الجزء الأول
مقدمة : ليس من المبالغة على الإطلاق إن قلنا إن كمية المبالغة والتضخيم والتطرف والغلو إزاء أهل بيت رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – الموجودة في التراث المذهبي الشيعي قد لا توازيها مبالغة ولا تضخيم ولا تطرف ولا غلو في الكون كله . فذلك مضافاً الى تناقضها الصريح وتصادمها المباشر مع القرآن الكريم وتعاليمه وسنة وتعاليم وهدي نبيه محمد ، فإنها تتناقض وتتصادم أيضاً مع العقل السليم والمنطق السديد والفطرة والذوق السويِّين .
في الإسلام لا تجوز المبالغة والتطرف والغلو حتى في رسول الله محمد والأنبياء الكرام بشكل عام ، فكيف بغيرهم ممن لا يُقارنون بهم بأيِّ وجه من الوجوه ..؟ قال رسول الله محمد حول حَظْره في تجاوز الحد في المديد له ونهيه عن الإطراء المبالغ والغلو فيه : { لا تَطرُّوني كما أطرَّتِ النصارى آبن مريم ؛ فإنما أنا عبدالله ورسوله } والإطراء هو المبالغة في المديح والغلو ، وقال رسول الله محمد في حديث آخر بين فيه ، كل البيان نهيه ومنعه – عليه الصلاة والسلام – الغلو فيه : { يا أيها الناس ، عليكم بقولكم ، ولا يَسْتهوِيَنَّكُمُ الشيطان ؛ أنا محمد بن عبدالله ، عبدالله ورسوله ، والله ما أحبُّ أن تَرفعوني فوق منزلتي التي أنزلني الله عزوجل } . أما القرآن الكريم فإنه ركز في كثير من آياته الحكيمات المحكمات البينات الواضحات وضوح الشمس في رابعة النهار على بشرية الأنبياء كلهم ، وإنهم عباد الله تعالى المخلوقين كغيرهم من بني الإنسان ، وإنه أكد على ذلك كثيراً وبتكرار .
وفي القرآن الكريم نقرأ قوله تعالى : { قل ؛ إنما أُمِرْتُ أن أعبدَ اللهَ ولا أُشركَ به } الرعد / 36 . كما نقرأ في قوله تعالى : { قل ؛ إني أُرتُ أن أعبدَ اللهَ مُخلصاً له الدين } الزُمَر / 11 . إذن ، إن الإخلاص في الدين لا يُمكن ولا يكون ولا يتحقق إلاّ بتوحيد الله وحده لا شريك له كائناً مَنْ كان .
لقد بحثت ومازلت أبحث في التراث الشيعي بجميع أشكاله قديماً وحديثاً فثبت لي إن المذهب الشيعي يُولِّي الأهمية الأولى والمصدرية الأولى الأساسية لتراثه لا القرآن الكريم وصحيح أحاديث رسول الله محمد ، فحتى حينما يرجع المذهب الشيعي الى القرآن فإنه يُفسره ويُأوِّله وفقاً للمبالغة والتضخيم والتطرف والغلو لعلي بن أبي طالب وزوجته وأولاده ، أي إنه هكذا يتوهم بأن معظم الآيات القرآنية قد نزلت بحقهم وحقوقهم ولهم ولأجلهم وبسببهم ، لا بل يعتقدون إن الله تعالى خلق المخلوقات والأكوان والعالمين لأجلهم ! .
أما الأمر الأكثر تناقضاً وتصادماً للشيعة الإمامية الإثناعشرية مع الإسلام يكمن في القضايا التالية :
1-/ الغلو الى درجة تأليه آل بيت رسول الله محمد ! .
2-/ إعتبار آل بيت رسول الله محمد أفضل وأعظم درجة وقدراً من الأنبياء ! .
