السياحة والسفر – خديجة مسعود كتاني

 

الجزء الاول:

أود الاشارة الى بعض المصادر والدراسات في هذا المجال الحيوي المتعدد الجوانب ٠

(علم السياحة والمتنزهات )… كتاب يقع في ٧٤٨ صفحة طبع من قبل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي /جامعة الموصل عام ١٩٩٠ كتاب منهجي يدرس في كليات الزراعة والغابات/ للراحل دكتور مسعود كتاني الذي خدم في الجامعة ( ٢٩) سنة٠

 

للاسف لم نتلقى هذا الدرس القيم ضمن علوم الغابات، لعدم أتمامه ذلك الوقت بل درسنا (اسس بيولوجيا وإدارة الحيوانات البرية)  إختصاصه الرئيسي وأطروحة الدكتوراه مؤلف يقع في( ٩٩٢ ) صفحة طبع في جامعة الموصل ( ١٩٨٠ ) كتاب منهجي والاختصاص الوحيد في الوطن العربي وأثخن كتاب في مكتبة جامعة الموصل آنذاك ، له علاقة وثيقة بالجانب الترفيهي ، السياحي ،الحضاري ، وموازنة الطبيعة والتنوع الحيوي البيئي والاقتصاد الوطني.

علم بدأ في الدول المتطورة ويتضمن بشكل رئيسي (سن قوانين الصيد وتنظيمها على أسس علمية للحفاظ على تلك الثروة ودعم استمراريتها وتحسينها وانتشال الحيوانات البرية الخاصة بالمنطقة من مخالب الانقراض والمطاردة والصيد الجائر، العبث بالطبيعة والتنوع الحيوي بواسطة الاسلحة الفتاكة المحرمة منذ عصور ماقبل التأريخ، ناهيك عن الحروب والمنازعات والحرائق الجائرة أعداء الطبيعة وجمالها٠ لم تخلو مناطقنا وبالأخص شمالنا من الحيوانات بكافة أنواعها من نمور وأسود ، الغنم البري ، الغريري ، إبن الآوى ، الثعلب ، الخنزير البري و غيرها لكن للاسف هجرت المنطقة بسبب الحروب المستمرة٠  لكنها بدأ ظهورها من جديد بعد أن وضعت الحروب أوزارها٠

 

إشارة الى كتاب السياحة والمتنزهات :

أضحت السياحة والترفيه من معايير الحضارة الأكثر أهمية ودعائم الاقتصاد لدورها الملح في حياة الانسان لما لها سمات ايجابية في التخفيف عن مشكلة التلوث للاوساط الاربعة (التربة ، الهواء ، والمجال السمعي (الضوضاء) ، وبلورة الحاجة النفسية ) للتخفيف من وطأة أعباء الحياة وتجديد الطاقة والقدرة على البناء والابداع ، فالحركة ، العمل ، الترفيه ، الراحة ، الاسفار  والتوجه للمنتجعات داخل والخارج ، عناصر متكاملة في ماهية الحركة (الديناميكية ) الفعالة لتقويم التوازن في حياة الانسان من تفاعل مع الطبيعة ، أحياءها ومحتوياتها ٠ هكذا بات الاستجمام  من الضرورات حتى إرتبط به الانسان إرتباطا عضويا ، كجانب من صيغة تعامل الانسان واستغلاله لطاقاته في ديمومة العطاء. منذ عشرات السنين من تظافر الجهود حول العالم التي عنيت بهذا الجانب الحيوي – المادي والمعنوي لحياة شعوبها وتعزيز دخلها القومي ٠ طورت السياحة بصيغ مناسبة تبعا للمقومات والظروف المتاحة من معطيات طبيعية و حضارية بما فيها المرافق الاثرية التراثية ، بتطوير عناصرها الجاذبة وفق إجراءات تنظيمية ، من توظيف الاموال اللازمة لبناء قاعدة محكمة لصناعة السياحة وتفعيل دورها ضمن الاقتصاد الوطني على ضوء جوانب إجتماعية ثقافية وحيوية ، وارساء اسس وقواعد وفق متطلبات العصر والحضارة ٠ بدأ التعاون الملفت بين مختلف الاختصاصات ذوي العلاقة لبلورة هذا الجانب ،  وجعلها مناهج تدرس في المعاهد والجامعات في معظم أنحاء العالم٠

