بشهيةٍ لا مثيل لها طبلت بعض وسائل الإعلام الشارع بالأنباء الملفقة والمثيرة للتفرقة وظهرت على شبكاتها مجموعة من الناقمين على العراق واهلة من قبل البعض من الاعلاميين الذين صبوا الزيت على النار(حاشا ان اتهم الشرفاء منهم) من شذاذ الافاق وبائعي الهوى وتلقيهم مبالغ مالية لتنفيذ مخططات لزعزعة الأمن والاستقرار وإثارة الفتنة واراقة الدماء الشريفة، قال الفيلسوف أرثر شوبنهاور ذات مرة(1): “أن تشعر بالغيرة، فذلك طبيعي، لكن حينما تشمت، فذلك شيطاني“. وهذا ما كان لهم وسوف لان يتركهم الشعب من دون حساب وهم يبلون بطولاتهم اللئيمة والمثيرة للشارع على حساب ابناء العراق النجباء، لا يضاهيها سوى الغضب ورثاء على هؤلاء الذين تشمتو بما جرى من واقعٍ مؤلم خلال الأيام الماضية وهناك ثلاثة مكونات أساسية للشماتة (المتجردين من إقامة الأخلاق والعدل، وفي حالات التنافس، والعدوان ضد آخرين ) لكنها جميعا تدور حول مركز واحد، وهو تجريد الآخرين من بشريتهم،، قد لا يعجب إنسان ما بعد اختلافه مع إنسان فكرياً، لكن هذا لا يمنحك الحق بأن تتحول لمُتصيّد ابتلاءاته. وفي مرحلة ما رُبما تُنتزع الانسانية ويتم التعامل مع الاخرين وفق اطر الحيونة مع الاسف ، وليست هناك مشكلة في قتلهم او سلب ما عندهم أو اعتقالهم لمجرد أن يختلف معهم في الآراء السياسية، في تلك الحالة تنترك أعظم منجزات البشر ،
إن ابتُلي الإنسان بهذا المرض، فمن اللؤم أن يتحوَّل الى شامت، وأن يهمز ويلمز بأن هذا من عذابات الله له معاذ الله، لان الحياة قصيرة جداً ليس فيها متسع ولا تستحق أن يحيى الانسان لئيماً حقيراً مأجوراً، فيمارس الحقارة تجاه كل من لا طريق له عليه ؛ فقط لارضاءً النفس المريضة ، على هؤلاء التوقف عن تقديم الإغواءات بالموت ، وأن يتوقف عن تحقير الحياة وتسفيه الاخرين لمجدها، وأن يعمل الانسان ليكون وجيهاً في الدنيا والآخرة، وأن يعود إلى منطق الحق القراني الذي يحترم الدنيا والاخرة “ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة” وأن يعمل وفق إطار الهدف .
لقد تلقف الكثيرون الأنباء الواردة من الداخل العراقي ومن احداث بشعة ومروعة في آنٍ واحد وطابت لها التباكي من اجل اراقة الدماء الشريفة مقابل دراهم معدودة لا قيمة لها سوى الذل والعار لهؤلاء الابواق وهم يبوقون لحرب داخلية في مرحلة الاعتصامات لابناء التيار الصدري و التي كان قد مر عليها قرابة الشهر من الخوف والرعب من انفلات في قتال بين الاخوة ، لذا لست أعلم يقيناً هل تسرب أم سُرِبَ في لعبةٍ من تصفية الحسابات التي تبدو دائرةً اليوم في ضوء فورة التسريبات العديدة لأسبابٍ بديهيةٍ مرسومة ( وانا لا ازكي احد في الدفاع عنه ولكن يجب ان يكون القانون هو الحاكم ) وتدار من قبل مخابرات دولية حاقد على العراق وارضه و اتختار الزمان والمكان في النبشها و التي قد كانت يسمح ان تكون فاجعة حمانا الله منها ويكتبها التاريخ بصفحات سوداء إلا بعد أن يُقضى الأمر ويُبلغ الغرض، لكن كانت اشُبه بسحابة مرت بسلام ،بعد ان عادة العقول الى وجدها ولكن السؤال لماذا يطبل البعض لخلق الفتنة بين الشعب العراقي وتكن جزء من الصراعات الداخلية الخطيرة التي تحرق اليابس والاخضر ولا مناص منها إلأ الدم والخراب والتي كانت لها عوامل كثيرة ورائها منها آنية أو تاريخية ساعد الدخول الأجنبي الحديث على عزف وترها وعمل على تضخيمها خدمة لمصالحه. وقد يكون المشكل الطائفي والديني أحد أهم العوامل التي ساهمت في تأجيج الصراعات في هذا البلد بسبب غفلة البعض واستمرارها وخصوصاً مع وجود قوى خارجية تزيد من تفعيله، أن الالتزام الوطني هو سلسلة من القيم والأخلاقيات التي تنعكس إيجابياً في حياة الملتزم، ولكن لا بد من الاعتراف أيضاً أن هذا الالتزام حين يقوده التطرف فإنه يتحول إلى صدام مع الحياة وتحقير للحضارة وريبة بالإنسان، وسيغدو من الممكن أن يدفع الناقم على الحياة إلى ازدراء الحضارة الإنسانية ومن ثم إلى العمل العنيف.
وقد تكون هناك صراعات عنيفة بين عدة جماعات داخل الدولة بعد ان يُحدث بينهم نزاعات وصراعات متعددة وأعمال عديدة من الشغب، فيجعل من عوامل الخير أمر مهم في كشف مثل هؤلاء الأفراد و الحرب الأهلية تشمل العديد من الصراعات المتنوعة التي يتّبعها الخارجين على الدولة، لعل من أهم أسباب الخلافات حتى بين الأطياف السياسية هو التداخل العرقي والديني والطائفي في بعض الأحيان مع وجود امتدادات لهذه الكتل السكانية وقد صنع مزيجاً مميزاً قابلاً للانفجار خصوصاً إذا أضفنا إليه مشكلة الحدود وعدم استقرارها، مما أثر في حياة السكان وأدخلهم في دوامة مستمرة من الحروب والصراعات المباشرة أو غير المباشرة..فلا غرابة أن تحل اللعنة على من ينبش وعي الناس ويدعوهم إلى اليقظة والحذر مما يجري و الله لا يلعن أصحاب العقول النيرة الذين يحرصون على مصالح الناس ويحاربون الاستبداد والاستعباد والظلم، لكن اللعنة تأتي من قبل الذين لا يعرفون الله ولا يتقونه.
علينا ان نتخذ من النبي الاكرم (ص) لانه رمز العدالة والامانة والاخلاق والعناية الالهية التي تنقذ الإنسان من الجهالة والضلالة وحامل رسالة السلام والمحبة والاخوة، و وجود ذكره زاخر بالرحمة والبركة لكل البشرية وتلاقي المسلمين بكل مذاهبهم وقومياتهم وأعراقهم.
عبد الخالق الفلاح – باحث واعلامي