من ادب المهجر – قصائد تأبى الركوع في جسد مرهق- بدل رفو

 

غراتس \ النمسا

امطرتني معارك هذه الحياة

 مراثياً وأشواكاً..

وخجل موسيقى على عتبات زمان اسود .. !

سرت صوب فصول بلا ربيع ..

ركضت وراء السراب ..

فظلت  الدروب في خريطتي

 ملتويةً يلفها الظلام..

يراقصها الشيطان مجاملة..

لكن لم تُدَنّسها ريح الغربة

من وراء البحار..

كي لا ينطفئ قنديل  قاربي ،

فيتم رسم وشم الهزيمة

 على بقايا عمري المتبقي بصمت..

واذا بصهيل القصيدة في حضرة (نيرودا)*..

وفي جزيرة (بروجيدا)**..

ينثر وهج الحرية والنضال..

وغدا لنهاية العبودية عطراً

 ورسائل (ساعي البريد)***..

اعصار يهز المكان بالنضال..

وطيف الشعر اصبح نافذة للعابرين..

 ولربيع العمر احتفالية،

وللخريف غربةً وعزلةً وضياع بأقدام حافية ،

في انتظار صراع مع الذاكرة ولعبة الخيال !!

****       ****

قصائد الغربة في مواسم العزاء،

اغتراب للروح والوطن وجمار القلب..

قصائدٌ..عطرها يستحيل رثاءً

في محطات الرحيل..

تتدلى وتتساقط كأوراق خريف

يتوجع اشتياقاً للربيع والعشق !

تقهقرت فساتين الاحتفاليات ..

لتموت رخيصة ..

لوجع القصائد وهجرة اسراب الشعراء

على اعصاب الكوابيس المسمومة..

يلوحون للامهات في مواكب

 وجع الجراح المُتقيّحة..

يعيشون مع ذاكرةٍ يلفها ظلام عصور

 انهيارات الاوطان..

يوقدون قناديل حنين من حجرات اساطيل الحرية

 وهممٌ نالتها سهام الصمت الرهيب!!

****    ****

بحث الشاعر في مزارات الدنيا ..

في معابد الهندوس والمايا ..

في انتماءات القوس قزح ..

واذا بطائر الوطن ينطلق من قلبه ،

يحلق بكبرياء في جبال تخوم فؤاده.. !

وطن يأبى الركوع والنسيان

في ثنايا الشاعر ،

ليعانق الطائر ندوباً  زرعها الترحال

 على ملامح وجهٍ

في جسد مرهق.. !!

نيرودا ..بابلو نيرودا (1904..  1973 ) شاعر وسياسي ودبلوماسي ومؤلف تشيلي

بروجيدا ..جزيرة  بروجيدا المنفى الاختياري للشاعر نيرودا وتقع في خليج نابولي في ايطاليا وتعتبر من اهم المعالم السياحية في ايطاليا.

ساعي البريد ..فلم سينمائي حول العلاقة الانسانية بين ساعي البريد والشاعر نيرودا في الجزيرة وتأثير الشاعر السياسي عليه