بعض فصول الكتاب

١الفصل الاول

نبذة تأريخية عن التنقل المستمر الذي لازم ألانسان القديم منذ عشرات ألاف السنين والذي لايمكن تسميتها رحلات سياحية كونها تفتقد لمقومات الركيزة السياحة في حياة الانسان البدائي التي تميل الى البداوة وليس التحضر. تطور التنقل بعد الحضارات البشرية أثر الغزوات وتبادل السلع وإرسال الوفود لامور تتعلق بالعلاقات المختلفة والتي نشطت في عهد الاشوريين ، الفراعنة الفينيقيين ،السومريين ٠

وتلتها المرحلة العربية الاسلامية حيث الفتوحات في الجزيرة العربية والفتوحات الواسعة في العهد الاموي والعباسي وفي عهد ملوك الطوائف ٠ ونشطت القوافل التجارية خلال قرون عبر الدول٠ وزاد صيت الرحالة حول العالم من العرب ، الاوربيون، الروس وغيرهم٠ ناهيك الرحلات الشهيرة في التأريخ ودوافعها، والتي غطت إتجاهات كثيرة من العلوم والمعرفة المتعلقة بالشرق الوسط ، سجلا غزيرا لما إحتوته من وثائق عن تلك الرحلات والتأريخ السياحي ، أمام الطالب القارئ والباحث٠

 

٢الفصل الثاني 

(التنزه والترويح في هواء الطلق والغابات)

اهم العوامل المؤثرة :  حجم المجتمع  والتضخم السكاني ، المستوى الاقتصادي والدخل القومي ، موقع المناطق السكانية والبيئة ، الوقت المخصص للراحة والترفيه ، الوعي الثقافي والتعليم ، التلوث البيئي ، التركيب المجتمعي ، وسائل النقل ، مستوى الخدمات التي تقدمها الجهات المسؤولة ، الاعلام ،مدى توفر المناطق الاثرية و عامل الامان ٠

يوضح الكتاب تفاصيل تهيئة وتخطيط أراضي الغابات للتنزه والترويح على ضوء الخواص التي تتميز بها المنطقة وفق مخططات دقيقة تتضمن الوجه الطوبوغرافي ، نوع الغطاء النباتي ، مخطط بياني للمساحة المقترحة ، تفاصيل الموقع ، أماكن جمع القمامة ، دورات المياه ، التركيب المعماري للابنية المختلفة ٠ مدى صلاحية للفعاليات الترفيهية من : مخيمات ، التزلج ، الجذف بأنواع القوارب ، الاستمتاع بالمناظر الطبيعية و الصيد بأنواعه ، …الخ.

كل هذه العوامل تتعلق بالتنسيق حول الملكية ، الموافقات القانونية المتعلقة بالصيد ، كالاوقات المسموحة وموافقات ضمن قانون حماية الطبيعة بالنسبة لمناطق تواجد النباتات والحيوانات النادرة  كيفية الحصول على الموافقات ، إذا أريد استغلالها جزئيا أو كليا٠

عوامل أخرى لها أثرها على الموقع : المناخ ، الواجهة الجغرافية ، الانفتاح الطبيعي ، الرياح ، التضاريس ، التربة ، الماء ، المحيط العام  و الغطاء النباتي …الخ

 

٣الفصل الثالث

بعض الطرق لتهيئة وإصلاح الطبيعة للتنزه والترويح

طريقة (Gerhard maluk) و طريقة سكاموني (Hoffman Scammoni ) ٠ في المانيا الغربية في هذا البحث تؤخذ عدة عوامل متداخلة بنظر الاعتبار في تقويم مناطق الغابات للترفيه. مثل الحواف المحاذية لجوانب مختلفة  كالاراضي الزراعية ، البحيرات ، المراعي و الغابات ٠ هناك عوامل تحد من القيمة الجمالية كالتضاريس ، المناخ ، الضوضاء  و الحشرات …الخ.

