ما يحدث في اوكرانيا أشبه بفلم درامي؟!- فرياد ابراهيم

 

تدريجيا يتبين لي – مع شئ من الغموض- ان حرب الروس والاوكران ليست سوى فلم درامي،  تشارك فيها : امريكا وهي المنتج، و روسيا المخرج، وبطل الفلم زيلينسكي . الغرب يخاف من جيش الروس كما بوتين يخاف منهم، علاوة على التكاليف الباهضة ، وعلى يدهم نهايته كما استنتجت وتكهنت الغرب واعلنت عن الامر جهرا!

وكما خاف صدام من العساكر مادام رجلا مدنيا،  عظم جيشه وصار من الجيوش الخامسة في العالم – كما اعتقد- آنذاك- فقد وصلت اليه احدث الاسلحة من جميع البلدان الاوربية والامريكية والعالم المتقدم، فأخذ يخاف من انقلاب عسكري من قبل جيشه ومن ثورة عارمة من قبل الشعب.

غزو الكويت كان فخّا امريكيا لجيشه ،  تلته حرب الخليج الثانية حيث تحطم على اثرها الجيش وآلته الحربية تماما، ومن ثم فرض الحصار الشامل على تصديرات وواردات العراق ، فانهار الشعب واصبح شغلهم الشاغل كسب خبز اليوم ودلو ماء وحزمة حطب للتدفئة بعد ان صار النفط النظيف بسعر الذهب، فالتهى الشعب وتفرع في النهار للكسابة والتسول ، وفي الليل تاه في الظلام الدامس!

ومن ثم الهدف الفرعي كان اجراء التجارب على الاسلحة المتطورة الحديثة التي لم تتم دراستها ومدى كفائتها الميدانية بعد، وكل ذلك لقاء عقد صفقات دسمة وراء الكواليس، والانكليز خبراء في هذا المجال تأريخيا !

ارتاح طاغية العراق بعد الحاق الدمار الشامل بجيشه والهاء الشعب بقوت يومه.

الى هنا كانت امريكا في خدمته وفي خدمة بقائه على السلطة.

الا انه بعد أن طغى واستغنى واخذ يهدد اسرائيل ، ابنة امريكا والممكلة المتحدة بالتبنّي، بات الخلاص منه امرا محتما، واصبح الأمر مجرد قضية الوقت المناسب.

الخلاصة ان الهدف في الحرب الجارية الآن ليس رأس بوتين ولا منصبه، انما الهدف جيشه، وبعد الجيش شعبه ثم يأتي دوره هو ، تماما كما حصل في العراق

وهكذا يتخلص الغرب من التهديدات المتكررة من لدن الروس وتدخلهم في الشؤون الداخلية في البلدان كما في سوريا وايران وتقربهم من دول السنة الاغنى في العالم، وتخلصهم من خطر ترسانتهم النووية ، حينها تتنفس اوربا وامريكا الصعداء، لا منافس تجاري ولا عسكري، وتصبح هي القوة الوحيدة بل القطب الوحيد في العالم ، بلا منافس ولا منازع مع زوال الخطر على مصالحهما الحيوية في كل بقعة في العالم.

فهل احس فلاديمير بوتين بحركة عسكرية او مدنية سياسية ضده في الخفاء؟ وهذه -اي شن الحرب -هي الطريقة الوحيدة لنجاته وخلاصه من الاذى به او بمنصبه؟

لا اعلم بالضبط،  لكن السياسة كما الحال مع الجبل الجليدي :

90 % تحت الماء مختفي مغمور، و10% فوق الماء ظاهر!

 

فرياد

مايس 2022

 

2 Comments on “ما يحدث في اوكرانيا أشبه بفلم درامي؟!- فرياد ابراهيم”

  1. ** من ألأخر …؟

    صدقني ما ذكرته هو عين العقل والصواب ، فبوتين بعد أشهر قليلة أمامه الانتخابات الرئاسية وفوزه للمرة الرابعة غدى من المستحيلات خاصة في ظل تصفية خصومه الخطرين علناً وازدياد معارضيه …
    ولهذا كصدام لم يجد أمامه من فرصة غير شن الحرب ولو على حساب جيش روسيا وشعبها ، متناسياً أن لا أبطال في أفلام العم سام ومن يلعب بذيله لابدوأن يكون مصيره الإعدام ، سلام ؟

  2. الأخ العزيز سرسبيندار المحترم
    اولا شكري وتقديري لمساهمتك القيمة
    وبعد
    الغرض كما اعلم هو انقاذ بوتين لأجل غير مسمى لحين يتمرد ويصبح مصدرا حقيقيا لهم- كما حدث لطاغية العراق المتهور المصاب بداء العظمة- واسلوب التعامل من حلف الاطلسي والحكومات الاوربية كبريطانيا خاصة توحي بهذا التوجه- ألا ترى؟ والبقية تمت معالجتها في النص
    مع اطيب التحايا
    فرياد

Comments are closed.