هوية وتاريخ مدينة آگرو (جنديرس) – دراسة تاريخية – الحلقة الأولى – بيار روباري

 

Nasname û dîroka bajarê Agiro (Cindirêsê)

في هذه الدراسة التاريخية الموجزة سوف نتناول تاريخ وهوية مدينة “آگرو” (جنديرس)، التي تقع في منطقة “چيايه كرمينچ”، المعروفة بمنطقة أفرين، وذلك لأسباب عديدة منها: أهميتها التاريخية وثانيآ لدورها الحضاري، ثالثآ لثرائها بالأثار، رابعآ تعريف أبناء شعبنا الكردي بتاريخ هذه المدينة ومن خلالها التعريف بتاريخ منطقة أفرين برمتها. خامسآ دحض أكاذيب المحتلين الأتراك الأشرار وحلفائهم من الإرهابيين الإسلاميين المحتلين لمنطقة أفرين، ومن ضمنها مدينة آگرو. وسنتناول في هذه الدراسة المحاور الرئيسية التالية:

1- مقدمة.

2- جغرافية مدينة آگرو (جنديرس).

3- أثار مدينة آگرو (جنديرس).

4- تاريخ مدينة آگرو (جنديرس).

5- معتقدات سكان آگرو الأصليين وطقوسهم الدينية.

6- أصل تسمية مدينة آگرو ومعناها.

7- الوجود الكردي في مدينة آگرو ومنطقة أفرين.

8- الحياة الإقتصادية في مدينة “آگرو”.

9- الخلاصة.

10- المصادر والمراجع.

أولآ، مقدمة:

Pêşgotin

هناك الكثير من المدن التاريخية في كردستان، التي لا نعرف عنها سوى القليل نحن الكرد، وخاصة تلك الموغلة في القدم، التي تركها أسلافنا الخوريين، الإيلاميين، السومريين، الكاشيين، الميتانيين، الحثيين، الميديين خلفهم، ومن حقب تاريخية مختلفة. يعود تاريخ هذه إلى ألاف السنين قبل الميلاد، وإلى جانب ذلك تلك المدن التي تركها خلفهم المحتلين لأرض كردستان، والتي يعودتاريخها أيضآ إلى حقب زمنية مختلفة، ومن هؤلاء المحتلين الرومان والبيزنطيين على وجه الخصوص. لأنهم كانوا مهتمين بالبناء ونشر ثقافتهم في بلاد الكرد، بما في ذلك ثقافة العمران من مدنٍ ومسارح وكنائس وجسور وغير ذلك. لا شك أنهم كانوا في هذا المجال متقدمين على الأخرين، بعكس المحتلين الأشوريين، المصريين، الفرس، العرب والعثمانيين المتخلفين جدآ.

إن سبب جهل الشعب الكردي بتاريخ هذه المدن التاريخية، وتاريخه بشكل عام، يعود لعدم كتابة الكرد وأقصد أسلافنا تاريخهم بأنفسهم، مما تركوا المجال مفتوحآ لخصومهم وأعدائهم ليكتبوا تاريخهم وفق مصالح وأهوائهم دون شك. والسبب الثاني، هو تعرض الوعي الكردي عبر السنين الطويلة من الإحتلال وغياب الدولة الكردية إلى تشويه كامل، وغسيل دماغ جمعي.

لهذا أراه واجب على كل كردي معرفة تاريخه جيدآ، وتاريخ مدنه الأثرية من المصادر الكردية الوطنية الموثوق بها، والتي تمتاز بمصداقية علمية وبحثية، إضافة إلى المصادر العالمية الموضوعية منها، لأن ليس كلها موضوعية ولا محل ثقة. وكتابة تاريخ كل هذه المدن التاريخية، يضع حملآ ثقيلآ على أكتاف باحثينا ومؤرخينا الكرد، لأننا متأخرين جدآ عن الشعوب الغربية، وحتى المعادية لنا في كتابة التاريخ، على الأقل بنحو (100) مئة عام. ثم نحن نفتقر للكوادر والمعاهد المختصة بعلم الأثار، ونفتقر للمتحاف والمختبرات، هذا عدا عن غياب الدعم المالي واللوجستي للباحثين والمؤرخين الكرد.

هناك مئات المدن والقرى الكردية التاريخية التي يحتضنها تراب كردستان، التي لا نعرف عنها سوق القليل للأسف، وفي بعض الحالات لا نعرف عنها شيئ، ولمعرفة تاريخ هذه المدن الصحيح والحقيقي، نحن بحاجة ماسة إلى عمليات تنقيب أثرية نقوم بها نحن الكرد بأنفسنا، ومن ثم إجراء البحوث عليها في مختبرات حديثة، وإجراء دراسات علمية على تلك الأثار والكتابة عنها، حتى نتعرف عليها ومن خلالها نتعرف على تاريخ أسلافنا، ونمط حياتهم وطرق عباداتهم، وكل الإمور والأشياء الأخرى، التي كانوا يقومون بها في حياتهم، وحتى إبداعاتهم الفنية، والصناعية والثقافية وفي بقية المجالات الأخرى.

