قسم 1 ( توطئة )
إلى الراحل أبي
في سريالية النضال القومي الكردي ( شخصيا ) لم أتفاجأ بحجم الإلتفاف الجماهيري حول الحزب الوليد سنة ١٩٥٧ بقدر حسرتي على تلك الجماهيرية التي تلاشت في خضم عوامل عديدة ظهرت مع بداية نمو أظافر الدولة الغميقة .. رجالات لم يغفلهم الجنرال ميني ولا طلب هلال من قوائمه وشخصيات قدموا بسرية مطلقة خدمات لوجستية كبيرة ومرروا بصمت البريد وخبأووا مناشير وكتب وداوين شعر ، وكان قد مضى وقت طويل جدا حينما فهمت شخصيا لماذا كان يمنع علينا – نحن أطفال الجزيرية ( بوطان ) بديريك كمثال – عدم الدخول في اوقات متقطعة وكمنع بات الى – بخجة عبدالرحمن عبدالغني – و الأهم : غرفة ( الموتور ) وذلك البئر الذي كان بجانب البركة أشبه ماكان بنبع كهفي .. استحضار هكذا مواقف استجلب ايضا موضوع تلك الطاقة البينية بين دارتي عبدالغني ومعه ذلك البئر المشترك بين دار الراحل عبدالرحمن عبدالغني والراحل سيد طيب وحكايا الدواب – هيستر – وقوافل الشحن الليلي مع الجم وبعكسه حتى كروم ديريك شرقا وعبر الارض المفلوحة صوب ( مامه شور دون المرور على كري كرا او كاني كركي و … الى كركا ميرو ف .. ما يلي نزلة سفان خلف بيت العم عبدالوهاب ميرو ومنها الى حاجي هارونا او .. موزلان وبليسية ) وهات يا كردستان .. هي بالفعل يوميات اشبه بيوميات حسينو العطار كانت ، وهي قصص في سيرة جنود مجهولين أصروا ان يقدموا ويخاطروا بصمت .. وهي ذكراك ابي كنت قد بدأتها وايضا بصمت ، وجملتك التي لاتزال تطنطن في أذني : أعلم بأنك لن تكتب عني بحياتي .. ولكنني فعلتها ابي فكل حرف هو منك وعنك وعليك . أجل ابي :
لازلت أتذكر الحدث ، لابل وبالرغم من أنني كنت طفلا حينها وشتاءات ديريك تلسع أجسادنا الطرية كانت ، فنلهث حينا ركضا لنلتقط بعض من الدفء او نرقص رجفا من الزمهرير الزاحف من الجودي .. نعم ! كان العيد على الأبواب وقطع القماش قد صفها الوالد بجانب ماكينة الخياطة الى ليلة العيد المخصصة لخياطة ملابس اولاده ، نحن اطفاله ، وكان قد بقي للعيد ليلتان ، حينما قيل لنا بأن الهجانة قد قدمت من تل كوجر الى سوق ديريك واعتقلت والدنا ومعه محمد علي شنكالي !! .. الطفولة اخذت فينا شذر مذر .. وبتنا كالتائهين قلقا ورعبا و .. المشاعل التي جهزناها وملابس العيد التي كان يبرع فيها حقا الوالد و .. جاء المساء : لا حس ولا خبر ! جاءنا الراحل ( مجاهدي مكينه جي يي جزيري ) وبمعيته الراحل / رجال الخيركي / الكوجري وهم يطمئنوننا واذا ماكنا نحتاج الى اي شيء والعيد واحتياجاتها و .. ملابس الأطفال و و : ردت الوالدة كل شيء والحمدلله وفرها ( قادي ) قبل ان يأخذوه .. نمنا ليلتنا واتذكر حجم الكوابيس جدلابل وهي الحالة الوحيدة التي بت أفهم فيها ظلم الإنسان فعلا بحق اخيه الإنسان . هي الطبقة الأساس التي نما فيها حقدي على الظلم والظالم .. في اليوم التالي كان حديث كل الديركيين عن الإعتقال ، لابل ونظراتهم أحيت فينا منابر عز أنستنا كل خلافاتنا الطفولية من جهة او مشاغبات الحارة وحتى الخلافات السياسية التي ماكنا بغرباء في استيعابها .. جاءنا خالو / فرماني بمبي / وقال لقد : ذهب قدري وخليل عبدالرحمن عبدالغني الى جديع آغا فهو صديق لقائد الهجانا وانشاءالله خير .. دخلنا ليلة العيد .. وبالرغم من خروجنا بمشاعلنا الا ان الغصة كانت طاغية .. نمنا واية نوم كانت وعيد بأية حال ستعود ياعيد .. و .. قرع الباب .. خرجت امي الى الباب : .. صوت ابي وهو يشكر جديع آغا الذي ما اكتفى فقط بتأمين اطلاق سراحهما بل جاء بهما وبسيارته الى باب الدار .. بداية خلت الأمر مجرد حلم لذلك ما كلفت نفسي حتى والخروج من تحت اللحاف ، ولكنه وصباح العيد وصوت ماكينة الخياطة كانتا اول ما تناهى الى مسمعي ولازلت اتذكر تماما قطعتي قماش الجابان اللتين كانتا تلفان قدميه المتورمين من الفلقات و .. مع هذا أصر ان نخرج للعيد بثيابنا الأنيقة أناقة وعظمة هذا الوالد ومنذئذ واقولها بفخر : كلما كنت اتعرض للتعذيب في الإستدعاءات الأمنية كان جسدي يتحمل الألم والضرب المبرح لأنني كنت اتخيل مدى طاقة والدي ان في تحمل التعذيب او الألم وهو يصمم في انجاز وتجهيز ملابس العيد لنا .. وتبين فيما بعد بأن المدعو أسود كنو العبد البعثي هو من رفع تقريرا للهجانا بأن والدي ارسل حمولة بيك آبين من الملابس الى / المتمردين الكرد في الشمال ودليل السيارتين هو محمد علي شنكالي / … رحمك الله والدي .
….
نعم هو ذاك عينه الكيس والأم والشهداء الأربعة من ابناءها ، شخصيا وبالضد من مسالة ولاية الفقيه ، ولكنه مسعود البرازاني ـ وبتجرّد ـ وهذه القصة المتداولة كانت حتى قبيل التفكير بمسألة رئاسة الإقليم ، وسمعتها شخصيا من واحد من كردنا ومن أولاد عمومة الشهداء ، وأتذكّر عندما انتخب السيد مسعود البرازاني في أول دورة والحفلة التي أقمناها في دبي بإسم الجالية الكردية ، كنت قد أوردت هذه الحالة الإنسانية العظيمة في كلمتي : أن تكون قائدا ومقاتلا وعنيدا ولاتهاب المصاعب ، إن كنت حقيقة ذلك فأنك لن تستطيع تجاهل قلبك وعاطفتك .. نعم ايها القائد : دموعك حينها كانت دروسا في ملاحم الإندماج الوجداني ومشاعر كما مصاعب شعبك .. هوذاك كان مسعود البرازاني ولهذا الشيء بقيت ـ أحترمه ـ ولا أخجل مطلقا بأن أوسمه بالقائد والزعيم المناضل … وأتمنى من الجميع قراءة ما كتبه السيد غسان شربل في صدر جريدة الحياة
( .. في مقابلته مع جريدة الحياة عدد اليوم الأربعاء ١٩٨٥٠ تاريخ ٩/٨/٢٠١٧ وفي رده على السؤال التالي أجاب الزعيم مسعود البرازاني :
السؤال : حتى الدول الإقليمية مثل تركيا وإيران عارضت خياركم المضي في الإستفتاء لأن كيانا منفصلا في كردستان العراق سيشجع أكراد البلدين على الإلتحاق به .
