ببالغ الحزن و الاسى فوجئنا بوفاة استاذنا الكبير احد رموز الرياضة العراقية و العربية ” مؤيد البدري ” في بلاد الغربة في احدى مستشفيات اسكتلندا . كان المرحوم من الاساتذة المتميزين في كلية التربية الرياضية – جامعة بغداد ، جدير بالاشارة التحق بالمعهد العالي للتربية الرياضية – جامعة بغداد عام 1954 وتخرج منه عام 1957 ، وكان المعهد انذاك في الوزيرية بجانب ساحة الكشافة ” .. حصل على بعثة دراسية الى الولايات المتحدة ونال من احدى جامعاتها درجة البكلوريوس ثم الماجستير في علوم التربية الرياضية ، وبعد رجوعه للعراق عين مدرسا في كلية التربية الرياضية لتدريس الطلبة علوم كرة القدم .. عام 1976 عندما تعينت في نفس الكلية كان لي شرف كبير في اول لقاء معه على ملعب الكشافة حيث كان يقوم بتدريس كرة القدم ومعه المرحوم ثامر محسن ، كانا سوية يشرفان على قسم من ساحة الكشافة ، وكنت انذاك اقوم بتدريس الطلبة العاب القوى في الجانب الاخر من الساحة .. كانت ايام جميلة نتبادل فيه بعض الافكار و الامور الرياضية والعلمية خلال الاجتماعات و الندوات و المؤتمرات العلمية وفي كثير من الاحيان نقدم مقترحات مفيدة للنهوض بالرياضة العراقية انذاك ، و مثلما كان ” ابو زيدون ” استاذا متميزا و ناجحا في تدريس الطلبة علوم كرة القدم ، كان ناجحا ومتميزا في تقديم برنامج ” الرياضة في الاسبوع ولمدة ساعة ” على تلفزيون بغداد ، وكان البرنامج متنوع بين الاخبار و الاحداث الرياضية المحلية و العالمية ، وكان المرحوم يتميز بتعليقات جميلة و هادئة و علمية و مثيرة للحماس و الاعجاب .. كنا ايضا وفي كثير من الاحيان نلتقي في الجرائد الرياضية وننشر مقالات ومواضيع رياضية وتحليلات علمية مختلفة وعلى سبيل المثال في جريدة الملعب و الملاعب و الرياضي وغيرها .. و في عام 1979 استطعنا اصدار كتاب منهجي تحت عنوان ” نظريات التربية الرياضية للمراحل الثانية لكليات التربية الرياضية ” جامعة بغداد وكان العمل مشترك ” قاسم المندلاوي ومع المرحوم مؤيد و قاسم حسن حسين ” … لقد ترك استاذنا الكبير المرحوم مؤيد البدري كما هائلا من العلوم الرياضية ولاسيما في الجوانب الخاصة بعلم كرة القدم و علم التنظيم و الادارة الرياضية ” ارثا تاريخيا و حضاريا للرياضة العراقية ” ينير الطريق امام الاجيال الرياضية العراقية القادمة و خصوصا طلبة كليات التربية الرياضية في العراق و العالم العربي و الاندية و الاتحادات الرياضية و في المقدمة اتحادات كرة القدم العراقية و العربية .. لا يسعنا وبهذه المناسبة المؤلمة تقديم التعازي و المواساة الى عائلة المرحوم الكريمة .. نسآل االله ان يرحمه بواسع رحمته .. ويدخله فسيح جناته … انا لله وانا اليه راجعون .
مؤيد البدري رمز الرياضة العراقية – ا . د . قاسم المندلاوي
استاذي العزيز السلام عليكم … قرأت سردكم الرائع عن المرحوم مؤيد البدري رحمه الله الذي كان من الواجب ان يوصي بدفنه في بلده وليس في بلاد الغربه حتى وان كان يختلف مع القائمين على الامور في العراق … مع فائق احترامي وتقديري لكم .
شكرا كاك عبد الرسول … لمرورك الكريم وملاحظتك اللطيفة …. نقول كان وصية المرحوم مؤيد البدري ان يدفن في المكان الذي توفي فيه ” بلاد الغربة ” وصية محترمة وفي مكانها ” و لم تكن وصيته و في اعتقادي لاسباب اختلاف مع القائمين في السلطة .. لان المرحوم كان محبوبا لدى جميع العراقيين .. و كان يتمتع بروح رياضية عالية .. وانه وحسب ما كتب عنه في مواقع التواصل الاجتماعي ، كان لا يريد ان يحمل اهله ومحبيه عذاب ومشقة نقل جثمانه الكريمة الى العراق … علما اكثر من مليون عراقي هاجر الى بلاد الغربة هربا من ظلم و بطش الطاغية صدام ، فضلا عن الفوضى وفقدان الامن والامان انتشار الفقر و المرض وقلة الخدمات بعد التغيير 2003 والى يومنا .. ومن هذا اغلب من يموت من العراقيين في بلاد الغربة يدفن في المكان الذي يدركه الموت .. دعاءنا الى الله ان يرحمهم جميعا “برحمته الواسعة ” و ان يسكنهم فسيح جناته