إن زوجتي خيرية عبدالرحمن زنگنة { ام اري} تحملت الكثير من المتاعب والمشاكل حالها حال الالوف من امهات واخوات وزوجات الرفاق واصدقائهم.
خيرية منذ زواجها تعرضت للمشاكل بسبب الطغمة الدكتاتورية وكان ذهابي الى الجبل والتحاقي بقوات الپیشمهرگه الانصار لحزبنا الشيوعي العراقي اهم مشكلة تعرضت لها مع خمسة اطفال اكبرهم بسن ثمان سنوات.
انتقلت ام اري من السليمانية الى محافظة بابل (الحلة) وعاشت في البيت الكبير للعائلة تحت رعاية الكبير عميد العائلة الاب عبدالرحمن وبعد وفاته برعاية اخوتها الطيب الذكر عبدالجبار وغازي والطيب الذكر شهاب ومساعدة اخوتي ، وكانت حياتها قاسية مع عائلة قوامها 26 شخصا واكثرهم من الاطفال ولكن ام اري شكرت اخوتها وطلبت بعد 3 سنوات من وجودها معهم ان يسمحوا لها بالعيش مع اطفالها,، واجرت بيتا بالقرب منهم واخذت ليل نهار تعمل خياطة وتقول رغم الحصار على العراق تحسنت امورنا الاقتصادية وكنت اوفر كل متطلبات اطفالي وقد شعرت ابنتي الكبرى اڤان بمتاعبي وصارحتني قائلة.امي العزيزة اشعر بانك متعبة جدا ( الخياطة، اعداد وتهيئة الاكل، غسل المواعين والملابس) وغيرها لذا قررت ان اقطع دراستي لمساعدتك تقول ام اري حاولت واخوتي مع ابنتي ان تستمر في دراستها ولكن قالت انا الام وانتي يا امي الاب.
عندما ذهبنا الى بابل قلنا بان والد اطفالي مفقود لا نعلم اين هو؟ وبمرور الايام كنا نسمع بان الاساتذة المعلمين والمدرسين من ذوي الميول الشيوعية واليسارية يعلمون بان احمد رجب هو نصير شيوعي وملتحق بقواعد الحزب في جبال كوردستان، وكنا نخاف ان تعلم الطغمة الدكتاتورية بكل الحقائق عنا وعن احمد.
تشكر ام اري اخوتها واخوة احمد والاخ حسين نادر والاخت فوزية رجب وابنها الطيب الذكر هيوا والشيوعي عثمان محمد سليمان والاخ حمه توفبق ميران والعقيد طاهر الشيخ محمد ، واهالي بابل الذين وقفوا معها وساعدوها واطفالها وحاصة الجيران من امثال : ابو حازم، ابو هشام, وكرم خطاب, والمهندس عبدالحسن، والدكتور صديق العائلة يوبرت صاموئيل واخرين.
تقول ام اري من اهم مشاكلي إصابة ابني اري بمرض الكلية وان العزيز ابن اخت احمد (هيوا ) اخذه الى الدكتور نبيل سلمان في بغداد وكتب له الادوية اللازمة مع توصية ان يلازم الفراش ولا يتحرك لمدة 3 اشهر مع زرق الابر يوميا 3 مرات وكان يكلف 750 دينارا والمبلغ كان كبيرا في تلك الايام الامر الذي دفع اري ان يقول لي : امي العزيزة انظري بصورة جيدة ليد الممرضة وكيفية زرق الابر وبعد ايام تعلمت زرق الابر وعاد مبلغ 750 دينار لنا.
من مشاكلي تقول ام اري خروج ابني الصغير امانج من البيت دون علمنا، بحثنا عنه كثيرا انا واخوتي واخواتي واقاربنا في انحاء المحافظة ولم نجد اي شيء ، وفي اليوم الثاني استمر الجميع بحثا عن امانج ولكن بدون فائدة، وذهب اخي الكبير عبدالجبار الى الشرطة واخبر المديرية بفقدان امانج وقاموا بالبحث في كل مكان دون الحصول على اي اثر له، وخلال اسبوع تجرعنا السموم بدل الاكل واصبحت هزيلة وكسولة ، ولم يكن حال اخوتي واقاربي افضل مني ، وبعد اسبوع اتصلت ابنة عمي الدكتورة ليلى باخي عبدالجبار وقالت بان امانج موجود في السليمانية في بيت اختي نازةنين.
لم نتوقف ذهبنا بسيارة اخي شهاب انا ومحمود اخ احمد واخوتي غازي وشهاب الى كركوك وامضينا ليلة في بيت الدكتورة ليلى وفي اليوم التالي اخذنا سيارة الى السيطرة الكبيرة على طريق كركوك – السليمانية وهناك حصلنا على سيارة اوصلتنا الى چمچمال، وحاولنا كثيرا الحصول على سيارة لنقلنا الى السليمانية ولكن لم نجدها واخيرا جاءت سيارة لورى تحمل الابقار والاغنام وقلنا للسائق نرجو مساعدتنا وايصالنا الى السليمانية وقال السائق كيف لي ان اساعدكم وانتم ماشاءالله ملابس نظيفة ، قوط واربطة ، المهم اتففقنا وركبنا مع الماشية واوساخها ووصلنا السليمانية وذهبنا الى بيت اختي نازةنين وطرقنا الباب واذا بامانج يفتح الباب وعندما شاهدنا تبسمر في محلة واراد محمود ان يضربه ولكن اخي غازي منعه وقال لامانج انظر فقط الى امك وحالها ودخلنا وقامت ام علي لها الذكر العطر بغسل ملابسنا.
