هوية وتاريخ مدينة آگرو (جنديرس) – دراسة تاريخية – الحلقة الثانية

 

Nasname û dîroka bajarê Agiro (Cindirêsê)

السؤال هنا: هل تم بناءها المدينة من قبل الخوريين الكرد؟ أم من طرف الميتانيين الكرد؟ أو من قبل الهيتيين (الحثيين) الكرد؟

لأن الهدف من التنقيب والبحث وإجراء الفحوصات على الأثار المكتشفة وتحليلها هو: معرفة تاريخ نشأت المدينة أي مدينة أثرية كانت، ثم هوية سكانها القومية، عباداتهم، لغتهم، ثقافتهم، طقوسهم الدينية، طرق معيشتهم، قوانينهم، أشكال البناء، طرق تربية الحيوانات، والحقبة الزمنية التي تنتمي إليها المدينة، وما تعرضت له من حروب وكوارث طبيعية خلال تاريخها، وما هي الثقافات التي مرت عليها خلال تاريخها، ولغة الكتابة،…. إلخ. وأي كتابة وبحث لا يشمل كل هذه العناصر لا يعتد بها، أيآ كان صاحبها.

 

أما الذين كتبوا وقاولوا أن البيزنطيين هم من بنوا مدينة “آگرو” الأثرية، بقناعتي هذا الطرح لا يستحق النقاش، لأنه يتنافى مع الحقائق التاريخية والعمرانية، والديمغرافية، والأثرية لمدينة “آگرو” التاريخية، وسنوضح ذلك بعض قليل.

إذا ما قارنا نمط وشكل التلة، التي بنيت عليها مدينة “آگرو” مع بقية المدن التاريخية التي بنيت على التلال في سهلي “جومه والهمگ”، لا نجد فرقآ بينهما على الإطلاق. لا من حيث الشكل ولا الإرتفاع وحتى البناء الذي بني فيهم، وطرق المعيشة وغرف النوم. وخاصة إذا أخذنا بعين الإعتبار التنقيبات التي أجريت في الركن الشرقي للتلة، التي أكدت عن وجود استيطان بشري مهم ومتواصل، منذ العصر البرونزي الوسيط قبل الميلاد في المدينة نفسها، لأن الإستيطان البشري في المنطقة يعود لأكثر من (100.000) مئة الف سنة.

التقسيم التاريخي للعصر البرونزي:

يقسم العصر البرونزي إلى ثلاثة مراحل وفقاً للآثار التي كشف عنها في عدد من المناطق خاصة في الشرق الأدنى واوروبا، وهى كالآتي:

1- العصر البرونزي المبكر.
وهي الفترة الواقعة بين (4000-3000) الألف الرابع والألف الثالث قبل الميلاد. حيث عهدت بعض المناطق في الشرق الأوسط طريقة صهر النحاس مع القصدير لانتاج البرونز.

. 2- العصر البرونزي الوسيط
وتتميز هذه الفترة بظهور الأفران وتطورها وتمتد من حوالي (2000- 1600) قبل الميلاد، في منطقتنا الشرق الأوسط.

3- العصر البرونزي المتأخر.
وتمتد هذه الفترة من حوالي عام (1600-1500) قبل الميلاد حتى ظهور الحديد وصهره لأول مرة في التاريخ، في عهد الدولة الهيتية الكردية، وصنع الأسلحة الحربية، والعربات الحربية التي تجرها الخيول.

 

ونحن نعلم أن الدولة الميتانية ظهرت على الساحة حوالي 1700 قبل الميلاد، ومن ضمن المناطق التي سيطرة عليها كانت منطقة أفرين الحالية وكامل إقليم ألالاخ، حيث حلت محل الدولة الخورية الكردية، ولكنها لم تسيطر على كامل أراضيها، حيث سيطر قبيلة كردية أخرى على الشمالي الغربي (الأناضول) من وطن الخوريين، وأسسوا دولة وأطلقوا عليها تسمية “الدولة الهيتية”.

من هنا نستطيع أن نؤكد وبشكل جازم بأن الميتانيين هم من بنوا مدينة “آگرو” التاريخية في عهد حكم الملك الميتاني “توشراتا”، وكانوا يستخدمون اللغة الخورية في كافة المعاملات والخط المسماري في الكتابة وكل أرجاء الدولة، بما فيها مدينة “آگرو”. والملك “توشراتا” توفي حوالي العام (1340) قبل

الميلاد، وهذا يعني أن المدينة بنيت قبل وفاته بفترة كبيرة، لأن بناء المدن حينذاك كانت تأخذ وقتآ

طويلآ، لأن كافة الأعمال كانت تتم بالأيادي البشرية. ولهذا يقدر العلماء أن تاريخ بناء المدينة يعود إلى

(1450-1500) قبل الميلاد، وهذا يتطباق مع عمر الأثار المكتشفة في الموقع ونوعيتها. وهناك مَن مِن المؤرخين يقول: أن مدينة “أگرو” تعود إلى فترة الخوريين أسلاف الميتانين والكرد، ولكن الميتانيين حولوها إلى مدينة ذات شأن ودور في إطار دولتهم، نظرآ لموقعها الجغرافي المهم، الذي يقع بين مدينة إلههم إله الشمش (خور)، والتي تسمى حاليآ بموقع “نبي هوري، ومدينة ألالاخ، والتي تعتبر ثالث مدينة من حيث الأهمية بعد مدينة “نوزي” قرب مدينة كركوك الحالية بجنوب كردستان، وواشو-كاني عاصمة الدولة الميتانية بجوار مدينة “سريه كانية” الحالية.