يعتمد التنفيذ الناجح على : تهيئة الخرائط بجودة عالية ، مستوى البناء ، نوع الطرق ، بناء الاكواخ ، تهيئة مصاطب الراحة ، موقف السيارات ، تهيئة وتنظيم المطاعم والمصايف ، الساحات ، مسيرات للحيوانات البرية ، دورات المياه ، وحاويات القمامة ٠

ويتم استخراج القيمة الترفيهية على ضوء البيانات والمعلومات بمعادلات رياضية ٠

طريقة سكاموني

لتقويم الغابات الترفيهية وان طورت في دول أوربية ، لاتخلو من السلبيات لظروفنا الشرقية ٠ لعدم تطرق الباحثان أعلاه الى العوارض الطبيعية من كهوف ، مسطحات مائية ، أماكن تواجد الشلالات ، الترسبات البراكين ، الصخور الغريبة وما الى ذلك ٠

 

 طريقة (Schoepner ١٩٨٥ ) لتقويم الطبيعة

ويذهب الى الاثار السلبية للانسان على الطبيعة ،  التي أدت الى زيادة التفكير بالاجراءات اللازمة للحفاظ عليها كونها ملاذ بشري لقضاء وقت بعيدا عن ضغوطا الحياة٠ ودعم دورها  على ضوء الاستخدام الامثل لراحة الانسان ، ويضعنا أمام تفرعات الطبيعة و كيفية استثمارها، و الاستفادة من المؤسسات المختصة مثل (مجلس حماية الطبيعة والعناية بها ١٩٧٦ عن Harfst المانيا الاتحادية) المختصة بالعناية بأهمية وقت الفراغ والتركيب الداخلي والتنظيمي والعام للبنى التحتية للمنطقة

( infrastructure ) المراد تخطيطها للترفيه والترويح٠ والعوامل الطبيعية المؤثرة عوامل الموقع ( Sitefactors ) في النشاط الترفيهي والسياحي للانسان وهذه تؤخذ بنظر الاعتبار عند التخطيط لدراسة صلاحية المنطقة من حيث القيمة الجمالية وعلاقته بالاحساس والشعور الفيزيائي والنفسي التي تتميز بها ( Buchwald ١٩٧٠ ) Krysmansky ١٩٧١ ) ،  ( ١٩٧٥ Jacop) عن (Schoepner ١٩٨٥)٠

وتعد الجهود المبذولة في الهندسة الحديثة في تخطيط المدن وتأثيرها الايجابي على بيئة الانسان،  وإقتصر الى وقت قريب على وظائف قابلة للقياس مثل وصول أشعة الشمس للمنطقة بشكل مناسب و المسافات المناسبة بين المساحات والبقع الخضراء.  هنا أدى إختزال ما يستحق التقويم بصورة ظاهرة الى التقليل من نوعية القيمة الجمالية المرتبطة بالشعور والاحساس الكامن في العوامل الطبيعية ٠

والاعتماد على الاحساس والتمتع الذاتي بالطبيعة بالتحرك الى الطبيعة والمعايشة والتفاعل مع الواقع والعطاء الطبيعي ، إضافة للمؤثرات الايجابية من فعل الانسان لتهيئة عناصر تنظيمية تحمل قيم ترفيهية  تراها العين ، ويستشعرها الاحساس بإنطباعات وجدانية للنفس وعدم حجب التنظيمات الحضارية للمدينة عن الطبيعة لانها تكمل بعضها البعض وتبلور العلاقة بين العطاء الطبيعي والاصطناعي التنظيمي الحضاري ٠