النمسا \ غراتس
- طيور الحر
1
طيور الحرية
أن رايت طيور الحرية
قد هجرت ديارنا
فاستحال رونق الحياة مرارة كثيفة
فرجائي أن لا تنسى… أن تأتينا
لنشبك ايدينا، معا ونطير الى الافق
ونملأ فراغ طيور الحرية …
سنحلق، هنا وهناك، في سماء الوطن
لنحمي الحبّ ، والأمال، وكرنفال الحياة…
اجل أنا وأنت…. سنجري كالحفاة
ونعدو وراء قافلة الحرية…
اجل سنجري .. وسنظل نجري…
2
مسافر
يا رواد سفينة الفضاء
لو أعددتم العدّة، هذه المرّة
لرحلة اخرى
فرجائي أن لا تنسوا أن تجلبوا
لي حبلا طويلاً …
اجل وشدوه بذيل سفينتكم الفضائية
وبذلك سيغدو لي طريقا سهلا
لمرافقتكم…
وأرجو أن لا تخافوا عليّ
فلست من الذي يجرح صفحة النجوم
ولا ذاك الذي يبكي الغيوم …
… كل رجائي: إن ارسم الابتسامة
على ثغر الشمس…
وهناك أود أن اصغي
لابتهالات الفقراء والمساكين ودعائهم…
لاراهم اين هم يقبعون
واين هم يحتشدون
ووراء صرخات أيّ الغيوم
يذرفون الدموع …
ولأرى لِمَّ اغروقت عينا المسيح
بالدموع والبكاء…
ولاخبره بأن فاتنات العصر
متعلقات بامالهن المنشودة !
اجل ، سامضي للقاء أصحاب المسيرة
لكي ارى لِمَ لمْ تبزغ نجمة الصباح
منذ أمد بعيدٍ عليهم ؟
ولماذا لم نذق ، منذ زمن ،
رغيف خبزٍ حار
من صنع ايديهم
من صنع ايديهم
3
الماء والدم
لو أحببتم عصر قلبي
لما سقط في الكأس غير قطرتي دم
اجل … فقد استحال دمي دخانا متطايرا
من حرارة الحب وحريقه….
بدت عظامي جبالا متراصّه
وشعاع الشمس يكتب اسمي
وتغفو القطرتان على فتحة جرحي
لقد ذويت
وطفق صوت الحياة يغادرني
ها هي السماء تزفر شهبا
فترتعش اوصالي….
ويخطو طفلٌ… مبتسم الشفتين
الى الآفاق
فتحملني هذه الابتسامة بعيدا …
4
لا تدع اجدا يقول
لا تدع أحدا يقول … أنني حديد
ذلك أن الصدأ
سيعلوه، بالتاكيد، في يوم ما…
ولا تدعه يقول… أنني جدار
ذلك أن الفران المتوحشة
ستثقبه، مهما كان…
لا تدع أحدا يقول ، وإنني ايضا جبل
فأنه سيكتسي، يوما ، بالثلوج
فيختفي عن الانظار …
ولكن لا تدع أحدا يقول ، ايضا
أنني لا شيء…
فالارض تدور من أجل هذا الإنسان
تدور حوله …
تدور حوله …
5
وطني
وطني …
عشقك شعلة ملتهبة في أعماقي
وستظل، إلى الأزل، ملتهبة
فليبق عدوّنا القدْر جاهلا
مطلبنا … وهدفنا …
مادام ثمة قطرة دم
تنبض في حنايا قلبي …
مادام ثمة عمال
وفلاحون
وطلبة
سيظلّ وميض البطل يقدح من الحشود
وطني
عشقك بركان جامح
يهزّني … يضنيني …
ولكن اعلم يا وطني
ليس هناك بمقدار احد
ان يهزّ جبالك…
ولن يكون بمقدور احد
أن يطفئ مشاعل وقناديل طريق عشقك
ستظلّ هذهِ المشاعل تشعّ
اجل … ستظلّ منيرةً ومشعة
هاهو ذا النهار يأتي
وها هو المساء يرحل
ثمة من يفارق الحياة ويرحل
الى دياجير الظلام
وثمّة من ينبض بالحياة لاجل الأمل
والحب والقضية…
سيظل عشقك في جوارحي
ساخناً ، ابداً ، ياوطني …
وستظل شعلتك في اعماقي
ملتهبة ، ابد الدهر ، ياوطني
6
عيناك
فاتنتي…. حسناتي
عيناك نبراس منير لحياتي
شعاع ساخن لقلبي…
عيناك – شوق الصفاء في اعماقي
ورموشها – اوتارٌ لقيثارتي…
عيناك ، لو تعلمين ، يا حبيبتي
هما سرّ ديمومة كياني
عيناك – ينبوعان من ينابيع الوطن المقدس
وثلوج المشاتي هي التي تهطل عليها وتغطيها…
عيناك – جمرتان من جمرات النار المتأججّة
وقد خلّفتا اثارهما بقلبي:
فتذكارهما- برعمان من النرجس يرفلان بالخضرة
عيناك، ياغادتي، متصوفان رحل بهما العمر طويلاً
قابعان في اقدس زوايا حياتي…
عيناك، لو تعلمين ، يا ملكوتي
شجرتا دفلى ، بل طلسمان
تقياني من عيون الحساد
وتحيلان حياتي نوراً وصفاءً…
عيناك- نجمتان معلّقتان
بأهداب السماء…
وأنت ، ياغادتي ، تجهلين ما عيناك وما سرهما !