3-/ الرجعة ، الإيمان بعودة الأئمة الى الحياة الدنيا في قادمات الدهر بعد ظهوره مَهديِّه ، وذلك لإحياء أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعائشة أم المؤمنين وحفصة أم المؤمنين وغيرهم ، ثم محاكمتهم وبعدها ذبحهم من الوريد الى الوريد ، ومن ثم يستلُّ مهدي الشيعة سيفه بمؤازرة شيعته لكي يذبحوا ويقتلوا من لا يؤمن به وبالأئمة ، وذلك لتشكيل الحكومة المهدوية العالمية وإقامتها على الأرض من مشرقها الى مغربها ! .
4-/ تكفير عامة الصحابة لرسول الله محمد ويقولون بآرتدادهم عن الإسلام بعد النبي الأعظم محمد ! .
إن الحركات السياسية الشيعية في المنطقة ، في مقدمتهم ملهمهم ومصدرهم ولاية الفقيه الحاكمة على ايران لا يخفون ما ورد فحسب ، بل إنهم يقولون به ويعملون لأجله . لذلك نرى التدخلات الإيرانية عبر أحزابها وميليشياتها المسلحة قد زعزعت الأمن والإستقرار في العراق واليمن ولبنان وسوريا .
إن هدف ايران الأساسي والغائي والإستراتيجي ، هو تأسيس إمبراطورية شيعية في المنطقة ، وهي منذ إنتصار الثورة الإيرانية بقيادة الخميني [ 1902 – 1989 ] عام 1979 من القرن الماضي أعلنت بكل صراحة وعلانية مبدأ تصدير الثورة الى بلدان المنطقة . وفي سبيل ذلك أسست الثورة الإيرانية عام 1979 فرعاً في قيادة الحرس الثوري الإيراني بإسم [ الحركات التحررية ] ، أو كما أطلقوا عليه باللغة الفارسية تسمية [ بخش نهضتهاي آزاديبخش سباه باسداران ] ، وكانت قيادة الحرس الثوري في ايران تتولى التثقيف والتدريب العسكري والتمويل والتسليح . عليه أقدم الحرس الثوري الإيراني وبمساعدة الأمن الإيراني ودوائر رسمية ايرانية أخرى بتشكيل أحزاب مذهبية من الشيعة في البحرين والعراق والكويت والسعودية . مضافاً الى الجهود الكبيرة التي بذلتها وازالت تبذلها الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمشروعها التوسعي المذهبي – السياسي في عمليات التشييع المذهبية ، في البلدان العربية وغير العربية بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وخارجها ، وذلك كتمهيدات لتأسيس حكومة المهدي العالمية كما يزعمون ! .
بحسب تحقيقي عن المذهب الشيعي وتاريخه ومصادره القديمة والحديثة منها ، إنه سياسي أكثر من أن يكون مذهباً دينياً ، فهو يستغل الدين الإسلامي بالنسخة الشيعية الإمامية الإثنا عشرية المتطرفة المغالية والمشحونة بالحقد والكراهية والضغينة لسائر المسلمين ، وذلك لأجل تمكين المذهب من التوسع المذهبي في المنطقة ، وإن إستراتيجيته العليا تكمن في السيطرة على بلاد الحجاز ، على مكة والمدينة وتشييعها بالإكراه والقوة ، وبالحديد والنار .
فالذي يتأمل في الأدعية المذهبية للمذهب الشيعي ، حتى في نوعية الصلاة على رسول الله محمد سوف يندهش ويصدم منها ، وذلك لِمَا تحتويه من الإنحراف المباشر عن هدي الكتاب والسنة ، ولِمَا تحتويه من الحقد والكراهية والشتائم واللعن والطعن في أناس أخيار أبرار أنقياء أتقياء أثنى عليهم الله عزوجل في علياءه ، في كثير من آياته في التنزيل الحكيم ، وهكذا رسوله الصادق الأمين محمد . في هذا المبحث سوف أتناول دعاء الزيارة الكبيرة الجامعة للشيعة بالبحث والنقد ، ومدى ضديته وتناقضه المباشر مع كتاب الله تعالى وهدي نبيه الأكرم محمد ، وهو دعاء مشهور جداً في المذهب الشيعي الإمامي الإثني عشري .