يقول امانج :اخذت من كنتور والدتي مبلغ 700 دينار وتركت رسالة مفادها امي العزيزة انا ذهبت,، وفعلا ذهب الى بغداد واشترى ساعة فاخرة وقميص وبنطلون وحقيبة وتوجة الى كراج النهضة واستقل سيارة الى مدينة كركوك ومنها الى السليمانية , ولكن في اول سيطرة للپیشمهرگه يقول احدهم : انزلوا ويطلب الهويات ويقدم امانج هويته المدرسية ويقوم بتفتيشه ويجد عنده ساعة فاخرة ومبلغ كبير من المال ويتم اعتقاله ويقوم عدد منهم بضربه واستجوابه ويذكر امانج لهم بانه يحب ترك بابل والعيش في السليمانية قائلا ان والدي كان پیشمهرگه ولكنهم يستمرون بضربه ويقولون له انت جاسوس للسلطة وهو ينكر ويقول لهم بيت خالتي نازةنين في السليمانية ، وقاموا بحبس امانج في غرفة و ذهبوا وفي صباح اليوم الثاني يعودون ويضربونه من جديد واحدهم يضع مسدسه على رأسة قائلا : قل الحقيقة لماذا تذهب الى السليمانية وامانج يصر بانه يذهب الى بيت خالته نازةنين وهنا يتدخل احدهم ويقول حسنا نذهب الى السليمانية وان كذبت علينا سنعيدك ونرمي عليك وابلا من الرصاص ، ويتوجه امانج بمعية 3 من جماعة السيطرة ويطلبون العنوان من امانج ويقول ان بيت خالتي مفابل بيت فايقي موتي في محلة جوارباخ وعند طرق الباب تخرج ام علي وعندما ترى امانج تصرخ باعلى صوتها لماذا ضربتم هذا الصبي وان والده پیشمهرگه الا تخجلون؟ ويقومون بارجاع الساعة ومبلغ المال الى امانج ويتركون المكان ، وعند وصول ام اري واخوتها يتصل غازي بروز شاويس القائد في الحزب الديموقراطي الكوردستاني وزميله في الدراسة ايام الجامعة وكلية الهندسة في الموصل ويحضر شاويس ويقول له غازي انظر ماذا فعل جماعتك بهذا الصبي ؟ وسكت روز برهة واخذ يبرر ما قام به جماعته.
تقول ام اري : بعد الامتحانات وتخرج اري وارام وخوفا ان ينخرطا في الجيش الشعبي السيء الصيت وخدمة صدام حسين الدكتاتور عدت مع اطفالي الى السليمانية التي تحررت من نظام بغداد وحزب البعث العربي ، وفي اتصال هاتفي مع احمد في السويد ابلغني بان الرفيقة نازةنين موجودة في السليمانية وتستطعين الذهاب معها وبرفقة احد الابناء الى سوريا ، ووجدنا الرفيقة نازةنين ( بدرية محمد امين) وعند عودتها ذهبت وابني ارام الى سوريا وراجعنا السفارة السويدية واخذنا موعدا للمقابلة وبعد يومين غادرنا دمشق الى السليمانية، وفي نهاية ايار عام 1993 توجهت واولادي وبناتي الى اربيل ومن ثم الى مقر الحزب الشيوعي العراقي في شقلاوة ومكثنا عند الرفاق كفاح ورزكار وهاوكار 4 ايام وخلال تلك الفترة ابلغنا الحزب بان نتوجه الى دهوك ، وفي دهوك ساعدنا الرفاق للذهاب الى فيشخابور وهناك عبرنا نهر دجلة وكان الرفيق ابو افكار في استقبالنا وركبنا سيارة ووصلنا القامشلي وبعد الاستراحة قضينا ليلة في ضيافة مقر الحزب ، وفي اليوم الثاني ذهبنا الى بيت الاخت پري والاخ زوجها هيام وفي السليمانية اعطتنا الاخت دلسوز رسالة لاختها ورحبت بنا وكنا في ضيافتهم واكمل الرفيق ابو افكار كافة المعاملات وذهبنا برفقة الاخ هيام الى الكراج وركبنا حافلة وودعنا الاخ هيام، وفي صباح اليوم التالي وصلنا دمشق واجرنا غرفتين في بيت الاخ ابو اسامة والاخت عفراء ( نعم الاخ والاخت) ، وفي الموعد المحدد لنا اجريت لنا مقابلة في سفارة السويد بدمشق وفي 30/11/1993 وصلنا مطار مدينة فيستروس وكان في اسقبالنا احمد والرفيق ابوتارا والاخوة عدنان احمد خانقيني وشوان هوليري وفرهاد فرانك. وهنا اشكر الحزب الشيوعي العراقي وجميع الرفاق والاصدقاء الذين قدموا لنا التسهيلات وانجاز معاملاتنا.
16/9/2021