 

والذي جذب الإنسان إلى هذه المنطقة الجغرافية من بلاد الخوريين منذ مئات ألاف السنين، هو توفر مقومات الحياة، من ماءٍ ومأكل ومراعي، وأراضي زراعية خصبة وبحيرات، وجبال للإحتماء وغابات كثيفة، ونمو الأشجار المثمرة فيها، ووجود الحيوانات المختلفة التي كانت تعيش فيها.

وبسبب توفر تلك المقومات الحياتية لجأ الإنسان إليها وعاش في كهوفها، ولهذا تعتبر المنطقة من الناحية التاريخية بمثابة حوض بشري هام عبر التاريخ، كما أن تلك المقومات كانت سبباً لإقامة العديد من المدن والممالك التي كان لها الدور البارز في التاريخ القديم والحديث معاً، ولنفس الأسباب كانت المنطقة محل

صراعات وحروب بين أهل المنطقة من الخوريين أسلاف الشعب الكردي، والطامعين فيها مثل المحتلين الأشوريين، البابليين، الأموريين، والمصريين، الفرس، الرومان، البيزنطيين، العرب المسلمين وأخيرآ العثمانيين وأحفادهم من الأتراك.

نسخة حديثة عن رسالة توشراتا إلى أمنحتب الثالث (لغة حورية)

 

وكون مدينة “أگرو” تقع في وسط هذه المنطقة الجغرافية الهامة، فتعرضت لكل ما تعرضت له بقية مدن المنطقة، من حروب، وصراعات وكوارث طبيعية، وعمليات غزو متعددة عبر التاريخ، وعاشت كل الحضارات التي تعاقبت على المنطقة عبر الزمن، مثل الحضارة الهلنستية، البارثية، الرومانية، البيزنطية والساسانية، وغيرهما من الحضارات. مثلها في ذلك مثل مدينة ألالاخ، شمأل، پاتين، أندارا، دارازه، نبي خوري، أرپاد، گرگاميش، أزازخزم، دلبين وغيرها من المدن الخورية – الميتانية – الهيتية – الميدية – الكردية.

ومدينة “أگرو” الأثرية كانت جزءً من مملكة “آلالاخ” العريقة، وحينما شن الفرعون “سنوسرت” هجوماً على مملكة “يمخاد” هلچ (حلب الحالية) وأخضعها لحكمه، ومن بعدها توجه بجيشه إلى مملكة “آلالاخ” لإخضاعها لسيطرته وهذا ما تم بالفعل، وشن هجومه على مدينة ألآلاخ عبر مدينة أگرو (جنديرس) في سهل جومه، ومملكة ألالاخ دامت من (2700 – 1200) قبل الميلاد.

++++++++

أمنحتب الثالث:

هو تاسع فراعنة الأسرة الثامنة عشر، ويعتبر من أعظم حكام مصر على مر التاريخ، حكم مصر في الفترة ما بين (1391-1353) قبل الميلاد.

 

وأهم المدن التي بناها الميتانيين خلال حكمهم للجزء الشرقي، والجنوبي، والجنوب الغربي من كردستان كانت هي: مدينة “واشو-كاني” عاصمة دولتهم، وتقع بالقرب من مدينة “سريه كانية” في منطقة الجزيره الفراتية. المدينة الثانية كانت مدينة “نوزي”، وتقع قرب كركوك الحالية في جنوب كردستان. أما المدينة

الثالثة فكانت مدينة “آلالاخ” المتاخمة لمدينة “پاتين” والقريبة من مدينة آگرو (جنديرس) الأثرية. وبذلك

صبغ الميتانيين مثل أسلافهم الخوريين المنطقة بثقافتهم وحضارتهم الخورية – الميتانية ورسخوها، وهذا ما أكد عليه السيد “انطون مورتكات” وهو واحد من أهم المستشرقين، وعالم في حقل آثار الشرق الأدنى القديم.