ولاحظوا أن كل المدن الكردية التاريخية، نقب فيها أعدائنا (العرب، الفرس، الأتراك)، إضافة للأمريكان والأوروبيين ونهبوا تلك الأثار التي إكتشفوها، وتعرض الأن في متاحفهم. وفي بعض الحالات نقب العلماء الروس واليابانيين أيضآ بالشاركة مع الباحثيين المحليين. وليس هناك من مدينة خورية، إيلامية، سومرية، كاشية، ميتانية، هيتية، ميدية، قام علماء أثار كرد بالتنقيب فيها،  أو إجراء بحوث عنها. ولم يقم باحت أو كاتب كردي بالكتابة عن تلك المدن التي شكلت تاريخنا الكردية وتاريخ الإنسانية. مؤخرآ وبجهدٍ فردي كباحث كردي قمت لأول مرة بالكتابة عن عددها من هذه المدن، وهي عملية شاقة، لأنه لا يتوفر لنا الإمكانيات، وتاريخ بعضها يعود إلى أكثر من (10.000) ألاف عام مثل مدينة “هلچ” العريقة أي حلب. وهدفنا من هذا الجهد، هو أولآ تعريف أبناء شعبنا الكردي بتاريخ هذه المدن الأثرية، وثانيآ، إثبات هويتها القومية الكردية، وثالثآ، عدم ترك الساحة لأعداء شعبنا الكردي بتزوير الحقائق التاريخية وسرقة تاريخنا وتاريخ أسلافنا.

وإنطلاقآ من كل ما ذكرناه، قررنا كتابة دراسة تاريخية عن هوية وتاريخ مدينة “آگرو” الأثرية، التي تزين صدر سهل “جومه” الرحب والخصب، الذي يتوسط منطقة أفرين، التي ترزح تحت نير الإحتلال التركي – العربي الإسلاموي الإجرامي، والهدف من الدراسة تعريف أبناء شعبنا الكردي بتاريخ هذه المدينة وأثارها ودورها التاريخي، وتفنيد أكاذيب الكتاب العرب وتحديدآ السوريين منهم.

 

ثانيآ، جغرافية مدينة آگرو:

Erdnîgeriya bajarê Agiro

تقع مدينة ” آگرو” الأثرية والجديدة والمجاورة لها في وسط سهل “جومه” بمنطقة أفرين، والذي يشكل إمتدادآ طبيعيآ لسهل الهمگ، الذي يجاوره من الغرب وإمتدادآ حتى مشارف البحر الأبيض المتوسط. ويمتد هذا السهل من شمال شرق مدينة أفرين مرورآ بمدينة “آگرو” متابعآ طريقه نحو الجنوب الغربي، وصولآ إلى جبال الأمانوس بعدما يتحد مع سهل “الهمگ” الأوسع عند بحيرته.

من الشرق والجنوب الشرقي يحده جبل ليلون، ومن الجنوب جبل الأقرع، ومن الشمال “چيايه كرمينج” وجبال الأمانوس من الغرب. ويضيق السهل كثيرآ حتى يتحول لمضيق بين جبال الأمانوس من الأعلى وجبل الأقرع من الأسفل، يسسلكه نهر العاصي بعد توحده مع نهري أفرين ورش (الأسود). وتبعد مدينة “آگرو” حوالي (18) كيلومتر عن مركز مدينة “أفرين”، وعن مدينة هلچ (حلب) تبعد حوالي (80) كيلو مترآ، والمدينة تقع على بعد حوالي (5) كيلومتر شمال نهر أفرين.

 

وفق أراء الجيولوجيين، فإن منطقة أفرين تقع بين صفيحتيين جيولوجيتين هما الصفيحة الكردية الغربية مع الصفيحة الأوراسية التي إنغمست الصفيحة الكردية في “غرب كردستان” تحت الصفيحة الأوراسية والتي نجم عنها تشكل جبال الأمانوس الكردية، وهذا الالتقاء ما بين الصفيحتين تسبب في الكثير من البراكين والزلازل، فمثلآ في نهاية عام (115) ميلادي حدثت هزة أرضية أثناء وجود القيصر”تريان” في إنطاكية القريبة وأدت إلى الكثير من الخراب والدمار في عموم المنطقة.