7
خمسة أصابع
1 ـ ألأصبع ألأول( الذكرى)
مَن بوسعه أن يَخطف
كلمة (سلمت يا ذهب)
التي نقشها استاذي
في دفتر فؤادي؟
2 ـ ألأصبع الثاني (ألبُكاء)
لو استفاقت أشواقي
مَن بوسعه ان يُخمد ثورة قلبي
وان طبعت شامة اللا حياء
فوق جبيني بدون وعي
فأي سبيل لإزالتها ….؟
3ـ ألأصبع الثالث (التعود)
عودت نفسي على القراءة
كما عودتها على النهوض والجلوس
لكني لم اعودها
على رؤية الدموع في عيني …!
4 ـ ألأصبع الرابع ( الغروب)
في كل مساء
يعتصر قلبي
لأن الحقيقة تختنق
ويفتح دفتر ذكرياتي على مصراعيه …
5 ـ ألأصبع الخامس ( ليلة الخميس)
في ليلة الخميس
تتحرر الجميلات من الخوف بالمئات
وحينها يكشف النقاب
وفي الميدان أمام الجمع
مَن ألأسد ومن الثعلب.
8
لحظات الاحتراق
أيها الطائر النقار
تَمنَحُ العقود والمواثيقَ ليلا ً
وتَرجع كما كنت
مع تَلابيب النهار.
يا هالة القَمَر القرمزية…
يا مَن تَختَبئين تحت عباءة الليل
الآن! تسألين عن ماضٍ دموي
لتَغدي بدوية،
تَنصِب خَيمة همومها ومكابداتها
عند واحة قلبي.
ومن جديد…
تتحدثين كتلميذةٍ عن ألفباءِ
حبٍ بدائي، سطحي
الآن… أدركتِ أن تردّي على
خراباتِ قلبٍ
أدماهُ حب كلاسيكي
وأيّ شيء ظل عندي
كي تَأخذيه معك؟
أيام عديدة، أوقات طويلة
لحظات تُداس تحت قدميك.
أحببتِ أن تَستحيلي قصيدتي
كلماتي
ديوانٌ يقرؤُه الناس،
كي يُرددوا: هلا ّ سمعتم بها!
تمنحينني عشقاً ولطفاً
تبدين لي عذراء
كالطاووس
تختالين.
تهملين مَشاعري،
ترفضين حرارة اشتياقي،
وهيام سؤالي
بتجاعيدك الممزقة وعينيك الغائرتين
ووجه كئيب مغطى
بألوان مهرجان المكياج
تتباهين بذلك الزيف
ارحلي… ارحلي
وأخيراً أدركتُ مكائدكِ وألاعيبك
بِكم من أرقام الهواتف تتصلين؟
إذهبي…
فالصدر الذي جعلتيه
مَترعاً لتيسٍ كهل
أتعبه التِرحال البدوي،
استغله مرعى ومَلهاة
أنا أيضا أرفضهُ ولا أطيقهُ
هناك… في مروج “زوزان”
وربيع وطني
صبايا، براعم، بِكر
لم تدنسها الأيدي.
ذلك الجسد المُتَرَهِّلُ
المُتَواري خَلفَ الملابس
المزركشة،
شِباك وفخاخ ومصائد
جديرة بكِ…
أولئك الذين تُخادِعينهم
أوغادٌ مثلكِ، تُجار المشاعر
أنا أسدُ الغابةِ
حين تَلمَحينني،
تُقدمين جيدكِ قرباناً لي
وتَستَسلمين
فأنا الذي حين يجوع
يجد فريسته جاهزةً.
تيقني…
بأني لست من تلك الجوارح
التي تنهش بقايا
لحم العظام.
وإن صَممتُ على هَجركِ
فليس بوسعكِ
أن تُلملمي بقايا
ذكرياتكِ
مِن بين أنامل يدي،
تقدمينها لغيري
لميلاد هَم ٍ جَديد.
————————-
الشاعر صديق شرو :
مواليد 1954 \ قرية الشيخ حسن ـ كوردستان العراق
ـ خريج كلية الاداب قسم اللغة العربية \ جامعة الموصل
ـ عمل سنوات طويلة مدرسا للغة العربية في دهوك
ـ عضو اتحاد الادباء الكورد \ فرع دهوك
ـ عمل في هذه المجالات ( الشعر ، النقد . المقالة التربوية )
ـ عمل في اعلام مديرية تربية مدينة دهوك
ــ كتب للاذاعة والتلفزيون كما كبيرا من البرامج والمسلسلات
ــ ودع الحياة يوم 14\7\2020 اثر مرض عضال الم به