وبقيت مدينة “أگرو” خلال العصر الهلنستي المتأخر والروماني الباكر محايدة في الصراع بين البارثيين والسلوقيين، وخاصة بعد توقيع الاتفاق بينهما عام (131) قبل الميلاد بين الطرفين على أن يصبح نهر الفرات هو الحد الفصل بن الدولتين، ولكن هذا الحال لم يستمر طويلآ، ففي عام (38) قبل الميلاد تمكن البارثيون من السيطرة على مدينة “أگرو” وقتل حاكمها “باكوروس” خلال محاولتهم السيطرة على المدينة والمنطقة المحيطة بها أي سهل “جومه”.

وفي العصر الروماني المتأخر ظهر النفوذ الساساني – الكردي، الذي يطمح في السيطرة على المنطقة، فقد ذكرت مدينة “أگرو” في نقش من عهد الملك “شاپور” خلال توجهه إلى مدينة “نبي خوري” بمنطقة أفرين الحالية ومدينة أنطاكية في الغرب على شاطئ البحر المتوسط. حيث سيطر الملك “شابور” عليها حوالي العام (255) ميلادية، وهذا ما أكده إكتشافات الطبقة الثالثة من تلة “أگرو” المحروقة الضخمة. أما في العصر البيزنطي فقد أصبحت “أگرو” مركزاً مهماً حتى إنها أصبحت في النصف الأول من القرن الرابع الميلادي مقر أسقفية مسيحية.

+++++++++

العصر الهلنستي:

هي فترة من التاريخ القديم، ساد فيها الثقافة اليونانية التي ذخرت بالكثير من مظاهر الحضارة في ذلك الحين. وقد بدأت بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 قبل الميلاد، واستمرت حوالي 200 سنة في اليونان وحوالي 300 سنة في الشرق الأوسط، وإنتهت حوال عام 23 قبل الميلاد. وتسمية هلنستي مستمدة من كلمة (هيلين) وهي الاسم العرقي الذي يطلقه اليونانيون على أنفسهم ويقولون أن جدهم الكبير كان إسمه “هيلين” وبلادهم عرفت باسم بلاد “هيلاس”.

+++++

البارثيين:

شعب من الشعوب اليرانية القديمة ينتمون إلى قبيلة فارني أو ‫بارني، استقروا بعد ترحال في منطقة بارثيا. وأسسوا مملكة بارثوا في جنوب شرقي بحر قزوين بآسيا (247 ق.م) ودامت حتى عام (224) ميلادية. أما الآن فهو إقليم في الشمال الشرقي من إيران في خورسان، وقد عرفوا أيضآ بإسم الأرسكيديين.

++++++

السلوقيون:

هي سلالة هلنستية ترجع تسميتها إلى مؤسس الأسرة الحاكمة للدولة السلوقية، “سلوقس الأول نيكاتور”، أحد قادة جيش الإسكندر الأكبر، شكل دولة بعد موت الإسكندر المقدوني، وخلال القرنين الثالث والثاني قبل الميلاد حكمت هذه الدولة منطقة غرب آسيا، وامتدت من غرب كردستان غرباً وحتى الهند.

+++++++

الملك شاپور:

هو بن “أردشير” أو شاپور الأول، كان ملكاً ساسانياً وحارب الرومان مرتين: الأولى انتهت سنة 244 م بعد أن هزم شابور وعبرت جيوش الروم الفرات، وقاربت المدائن. و الثانية كانت بعد أربع عشرة سنة من الأولى وفيها أسر شابور الأمبراطور فاليريان فبقى في الأسر حتى مات.

الملك شاپور

من خلال مقارنة الأثار والنقوش الكتابية التي إكتشفت في موقع مدينة “أگرو”، لاحظ العلماء الأهمية التي كان يوليها كل من السلوقيين والبارثيين للمدينة، بسبب موقعها الجغرافي الهام، وكونها تتوسط الطريق الواصل بين مدينة أنطاكية على البحر، ومدينة “النبي هوري” في عمق منطقة أفرين الحالية، وهو نفسه الطريق الواصل إلى مدينة “زويغما” على الفرات بشمال كردستان حاليآ. وخلال تلك المرحلة كانت مدينة “أگرو” تعتبر نقطة عسكرية مهمة، وجل سكانها كانوا من الجنود اليونانيين والمقدونيين، وتمد كل الجبهات العسكرية القريبة بما تحتاج إليه من مواد تموينية، ولهذا كان الصراع شديدآ عليها بين القوى الكبرى في تلك المرحلة الزمنية.

++++++

زويغما:

Zeugma

تأسست مدينة “زئوغما” القديمة كمستوطنة يونانية على يد “سلوقس الأول نيكاتور”، وهو أحد جنرالات الإسكندر الأكبر، في عام 300 قبل الميلاد. سميت المدينة زئوغما، بسبب الجسر الذي يمر عبر نهر الفرات، وبالتالي ربط ضفتي النهر ببعضها البعض، كلمة “زئوغما” في اليونانية تعني “الجسر”.