 

يبلغ مساحة مدينة “آگرو” الأثرية حوالي (200.000) الف متر مربع، أي حوالي (20) هكتار. ويصل إرتفاع التلة التي بنيت عليه المدينة إلى حوالي (20) متر. وأثبتت الدراسات التي أجراها الوفد الأثري الياباني على عظام الطفل الذي إكتشفت في كهف “دو- داريا” بالصفح الغربي لجبل “ليلون”، بأن وجود الإنسان في هذه المنطقة يعود لأكثر من (100.000) عام خلت. ويعتقد أن سبب لجوأ الإنسان منذ القدم إلى هذه المنطقة هو وفرة الماء فيها، وعزلة المنطقة بين سلاسل جبلية، ووجود أراضي خصبة صالحة للزراعة، وتوفر المراعي لرعي المواشي فيها.

سهل جومه مع سهل الهمگ، معآ يشكلون معلماً جغرافياً أساسياً من جغرافية غرب كردستان بل هو أهم جزء فيه من الناحية الجيوسياسية والإستراتيجية كونه يطل على البحر المتوسط. ويمتد إقليم ألالاخ من الشمال الغربي وتحديدآ من مدينة “ترسوس ومرورآ بمدينة أدناه، جيهان، إصلاحية، أرزين، إسكندرونة، جار-ريه، قرخان، أكبس، أنطاكيا وإنتهاء بجبل “روت” (الأقرع) في الجنوب عند نقطة الحدود السورية – التركية “گل-دريان” التي تسمى شاطئ السمرة.

وسهل الهمگ وإقليم ألالاخ وچيايه كرمينج معآ، يُعدان منطقة عبور من أقصى شمال غرب كردستان أي (الأناضول)، إلى جنوب وجنوب شرق كردستان، وتحديدآ الجزيرة الفراتية وشنكال ومدينة حلب واللاذقية، لهذا تعد منطقة إستراتيجية بكل ما للكلمة من معنى، ولولا هذا الموقع الجيوسياسي المهم للغاية، لما أصر المحتل التركي التمسك بها ومطالبة الفرنسيين بها حتى جصلوا عليها. وقبل ذلك حاول “الإسكندر المقدوني” الإحتفاظ بهذا الإقليم قبل الميلاد بحوالي (330) عام، وبنى فيها مدينة إسكندرونة والتي سميت بإسمه، إضافة إلى مدينة أنطاكيا التي سميت بإسم أحد جنرلاته، ومن بعده أصر الرومان الإحتفاظ بهذه المنطقة المهمة ومثلهم البيزنطيين ومعآ حكموا المنطقة مع أجزاء أخرى من غرب كردستان حوالي (700) عام. ولقد شهد هذا الإقليم العشرات من المعارك التاريخية، والهدف منها كان الإستيلاء على المنطقة وحرمان الخصم منها، لأنها كان الممر البري الوحيد، ولا يزال الذي يربط بين شمال غرب كردستان، التي أطلق عليها اليونانيين إسم (الأناضول) والتي تعني الشرق، والجزيرة الفراتية الكردية.

 

ومثل العديد من المدن الأثرية الأخرى في سهل الهمگ وجومه، فهي قريبة من مصادر المياه العذبة، والسهل المحيط بها خصب للغاية وتربته صالحة لزراعة كافة أنواع الحبوب والخضار والأشجار ومناخ المنطقة معتدل، والمدينة ذاتها تتكون من طبقة علوية وأخرى سفلية.

وفي وسط الجزء الشمالي من سهل الهمگ، تمتد مرتفعات جبلية متفرعة من جبال “طوروس” لتشكل ما يعرف باسم “چيايه كرمينچ” (كرداغ)، وتنتهي عند مدينة حمام على بعد (9) كم إلى الجنوب الغربي من مدينة “آگرو”. وتعطي المرتفعات الجبلية لسهل الهمگ شكل المقلاع، إذ أنها تشطر القسم الشمالي منه إلى شطرين يلتقيان في منطقة “الهمام”. الشطر الشرقي هو سهل “چومه” بمنطقة أفرين ويتخلله نهر أفرين، أما الشطر الغربي يسمى بسهل “الهمگ”، ويجري عبره نهر “رش” (الأسود) القادم من الشمال أي جنوب مدينة شمأل التاريخية. ويلتقي النهرين في بحيرة الهمگ قبل أن يصبا في نهر العاصي، قبل وصوله إلى مدينة أنطاكية. ويدخل نهر العاصي إلى سهل الهمگ من الجنوب بعد مروره بسهل الغاب، ثم يستدير إلى الغرب في انحناءة كبيرة ليجد له منفذاً في أسفل السهل، وذلك فيما بين جبلي الأمانوس و”الروت” (الأقرع)، ثم يتجه أخيراً إلى مصبه في البحر الأبيض المتوسط.

وسلسلة جبال الأمانوس ذات السطح النباتي الكثيف، هي الوحيدة التي تفصل بين سهل جومه والهمگ وشاطئ البحر المتوسط. ولا يفصل بين البحر وجبال الأمانوس سوى شريط ساحلي ضيق أقام في شماله عند خليج “أرزين” المحتل والغازي “إسكندر المقدوني” مدينة وأطلق عليها إسمه (إسكندرونة). وهو الخليج الوحيد على الشاطئ الشرقي للبحر المتوسط، والجدير بالذكر إن إقليم “ألالاخ” يخلو من الخلجان ويمكن القول أنه أشبه بخط مستقيم، لولا تخلله بعض الرؤوس البرية بين مسافة وأخرى.

