن هناك لا أشوريين، ولا بابليين، ولا أموريين، ولا الكنعانيين، فما بالكم بالفرس والرومان والبيزنطيين والعرب والأتراك، أن يكون عربيآ أو تركيآ؟؟؟

المستعربون العرب والمستتركين الأتراك، يحاولون عبر تسويق الأكاذيب وعمليات الإحتيال وفبركة القصص الزائفة وتزوير الحقائق التاريخية، نسب ملكية إقليم ألالاخ لأنفسهم، وكل طرف من الطرفين يكذب الأخر، ومع أن كليهما أكذب من بعضهما البعض، ولا يمتون لهذه الأرض الخيرة بأي صلة لا من قريب ولا من بعيد. وكلا الطرفين العربي والتركي مجرد محتلين وقتلة محترفين، وإرتكبوا بحق الشعب الكردي أفظع الجرائم، ويجب دحرهم من كل كردستان وليس فقط من إقليم ألالاخ وبكل السبل المتاحة والممكنة. وعلى القيادات السياسية والثقافية الكردية، رفع صوتهاعاليآ والمطالبة بهذا الإقليم الكردي وضمه إلى خارطة غرب كردستان دون خوف.

وختامآ، أقول للقيادات ” السياسية الكردية” الجاهلة بتاريخ أسلافهم وشعبهم أن يدركوا أن هذا الإقليم من الناحية الإستراتيجية أهم من كل مناطق كردستان قاطبة، وهو الرئة التي يمكن للكرد وكردستان التنفس من خلاله والتواصل مع العالم الخارجي، ولو أن الكرد أدركوا تاريخيآ أهمية هذا الإقليم الإستراتيجية، لتصرفوا بشكل مغاير كليآ مع الوضع.

وخسارة منطقة أفرين قبل سنتين، أصابت الشعب الكردي بأكمله بأكبر خسارة جيو- سياسية، لأن هذه المنطقة مع إقليم ألالاخ، هما أهم من جميع أقاليم كردستان من الناحية الإستراتيجية، نظرآ لموقعهم الهام والحساس جدآ والمطل على البحر المتوسط، ولولا ذلك لما إحتل الأتراك منطقة أفرين وغيروا في ديمغرافيتها، وأحمقٌ ذاك الكردي الذي يصدق الأتراك بأنهم إحتلوا منطقة “أفرين” بسبب وجود حزب العمال الكردستاني فيها. ووغدٌ وعميلٌ كل كردي يروج للتك الدعاية الرخيصة التي روج لها الأتراك لتبرير هجومهم الوحشي والبربري على منطقة أفرين وأهلها المسالمين الأمنين ونكلوا بهم وطردوهم من ديارهم.

خريطة توضح مواقع بعض المدن الخورية الأثرية شمال البحر المتوسط

==========================================================

عاشرآ، المصادر والمراجع:

Lêveger û çavkanî

1- آثار الممالك القديمة في سورية.

المؤلف: علي أبو عساف.

الناشر: وزارة الثقافة – دمشق 1988.

2- “موزاف/ أوركيش”.

– وثائق الأثار السورية – المجلد الأول عام 2002.

المؤلف: عبد المسيح بغدو – بوتشبلني جورجيو.

3- الديانة السورية القديمة خلال عصري البرونز الحديث والحديد (1600-333)ق.م.

المؤلف: محمود حمود.

الناشر: الييئة العامة السورية للكتاب دمشق 2014.

4- الأثار السورية – عصر فجر التاريخ.

المؤلف: ايفا شترومنغر.

ترجمة: نايف بللوز.

الناشر: دار فورفرتس – فيينا لعام 1985.

5- حفريات عين دارا – الموسـم الأول 1956.

المؤلف: فيصل الصيرفي.

الناشر: المديرية العامة للاثار والمتاحف – المجلد العاشر عام 1960.

6- قضية الحوريين بعلاقتهم مع مدينة كحت- تل بري.

المؤلف: ماريو سالفيني.

ترجمة: بشير زهدي.

الناشر: مجلة الحوليات العربية السورية، المجلد الرابع والثلاثون – 1983.

7- العواصم والقلاع في العصر البرونزي الحديدي في سورية وعلاقتها مع اليابسة والمياه.