في عام 64 قبل الميلاد، تم غزو المدينة من قبل الإمبراطورية الرومانية. خلال الحكم الروماني، أصبحت المدينة واحدة من مناطق الجذب في المنطقة، بسبب إمكاناتها التجارية الناشئة في ذاك الموقع الجغرافي الاستراتيجي لأن المدينة كانت على طريق الحرير الذي يربط أنطاكية بالصين عبر جسرها على النهر، ونهر الفرات حدد الحدود مع الإمبراطورية الفارسية حتى أواخر القرن الثاني.

في عام 256 بعد الميلاد، تعرضت زئوغما لغزو على يد الملك الساساني الكردي “شاپور الأول”. وتضررت المدينة أثر الهجوم تدميرآ كبيرآ، بحيث لم يكن بامكان المدينة التعافي لفترة طويلة. ثم تعرضت لزلزال عنيف بحيث دفن المدينة تحت الأنقاض. في الواقع، خلال الفترة المتبقية من عهدها تحت الحكم الروماني، لم تستعد المدينة مطلقآ الازدهار الذي حققته ذات يوم.

 

لقد شهد محيط مدينة “أگرو” مواجهة عسكرية شرسة بين الجيش الروماني والبارثي وكان ذلك في عام (38) قبل الميلاد، فالرومان كان يقودهم “بومبايوس”، والبارثيين كان يقودهم الملك “باكوروس” وفي نهاية تلك المواجهة المسلحة، لقي الملك “باكوروس” حتفه، ومني جيش البارثيين بهزيمة قاسية، وعُرفت تاريخيآ هذه المعركة بموقعة (جنداروس). وحول هذه المعركة الفاصلة كتب المؤرخ “نوربرت كرامر” في كتابه الذي يحمل عنوان:

“جنداروس في شمال غربي سورية ” قائلآ:

“كان للحسم العسكري في جنداروس بُعد سياسي كبير، ومما لا يمكن قوله أنه في حالة النجاح من قبل البارثيين لكانت لديهم الرغبة الفعلية للاستيلاء على الرقعة السورية الحالية، ولربما حتى الساحل. إن هذا التصور ليس بالمستبعد ولكانت بلا شك المكانة الرومانية قد تضعضعت بشدة. إن معركة جنداروس بين البارثيين والرومان كانت بمثابة خلخلة حاسمة للقرون القادمة”.

كما وتعرضت مدينة “أگرو” في منتصف شهر كانون الأول من العام (115) ميلادية، إلى دمار هائل وذلك نتيجة هزة أرضية قوية ضربت إقليم ألألاخ الكردي بأكمله.

وفي ظل الصراع بين القوى الكبرى على غرب كردستان ومن ضمنها إقليم ألالاخ وشواطئه على البحر المتوسط، ومدينة “أگرو”، هي جزء من هذا الإقليم، تمكن الملك الكردي الساساني “أرداشير” من إزاحة الملك البارثي، وذلك في عام (227) ميلادية، وبالتالي الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط. حيث بدأ الجيش الساساني بالتقدم إلى مناطق غرب الفرات الكردية من خلال إتباع عدة مسارات هي: أولآ، مسار جنوبي حيث عبر قسم من جيش “أرداشير” بادية (تدمر). والمسار الثاني، كان شمالي حيث جزء من القوات الساسانية عبرت “زويغما” على الفرات، والمسار الذي سلكته هو مدينة “أرمناز” بمنطقة دلبين إدلب الحالية متجهة إلى (سلوقية)، وفي هذا المضمار يقول السيد نوربرت كرامر:

“في هذه الحرب أدرجت مدينة “أگرو” ضمن المدن التي وقعت تحت سيطرة الساسانيين وذلك في النقش الكتابي لشاپور ملك الساسانيين. خلال هذه الفترة تعرضت “أگرو” إلى كارثة حريق، ويحتمل أنه حدث على الأغلب في عام (253) ميلادية في عهد الملك “شاپور” وتسبب في إبادة كبرى للسكان”. وما يؤكد حادثة الحريق في “أگرو” تقارير بعثة التنقيب التي عملت في موقع “أگرو” حيث ورد فيها:

“إن وجود طبقة من الرماد بسماكة (5سم) في كافة المقاطع الجانبية في الحفرية الكبيرة لأساسات البريد الجديد في “أگرو” التي تتجاوز (20) متر، تشير إلى إحتمال حدوث حريق غطى على الأقل مساحة (400م2)، والأمر الذي يؤكد أن الحريق تم في عهد الملك شابور هو العثور على نقد في طبقة الحريق يعود إلى السنوات (251 -253م)، حين إعتلت الملكة “زنوبيا” الحكم في تدمر عام (268م)، وغزت الجيوش التدمرية عبر يهودا بإتجاه مصر، وأدرجت المنطقة أي غرب كردستان أي سوريا الحالية ضمن الدولة التدمرية ومنها مدينة “أگرو”.