يبلغ إرتفاع سلسلة جبال الأمانوس من الناحية الشمالية نحو (2.262) متر فوق مستوى سطح البحر، وفي الوسط (1.796) مترآ، أما في الجنوب عند ساحل البحر يبلغ إرتفاعها حوالي (1.700) مترآ، ويمكن عبور هذه السلسلة من الجبال من خلال سهل الهمگ إلى خليج “أرزين” عن طريق وعر يمر عبر منطقة “بيلان”، وهذه الجبال تكسوها أشجار الأرز والبلوط والسنديان، مما جعلها مطمعاً للدولة البابلية ومثلها الدولة الأشورية، في الألف الأول قبل الميلاد للحصول على مادة خشب الأرز، والأخشاب الصنوبرية الفاخرة الأخرى.

وإلى الجنوب من سهل الهمگ، يقع چيايه “روت” كونه قليل النبات، فقام المحتلين العرب بتعريب الإسم الكردي للجبل (روت) إلى الأقرع، وهي ترجمة حرفية للتسمية، أما البيزنطيين من جهتم أطلقوا عليه تسمية (كاسيوس). ويبلغ إرتفاع “چيايه روت” حوالي (1.729) متر فوق مستوى البحر. ويتصل “چيايه روت” بسلسلة جبال الساحل المطلة على مدينة اللاذقية، التي يصل أعلى إرتفاع لها إلى نحو (1.436) متر فوق مستوى سطح البحر.

سهل “آگرو” – منطقة أفرين

ويعد إقليم ألالاخ من أغنى المناطق الكردستانية بالمياه العذبة، بسبب إحتوائه على العديد من الأنهر التي تخترق أراضيه، والبحيرات الموجودة ضمن نطاقه، وهذا يعود إلى سلسلة الجبال المحيطة به من كل جهة، وملاصقته للبحر. ولهذا يعد سهل الهمگ منطقة زراعية خصبة بإمتياز، وتهطل الأمطار بكمية مناسبة فيه كل سنة، وتغطي الثلوج جباله، التي توفر مصدرآ مهمآ للأنهار الجارية فيه. هذا إضافة إلى الغابات الكثيفة التي تغطي سطح جبال أمانوس وطوروس، وأخشابها تعتبر من أفضل الأنواع في العالم، إضافة الثروة الحيوانية.

لا شك أن طبوغرافية إقليم ألالاخ وموقعه الجغرافي، ساعدا على أن يكون لسهلي جومه والهمگ، مكانة مميزة وهامة للغاية، وربطهما مناطق شمال وأقصى غرب كردستان (الأناضول) بجنوب وجنوب شرق كردستان وخصوصاً منطقة الجزيرة الفراتية ومدينة هلچ (حلب) ومن ورائهما بلاد الرافدين، وأوگاريت على الساحل الجنوبي ومدينة دمشق. وكون طرق المواصلات تمر عبر الجبال المحيطة بهما، جعل منهما وكل إقليم ألالاخ موضع صراعات بين القوى الكبرى في المنطقة في كل المراحل التاريخية.

وهذا ما جعل من المدن الخورية – الميتانية – الحثية الكردية، محل أطماع القوى الشريرة التي كانت تجاور أسلاف الشعب الكردي، ومن هذه المدن: أندارا، ألالاخ، شمأل، نبي خوري، دارازه، پاتين، ومدينة “آگرو” الأثرية.

ثالثآ، أثار مدينة آگرو (جنديرس):

Kevneşopên bajarê Agiroyê

وفق التحريات وأعمال التنقيب الآثرية، التي قام بها بعثة معهد الشرق في مدينة شيكاغو الأمريكية، في عدة مدن خورية في سهل “جومه والهمگ” معآ، والتي قادها كل من “ميكوان، وبريدوود” أن هذا السهل الواسع شهد استيطاناً بشريآ متواصلآ منذ العصر الحجري الحديث، وقدرت البعثة الأمريكية عدد المواقع الآثارية في هذا السهل بحدود (178) موقعاً أثريآ. وموقع “آگرو” الأثري الكبير واحد من تلك المواقع التي إكتشفت في هذا السهل.

