أمن الموظف… والعنف الوظيفي- عبدالله جعفر كوفلي /باحث اكاديمي

 

kuvileabdelah@yahoo.co.uk

29\9\2022

لقد بحثنا كثيراً بين طيات الكتب وعلى رفوف المكتبات والصفحات الالكترونية إلا اننا لم نجد ما يشفى غليلنا ويصل بنا الى هدفنا في الوصول الى مفهوم امن الموظف لان هذا المصطلح ليس الامن الوظيفي او أمن الوظيفة .

ان مصطلح (أمن الموظف) هو من وحي خيالنا ومحظ افكارنا ونتاج تجربتنا وقراءتنا في مجال الامن وايماننا ان الامن يشمل جميع مكونات المجتمع بكل الوانه واطيافه وان وجود فئة معينة دون امان يلقي بظلاله على جميع الفئات الأخرى، لأن الامن شامل ولا يمكن تجزئته، صحيح ان الكتَاب والباحثين كتبوا و بحثوا كثيراً عن الامن الوظيفي ولكن (أمن الموظف) يختلف عما بحثوا عنه، ومن جانب أخر فان جميع الدول والكيانات السياسية الأخرى قد شرعت قوانين خاصة بالموظفين لبيان حقوقهم و واجباتهم إلا ان مصطلح (أمن الموظف) يعني في ابسط شرح له توفير البيئة الآمنة للموظف خلال عمله او قبله و بعده وان يكون الموظف مطمئناً على نفسه وماله وعرضه قبل ان يبدأ بعمله واثناءه وبعده من كل تهديد له بسبب عمله و وظيفته، لانه ينفذ القوانين والتعليمات الصادرة ويأخذ الإجراءات اللازمة وفق اختصاصه و جهة عمله، سواء كان مصدر التهديد داخلياً أي داخل دائرته من قبل غيره من الموظفين العاملين معه او خارجياً أي خارج مكان عمله.

ولكن عند الغوص في أعماق العمل الوظيفي اليومي نجد بأن الدوائر والمؤسسات التي تفتقد الى النظام المؤسسي المبني على بيان الحقوق والواجبات وتغلب عليها الاهواء والنزوات الشخصية، نرى بان الموظف المسكين لا يشعر بالأمن والاطمئنان في عمله ولا يستطيع ان يعبر عن رأيه ويفصح عن أفكاره الخاصة من اجل التطوير، خاصة عندما يكون أفكاره وارائه متناقضة مع أفكار وتوجيهات مسؤوليه ومديره، وهذا هو بيت القصيد من مقالنا فان امن الموظف مهدد من قبل رئيسه اذا كان في ذهنه أفكار لا تنسجم مع أفكار مسؤوليه وعندها يكون عرضة للنقل والاحتقار و وضع العقبات والعراقيل امام تقدمه وتسلمه لمناصب أعلى لمجرد كونه يحمل أفكاراً ليست كأفكار مديره، و هذا يعني بأن مصدر التهديد ليس بسبب عمله او اثناءه بل لأنه صاحب فكر ورأي او لا يجيد فن اقناع من هو اعلى منه وان مصدر تهديد ليس خارجياً بل من اقرب الناس اليه.

وان توفير بيئة آمنه للموظف ولكي لا يكون اسيراُ لتوجهات مراجعه ولا يقصد مخالفة سياسة المؤسسة او الخروج عن التعليمات الصادرة منها، فانه هو المقصود والمهم فالموظف يتعرض الى تهديد وعنف شبه يومي في داخل دائرته من قبل رئيسه اما الموظف الذي يجد فن التملق والرياء او الفارغ من أفكار إبداعية لتطوير مؤسسته فانه يكون آمناً مطمئناً بل يحاول ان يرتقي الى الأعلى على حساب الآخر، إن تأمين الحماية اللازمة للموظف من تعرضه للعنف الوظيفي من قبل روؤسائه بسبب آرائه في سبيل تطوير المؤسسة التي يعمل فيها باتت ضرورة ملحة من أجل أداء أفضل، لذا نهيب بالجهات المعنية وضع العلاج المناسب ومكافحة هذه الافة التي تدمر المؤسسات وتقتل الروح المعنوية المثابرة عند القسم من الموظفين مما يؤثر بشكل سلبي على أداء تلك الحكومات .