هناك تعليل منطقي يقول : ليس المهم أن يعلموك لغة ما ، بل الأهم ان يعلموك كيف تستخدم هذه اللغة كوسيلة تعبر عن عمق ما يهم البشرية جمعاء ، أما في حالات زعم مغاير ، مثل نشر الوعي لغاية الادلجة ، فقد اثبتت التجارب بأن بعضها حتى الورق الذي استهلك فيها أصبحت خسارة وطنية ، وكمثال : دار التقدم السوفيتية طبعت ملايين الكتب وبمئات اللغات و .. بح .. وكذلك – كمثال – سيأتي يوم حتى المزابل تعف عن استقبال كثير من ترهات حافظ وابنه .. نعم ان اللغة هي وسيلة تعبير لنشر القيم الإنسانية وتنمية مفاهيم السلم والتعاضد الأممي لا نشر قداسة الشخوص والقادة . وهنا وفي ذات السباق ، يستوقفني كثيرا بعض من دعوات قادة – الواجهة – في حزب اتحاد ديمقراطي الداعية الى الحوار ووحدة الموقف ، هذا الأمر الذي يدعو وببساطة الى السخرية والإستهجان ، فجميعنا يدرك بأن قادة ب ي د وخاصة السوريين ممن هم في الواجهة كديكور ، لا يملكون سلطة اتخاذ أية قرار ، وهم مجرد موظفين اداريين تابعين لمنظومة PKK ، وعليه فإن كل دعواتهم ليست سوى بروباغندا فارغة من أي مضمون ، وذلك لفقدانها أية مصداقية عملية ، فمثل هكذا دعوات ومن منظومة تعاني كثير من الازمات ، وحوطت نفسها بسلسلة من الممارسات التعسفية ، وشلليات مهيكلة في أطرها التنفيذية تمارس ابشع الأعمال تذكرنا بخلايا الذئاب الرمادية في كردستان تركيا في السبعينيات ، وباختصار : اوليس الأجدر دعوة احزاب المجلس ألى فتح مكاتبهم ووووو من ثم الدعوة على ارضية يتم توفيرها لحوار يخلو من أية املاءات او فرض عين في توسيع حلقيات اطر التزنير الأشبه بحوارات البعث ايام الأسد الأب و … ضمن دائرة الجبهة المملوكة للبعث الخالد … الحوار له مستلزمات وشروط على الجهة الطالبة أن تنفذها والسيد الدار خليل أدرى بتلك الشروط ، وإن كان لا يستطيع تامينها بقدر العجز حتى التكلم فيها مع سدنة قنديل .
إن هذه الدعوات ليست للحوار ، بل اجهاض ونسف مسبق لها ، اكدتها تجارب اليوميات الممارسة ضد الطرف الآخر ، ومن ثم التدمير الممنهج لكل مستلزمات وأسس البناء عليها ، مما يدل وبكل بساطة ، ان اليد الغميقة لهذه المنظومة لم تزل وفية وملتزمة بما توافقت عليه مع النظام ، وعكس ذلك وفي مواجهة حقيقية مع الجماهير بشارعها السياسي ، فإن أبسط الخطوات التي ستمهد لتوفير ولو قليل من مستلزمات الجدية ، وأرضية تساهم في تنفيس ( الاحتقان اليومي أقله ) ووضع او التأشير كحد أدنى مما يمكن الحوار او التحاور فيه ، كلها أسئلة تطرح ذاتها على الداعي إلى الحوار وهنا اختصارا : أما كان الأولى بالسيد آلدار خليل أن يأمر بإطلاق سراح من تبقى من المعتقلين والحد من ممارسات فرسانه في حرق مكاتب الأحزاب واستهداف النشطاء ، والتخلي عن اللغة المخلوفية ، والتماوه وبكل السبل للتمهيد الى خطوات الفصل الأخير الذي لم يتوان جميل بايق بالتصريح به جهارا وعلانية ، والتخلي عن روحية التعالي المستولدة كنتاج لقوة موهوبة وغير مكتسبة ، وتقليم أيادي منظماته التي تتعامل حتى مع اجهزته ذاتها بفوضى منظمة ومغطاة بقوة سلطة وقوننة مخصصة تتبع شخص آلدار خليل ذاته ، والجميع بما فيه قادة – قسد – الآخرين يعلمون بأن صبري اوك هو وبتوجيه مباشر من إيران وعبر بايق هو من يتحكم بكل مفاصل مملكة – قسد – التابعة لحزب العمال الكردستاني ، وذلك عبر شخصيات تتالى ادوارهم وتتبدل ادوارهم ، سواهم ممن يحظون بموافقة غرفة القرارات المصيرية والتي اوجدت مع انطلاقة الثورة السورية وعمداء ذلك الإتفاق انكشف منذ البدايات لحظة اعلان الإنقلاب على مراد قره يلان وإعادة جميل بايق وبسي إلى قنديل وماتلاها من تبريكات الثلاثي قاسم سليمان ومملوك ولاهور ، نعم : لقد صدق قيادي كردستاني مخضرم له باع وحضور قوي منذ اواسط سبعينيات القرن الماضي ، ويعد فعلا ذاكرة حية وشاهد عملي للمرحلة ، ان حزب العمال الكردستاني هي واجهة لما يتم في المناطق الكردية بسورية ، وإن بدا الأمر وكأنها هي من تدير الصراع ، أجل فلنتعمق كثيرا في الحدث وتفسيراتها ، سنرى إيران هي مصدر كل التوجهات والقرارات ، وهي من توعز وتصدر كل الاوامر وتتخذ القرارت أيضا وترسلها كاوامر للتنفيذ الى مملكة قنديل التنفيذية ، وعليه وبكل بساطة ليس بايدينا سوى التأسف للأوقات الضائعة التي خسرها المجلس الوطني ، سيما أن أمريكا أيضا لم تصل بعد الى المرحلة التي ستقلم أظافر القوة الممنوحة ، وإن كانت سيناريوهات الجنوب والتنف والغوطة والوعر وحلب ووو وكمشاهد او مقدمات ستعيدنا من جديد الى غرف لافروف وكيري ومستلزمات عنوان خفض التصعيد والقوة ، ولولا الأزمة الروسية والأوكرانية ومنتجها هذه الحرب الضروس لربما كنا شاهدنا عمليا بعض من الخطوات التنفيذية ، نعم : إن الآفاق مفتوحة على جملة من الإحتمالات واحلاها أمر من العلقم إن ما فككت منظومة حزب العمال الكردستاني وتخلت عن تدخلاتها المدمرة في أجزاء كردستان الثلاث وركزت على كردستانها .