وبدأت أعمال التنقيب في موقع “آگرو” في عام 1992 ميلادي من قبل بعثة سورية – ألمانية مشتركة، وعملت في ثلاثة مواضع من التلة وكشفت حتى عام 2001 ميلادي العديد من الأثار، ومن ثم توقفت اللجنة عن العمل بسبب توقف الجانب الألماني. وفي عام 2006 ميلادي بدأت البعثة المحلية أعمالها في الموقع من جديد لكن دون مساعدة الطرف الألماني. وخلال أعمال المرحلة الأولى قامت البعثة الألمانية بكشف مساحة (2.650) متراً مربعاً من مساحة الموقع، وأظهرت النتائج وجود سويات عديدة يعود بداياتها إلى أوائل (2000) الألف الثاني قبل الميلاد، وحتى العصر البيزنطي في القرن السادس الميلادي وتم الكشف في المكان على بقايا معبد في الجهة الشرقية للتلة، إلا أنه تعرض للتخريب على ما يبدو بسبب منشآت العصور اللاحقة. وكما تم العثور في ذات المكان على بقايا قصر، وكليهما يعودان إلى العصر البرونزي الأوسط.

إن عدد السويات، التي تم إكتشافها في التلة كانت خمس سويات متعاقبة، تمتد زمنيآ من أوائل الألف الثاني قبل الميلاد، وحتى أواخر العصر البيزنطي “القرن السادس بعد الميلاد”. فالسويتان (1 و2) تعودان إلى أوائل الفترة البيزنطية، وهي عبارة عن بيوت صغيرة، أما السويتان (3 و4) تحتويان على أساسات جدران مجمع معماري ضخم، ووجد فيها عدد من اللقى الفخارية وسرج الزيت والنقود، ويعود تاريخ الطبقتين إلى المرحلة البيزنطية وتحديدآ القرن (6) السادس بعد الميلاد. كما اكتشفت كسر فخارية كبيرة تحت السويات الأربعة، وكسر زجاجية وسرج زيت يعود تاريخها إلى أواخر العصر الهلينستي أي حوالي “100” قبل الميلاد، وتم التأكد من هذا التاريخ بواسطة النقود والصور الفخارية، التي تمثل إلهة الخمر “ديو نيروس”.

كما تشير اللقى المتفرقة من الفخار إلى استمرار السكن فيها حتى أواسط العهد الإسلامي، وفي ثلاثينات القرن العشرين، إستقرت قوة من الجيش الفرنسي على القمة الشمالية الشرقية للتلة. وفي عام 1996 وأثناء عملية حفر أساس بناء في موقع البازار شمالي التل بحوالي 200م، ظهرت أدوات وتماثيل من البرونز والمعادن، فاعتبر الأثريون ذلك المكان ورشة صناعية من تلك العهود القديمة. أما سور الحصن الأساسي الموجود في المنحدر الغربي للتلة، الذي يبلغ عرضه على الأقل (8) ثمانية أمتار، يعود تاريخه إلى الألف الثاني قبل الميلاد. وهذا يؤكد أن مدينة آگرو كانت قد بنيت خلال الألف الثاني قبل الميلاد، وهذا يعني أن الذين بنوها هم الخوريين أسلاف الشعب الكردي، لأن الميتانيين ظهروا في بدايات العام (1.700) قبل الميلاد.

أعمال التنقيب التي قام بها البعثة المشتركة السورية – الألمانية عثرت عن العديد من الأثار والفخاريات في السويات الخمسة الأساسية التي أشرنا إليها.

في السويتان الأولى والثانية تم إكتشاف منشآت سكنية صغيرة. بينما في السويتان الثالثة والرابعة وجدوا أساسات جدران تخص مجمعاً معمارياً ضخماً يضم فناءً واسعاً تصل مساحته حتى 450 متراً مربعاً، إلا أن العلماء لم يستطيعوا تحديد وظيفته بشكل واضح. وتم التعرف على تأريخ هذه المنشآت من خلال دراسة اللقى التي عثر عليها في المكان، وتأكد للعلماء أنها تعود للعصر البيزنطي وتحديدآ القرن (6) السادس الميلادي. وفي أسفل السوية الرابعة تم الكشف عن مجموعة من الكسر الفخارية والزجاجية، وغيرها من القطع النقدية واللقى الفنية التي تعود للعصر الروماني (260-330) ميلادي والهلينستي حوالي للقرن الأول (100) قبل الميلاد. في حين إحتوت السوية الخامسة على منشآت معمارية ومن خلال الكسر الفخارية واللقى الأخرى، تأكد العلماء أنها تعود إلى العصر البرونزي.

 

وكما تم الكشف عن أساسات سور دفاعي يمتد 325م إلى الشمال و100م إلى الشرق، فضلاً عن وجود بقايا لبوابات لم تنقب بعد. وهذه الأعمال قدمت نتائج مهمة فيما يخص الموقع الذي يبدو أنه كان موقعاً مهماً خلال الألف الثاني قبل الميلاد، وإن استمرار أعمال التنقيب من شأنها أن يلقي الضوء على جوانب عديدة لتلة “آگرو” سواء من حيث كونهها كانت مركز إدارياً أو دينياً أو مدينة حصينة ضخمة، ومن جهة أخرى تأكيد الفرضية، التي طرحت فيما يتعلق بتطابقها مع العاصمة “كينالوا” خلال الألف الثاني قبل الميلاد.

