قد يقول قائل إن عنوان المقال فيه نوع من التجني على المعارضة، وأنا أقول له بصدق لا، وسنثبت ذلك في معرض هذا المقال. هناك قلة قليلة جدآ ولا يتعدون أصابع اليد الواحدة، الذين يعترفون بوجود الشعب الكردي في غرب كردستان، ويؤيدون حقه في تقرير مصيره بنفسه دون تدخل من أحد.
هناك مجموعة كبيرة من المعارضين العربان في الكيان السوري اللقيط، يحاولون التلاعب بالألفاظ لدفع شبهة العنصرية عن أنفسهم أمام المجتمع الغربي والكردي كالقول: “الكرد أخوتنا، هم مواطنيين سوريين أو كلنا مسلمين، أنا مع منح الحقوق الثقافية للكرد، أنا مع توسيع الإدارات المحلية، ….”.
لكن كل هؤلاء الدجالين والكذابين والمخادعين لا يعترفون بوجود الشعب الكردي في غرب كردستان (سوريا)، ويرفضون بشدة الإعتراف الدستوري بالشعب الكردي كقومية مساوية للقومية العربية، ويقفون ضد قيام إقليم فيدرالي كردي تحت إسم “غرب كردستان” بشدة. وفي هذه النقطة يلتقون مئة بالمئة مع النظام الأسدي المجرم ونظام حزب البعث اللعين.
ومواقف هؤلاء المعارضين الذين لا يختلفون بشيئ عن النظام الأسدي فيما يتعلق بالموقف من قصية الشعب الكردي في غرب كردستان على وجه الخصوص ووكردستان بشكل عام، سواءً أكانوا يساريين أم ليبراليين، أو قومجيين وإسلاميين. ومواقفهم معلنة ومنشورة في الإعلام ومسجلة ولا نتجى على أحد. وبعد قليل سوف أورد مواقف بعضهم وما قالوه حرفيآ كدليل على ما نقول.
وبالمناسبة شخصيآ رديت على بعض أصحاب تلك المواقف العنصرية والمعادية للشعب الكردي وإنكار وجوده وحقوقه القومية المشروعة، والبعض الأخر منها كانت تحريضية ودعت علنآ إلى حرق الكرد، والبعض الأخر أخرج الشعب الكردي من إنسانيته ويجلس في مكة القتل، العهر، السبي، النهب، الحرق والإحتلال، وبحماية العاهر ولي العهد السعودي.
إن موقف المعارضة السورية الإسلامو- قومجية المعادي للشعب الكردي، ليس فقط تطابق مع موقف النظام الأسدي العنصري المعادي للشعب الكردي والرافض لحقوقه القومية المشروعة، بل تطابق أيضآ مع موقف الدول المحتلة لكردستان ونقصد بذلك تركيا وإيران، ومن هنا رأينا كيف تبنت هذه المعارضة الغير أخلاقية، موقفآ معاديآ للشعب الكردي في شمال كردستان ووقفت مع النظام التركي الفاشي في الحملة الإعلامية العدائية ضد الكرد. حتمآ سمعتم مؤخرآ أنهم مستعدين للتحالف مع النظام الأسدي القاتل ضد الشعب الكردي و”قوات قسد” التي تدافع عن هذا الشعب وتحميه من الأعداء. والأن إليكم مواقف بعض هؤلاء المعارضين:
1- الليبرالي برهان غليون:
صرح هذا الكذاب في برنامج تلفزيوني في نهاية عام 2011 على قناة “دوتشه فيلى” الألماني قائلآ:
“إن هوية الدولة السورية عربية، كون أغلبية السكان من العرب، وأن المكونات القومية الأخرى في سوريا هي جماعات أو تجمعات قومية تشبه وجودها تواجد السود في أمريكا، والمسلمين والمهاجرين الآسيويين في فرنسا”.
لماذا كذاب؟ لسببين: الأول سوريا ليس بلد عربي وليقرأ دراستي التاريخية عن هوية الكيانين اللقيطين
(سوريا، العراق)، ليعرف حقيقة هوية هذه المنطقة القومية. ثانيآ، نسبة العرب في الكيان السوري الغير مشروع هو 11% فقط. ليس كل من تكلم العربية أصبح عربيآ. هذا الدجال لا يعلم أن إسمه الشخصي “برهان” إسم كردي خالص، وأطلبه منه أن يقوم بإجراء فحص (د ن أ) لنتأكد إن كان فعلآ عربيآ أم لا. ورديت على غليون بمقال طويل وفندت كل أكاذيبه وخزعبلاته. وهو عنصري مقيت ولا يؤمن بالحرية ولا شيئ من هذا، هو باحث عن السلطة والجاه، وتصرفاته أثناء وجوده على رأس المجلس الوطني خير دليل على ذلك.
