المصير الاسود للاحزاب الحاكمة- مؤيد عبد الستار

 

القوى الاسلاموية القابضة على زمام السلطة تفشل في مسيرتها وتسقط بالضربة القاضية أمام احتجاج الشعب وقواه الفقيرة الكادحة التي خرجت تطالب بالخدمات، والاهم تطالب بوطن، الوطن الذي حولته الاحزاب الاسلاموية  الى بقرة حلوب ينهبون ثرواته ويهربون بها الى مختلف البلدان شرقا وغربا يشترون العقارات فيها ويبذخون دون حساب رغم تشدقهم بمقولة ابي ذر الغفاري : أنتم تخضمون ونحن نقضم ،في إشارة الى انهم يأكلون الطازج من الطعام والناضج من الفاكهة واللين من الغذاء بينما الغفاري وصحبه يأكلون القاسي من الطعام الذي لا يُهضم .

لم يكن من الاهمية مع من يتظاهر المواطن ، سواء مع الاطار أم مع التيار أم مع القوى التشرينية ، فما يهم المواطن هو الخروج الى العلن للاحتجاج على الواقع المتردي الذي يفتقر الى الخدمات وانتشار الفساد بشكل لم يسبق له مثيل لا في العراق ولا في دول الجوار ، فخلال عقدين من حكم الاحزاب الاسلاموية المتخلفة انحدر العراق الى  قاع التخلف والفقر والمرض وانتشرت البطالة بين الشباب وافتقد المواطن الرعاية الصحية والتعليم الجيد ، حتى شاع تزوير الشهادات العليا والدنيا ، وأصبح المسؤولون  يشغلون المناصب العليا وهم يحملون شهادات غير موثوق بها ما انعكس على كفاءة الاجهزة الادارية والتنفيذية، فهبط مستواها وانتشرت بها الرشوة ، فأمسى المواطن أسير الفقر والجهل والمرض .

قد لا تأتي هذه الاحتجاجات أكلها بسرعة البرق ، ولكنها ستدرب الجماهير الفقيرة الكادحة على تنظيم نضالها وتطويره شيئا فشيئا حتى تنضج الظروف الموضوعية فتضرب ضربتها لتسحق رؤوس مصاصي دماء الكادحين ، ولا شك سيكون عقاب الفاسدين والسراق عسيرا ولن يكون المصير الذي ينتظرهم بافضل من مصير من سبقوهم من الطغاة امثال نوري السعيد وصدام ومن لف لفهم . وان غدا لناظره قريب .

رابط مقال سابق : اخرجوا من الخضراء وعودوا الى بيوتكم

https://akhbaar.org/home/2019/11/264599.html