كما أكدت التنقيبات في الركن الشرقي للتلة عن وجود إستيطان بشري مهم يعود إلى العصر البرونزي الوسيط قبل الميلاد. وللمعلومات هذا العصر يختلف من منطقة لأخرى، ففي منطقتنا أي الشرق الأوسط وتحديدآ بلاد الخوريين، ظهر العصر البرونزي حوالي 3000 قبل الميلاد وحتى سنة 1200 قبل الميلاد ووصلت إلى أوروبا بين سنة (2500 و 2000) قبل الميلاد، أما في أوروبا الغربية فقد ظهر العصر البرونزي فيها بين سنة (1800 و 900) قبل الميلاد.

العصر البرونزي، هي الفترة الزمنية التي تفصل بين العصر الحجري والعصر الحديدي ، حيث تشير المصطلحات إلى المادة التي صنعت بها الأدوات والأسلحة. وإمتد العصر البرونزي ما بين (3100 – 1200) قبل الميلاد.

العصر الحديدي، بدأ نحو عام 1200 قبل الميلاد في منطقة حوض المتوسط والشرق الأدنى، مع انهيار حضارات بارزة عدة في المنطقة خلال العصر البرونزي، بما في ذلك الحضارة الميسينية في اليونان والإمبراطورية الهيتية.

وقد إكتشف العلماء في الركن الشرقي للتلة معبد يعود للعصر البرونزي الوسيط (2000-1200) قبل الميلاد، وهو مرصوف ببلاطات من القياسات الكبيرة، ويشاهد كذلك ثلاث قواعد بازلتية ضخمة لتحمل الأعمدة الخشبية في ساحة المعبد، هذا إضافة إلى وجود قصر في الجهة الشرقية من التلة.

 

أما في الركن الغربي إكتشف العلماء أثناء بحثهم عن الأثار، وجود تسلسل أثري واضح مما كان الحال عليه في الركن الشرقي، كونه لم يتعرض إلى تخريب كبير، وذلك بفضل الأساسات والتحصينات الكبيرة في الطبقة الرومانية، وما تم تحديده حتى عام 2012، هو أربع طبقات أثرية تعود للعصر الكلاسيكي. كما أنه ومن خلال السبر في المنحدر الشمالي من التلة، تم تحديد ثلاث طبقات أقدم من الكلاسيكي هي:

الأولى، تعود للعصر البرونزي القديم، والثانية، تعود للعصر البرونزي الوسيط، والثالثة، تعود للعصر الحديدي، التي ضمت إستيطاناً كثيفاً أكثر من الطبقات الأخرى.

وأقدم الطبقات تعود للعصر الكلاسيكي للعصر السلوقي (300) القرن الثالث قبل الميلاد. أما الاستيطان اللاحق فيعود إلى الفترة البارثية – الرومانية الباكرة (100) القرن الأول قبل الميلاد، وأما الاستيطان الثالث فيعود إلى العصر الروماني المتأخر (300) القرن الثالث الميلادي، وعلى السطح هناك إستيطان من العصر البيزنطي في بعض القطاعات (400-500) القرنين الرابع والخامس الميلاديين.

وأهم ما إكتشف في الطبقة العائدة إلى العصر السلوقي هي: مقبرة عائلية وبجانبها غرفة لإقامة الطقوس والشعائر الدينية. إضافة لذلك تم إكتشاف خمسة قبور أحدها لطفل صغير، وثلاثة منها ليافعين والأخيرة لشخص كبير. وبعض هذه القبور كانت مغطات بأمفورات شبيهة بقبور من مواقع معاصرة مثل “جبل خالد” و”دورا أوروبوس”.

وقد عثر في الغرفة الملاصقة لهذه المقبرة على مذبح وقناة تنتهي في حفرة خصصت لرمي النفايات، وبجانب المذبح مجموعة من الأواني الفخارية المستخدمة في هذه الشعائر من كؤوس فخارية ذات قاعدة طويلة، ومساند لجرار كبيرة، وأهمها كأس كبيرة من البازلت بنقوش تزيينية، يرجح أنها مبخرة.

أما الطبقة العائدة للفترة البارثية – الرومانية، فقد تميزت بعمارة فقيرة على العموم، وعثر فيها على عدة نماذج من الفارس البارثي، ويبدو أن هذه الفترة قد انتهت نهاية عنيفة، فقد ظهرت طبقة حريق في بعض أنحاء الموقع، ويرجح أن تكون نتيجة النزاع مع البارثيين الذين إستطاعوا الوصول إلى هذه المنطقة والانتصار على الرومان والاستقرار فيها لفترة في عام (38) قبل الميلاد.