2- الماركسي كمال اللبواني:
في مقال له بعنوان: (أين أمست القضية الكردية) نشره في موقع “كلنا شركاء” بتاريخ 17/6/ 2015، كتب هذا العنصري البغيض قائلآ: “لن تكون بعد اليوم القضية الكردية قضية حقوق انسان، بل قضية جنايات دولية، وعلى العالم كله أن يتعرف عليها بوجهها الجديد، الذي لا يقل قباحة عن الوجوه القبيحة التي ظهرت علينا وثرنا عليها وما نزال، وعلى دول المنطقة أن تتعظ مما يجري، وعلى شعوبها أن تحمل السلاح وتقاتل … نقاتلها من أجل الحضارة التي أصبحت في مكان لا تستطيع القضية الكردية أن تدخله”.
كما صرح قبل عدة أشهر من هذا العام (2022) وفي أكثر من فيديو مسجل له قائلآ: “الكرد، ليسوا قوم، ولا إمة ولا شعب، هم مجرد بدو، ولم يكن لهم يومآ دولة ولا حضارة ولا يمكن السماح لهم بفرض اللغة الكردية علينا وتغير هوية سوريا”.
ورديت عليه بمقال طويل وهو منشور في صفحتى وموقع “صوت كوردستان”. والمقال بعنون: “الكرد إمة – شعب – قومية”، وبقصيدة جد قاسية على دعمه العلني للغزو التركي لمدينة أرپاد ومبوگ. ووقف على الدوام ضد حصول الشعب الكردي في غرب كردستان حق الفيديرالية ولهذا أبعده الأمريكان كما صرح هو بنفسه في الفيديو.
3- المسيحي ميشيل كيلو:
في لقاء تلفزيوني قال هذا المقبور ما يلي: “السوريين لن يسمحوا بإقامة كيان مشابه لإسرائيل على أرض سوريا، مشيراً بذلك إلى مشروع الفيدرالية الذي أعلنته الإدارة الذاتية. وأكد ميشيل كيلو أنه لا توجد أرض كردستانية في سوريا، إنما يوجد مواطنون أكراد لهم كل الحقوق القانونية وحقوق المواطنة، وأن لهم الحق في أن يديروا شؤونهم بأنفسهم ضمن توافق سوري عام على شكل الدولة، لكن لا توجد أي وثيقة دولية تتحدث عن أرض كردستانية في سوريا. وأضاف إن طالب الكرد بفيدرالية أو دولة سوف نحرقهم، وقبل أن يرتكب فعلته الشنيعة تلك، الله قد أحرقه بكورونا وأراحنا من هذا الوغد العنصري.
وأيضآ رديت عليه ولكن بقصيدة قاسية، وهي منشورة بصفحتي وموقع “صوت كوردستان”.
4- الإخواني علي صدر الدين البيانوني:
أعلى مرارآ وتكرارآ كمرشد لجماعة الإخوان الشياطين السورية، عن رفضه التام منح الشعب الكردي حق تقرير المصير، وأعلن رفض جماعته القاطع مشروع اللامركزية كنظام حكم أي النظام الفيدرالي في سوريا الجديدة. وإدعى كاذبآ أن عدد الأقليات القومية والدينية في سوريا لا يتجاوز 10%. وجماعة الإخوان الشياطين لا تقر بالدول ولا تؤمن بالحرية والديمقراطية نهائيآ ولا حقوق المرأة ولا الشعوب. هي تريد فرض الإسلام على كل العالم وتنكر وجود الأوطان والقوميات، هناك شيئ واحد في عرفهم هو: الإمة الإسلامية والدولة الإسلامية فقط.
5- القومجي هيثم المالح:
صرح هذا المعتوه والعنصري المقيت في لقاء تلفزيوني قائلآ:
“إن الكرد هم عرب نسوا انتمائهم القومي وتاهوا في الجبال، وأضاف قائلآ: ليس للكرد حقوق قومية في سوريا”.
6- العلوي الطائفي منذر ماخوس:
قال في تصريح تلفزيوني ما يلي حول القضية الكردية:
“نحن نقول منذ فترة طويلة إن المعايير الجديدة في سوريا هي معايير المواطنة بغض النظر عن الخلفية الأثنية أو الطائفية المذهبيةوبخصوص منح الكرد الفيدرالية للكرد قال: “نحن لا نعتقد ذلك، هناك مكونات أخرى ويجب المحافظة على هيكل الدولة، والعمل على كيانات شبه منفصلة ليس لصالح الشعب السوري ولا الكرد”.
