من علامات الساعة : ( كامل سلمان )

طفل يولد ناقص الاعضاء الجسدية ، قالوا هذه من علامات الساعة ، لماذا لا يقولون خلل في التركيبة الجينية ؟ لأنهم ببساطة لا يعرفون هذه المفردة العلمية ولم يسمعوا بها .
رجل يرتكب الفواحش مع المحارم ، قالوا هذه من علامات الساعة . لماذا لا يقولون هذه علامات امراض نفسية وعقلية ؟. لأنهم لا يعرفون معنى الامراض النفسية .
أمرأة تتزوج أكثر من رجل واحد بنفس الوقت ، قالوا هذه من علامات الساعة . لماذا لا يقولون ، هذه علامات التربية العائلية السيئة .
بشر ينتحرون ، قالوا هذه من علامات الساعة ، لماذا لا يقولون بسبب الاوضاع الحياتية والمعيشية الصعبة .
انحسار ماء نهري دجلة والفرات ، قالوا هذه من علامات الساعة . لماذا لا يقولون دول الجوار المحترمة قطعت الانهار وسرقت المياه .
لا أدري علامات الساعة هي الوصفة الوحيدة التي يعرفها الناس في تسمية الحالات الغريبة او الحالات الشاذة . فياليت هؤلاء الناس يحصوا لنا عدد تلك العلامات ( علامات الساعة ) لأنني منذ طفولتي اسمع بهذه العلامات التي وصل تعدادها بالمئات ، فهل سنبقى نعد بهذه العلامات ام الافضل ان نعطي كل هذه الامور والحالات التفسير العلمي والواقعي والتحليل النفسي الصحيح ؟
لو جمعنا جميع هذه العلامات التي سمعنا بها وسمع بها الاجداد والاولون منذ ظهور الاديان السماوية و لحد يومنا هذا والتي تعد بالمئات ان لم نقول بالالاف ، وقمنا بتحليل كل علامة بشكل علمي لتيقنا بإنه لا توجد علامة واحدة من هذه العلامات تستحق ان ترقى الى تسمية هي من علامات الساعة وكلها قابلة للتفسير والتحليل العلمي والموضوعي والتحليل النفسي ، فليسكت من يروج لهذه الخزعبلات ، ظنا منه انه تذكير بالدين ولكن الحقيقة هو طعن بالدين ، لأن الساعة تأتي بغتة ولا تأتي بعلامات مزاجية حسب مزاجية وأهواء الناس ، والتي أصبحت تجارة رائجة يتربح بها المتحايلون على الناس . وقوله تعالى ( وما أمر الساعة الا كلمح البصر . ) هذا كلام الله لا يحتاج الى تفسير ولكن هذه الاساليب التي تنشر هنا وهناك هي بالحقيقة ثقافة التخويف ثقافة الخائفين على مكتسباتهم غير الشرعية ، مثلما كان الإنسان القديم يعتقد بإن البرق والرعد هو غضب الرب فكان يهرب و يختبىء ثم يتوسل الى الله ولكن فيما بعد أكتشف العكس تماما ، أكتشف البرق والرعد بركات من السماء لأحياء الأرض ، وللأسف ان الفئات التي كانت تهرب من البرق والرعد مازالت تعيش بيننا وبنفس العقلية وبنفس الأحاسيس ، ومن شدة الخوف وعقدة الخوف اصبحوا ينسبون كل شيء لعلامات الساعة ، يقولونها بأفواههم ولا يعرفون معناها ، ولا يعرفون ان الخوف خلط لهم الخرافة بالدين ، ولا يعرفون ان الجهل ضرب كل مفاصل الحياة عندهم ، ولا يعرفون انهم يعيشون في كهوف لا ترى الشمس بعيدين عن حقيقة الحياة وجماليتها. نحن شعب مبتلى ، مبتلى بهؤلاء مبتلى بأنصاف الرجال وانصاف العقول وانصاف الدين ، هؤلاء الانصاف هم ادوات الاعداء ضدنا ، هم من يحاول ان يتقدم الصفوف لقيادتنا ، هم من يؤمن بأن القوة هي الحل في كل خلاف واختلاف وفعلا يعملون بها . هم الذين يكتبون ويتكلمون و يعربدون طوال اليوم كي لا يسمع او يقرأ الناس كلمات العقلاء والمثقفين . اي بتطبيلهم يصبحون حواجز تمنع البسطاء من سماع صوت الحقيقة . هدفهم التشويش على الحقائق و تسليب العقل . هدفهم ان تعيش انت الخوف والرعب من كل شيء ، كي تموت طموحاتك في الحياة ولا تلتفت الى افعالهم النتنة في الفساد والسرقة . فهل سيخدعوننا بأن زوالهم هي من علامات الساعة كي نتمسك بهم وندعوا الله ان يبقيهم لنا الى الابد …. الواقع يقول غير ذلك ، والحقائق تقول ان المعركة مع هذه العقول طويلة لم تنتهي بعد ، فهي معركة الجهل بكل مخلفاته ضد الإنسان وعقل الإنسان ، وللأسف الجهل اليوم تغلغل الى كافة مفاصل الحياة واصبح الآمر والناهي ، واصبح الجهلاء من يجلسون في صدر الديوان ، والعدوى انتقلت الى المجتمعات الاخرى وخاصة المتقدمة بقوة وحقق الجهل فيها مكاسب كبيرة كان قد فقدها بالامس القريب والسبب وراء انتصار الجهل في عمق الثقافة والعالم المتقدم هي مصالح دول ومؤسسات واحزاب وكيانات تبحث عن الارباح بأية طريقة !!! والدين فيه الكثير من المجال للربح وخاصة في الدول الاسلامية التي تزخر بالخيرات ، وهذا الذي يمكن استغلاله لصالحهم ومنها علامات الساعة .