وفي العام (272) ميلادية شن الجيش التدمري بقيادة القائد العسكري “أدريان” هجومآ على إقليم ألالاخ لطرد الرومان منه، وبسط سيطرتهم على المنطقة وإخضاعها لمملكة تدمر، ففي البداية تمركزت قوات “أدريان” غرب بحيرة “الهمگ” عند ملتقى نهري أفرين ورش، ثم تواجه الجيشان التدمري والروماني

قرب مدينة “أگرو” (جنديرس). وفي هذه المواجهة تمكنت القوات الرومانية من تحقيق نصر كبير على التدمريين، ومن ثم تراجعت قوات “أدريان” باتجاه الجنوب، وكانت هذه المعركة هي الأخيرة التي خاضتها مملكة تدمر وكانت بمثابة النهائية السياسية لها.

وفي عام (540م) خرق الملك “كيخسرو” الكردي إتفاقية السلام مع الملك البيزنطي “جوستنيان الأول”، وتقدم مباشرة وعلى إمتداد الفرات باتجاه الغرب عبر عدة جبهات إلى أن وصل إلى (هيرابوليس) ثم وصل إلى حلب متجهآ من هناك نحو مقر الدولة البيزنطية في مدينة “أنطاكية” الساحلية حتى حاصرها، ومن الشمال وصلت جيوشه إلى مدينة “نبي هوري” بأفرين حالياً، ومنها توجهت إلى”أگرو التي أخذها دون أية مقاومة.

 

وفي العام (562) ميلادية وقع الطرفان هدنة لمدة خمس سنوات بين كيخسرو والرومان، وبعد أن مات كيخسرو، وقعت اتفاقية سلام جديدة بين “هرقل” و “قبادس” سنة (628م)، وبموجب هذه الاتفاقية بقيت مدينة “أگرو” خارج السيطرة الرومانية، وبعد انتصار الجيش الإسلامي في “معركة اليرموك” على البيزنطيين عام (636م)، ودخوله إلى مدينة أنطاكية عام (637م)، توجه إلى مدينة (قورش) أي مدينة “نبي خوري” وذلك عبر مدينة “أگرو”.

كما رأينا كم الغزوات والمعارك التي شهدتها مدينة “أگرو” عبر تاريخها الطويل، حالها حال بقية المدن الكردية: الخورية – الميتانية – الحثية – الميدية. ورغم كل تلك الأحداث والإحتلالات بقيت هذه المدينة الخورية – الميتانية، كردية الروح والجسد، حتى 2019 حينما غزاها جحافل الجيش التركي الإجرامي، برفقة إرهابيي المعارضة السورية وبتواطئ من الروس ونظام القاتل بشار الأسد.

 

من خلال تقارير بعثات التنقيب التي نقبت في موقع مدينة “أگرو”، واللقى التي إكتشف في الموقع يتبين مدى الإزدهار التي وصلت إليها المدينة خلال الفترة البيزنطية، ولعل الذي يؤكد ذلك هي اللقى الأثرية التي تعود للعصر الروماني الأوسط، وتحديدآ كنز النقود الفضية، وأواني الطبخ الفاخرة، التي عثرعليها في موقع المدينة، هذا إضافة إلى اللقى الزجاجية المتطورة الصنع، والتي تعود إلى العصر الروماني. ويشير كل ذلك إلى أن “أگرو” كانت تعيش حالة رخاء عام خلال الفترة الرومانية. إلى جانب ذلك وجود الحمامات وتلبيسها بالرخام والرسوم الجدارية، علاوة على ذلك تلك الأرضيات الفسيفسائية.

وبسبب موقعها الهام، أولاها البيزنطيين أهمية خاصة من الناحية الاقتصادية والعسكرية، حيث كانت المدينة تحتضن الفرقة العسكرية الرومانية العاشرة الهامة بقيادة “كيروس”، في حالات إستثنائية فقط كانت هذه الفرقة تعسكر في مدينة “نبي هوري”.

ولحماية المدينة من الغزوات المتكررة، أنشأ البيزنطيين في عام (379-395م) سور حول المدينة هذا ما أكده المؤرخ البيزنطي “يوحنا مالالاس” في كتابه (هندسة الكنائس القديمة  في سورية). ومن جهته أكد “نوربرت كرامر”، في كتابه جنداروس قائلاً:

“إن استخدام جنديرس للأدوات عالية الجودة والثمينة مثل الأواني الزجاجية والأسرجة وغيرها في الفترة البيزنطية لهو دليل على رخاء المدينة، ويتابع أن جنديرس كانت في أوج ازدهارها خلال القرنين الرابع والخامس للميلاد”.

ومن جهة أخرى ذكر (ثيودورث) أسقف مدينة “نبي خوري” في القرن الخامس الميلادي كتب مرات عديدة في رسائله، حيث كان يشبه فيها مدينة جنديرس بالمدينة المزدهرة، مع العلم أنها لم تصبح مدينة في ذلك الوقت بعد، والأكثر من ذلك أن (ثيودورث) عندما وضع سيرة حياته المقدسة وسماها بإسم مدينة “جنداروس”. وعلاوة على كل ذلك فإن مدينة “أگرو”، خلال النصف الأول من القرن (400) الرابع ميلادي، كانت تحتل مكانة قيادية في المنطقة الواقعة ما بين مدينة “نبي خوري” بمنطقة أفرين وأنطاكيا.