7- الكردي العميل عبد الرزاق جانكو:
قال في تصريح تلفزيون حرفيآ ما يلي: “بالمعنى السياسي لا يوجد شيء إسمه الشعب الكردي، المكون الكردي في سوريا جزء من الشعب السوري، نعم يوجد الشعب الكردي بالمعنى الثقافي في سوريا وتركيا والعراق وإيران وأذربيجان وفي دول أخرى، وفي أوربا يوجد الكرد، هذا كلّه بالمعنى الثقافي وليس بالمعنى السياسي”.
8- خادم النظام الأسدي أسعد الزعبي:
قال هذا الحقير الذي خدم نظام ال الأسد 40 عام، في حديث إذاعي وعلى صفحته في الإنترنيت ما يلي: “إن الكرد لا يشكلون 1% من عموم الشعب السوري، وإنهم كانوا ينتظرون في عهد حافظ الأسد ورقة تثبت أنهم بشر. ويكفي أن تذكر لهم إسم صدام حتى يهربون كالحشرات”.
هذه فقط بعض النماذج لإعطاء صورة حقيقية عن هذه الحثالة التي تسمي نفسها معارضة وإئتلاف، وهي في الحقيقة أقذر من النظام الأسد العلوي المجرم بألف مرة، والدليل على ذلك الوضع الذي أوصلت إليه الشعب السوري، وإلى أين ذهب هؤلاء اللصوص والمجرمون بالثورة. كلكم تعلمون أنهم ذهبوا بها إلى إلى حضن التركي والقطري والسعودي الذين تاجروا بالقضية السورية. والأسوء من كل ذلك جعلوا من الشعب الكردي هدفآ لبنادقهم عوضآ عن قاتلهم بشار الطائفي.
وقبل عدة سنوات إنضموا للأتراك وإحتلوا ثلاثة مناطق كردية (أفرين، كريه سبي، سريه كانيه) آمنة، وشردوا أكثر من مليونين إنسان من أبناء الشعب الكردي، وقتل الألاف منهم بدم بارد وعلى الطريقة الداعشية الهمجية. واليوم جاهزين ليهجموا على مدينتي (أرباد، مبوك) مع الجيش التركي بهدف محاربة الشعب الكردي وتهجيره من دياره. مثل هذه الأفعال لا يمكن أن يقوم بها سوى قتلة مأجورين وأخساء ووضيعي النفوس، وخونة مرتبطين بمخابرات النظام الأسدي والدول الأخرى، وجنى هؤلاء من عمالتهم للجهات المختلفة ملايين الدولارات لا بل المليارات.
ختامآ، لو هؤلاء أناسٌ طبيعيين وواعين وعلى قدر المسؤولية الوطنية، لا تعاملوا مع الطرف الكردي كشعب وليس أفراد وأحزاب. فكيف يعقل أن يمثل تنظيم إخوان الخنازير بأكثر من عشرة أشخاص في كافة هيئات الإئتلاف، بينما الشعب الكردي صاحب الأرض وتعداده يتعدى سبعة ملايين إنسان بممثلين؟؟ وفي لجنة التفاوض والدستور بشخص واحد!!!! من هنا نكتشف مدى حقده ومعاداة هؤلاء الأوغاد للشعب الكردي في غرب كردستان.
لو كانوا يقرون بوجود الشعب الكردي ويحترمون إرادته، لشكلوا وفد عربي وجلسوا مع وفد كردي وليس عرصات جماعة المكنسة، وتناقشوا بهدوء سبل حل القضية الكردية في غرب كردستان عبر توقيه مشروع دستور سوريا المستقبل. ولإحترموا مشاعر الشعب الكردي ولم يجلسوا في إسطنبول لحساسية الأمر بالنسبة للشعب الكردي.
بالله عليكم بعد كل هذا، كيف يمكن للشعب الكردي أن يضع يده في أيادي هؤلاء القتلة والمجرمين والمأجوريين الذين باعوا دماء السوريين وتاجروا بها؟ وإنضموا للعدو التركي وإحتلوا عدة مناطق ومدن كردية في غرب كردستان، وقاموا بتشريد ملايين الكرد من ديارهم، ومازالوا يدعمون الحملات التركية الإجرامية ضد الشعب الكردي في شمال كردستان؟؟؟ ثم يتعجب هؤلاء الإخوانجية والقومجية الفجار، أن الثورة فشلت والعالم بأسره تخلى عنهم!!!!!!
13 – 08 – 2022