ان من مظاهر المرحلة الحالية هو الحط من قيمة المثقف وتحويله الى شخص قليل الأهمية او بالاحرى لا اهمية له ومهمش و تم الحط من شأنهم بوصفهم افرادا لجيل صامت غير مبال لمجتمعه وينشغل بشكل خاص بحياته الخاصة ، فهذه ليست اقوال بل حجج السلطويين بالاطاحة بالمثقفين . واليوم كما نرى لا اهمية له وغياب دوره واسدل الستار لمسرحه ليبقى اسم المثقف دون فعل وحتى فرنسا هذا البلد الذي يعتبر مولد المثقفين لكن الفيلسوف جان بول سارتر حيث اكد ان ( المثقفين الفرنسيين اليوم يبدون مجرد تكنوقراطيين هزيلين ) . ولكن يبقى الأهم هو ان المثقفين لهم وظيفة مهمة كما اشار اليها الكاتب الفرنسي ريجيس ديبراى حيث عرفه بأنه ليس مستواه التعليمي بل (( مشروع التأثير في الناس )) . اي مايقصده بالمشروع اي الأنخراط في معركة لكسب العقول والقلوب . وثمة تعريفات كثيرة لا تعد ولاتحصى ، بل جميعها تعود لعالم الافكار ولاسيما يكونوا صوتا” ناقدا” للحقيقة .
ارادت بعض النظم في الغرب مع صعود مرحلة الرأسمالية ايجاد سمة بصعود الخبراء والمهنيين منذ خمسينيات القرن الماضي ، بتصوير المثقفين كطبقة جديدة وذلك عزز من نفوذ المثقفين . ورغم ذلك فأن المثقفين كانوا دائما ضحية ظروف خارجة عن سيطرتهم ، وغياب المعرفة والاهتمام بالثقافات وخاصة ما نلتمسه في مناطق الشرق الاوسط ، بالرغم من ان المعرفة قوة هذا ما نستلهمه في السياق التاريخي والعلمي ، وقد اصر عالم النفس ماكس ويبر الذي قال : يبقى هنالك تأثيرا” حتى يومنا هذا أ وجود قيود مهمة على اعمال العقل . وبالاخص عدم ارتياح السياسيون بأشغال المثقفين لمواقع في مؤسسات الدولة ، انه يدل هو الخوف منهم بالاضافة لذلك ان المثقف اكثر معرفة من السياسي في امور الدولة والناس ، ولكن خوف السياسيين منهم يجعلونهم خارج النسيج الحكومي … واليوم كما نعيش الحالة في إقليم كردستان العراق ان المثقف اصلا لا دور له فقط الحزبية لها الدور المتميز إضافة لذلك ان بعض الندوات تقام في مؤسسات ثقافية مثالا على ذلك في الإقليم نرى كيف يكون المثقف او الأديب حينما يحضر الندوة احد المسؤولين في الدولة نرى المثقف يركض وراء المسؤول لربما اذا طلبت الحاجة يقوم بفتح باب سيارة المسؤول للولوج بها هذه الحالة شاهدتها بعيني بينما السياسي لايفهم ربع ما يفهمه المثقف من افكار وثقافة لك المثقف الكردي هزيل في تصرفاته مما جعله ان يفقد دوره الريادي في المجتمع مع الأسف في حين تشاهد المثقف الفرنسي رغم الانتقادات لكنه له الشخصية القوية لدى ساسة الدولة….