لماذا يكذب القادة ، هذا عنوان لكتاب مترجم ، John J. Mearsheimer :Why Leaders Lie? ، يتحدث الكتاب عن جملة أكاذيب القادة في مجال عملهم السياسي ، متى وكيف يكذب القادة؟
ثمة طرائق مختلفة ينتهجها القادة عندما يكذبون، لخصها الكاتب في عشر طرق. تتمثل أولاها في تعظيم قدرات دولهم بغرض ردع الخصم، مثلما حدث خلال الحرب الباردة، عندما ادعي الاتحاد السوفيتي إطلاقه قذائف صاروخية عابرة للقارات للمرة الأولي، كانت لمدي أكبر مما لدي الولايات المتحدة، مما جعل الأخيرة تستشعر حالة من الضعف الاستراتيجية (والعكس كان هو الصحيح).
أما الثانية، فهي نشر الأكاذيب بغرض تهوين القدرات العسكرية، أو إخفاء سلاح بعينه. والكاذب في هذه الحالة عادة ما يسعي إلى تجنب إثارة الرأي العام الدولي تفاديا لضربة تأتي على ما يملك من قدرات وإمكانيات، أو لتثبيط همة الخصم عن تغيير استراتيجيته، وتعزيز دفاعاته، ومثالها الكذب الإسرائيلي على إدارة كيسنجر بشأن مفاعل ديمونة في ستينيات القرن الماضي.
أما الثالثة، فتتعلق بالتقليل من حدة الكراهية المضمرة لخصم بهدف تفادي ضربة أو هجمة محتملة. والمثال الأكثر تعبيرا في هذه الحالة هو ما ذهب إليه هتلر من ادعاء التزامه بالسلام في الفترة الممتدة من 1933 إلى .1938 في حين ترتبط الرابعة بالتهوين من نياتها العدائية إزاء دولة أخري، تفاديا لسلوك لا حاجة له. أما الخامسة، فتتعلق بالتهديدات الجوفاء التي تستهدف تغيير سلوك الدولة الأخري، وإن لم تقدم على ما ادعت، مثلما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية تجاه القذافي في أغسطس 1986، عندما أعلنت نيتها توجيه ضربة عسكرية.
وتهدف الطريقة السادسة من الكذب لدفع دولة لمهاجمة الدولة المعنية أو دولة أخري (السلوك البسماركي بعد معاهدة فرنسا- بروسيا 1870). وتحدث السابعة، عندما تشعر دولة بأن الدول الحليفة لا تولي اهتماما لازما للدول المعادية لها، فإنها قد تنسج الأكاذيب حول قدرات تلك الدولة المعادية ونياتها لتجعل حلفاءها يستشعرون خطر الأخيرة (بوش وإدارته في 2005، عندما أثاروا حفيظة الصين واليابان ضد كوريا الشمالية).
وتهدف الطريقة الثامنة إلى تسهيل التجسس وأعمال التدمير في وقت السلم، وتعسير إثبات الإدانة بالقيام بهذه الأعمال، متي تشكك المجتمع الدولي، وهو ما أقدمت عليه إسرائيل في 1954، عندما حاولت إفساد العلاقات بين مصر من جانب والولايات المتحدة وبريطانيا من جانب آخر.
ويكون الهدف من الطريقة التاسعة الكذب للحصول على ميزة استراتيجية في العمليات العسكرية خلال الحرب. وأخيرا الكذب بهدف تحقيق أعلى عائد للدولة، وتحسين وضعها في حالة التفاوض وإبرام المعاهدات، وهو ما فعلته اليونان للدخول في منطقة اليورو، عندما كذبت بشأن حجم العجز في الميزانية. فأن للكذب أنواع وأساليب شتى في عالمنا اليوم ، لأن الكذب هي من ستراتيجيات الدول الكبرى خاصة وهي الأسلوب المميز في كيفية سرقة والهيمنة على الدول النامية ، وأستغلالها ، وهل يكون رئيس الولايات المتحدة صادقا” في خطاباته أم أن رئيس دولة روسيا أصدق منه أم رؤساء الدول الأخرى ، أن خطاباتهم ، شيء وواقع دولهم شيء آخر .. تراهم يتكلمون عن جنة عدن ، في طروحاتهم لكن في واقع الأمر أن شعوب العالم يدفعون ثمن الكذب والتلفيق والمراوغة لقادة دولهم