المؤلف: فان ليريز.

ترجمة: فيصل الصيرفي.

الناشر: مجلة الحوليات الاثرية العربية السورية، المجلد الثالث عشر – 1963.

8- دراسات في تاريخ الشرق الأدنى القديم – دراسات وابحاث.

المؤلف: د. اسامة عذهان يحيى.

أشور بانيبال للكتاب – الطبعة الأولى، بغداد عام 2015. الناشر:

9- آلالاخ مملكة منسيّة ومكانة رفيعة.

المؤلف: ليونارد وولي.

ترجمة: ترجمة فهمي الدالاتي.

الناشر: وزارة الثقافة – دمشق 1993.

10- تاريخ سوريا السياسي (3000-300 ق.م).

المؤلف: هورست كلينغل.

ترجمة: سيف الدين زياب.

الناشر: دار المتنبي – دمشق عام 1998.

11- دراسات في تاريخ الشرق القديم (مصر، العراق، سورية، اليمن، إيران)

المؤلف: عمار عبد الرحمن.

الناشر: مكتبة أنجلو المصرية – القاهرة، الطبعة الثانية عام 1963.

 

12- مملكة آلالاخ.

المؤلف: أحمد فخري.

الناشر: الهيئه العامة السورية للكتاب، وزارة الثقافة – عام 2008.

13- مملكة ألالاخ ألق على العاصي.

المؤلف: عمار عبد الرحمن.

الناشر: منشورات المديرية العامة للأثار والمتحاف – دمشق عام 2008.

14- تاريخ سورية السياسي (3000-300)ق.م.

المؤلف: هورست كلينغل.

ترجمة: سيف الدين دياب، وتدقيق: عيد مرعي.

الناشر: دار المتنبي – للطباعة والنشر والتوزيع، الطبعة الأولى، دمشق عام 1988.

15- ظهور الكورد في التاريخ. الجزء الأول.

المؤلف: الدكتور جمال رشيد أحمد.

الناشر: دار آراس للطباعة والنشر- أربيل، جنوب كوردستان، الطبعة الأولى – عام 2003.

16- مملكة ألالاخ، ألق التاريخ على العاصي.

– دراسة سياسية – إقتصادية – إجتماعية.

المؤلف: عمار عبد الرحمن.

الناشر: دمشق 2000.

17- دراسات كردية في بلاد سوبارتو.

المؤلف: الدكتور جمال رشيد أحمد.

الناشر: مطبوعات الأمانة العامة للثقافة والشباب، بغداد عام 1984.

18- تاريخ مملكة ميتاني الحورية.

المؤلف: الدكتور احمد محمود الخليل.

الناشر: مؤسسة موكرياني- هولير عام 2013.

19- إدريمي ملك ألالاخ.

المؤلف: عيد مرعي.

الناشر: جامعة دمشق – حزيران عام 1988.

20- العرب قبل الاسلام – الجزء الأول.

المؤلف: جورجي زيدان.

الناشر: دار الهلال – الطبعة الثانية، عام 1922.

21- الحوريون تاريخهم وحضارتهم.

التأليف: فيلهلم جرونت.

ترجمة وتعليق: د. فاروق إسماعيل.

الناشر: دار جدل، حلب – الطبعة الأولى لعام 2000.

22- تاريخ حلب في بداية الألف الثاني – من خلال نصوص ماري.

المؤلف: جان ماري دوران.

الناشر: مجلة دراسات تاريخية – العددان (45-46) حزيران، عام 1993.

23- الأرض والإنسان في ألالاخ في القرنيين الثامن والخامس عشر.

المؤلف: فيصل عبدالله.

الناشر: مجلة دراسات تاريخية – العددان (35-36) حزيران، عام 1990.

24- الحياة الزراعية وأثارها في مجتمع الهلال الخصيب.

– في عصر الممالك القديمة.

المؤلف: علي أبو عساف.

الناشر: مجلة دراسات تاريخية – العددان (35-36) حزيران، عام 1990.

25- معبد عين دارا (1).

الناشر: منشورات وزارة الثقافة – دمشق عام 1991.

26- إله الطقس السوري والعلاقات التجارية.

المؤلفان: هورست كلينغل – كلينغل إيفلين.