 

 

خامسآ، معتقدات سكان آگرو الأصليين وطقوسهم الدينية.

Bîrûbaweriyên xelkên Agiro yên nijad û rêresmên dînî

كما رأينا من خلال البحث في تاريخ مدينة “آگرو”، أنها مدينة خورية – ميتانية – كردية، وكما هو معلوم تاريخيآ، بأن الشعب الخوري وكل أبنائه وأحفاده لم يعتنقوا يومآ الأصنام بخلاف كل شعوب الأرض.

وديانتهم “اليزدانية” كانت تتمحور حول عبادة إله الشمس بشكل أساسي، ولهذا سميوا (الخوريين) كونهم

كانوا يطلقون على الشمس باللغة الكوردية القديمة “خور”.  وكلمة الشمس العربية هي الأخرى مأخوذة عن اللغة الكردية القديمة، حيث كان الكرد السومريين يسمونها “شمش”، وأخذ عنهم اليهود التسمية أثناء وجودهم في وطن الكرد بعد سبيهم من قبل البابليين والأشوريين، والعرب أخذوا التسمية عن العبرية وبدلوا حرف (الشين) الثانية بحرف (السين).

ولألاف السنيين كان الشعب الخوري هو الشعب الوحيد، الذي يقيم في المنطقة والتي كانت تضم البلدان الحالية التالية: (تركيا، سوريا، لبنان، العراق، ايران، أذربيجان) وكلها كيانات مصطنعة ولقيطة. فكل الشعب الخوري وحيث ما وجد، كان يعبد نفس الألهة ويمارس نفس الطقوس الدينية، وكلمة “دين” ذاتها مأخوذة عن اللغة الكردية، كي لا يزاود أحدٌ علينا نحن الكرد.

ومدينة آگرو (جنديرس) الأثرية، لم تكن إستثناءً من ذلك، وبدليل كل المدن أو الممالك المحيطة بها من جميع الأطراف، كانت لها نفس الثقافة، وتتحدث نفس اللغة الخورية أم اللغة الكردية، وكانوا يعبدون نفس الألهة، مثل سكان مملكة ألالاخ، دارازه، شمأل، پاتين، أندارا، نبي خوري، دلبين (إدلب)، أرپاد،

گرگاميش، وغيرها من المدن الخورية الميتانية – الهيتية. وكتبت دراسات تاريخية حول كل هذه المدن وغيرها ويمكنكم العودة إليها، وهي منشورة في “صوت كوردستان” لمن أراد.

والمؤرخ “انطون مورتكات” وهو شخص غير كردي قال نفس الكلام وإن بصيغة أخرى حيث كتب قائلآ:

نستنتج من الفن المصور لمنطقة ما بين النهرين في جزئه العلوي، وغرب كردستان (شمال سورية)، عموماً أن الحياة الدينية للشعب الخوري قد إحتلت مكانة هامة في هذه المناطق، وخلال النصف الأخير من القرن الرابع عشر قبل الميلاد كانت الطقوس الدينية الخورية  الميتانية منتشرةً من الحدود الإيرانية شرقاً وحتى شاطىء البحر الأبيض المتوسط غرباً، وإن أبرز إله خوري – ميتاني كان يعبد، هو الإله (تيشوب -إله الجبال)، حيث إن تماثيل هذا الإله يكون نصفه السفلي (جبل) ونصفه العلوي (بشر) ويحمل بكل من يديه غصناً، وأحياناً أخرى يظهر على هيئة الرجل بالتنورة الحرشفية يحمل غصني نبتة”. حيث عثر على تماثيل هذا الإله الخوري – الميتاني في كل من معبدي “أندارا، وآلالاخ” القريبين من مدينة آگرو أي (جنديرس).

 

ومن ضمن الألهة التي كان يعبدها سكان مدينة ” آگرو”: أولآ، إله العاصفة (تيشوب)، الذي كان يعتبر ملك الآلهة. ثانيآ، إلهة الأم (هيبات)، التي كانت إلهة الشمس عند الهيتيين (الحثيين)، وكانت زوجة لإله العاصفة (تيشوب). ثالثآ، الإله (شاروما)، وهو إبن كل من إله العاصفة وإلهة الأم، الإله (كوماربي) وهو بدوره سلف إله العاصفة، وكانت مدينة “أوركيش” المركز الرئيس لعبادة هذا الإله. رابعآ، إلهة الخصوبة والحرب والشفاء (شاوشكا)، التي كان مركزها في نينوى. خامسآ، إله الشمس (شيميگي). سادسآ، إله القمر (كوشوه). هذا إضافة إلى ألهة محلية مثل إله الأرض (أدو) وغيرهم من الألهة، وكانوا يملكون معبدآ واحدآ في المدينة.