الجواب :
نحن ندعو الى اجراء الإستفتاء في إقليم كردستان ، وتحدثنا عن الأسباب التي أدت الى تبني الإقليم هذه الخطوة ، لانريد أن نكرر تجربة مئة عام فاشلة ومليئة بالمآسي مع الدولة العراقية ، على الدول الإقليمية أن تعي ذلك وقد توضح لها أننا عامل أمن واستقرار في المنطقة . هناك أكراد في الدول المجاورة لا يمكن الإستمرار في إنكار وجودهم الى الأبد ، ولابد من حل القضية بالطرق السلمية في الأجزاء الأخرى ، بهدف تحقيق الإستقرار والتنمية والسلام .
وساكمل على تصريحات الزعيم .. نعم وبالعذر من الصديق مصعب الطحان وهذا الإقتباس من صفحته نقلا عن مهاتما غاندي .. / .. كثيرون حول السلطة ، وقليلون حول الوطن .. / ألا يذكّر هذا الكلام وببساطته كم هي الأوطان أصبحت مطية لممارسة السلطة والتحكم ؟ … ونحن سوريا وككرد : على ماذا نختلف في مناطقنا ؟ ولماذا نصرّ ـ بعضنا ـ على امتلاك كامل الحقيقة والقوة وبالتالي الهيمنة كفرض عين وسنة مدمغة !!! نحن وكثيرون من مناضليهم رسمنا في مخيلتنا وراكمناها سنينا وسنينا لوطن يستطيع واحدنا فيه أن يصرخ مجاهرا بكرديته والطريقة التي يحلو له وأن يمارس غناءه ودبكته كما موقفه ورقصته بالطريقة التي تناسبه !! .. بالله ماذا سنقول لنورالدين ظاظا وآبي أوصمان صبري ورشيد حمو ودهام ميرو ، لابل وكيف سنجابه عادل يزيدي ليقول له أحدهم : أنك لولحت بإصبعك لتفقأ عينين ـ لربما ـ تهجم على فئتك ؟ لا والله ما لهذا لولح عادل اليزيدي ولا لهذا أيضا نادى أولئكم الرعيل الذي نجحف اليوم بحقهم ويأنون في قبورهم حسرة !!! لك إيزنكك ـ أيها الأومري ولي صداحي وغنائي !! نعم نعم فأنا الذي أفهمه وبلهجتي البوطانية !! هي كانت الحمامة كما طارت وطارت وهي تتربع على عرش جمالها .. هي كردستان التي تقلدت وأظهرت كل خمائلها وجنانها ، نعم هي الحمامة طارت وليتنا كما ليتهم يفهمونها بالكردية ، ليتنا نفهمها جميعا بالكردية !! . اجل هي العقائديات التي تفرض ذاتها وكأسوار تطوق دائما كل اشكال التفكير المنفتح والحر ، وتؤسس لنمطية عقول مغلقة لاتنتج سوى بقايا ممنهجة للنمط العقائدي / المؤدلج والذي يرى في نفسه كالواحد الأوحد هو فقط لا غيره من يمتلك الحقيقة وبالتالي جينة الصدق والوفاء كما الإخلاص ويعني كإسقاط مباشر لنزعة طوبا / واقعية لكل مفاهيم الخير و إلصاق الشرور بمخالفه فيصبح مثله كمثل داعية أو راهب ما أن تمسّ اية نقطة ضعف لديه حتى يلسعك بداء الهرطقة .. ويالها من شراسة ما بعدها شراسة عندما تصبح الحزبية كالمؤسسة لتنميط وإعادة صياغة المجتمع على هدي قناعاتها ومثلها وبلولحة سيف ديمقريطس حينها ـ صدقوني ـ شاءت أطرها أو أبت ستنحرف عن وظيفتها الأساس وتصبح مثلها مثل أيّة مؤسسة دعوية / كنسية و … كادره مجرّد متقمّص / مقلّد لدور داعية يرى في نفسه صاحب رسالة / دعوة هدائية ومهدوية … / … بتصرف وصياغة جديديتين ومستوحاة من مقال للسيد عبد الإله بلقزيز في جريد الحياة / في نقد النزعة الدعوية … 25 – 6 – 2013 ع 18344 ص 10 ..