في البداية وقبل الدخول في صلب الموضوع الذي نحن بصدده، لا بد لي أن أحيي السيد مراد قريلان على شجاعته والإقرار بأخطاء حزبه الذي يحتل فيه مركزآ قياديآ مهمآ، وخاصة أن إعترافه جاء من على شاشة التلفزيون. وليس من عادة السياسيين الكرد أن يعترفوا بأخطائهم وخطاياهم، فما بالكم الإعتراف بأخطائهم أمام عدسات الكميرات وعلى الملأ.
من هنا وجب التنويه والإشادة بذلك وتشجيع السياسيين الكرد، ومعهم كل شخص مسؤول في موقع عام، بأن يتحلى بجرأة وشجاعة السيد مراد قريلان ويعترف بأخطائه، وبمجرد الإعتراف تبدأ الخطوة الثانية وهي عملية التشخيص وهي خطوة مهمة جدآ، ومن بعدها تأتي مرحلة المعالجة وطرقها وأساليبها. كما إن الإعتراف بالخطأ والتراجع عنه، يرفع من قدر المرء وشأنه، ولا يقلل من مكانته كما يظن بعض ضعاف النفوس، ولا يقلل من مكانة التنظيم السياسي إن قد وقع في الخطآ، ومن الجميل والضروري أن يعتذر المرء عن خطأه والتعلم منه.
والأن دعونا نعود إلى صلب موضوعنا، والذي لخصناه في السؤال الذي طرحناه في عنوان مقالتنا هذه، وإسمحوا لي أن أبدأ، أولآ بمسعود البرزاني وغزو منطقة “شنگال” من قبل تنظيم داعش الإرهابي عام (2014) أي قبل ثماني سنوات من الأن. والجميع يعلم من كان يحكم المنطقة، بالتأكيد مقاتلو مسعود كانت تحكم المنطقة، وكل العالم رأى وفي بثٍ مباشر، كيف هرب مسلحي البرزاني من شنگال، وتركوا أهلها فريسة لوحوش تنظيم داعش الدموي، وبقية مأساة أهلنا الكرد اليزدانيين لا تحتاج إلى شرح.
منذ 3 آب 2014، مسعود ومعه الكثير من المطبلين والمزمرين يرددون الكذبة التالية: “نحن مَن حمينا شنگال وحررناها“. لو كنا في القرن الثامن عشر، لربما كان بإمكان جماعة مسعود تمرير هذه الكذبة الفاضحة، ولكننا نعيش في القرن الواحد والعشرين، ووسائل الإعلام تبث الأخبار والأحداث على مدار الساعة، وهناك ألاف المحطات المحلية والعالمية، التي تبحث عن أي خبر تبثه وتملئ ساعات البث المباشر.
أقول لمسعود البرزاني و المطبلين له كفوا عن هذا الهراء، لو كنتم فعلآ حميتم “شنگال”، لما تعرض أهلنا لعمليات قتل جماعية بعشرات الألاف، وألاف من النساء تم سبيهم وبيعهن في سوق النخاسة على يد تنظيم داعش الإرهابي.
كيف ومتى حميتم شنگال؟ إذا مسلحيك يا مسعود هربت قبل وصول عناصر تنظيم داعش إلى المنطقة، ولم يطلقوا رصاصة واحدة دفاعآ عن أهلها الكرد. فألا تخجلون من أنفسكم عندما تكذبون و تقولون: نحن الذي حمينا شنگال؟؟ الذين دافعوا عن أهلنا في “شنگال” هم: قوات الحماية الذاتية الكردية – من غرب كردستان والطيران الأمريكي.
وبالنسبة لموضوع تحرير شنگال، أيضآ كذبتم ومازلتم تكذبون، الذين حرروا شنگال من الإهاربيين الدعواش، هم أبناء المنطقة وبالمشاركة مع قوات الحماية الذاتية، وقوات الغريلا التابعة لحزب العمال الكردستاني، فكاكم تدليسآ على الناس. وأنت يا مسعود من المعيب أن تتحدث عن التحرير وتنصب ذلك لنفسك. فإكنت مغوارآ لهذه الدرجة، لماذا لم تحمي مكبتك في هولير، حتى جاء حزب والأمريكان لحمياتك؟؟
إذا كنت صادقآ فيما تقول، قدم لنا لائحة بأسماء الضحايا التي قدمتها في معركة تحرير شنگال، وفي أي موقع حاربت، وفي أي يوم، وما هي المناطق التي حررتها من تنظيم داعش كي نعلم. لو كنت صادقآ مع نفسك ومع الشعب الكردي، لسمحت بإجراء تحقيق محايد وعرضت نتيجة التحقيق على الشعب الكردي وكلفت محكمة بمقاضاة المسؤولين عن ما حل بأهلنا في شنگال، وتحملت بشكل شخصي مسؤولية ذلك، كونك كنت الزعيم الأول عن مليشيا عائلتك.
