الاهتمام بممارسة الرياضة و اعداد الجسم اعدادا صحيحا هما الضمان الوحيد للمحافظة على نشاط الجسم وحيويته وقدرته الوظيفية و النفسية لفترات طويلة من العمر .. وهذا الاهتمام بالرياضة يحقق افضل النتائج واحسن التأثيرات على قوام المراة و رشاقتها و مرونتها الامر الذي يهمنا هنا بالدرجة الاولى .. ان الهدف من ممارسة المراة للرياضة ليس في اكتساب القوة العضلية و الانجازات الرياضية فحسب بل ان نضمن لها افضل المستويات في المرونة و الرشاقة و اعتدال القامة و تناسق القوام .. ان انوثة المراة لا تكتمل الا بحيويتها واستمرار نشاطها و العناية بصحتها عن طريق استمرارها و بشكل منتظم في ممارسة الرياضة .. والمراة التي تهمل هذا الجانب معرضة لالم المفاصل ولاضطرابات داخلية وخاصة ارتفاع ضغط الدم و الذبحة الصدرية و زيادة افرازات الغدة الدرقية و السمنة كذلك الامراض الجلدية مثل حب الشباب و سقوط الشعر و الصداع وتهيج القولون وقرحة المعدة او الاثنى عشر ومرض السكري فضلا عن الاصابة و التعرض لانفعالات نفسية مثل القلق والتوتر و حالات هستيريه وغيرها .. وتضعف ايضا قدرتها الحركية و تشويه القوام وبطء سرعتها وصعوبة مرونتها و توازنها وبذلك تحرم المراة من كثير من الاعمال و الانشطة . ان طبيعة حركات المرأة خلال الاعمال المنزلية و القراءة و الكتابة ومشاهدة التلفيزيون والجلوس لفترات طويلة امام الحاسوب تجعل طريقة جلوسها غير صحيحة مثل ميل الظهر الى الاسفل وهذا بالتالي يؤدي الى تقوس الظهر في الفقرات العنقية و الصدرية الامر الذي يخلق تشوهات في قوام المراة فضلا عن امور اخرى تسبب لها العيوب و التشوهات الجسدية منها ارتداء الكورسية و الكعب العالي وغيرها .. وعلى الرغم من ان الحياة الحضارية الجديدة ابتداءا من الابنية الصحية و الملابس و الادوات الملائمة و الاغذية المتنوعة و العقاقير و الخدمات الصحية و الترويحية أعطت للانسان مناعة كبيرة ضد الامراض و الاوبئة ولكن من جانب آخر خلقت جملة من المشاكل و السلبيات ولا سيما قلة الحركة وكثرة الضوضاء وتلوث البيئة وكل هذه العوامل تترك تاثيرات مضرة ومعقدة على الوضع الصحي و الوظيفي و النفسي و البدني .. وان هذه التشوهات منتشرة بين الفتيات و السيدات في ايامنا هذا ، لذلك اصبح من الضروري العمل على علاج هذه التشوهات كون قوام المرأة المتناسق أمرا يثير اهتمام كل فتاة وسيدة .. فالفتاة و المرأة الرشيقة محط الانظار ، وسلامة وتناسق الجسم هي التي تكسبها الرشاقة و الخفة في الحركة و العمل ، ومن اجل المحافظة على هذا التناسق وذلك الجمال من الضروري ممارسة الرياضة وخاصة المشي و التمارين البسيطة و السباحة لتنمية قدرتها البدنية و الصحية و النفسية وهي بالاضافة الى ذلك تعمل على ازالة العيوب و التشوهات البدنية ، كما تكسب المراة القامة المعتدلة الرشيقة و تساعدها على النشاط الحركي باتزان و تحكم باعمالها ، وهذه الامور وان كانت تهم كل انسان الا انها تهم المرأة اكثر من غيرهم لانها وكما اشرنا تساعدها على التخلص من العيوب التي تشوه جمالها .. ولاجل تكامل انوثة المرأة و الاستمرار بنشاطها و حيوتها و العناية بصحتها و قابليتها من الضروري الانتظام في ممارسة الرياضة ، والمرأة التي تهمل هذا الجانب فانها معرضة للاصابة بكثير من الامراض وكما اشرنا آنفا وبالتالي يحرم المراة من الرشاقة والحيوية والجمال الروحي و الجسدي . .
Related Posts
2 Comments on “المراة وحاجتها للرياضة- ا. د . قاسم المندلاوي”
Comments are closed.
الاستاذ الدكتور قاسم المحترم اتمنى على النساء في مجتمعنا ان يطلعن على هذا العرض الرائع الذي تفظلتم بسرده مشكورين عن اهمية الرياضة ودورها الفعال في تنمية قابلية المرأة البدنية اضافة الى كونها من انجح الوسائل التي يمكن للمرأة استخدامها في مواجهة جميع الامراض النفسية و البدنية في حياتها اليومية مع تمنياتنا لكم بدوام الصحة و العافية مع فائق احترامي وتقديري لكم .
شكرا لك اخي العزيز استاذ عبد الرسول لمرورك الكريم .. صحيح من المفروض والمفيد الاطلاع على ما تنشر من مقالات و مواضيع وتحليلات وارشادات و نصائح وانتقادات بناءة بهدف الاستفادة وتصحيح مجرى الحياة بشكل متوازن هذا لمن يريد الاستفادة ومن لايرد فهو حر .. الاخوة من الكتاب و المفكرين و الاعلامين يقدمون ما لديهم من معلومات قيمة وجوهرية بهدف الاستفادة للفرد و المجتمع و لاصحاب القرار هدفهم مشكورين العمل الصالح في خدمة الانسان و الانسانية .. مرة اخرى الشكر و التقدير لجنابكم العزيز .