وبعد أن دُحرت الإمبراطورية الآشورية الدموية على يد الكرد الميديين، وسقوط عاصمتهم “نينوى” في يد الميديين عام (612) قبل الميلاد، تابع الجيش الميدي زحفه باتجاه الغرب وحرر في طريقه كافة المدن والمناطق الكردستانية من يد اولئك المتوحشين الأشرار، حتى وصلت القوات الميدية إلى مدينة “آگرو وآلالاخ”، وخلال فترة حكمهم ظلت الطقوس الدينية اليزدانية تمارس، وجلب الميديين معهم معتقدات جديدة ومن أبرزها عبادة الإله “ميثرا”، ولكن ذلك لم يلقى إنتشارآ واسعآ بين السكانيين المحليين. الذين كانوا يعبدون الإله “ميثرا” في سهلي “جومه والهمگ”، كان أكثريتهم من منتسبي الجيش الميدي ومن الكرد الذين قدموا معهم من شرق كردستان، وخلال أعمال التنقيب في موقعي “آكرو وآلالاخ”، تم العثور على تمثال للإله “ميثرا” الميدي، وعدد من الدمى للإلهة “عشتروت” المعروفة بإسم (عشتار).

مدينة آگرو – منطقة أفرين – غرب كردستان

والدليل أن سكان إقليم ألالاخ لليوم، يقومون بنفس العبادات ويمارسون ذات الطقوس الدينية اليزدانية، و60% من أهالي منطقة أفرين التي تشمل مدينة ” آگرو”، كانوا إلى حوالي مئتي عام كانوا يدينون بدينهم اليزداني، ولليوم هناك العشرات القرى الكردية التي يدين سكانها بهذه الديانة الخورية، والإيزيدية فرقة منها.

وعندما يزور المرء القرى التاريخية الكردية في جبل “ليلون” بمنطقة أفرين، يشاهد بإم عينه الشمس محفورة على أبواب المعابد اليزدانية، ديانة أسلاف الكرد من الخوريين والميتانيين والهيتيين، إضافة للصليب الميتاني ذو الأضلاع المتساوية، وهذا يؤكد أصالة الشعب الكردي في هذه الأرض، وتجذر ثقافته ودينه ولغته فيها.

هذا الوضع بدأ يتغير بعد الإحتلال الروماني – البيزنطي لوطن الخوريين، ومن ضمنها منطقة أفرين الحالية وإقليم ألالاخ، وخاصة بعد تبني كلا الدولتين الديانة المسيحية رسميآ. حيث بدأ هؤلاء المحتلين الأوباش ببناء كنائسهم المقيتة على أنقاض معابد الكرد اليزدانية، وتحويل بعضها الأخر إلى كنائسة، وفرض الديانة المسيحية على أبناء الشعب الخوري، ومسيحي المنطقة 85% منهم كرد، والمارونيين الذين ذهبوا إلى لبنان من أصل كردي، وتحديدآ من منطقة “چيايه كرمينج” وإقليم ألالاخ ومنطقة شمأل وگرگاما (مراش) الحالية.

ترك الرومان والبيزنطيين بصمة واضحة على كل من مدينة ” آگرو” وكامل منطقة أفرين، وخاصة في سفح “جبل ليلون” ومدينة گرگاما في الشمال. وخاصةً بعد تسلم الإمبراطور”قسطنطين” ابن هيلانة الرهاوية، مقاليد الحكم في الإمبراطورية، حيث سمح بالحرية الدينية للمسيحيين في الإمبراطورية. ووفقآ للباحثين في التاريخ المسيحي في غرب كردستان، وتحديدآ المنطقة التي نتحدث عنها أي إقليم ألالاخ، أن أقدم نقش مسيحي مكتوب يعود تاريخه إلى سنة (339) ميلادية، وفي هذه الفترة من إنتشار المسيحية في المناطق الكردية هذه، كان لمدينة “آگرو” أسقفاُ مستقلاً، وهذا يؤكد بأن المدينة تعرضت مثل غيرها من المدن الخورية لحملات التبشير المسيحية.

وعندما تم تشيكل المجلس الكنسي الأول في عام (324-325) ميلادية من أجل تعين الأساقفة، تم تعين الأسقف “بتروس” في مدينة “آگرو” نظرآ لأهمية موقعها. وللمعلومات في عام (341م) إكتشف المجمع الكنسي في أنطاكية أثناء بحثها إصول الأثاقفة، فوجود المجتمعين، نحو 90% من الأساقفة يعودون في إصولهم إلى مدينة “آگرو”، وهذا يؤكد أمرين:

الأمر الأول، مدى أهمية هذه المدينة للمحتلين الرومان والبيزنطيين وإهتمامهم بها بشكل خاص، ولولا ذلك لما وجدنا هذا الكم الهائل من الأثاقفة يتخرجون منها.