الناشر: مجلة الحوليات العربية السورية – العدد 41، لعام 1999.

27- أديرمي ملك ألالاخ.

المؤلف: عيد مرعي.

الناشر: مجلة دراسات تاريخية – العددان (29-30) حزيران، عام 1988.

28- مملكة ألالاخ.

الناشر: مجلة عاديات – حلب، لعام 1999.

29- تاريخ سورية ولبنان وفلسطين.

المؤلف: فيليب حتي – جبرائيل جبور (المحرر).

الناشر: دار الثقافة بيروت عام 2019، الجزء الاول والثاني – الطبعة الثالثة.

30- التوارة (الكتاب المقدس).

المؤلف: بولس الفغالي – وانطوان عوكر.

الناشر: الجامعة الأنطونية – الطبعة الأولى – جنوية لبنان لعام 2007.

31- جولة أثرية فى بعض البلاد الشامية.

المؤلف: أحمد وصفى زكريا.

الناشر: دار الفكر المعاصر – الطبعة الثانية – دمشق عام 1984.

32- Richard W. Haines: Excavations in the Plain of Antioch, Vol. II: The Structural Remains of the Later Phases: Chatal Hüyük, Tell Al-Judaidah, and Tell Tayinat (= Oriental Institute Publications 95). Chicago 1970. ISBN 0-226-62198-7 (Volltext)

33- Timothy P. Harrison: Neo-Hittites in the “Land of Palistin”. Renewed Investigations at Tell Tayinat on the Plain of Antioch, in: Near Eastern Archaeology 72 (2009), S. 174–189

34- Jacob Lauinger: Esarhaddon’s Succession Treaty at Tell Tayinat: Text and Commentary, in: Journal of Cuneiform Studies 64 (2012), S. 87–123.

35- Timothy P. Harrison, James F. Osborne: Building XVI and the Neo-Assyrian Sacred Precinct at Tell Tayinat, in: Journal of Cuneiform Studies 64 (2012), S. 125–143.

36- Lynn Welton et. al., Shifting Networks and Community Identity at Tell Tayinat in the Iron I (ca. 12th to Mid 10th Century B.C.E.), American Journal of Archaeology, vol. 123, no. 2, pp. 291-333, April 2019.

37- Stuart W. Manning et. al, Beyond megadrought and collapse in the Northern Levant: The chronology of Tell Tayinat and two historical inflection episodes, around 4.2ka BP, and following 3.2ka BP, PLOS ONE, October 29, 2020

38- R. C. Haines, Excavations in the Plain of Antioch, Vol. II: The Structural Remains of the Later Phases: Chatal Hüyük, Tell Al-Judaidah, and Tell Tayinat, Oriental Institute Publication 95, University of Chicago Press, 1970, ISBN 0-226-62198-7.

39- Timothy Harrison, The Tayinat Geomagnetic Survey 2003, University of Toronto, 2003.

40- Tayinat Archaeological Project 2004 Seasonal Report, University of Toronto, 2004.

41- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2005 Seasonal Report, University of Toronto, 2005.

42- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2006 Seasonal Report, University of Toronto, 2006.

43- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2007 Seasonal Report, University of Toronto, 2007.

44- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2008 Seasonal Report, University of Toronto, 2008.

45- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2009 Seasonal Report, University of Toronto, 2009.

46- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2010 Seasonal Report, University of Toronto, 2010.

47- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2011 Seasonal Report, University of Toronto, 2011.

48- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2012 Seasonal Report, University of Toronto, 2012.

49- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2013 Seasonal Report, University of Toronto, 2013.

50- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2014 Seasonal Report, University of Toronto, 2014.

51- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2015 Seasonal Report, University of Toronto, 2015.

52- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2016 Seasonal Report, University of Toronto, 2016.

53- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2017 Seasonal Report, University of Toronto, 2017.

54- Timothy Harrison, Tayinat Archaeological Project 2018 Seasonal Report, University of Toronto, 2018.

أساس معبد مدينة پاتين الأثرية بعد ترميمه

نهاية هذه الحلقة والأخيرة من هذه الدراسة التي خصصنها لتاريخ مدينة پاتين.

ونحن بإنتظار أرائكم وملاحاظتكم ومنكم نستفيد.

****************************