مقالك ، بحثك ، دراستك ….. خلاصتها أن بيت النبوة مثل بيتك أنت وبيت أبو سفيان وبيت أبو بكر ( الذي نزلت آية بأبنه وحتى الصحابة كانت تنتقص منه في ذلك ) وغيرهم من دخلوا ألأسلام طواعية أو لمصلحة ما أو رغماً عنهم .
أنت تعطي أنطباعاً عن نفسك ( وكل من يتبنى رأيك ) كشخص عديم الشكر والأمتنان لبيت النبي ، الذي حاول أن ينقذك وينقذني وينقذ البشرية مما كانوا فيه من الظلم والتعدي على كل المحرمات ، وها هي الأمة الأسلامية تعود لأسوأ مما كانت عليه قبل ألأسلام ( بعدم الأعتراف بفضل النبي عليهم من جّد جّدهم الى شخصهم اليوم ومن أعلى نقطة في شعر رأسهم إلى أسفل نقطة في قدمهم ) ….وبالطبع أنت وأمثالك يحشر هذا الموضوع بالألوهية ومعادلة أهل بيت النبي بالذات الألهية وهذا هو عين التضليل والكذب ، لأنك تعلم لا تستطيع مُجارات آل الرسول لا من قريب ولا من بعيد من أي شخص أو بيت . كيف نسيّت أن تكتبها صراحة و تضيف ، أنه من الحق والصواب قتلهم وتفجير حسينياتهم وأسواقهم لأنهم على ضلاله …….
سامحك الله تعالى : إن المبحث لم ينتهي بعد وأنت تسرعت في الحكم بسبب التطرف والغلو المذهبي الشديد الذي تُعاني منه . هداك الله وإيانا الى سواء الصراط والعدل والإعتدال وحسن التدبر في كتاب الله عزوجل وشافاك مما تُعاني منه .
نحن الذين نعرف مكانة آل سيدي رسول الله محمد – عليه الصلاة والسلام – الحقيقية ، وذلك بلا إفراط وتفريط ، وبلا تطرف وغلو ، وعلى أساس الكتاب الكريم والسنة القويمة لرسول الله محمد . أجل نحن الذين نعرف مكانة وقدر وشأن آل رسول الله محمد ، منها إننا نصلي ونسلم عليهم كل يوم وليلة في الصلوات الخمس الواجبة ، لكننا لا نغالي فيهم كما أنتم . ذلك إن الغلو والتطرف والإطراء منهي عنه في الدين ، فكيف إذن بالأشخاص والرموز لقوله تعالى { لا تغلو في دينكم } ..؟ . ثم إن رسول الله محمد بنفسه الشريفة نهانا عن التطرف والمبالغة والإطراء في شخصه الكريم العظيم ، أو بأي نبي من الأنبياء . فالإطراء والغلو والتطرف لا يجوز أصلاً للأنبياء على رغم ما لهم من المكانة الكبرى عند الله تعالى ، فكيف يصح للذين لا يُقارنون قطعاً بهم …؟
إن ما أشرت اليه بأن الآية الفلانية نزلت في أبي بكر الصديق وإبنه فهو خطأ بالكامل ، بل هي نزلت في غيرهم من آل مروان بن الحكم ، الإبو بكر الصديق خليفة رسول الله والإمام عمر وغيرهما من عظماء الصحابة كانوا السابقين للإيمان والإسلام والإخلاص والتضحية في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم . لذلك أثنى عليهم الله تعالى في عليائه ، في كثير من آيات التنزيل الحكيم ، مضافاً الى ثناء ومدح سيدي رسول الله محمد لهم .
ثم كيف قلت شططاً وإثماً عظيماً بأن [ الأمة الإسلامية تعود لأسوء ما كانت عليه قبل الإسلام ] ! . ويحك مما آفتريت وآستغفر الله تعالى مما قلت ، فهو يتضمن التكفير للأمة بأسرها ، بل التكفير الصريح للمسلمين في شرق الأرض ومغربها ما عدا طائفة الشيعة …؟