+++++

جبل خالد:

يقع هذا الجبل على الضفة الغربية لنهر الفرات على ارتفاع (100م) ويبعد نحو 2,3 كم إلى جنوب سد تشرين. وهو موقع أثري هلنستي، وكان عبارة عن مستعمرة عسكرية سلوقية، ولعبت دوراً مهماً على طول نهر الفرات، وأسست في القرن (300) الثالث قبل الميلاد، على أرضية عذراء، وضم مدينة سكنية وقصر ومعبد ومقبرة.

بعد تقاسم مناطق التي إحتلها الإسكندر من قبل جنرلاته بعد موته، إستطاع “سلوقس نيكاتور” تثبيت حكمه في غرب كردستان، بينما إختار بطليموس حكم مصر. وبهذا أصبح غرب كردستان ومعها مصر أجزاء من العالم الهلنستي. وتميز العصر الهلنستي بالجهود الكبيرة الموجهة نحو إنشاء المدن وتنظيمها، وشهد غرب كردستان في هذا العصر تطوراً عمرانياً واسع النطاق، وظهرت التجارب الاولى في تأسيس مدن صغيرة غير منتظمة مستديرة الشكل أو مضلعة مثل مدينة جرابلس الحديثة بجوار مدينة گرگاميش، أو ذات مخططات منتظمة لها شكل رقعة الشطرنج تبناها السلوقيون (أنطاكيا، دورا أوربوس وجبل خالد).

مسكوتات من جبل خالد

 

+++++++++++

مدينة دورا أوروبوس:

دورا أوروبوس – الصالحية مدينة أثرية سورية تقع قرب دير الزور. وتضم أول كنيسة منزلية في العالم، ورسومات كنيس يهودي تعتبر الأجمل. كانت “دورا أوربوس” مدينة بابلية، ولكن مع سقوط بابل عام 538 ق.م بيد الفرس بقيادة “كورش” تشكلت إمبراطورية فارسية على أنقاض إمبراطورية بابل شاملة الهلال الخصيب، وبالتدريج استطاعت أن تضم العالم المتمدن آنذاك الممتد من مصر عبر غرب كردستان والمدن الأيونية في آسيا الصغرى إلى البنجاب في باكستان، والجدير ذكره هنا أن اللغة الرسمية للإمبراطورية الفارسية كانت اللغة الآرامية حيث كانت اللغة العالمية آنذاك. عام 333 ق. م وقعت معركة “أسوس” بين الفرس والمقدونيين بقيادة الإسكندر المقدوني، وانتصر هذا الأخير لتبدأ مرحلة جديدة في تاريخ المشرق الكردي.

أعيد بناء دورا أوروبوس من قبل السلوقيين عام 300 ق.م وسموها “أوروبوس” نسبة إلى مدينة في مقدونيا تحمل نفس الاسم، ومن ثم ضمها الرومان إلى دولتهم عام 165م وقاموا بتحصينها، قبل أن يحتلها الساسانيون ويدمروها عام 256م.

خلال القرون الثلاثة الأولى من تأسيسها تحولت دورا أوروبوس إلى مدينة حضارية مهمة، إمتزجت بها حضارات العالم القديم بحكم وقوعها على طريق الحرير في وسط غرب كردستان، وبالتالي أصبحت مركزآ مهمآ للتجارة والصناعة والزراعة، حيث أصبحت تشرف على الأراضي الخصبة ما بين النهرين، ويدل على ذلك عدد المباني الإدارية المحيطة بالسوق المركزي، إضافة إلى توسيع سور المدينة ليحوي المزيد من البيوت والمباني، والعديد من المعابد المنتشرة في أرجاء المدينة.

مدينة “دورا أوروبوس” على نهر الفرات

 

أما الطبقة التي تعود إلى العهد الروماني فهي فقيرة من الناحية المعمارية، وتأخذ طابعاً سكنياً، وأبرز ما عثر عليه فيها هو منشأة لتخمير عصير العنب للحصول على النبيذ. وتتألف هذه المنشأة من عدة أحواض من الطين تتصل مع بعضها بقنوات من الطين أيضاً، وهي مصممة بحيث تترسب الشوائب التي تبقى في

العصير وفقاً لقنوات تنساب من جرن كبير، عبر خطوط متعرجة من الطين، لتنتهي بحوضين عميقين أحدهما أقل عمقاً من الأخر. وعثر هناك على جرة ملونة باللونين البني والأحمر وبجانبها قمع لصب الخمر، وقمع يأخذ شكل رأس الحصان مفتوح من الأعلى وله ثقب في أسفله، وعلى الأرجح هو لقياس نسبة التخمر.

