تعليقآ على دعوات طرابيش المعارضة السورية للحوار مع قسد- بيار روباري

 

إخواني في قيادة قسد والإدارة الذاتية وجميع أبناء شعبنا الكردي من المخلصين والوطنيين، لا تثقوا بالثعلب “برهان غليون” وكلامه الملطف هذه الأيام، ولا كلام القومجي الجديد “كمال اللبواني” وبقية القرطة.

هؤلاء لايؤمنون بوجود الشعب الكردي، فما بالكم بحقوقه القومية. مرد كلامهم الأخير هو إفلاسهم التام، وقيام النظام التركي بكنسهم كالزبالة ومعهم جماعة المكنسة الكردية، وبعضآ منجماعة حماس الإجرامية وإخوان مصر وإخوان سوريا الإرهابيين. كل ذلك مقابل الإنفتاح الإسرائيلي والأسدي على نظام المجرم والطاغية أردوغان، الذي بلع كلامه العنتري ورضخ لدول الخليج والسعودية وسيرضخ قريبآ للمصريين أيضآ.

كما تعلمون أنقرة قررت التعامل مع نظام المجرم بشار الأسد بشكل سياسي رسمي وليس أمني فقط، وجاء ذلك على لسان وزير الخارجية التركي، بهدف خنق الكرد وإعادتهم إلى حظيرة النظام القاتل مرة أخرى، وتعريب المناطق الكردية من خلال تسكين اللاجئين السوريين العرب فيها، ولكن هذا لن يحدث لأن الأمريكان لحد الأن يرفضون ذلك لأسبابهم الخاصة.

ما هو هدف هذه الطرابيش المفلسة أمثال غليون ولبواني من هذه المهادنة مع الإدارة الذاتية الكردية، وهي ذاتها رفضت في السابق النظام الفيدرالي لحل القضية الكردية في غرب كردستان والإعتراف بوجود الشعب الكردي في (سوريا)، ولهذا السبب تحديدآ أمريكا وفرنسا أبعدتهم من قيدة المعارضة. ولليوم يرفضون الإعتراف بوجود الشعب الكردي في (سوريا) هذا الكيان اللقيط، ولا يعترفون بوجود غرب كردستان، وقالها “غليون” في لقاء تلفزيوني أن الكرد مجرد مهاجرين وشبههم هذا المسخ بالسود الأمريكان. ولليوم يرفض منح الشعب أية حقوق قومية وحتى الحكم الذاتي وهذا ما صرح به قبل عدة أيام في لقاء صحفي وكلامه مسجل. ويرفضون إعتماد الكردية كلغة رسمية في البلاد، ومازالوا مصرين على عروبة سوريا.

 

سأقول لكم ما هو هدفهم الحقيقي، وما الذي دفعهم لذلك.

 

هدفهم إيجاد حمار يركبون ظهره، ويعودن من خلاله إلى الساحة، بعدما تخلت عنهم كل الدول بما فيهم العربان والتركي والأمريكي. ويرون أن الكرد رغم كل الصعوبات مثل الحصار، الهجمات التركية العدوانية، سياسات النظام الأسدي العدوانية، بنوا علاقات مميزة مع كل من أمريكا وفرنسا، وإستطاعوا الحفاظ على شعرة معاوية مع الروس. إلى جانب ذلك لديهم قوة عسكرية منظمة ومنضبطة بشكل كامل. ويملكون كل الثروات الطبيعية من ماء، نفط، غاز، قمح، شوندر سكري، لحوم، ….. إلخ. وأهم من كل ذلك الدعم الأمريكي العسكري الواضح، وإقتنعوا أن  لا مجال أمامهم سوى الرافعة  الكردية، وهي الجهة الوحيدة المنظمة، ويريدون إستغلالها لمأربهم.

 

برأي على القيادة الكردية أن لا تتفاوض معهم كحزب ولا كإدارة وإنما تشكيل وفد يمثل الشعب الكردي في غرب كردستان ويسمى “ممثل الشعب الكردي”، ويفرضوا على الطرف الأخر أن يشكلوا أيضآ وفدآ يمثل العرب السنة، ويجلسون على الطالوا بهاتين الصفتين ولكن يجب أن يسبق ذلك تحقيق شرطين هما:

الأول: أن يعترف الطرف العربي بوجود الشعب الكردي في سوريا، والإعتراف بإقليم غرب كردستان رسميآ وبشكل خطي وموقع عليه من قبل الطرف العربي.

الثاني: القبول بالفيدرالية كحل للقضية الكردية في سوريا.

 

في الختام، أكرر تحذيري وأطلب من إخواني في الإدارة الذاتية وقسد، أن دعواو هؤلاء لزيارة إقليم غرب كردستان وليس (شمال شرق سوريا) هذه تسمية معيبة ومهينة لدماء الشهداء الكرد. ثانيآ أن تتم المفاوضات على أراضي غرب كردستان مع وضع العلم الكردي (الذي يحمل الشمس اليزدانية)، أثناء المفاواضات وأن يتحدث المفاوضين الكرد باللغة الكردية، مع وجود ترجمة ومترجمين، وأن تكتب جميع الوثائق باللغتين الكردية والعربية، ويعزف النشيد الكردي “أي رقيب” في حال هم طلبوا عزف النشيد القومجي الخاص بهم، لأن نشيدهم العنصري لا يمثلنا نحن الشعب الكردي. ثالثآ، أن ينحصر التفاوض بممثلين سياسيين وليس قوات قسد. وأن لا يتفاوض الكرد مع كل جهة لوحدها. وكل وثيقة قوقع يجب أن يوضع نسخة عنها لدى الأمم المتحدة كي تصبح وثيقة رسمية، لأن هؤلاء لا أمان لهم وسيلحثون كلامهم في اليوم الثاني، وفي السياسة لا مكان للوعود الشفهية.

 

29 – 04 – 2022