نصيحتي لك يا سيد مسعود، أن تملك الشجاعة والجرأة مثل مراد قريلان، وتخرج على إحدى الشاشات وتملك منها العشرات، وتعترف بأن قواتك تخاذلت في الدفاع عن أهل شنگال، وأن قرارك بسحب قواتك من المنطقة كان خاطئآ لا بل كان عملآ كارثيآ، وقدم إعتذارآ رسميآ لأبناء الشعب الكردي وبشكل خاص أهل شنگال المكلومين من ذوي الضحايا.
أما السيد بافل طالباني، الذي إغتصب السلطة بقوة السلاح، وأقصى كل القيادات المناوئة له، هو الأخر لم يقصر في حق الشعب الكردي، فأول ما إستلم إدارة مزرعة السليمانية، قام ببيع مدينة كركوك وكل المنطقة التابعة لها، مقابل تسليمه السلطة له بعد موت أبيه، وهذا ما ضمن له ملالي الشيعة في طهران والنجف.
ومع ذلك أخذ يتهم كل الأطراف الكردية بالتواطئ مع الشيعة وإيران، وبرأ نفسه وعائلته، مع العلم هو وأبوه كانوا على الدوام خدمآ مطيعين لملالي طهران وشيوخ القرداحة. إذا كنت فعلآ صادقآ ولست أنت من بعت مدينة كركوك، فقدم لنا كل ما تملك من أوراق عن الذين باعوا المدينة، وإفضحهم أمام جماهير الشعب الكردي، ولو فعلت ذلك ستكسب إحترام الغالبية العظمى من الكرد. ولكنك لم تفعل شيئآ من هذا لليوم، وهذا يعني أنك شخصٌ بلاف وكذاب، وكل هدفك من تلك العملية القذرة أي بيع كركوك، هو البقاء في السلطة لا غير.
يا سيد بافل، إقتدي بالسيد مراد قريلان وإخرج على شاشة التلفزة، وأخبر الشعب الكردي وخاصة أهلنا في كركوك كيف بعت المدينة ومقابل ماذا، وقدم إعتذارآ رسميآ لهذا الشعب الذي دفع مئات الألاف من الشهداء من أجل حريته وتحرير أرضه وكركوك ضمنآ. وإن لم تفعل ذلك ذنبكم مضاعف وإعلم مني:
“العار أطول من الأعمار“.
وفي الختام، أبدآ لا يكفي إعتراف مراد ولا مسعود وبافل، إن إعترفوا بأخطائهم، وإنما المطلوب عدة أشياء أهمها:
1- إجراء تحقيق مستقل ونزيه في موضوع ضياع أفرين، الجينوسيد الذي تعرض له أهل شنگال، وبيع مدينة كركوك، كلآ على حدى.
2- تحديد المسؤولين عن ذلك وبالأسماء.
3- تقديم المسؤولين عن تلك الكوارث للمحكمة.
4- على كل من مراد قريلان، مسعود البرزاني، وبافل الطالباني تحمل مسؤوليتهم الأخلاقية، وترك مناصبهم والجلوس في بيوتهم.
5- إصدار قانون يشمل قادة جميع الأحزاب السياسية، ومسؤولي الحكومات وكافة المؤسسات والهيئات، بحيث كل من يخطئ يقدم للمحاكمة ويُسأل، كما هو الحال في الدول الغربية وإسرائيل.
من دون ذلك، لن نستطيع أن نتقدم ونخطوا للأمام، مادام هناك أناسٌ فوق القانون ولا يخضعون للمسائلة.
أتمنى أن تصل رسالتي إلى كل من مسعود وبافل، ويخطون خطوة “مراد قريلان”، ودعوتي هذه موجهة إلى كل المسؤولين الحزبيين الكبار والحكوميين في كل من جنوب وغرب كردستان.
07 – 09 – 2022
انا متأكد بان سيد مسعود البرزاني وبافل الطلباني ليسا على استعداد بالاعتراف باخطائهما الجسيمة بحق الكرد وكردستان لان من يقبل بان يبقى الاقليم مجزء بين ادارتين هما ادارة اربيل وادارة سليمانية ولن يعترفا بانهما السبب بعدم وحدة الاقليم لن يقبلا ابداً بالاعتراف باخطائهما الاخرى.
هذان الاثنان لا يملكون شجاعة مراد قربلان ولن يعترافا ابداً بانهما سبب كوارث الاقليم.