الأمر الثاني، عندما يؤمن الإنسان الكردي بعقيدة ما يخلص لها، وبدليل مدى إخلاص الكرد للإسلام.

وبعد أن تيقن البيزنطيين أن المدينة باتت مسيحية خالصة، فقرر المجمع الكنسي في إنطاكيا في القرن الرابع (400) ميلادي، بأن المدينة لم تعد بحاجة لوجود إسقف فيها، لعدم خوفهم من أن تعود يزدانية كما كانت. ونتيجة هذا القرار خسرت المدينة مركزها الديني، وباتت تتبع مدينة أنطاكيا، وبذلك تلاش دورها كمركز ديني وحضري.

والكثيرين لا يعلمون بأن مدينة ” آگرو”، كانت مهدآ للرهبانيات في غرب كردستان خلال القرون الأولى للميلاد، وأسس أحد تلامذة “مار يوليانوس الرهاوي” ديرآ فيها، في أواخر حكم الإمبراطور “قسطنطين” (306-337) ميلادي.

ومع إحتلال المنطقة وضمنآ مدينة “آگرو” من قبل المحتلين العرب المسلمين الأشرار، في العام (637) ميلادية في عهد المجرم عمر بن الخطاب، حيث إحتل القائد العسكري “عبيدة بن الجراح” مدينة هلچ (حلب) الخورية، ومن ثم إتجه بجيشه نحو منطقة “شاد- با” (الشهباء)، ومنطقة “أفرين وإقليم ألالاخ” الخوري – الميتاني. ومن هناك توجه “عياض بن عبد غنم” على رأس جيش نحو منطقة ألالاخ وإحتلها وإحتل معها أفرين وجميع قرى ومدن سهل “جومه”، وفرض هؤلاء الهمج لغتهم ودينهم الشرير، على الكرد من سكان المنطقة، وأجبروا المسيحيين الكرد واليزدانيين على حدٍ سواء، على إعتناق الإسلام بحد

السيف، ونهبوا أهل المنطقة وسرقوا أرزاقهم، وإستوطنوا فيها وفرضوا الإستسلام على كهنة معبد النبي “خوري” بأفرين، ومن هناك توجه هؤلاء الأشرار بقيادة “حبيب بن مسلمة الفهري” إلى مدينة ” گرگاما”

التي تقع على سفج جبل “گاما” ويسميها الأتراك اليوم (مراش)، وفرضوا على أهلها الإستسلام الكامل أو الإبادة والتهجير، مما إضطر أهلها للإستسلام، نظرآ لعدم قدرتهم على مواجهة تلك الجحافل من القتلة

والهمج والبرابرة.

ثم قام هؤلاء الغزاة بتهجير عدد كبير من كرد مدينة ” گرگاما” المسيحيين، وتلبيسهم ملابس إسلامية قذرة وساقوهم إلى سهل “جومه والهمگ” وأسكنوهم في قرى مثل  قرية “مرفانية، باسيا” وغيرها من القرى، ومن هناك إنتقل القسم الأعظم منهم إلى جبل “ليلون” وإستقروا فيه، وعندما تعرضوا للإضطهاد مرة أخرى ذهب قسم منهم إلى مدينة حلب، ولكن القسم الأعظم منهم فروا إلى جبل لبنان، والمجموعة البشرية التي يطلق عليهم اليوم “المسيحيين المارونيين” نسبة إلى الناسك “مارمارون” زعيم الطائفة، هم كرد، وزعيهم دفن في قرية “براد” بجبل “ليلون” الخوري، الذي يسكنه لليوم قبيلتين من الكرد هما: قبيلة الروباريين والشيراويين.

ومن هذه الفترة وحتى سيطرة العثمانيين على هذه المنطقة في عام 1616 ميلادية، بعد إنتصارهم على المماليك في معركة “مرج دابق” التي تقع في منطقة الشهباء الكردية، في عهد السلطان” سليم الأول”، شهد إقليم “ألالاخ” ومدينة “أگرو” صراعات بين المحتلين العرب والصليبيين، والفاطميين والزنكيين، ثم الأيوبيين وهكذا إستمر الحال إلى حين ظهور الدولة العثمانية وإستمراها لأكثر من 600 سنة. وبعد إنهيار هذه الدولة وإنشاء كيان تركيا وسوريا، تم تقسيم المنطقة إلى قسمين: القسم الأول أي منطقة أفرين وجبل ليلون إلحقا بسوريا، وإقليم ألالاخ ألحق بالدولة التركية، والكرد أصحاب الأرض تم تجاهلهم لا بل حتى إنكار وجودهم!!!

 

يتبع ….

 

 

 

 

نهاية الحلقة الثانية وإلى اللقاء في الحلقة القادمة

ونحن في إنتظار أرائكم وملاحاظتكم ومنكم نستفيد.