أما في الطبقة الأولى المعاصرة للاستيطان البيزنطي من (6) القرن السادس الميلادي، فأهم ما إكتشف بالقرب من الطبقة السطحية، بناء كبير تبين أنه حمام. ويضم أرضياتها عدة فراغات مفروشة بلوحات فسيفسائية أبعادها 2 × 3 متر، وذات نمط هندسي ملون باللونين (الأسود والأبيض). وهذه الفسيفاء بدت على شكل مربعات يحيط بها ثلاثة أشرطة زخرفية من الحجر البازلتي الأسود، وعلاوة على ذلك تم العثور على زخارف هندسية أخرى داخل الإطار الداخلي. أما الفسيفساء الثانية والثالثة فهي غير كاملة ولكنها تحمل تصميماً مغايراً، فهي مصنوعة من لون واحد هو الأبيض، ولكنها أظهرت زخارف من خلال طريقة تشكيل الأحجار الصغيرة لتعطي أشكالاً نباتية لورود. ويرتبط هذا البناء بقناة مرصوفة حجرية تمتد حتى طرف التلة حيث تصرف المياه إلى خارج الموقع، وقد عثر في الركن الشرقي على بناء لحمام مشابه، ولكنه من دون قناة تصريف واضحة.

وإلى جانب ذلك، تم إكتشافها في مدينة “آگرو” الأثرية، ختم أسطواني من حجر الستياتيت الأسود مثقوب بشكل طولاني نقش عليه مشهد لرجل واقف وهو مشابه لشكل الإله بعل، ومما لا شك فيه أن هذا الختم يعود لعصور أقدم من العصور الكلاسيكية. كما عثر على جعران يحمل مشهداً لفهد وشجرة ولكن من دون كتابة، وهو يعود لعصور قديمة أيضاً. ومن اللقى النادرة التي تم العثور عليها في سويات العصر الروماني قطعة كبيرة مصنوعة من الرصاص.

رابعآ، تاريخ مدينة آگرو (جنديرس) الأثرية:

Dîroka bajarê Agiroya dîrokî

لمن لا يعرف منطقة “چيايه كرمينج” والتي تعرف أحيانآ بمنطقة “أفرين”، إنها تشكل جزءً مهمآ من إقليم ألالاخ الساحر (إسكندرون)، وسهليهما سهل “جومه والهمگ”، فإن هذه المنطقة مكتظة بالمواقع الأثرية، ففي محيط مدينة “آگرو” وحدها يوجد يوجد حوالي (15) خمسة عشر تلاً أثرياً، وتلة “آگرو” هي أكبرها حيث يبلغ مساحتها ما يقارب (15) هكتاراً، ويصل إرتفاعها إلى حوالي (20) متراً. وتقع آگرو بين أهم موقعين أثريين في المنطقة، وهما أنطاكية من الجهة الجنوبية الغربية وعلى بعد (50) كم، ومدينة “نبي خوري” (سيروس) من الجهة الشمالية الشرقية على بعد (45) كم.

وفي الجهة الجنوبية الغربية من “آگرو” توجد “مملكة آلالاخ”، التي يرجع تاريخها إلى (2700) قبل الميلاد، حيث كانت من أكثر الممالك ازدهاراً في المرحلة الخورية – الميتانية. وإلى الشمال منها بحوالي (1) واحد كيلومتر توجد مدينة “پاتين” التاريخية. أما في الجهة الجنوبية الشرقية والشرقية لمدينة “آگرو” توجد العشرات من المواقع الأثرية الهامة ومنها: مدينة “درازه” الأثرية الواقعة في “جبل ليلون” عند قمة “نبو”، وموقع أنداريه، كهف “دو- دريا

ويعتقد الكثيرين من المؤرخين والباحثين في تاريخ المنطقة، أن هذا الموقع هو نفسه مدينة “كينالوا” عاصمة مملكة “أونكي” في (1000) الألف الأول قبل الميلاد، وذلك بالاعتماد على الحوليات الآشورية، ففي عام 876 قبل الميلاد، ورد معلومات عن مسير الجيش الآشوري من گرگاميش إلى أزازحزم ( إعزاز الحالية).

كل الذين كتبوا عن مدينة “آگرو” الأثرية عربآ وكردآ، تجنبوا الخوض في تاريخ نشأتها!! العرب لعدم رغبتهم في كشف الهوية القومية للمدينة للقراء، وبالتالي إخفاء هوية المنطقة التي تنتمي إليها، ألا وهي منطقة “چيايه كرمينج”- أفرين. أما الكرد الذين تناولوا تاريخ المدينة، كتبوا مقالات لأنهم ببساطة ليسوا بباحثين، فلا يمكن تناول تاريخ مدينة أثرية في مقال مهما كان طويلآ، وثانيآ لا يمكن القفز عن تاريخ نشأتها ولا عن مَن أنشأها. فوجدنهم تجنبوا الخوض في هذا الموضوع على ما يبدو خوفآ من أن ينكشف حقيقة ضحالة معرفتهم وينفضحوا أمام القراء.

يتبع ….

 

نهاية الحلقة الأولى وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

ونحن في إنتظار أرائكم وملاحاظتكم ومنكم نستفيد.