الصراع الكوردي الكوردي ، نذير شؤم لمستقبل كوردستان .- بقلم ( كامل سلمان )

الصراع الكوردي الكوردي يختلف بطبيعته عن الصراع الشيعي الشيعي او السني السني او غيره من الصراعات القومية او الأثنية داخل المكون الواحد ، فالصراع الشيعي الشيعي والصراعات الاخرى هي بالحقيقة صراعات ايديولوجية لها عمق تأريخي ولها امتدادات خارج الحدود ، أما الصراع الكوردي الكوردي هو ليس صراع ايديولوجي ولا صراع عائلي كما يحلو للبعض تسميته ولا صراع مصالح كما هو ظاهر للعيان بل هو صراع تنافسي ، فكل حزب يعتقد ان اسلوب عمله هو الافضل في مرحلة ما قبل صيرورة الدولة الكوردية ، ومثل هذا النوع من الصراع يكون دائما قوي وحاد وفيه عناد كبير ويصل في بعض مراحله الى العنف وكلما خفت حدته يعود ليتأجج من جديد مع اي سبب بسيط أو سبب طارىء داخلي او خارجي ، فكل فريق يعتقد ان هزيمته امام غريمه التقليدي أشبه ما يكون بانتهاء الحلم الكوردي بالنسبة له ، لذلك فلا مجال للتراجع او حتى التوافق ، فهي صورة من صور فرض الإرادة ،، ولكن مثل هذا النوع من الصراع يتطلب إبعاد السلاح بشكل جذري وعدم وضع اي أحتمال للجوء إليه ولو واحد بالمليون مثلما حدث للأسف الشديد في تسعينيات القرن الماضي وضرورة البحث دوما من خلال لجان مشتركة عن نقاط التهيج وإخماد هيجانها ، والتخفيف من التوترات التي تحصل هنا وهناك ، ومن الخطأ جدًا التعويل على العامل الخارجي او التقليل من قدرات احد طرفي الصراع مهما عاكسته الظروف نظرا لوجود قواعد جماهيرية صلبة عند الطرفين الرئيسين إضافة الى الأطراف التي مازالت في طور النمو ،،، الضرورة تستوجب ان لا يهمش اي طرف حتى وإن كان في طور النمو ،، وأنا أعتقد أي تهميش لأي طرف هو ضعف وليس قوة ، ضعف في الحسابات المستقبلية ، وسوء تقدير للواقع ، لأن التهميش يدفع بالطرف المهمش في البحث عن مصادر قوة وأن كانت خارجية وهذا ما ينتج عنه ضعف التركيبة الداخلية وتفتيت اللحمة الوطنية للوطن الفتي ..
عندما تكون هناك ظروف صعبة يعيشها اي طرف فأنه يكون بحاجة ماسة الى دعم الاطراف الاخرى له ووقوفها الى جانبه لتجاوز المحنة ، وللأسف بعض القيادات الكوردية تفتقد لهذه الخاصية ، خاصية المرونة ، وخاصية إرضاء الأطراف الأخرى والقدرة على التخلص من تبعات الماضي والوقوف جنبًا لجنب عند الشدائد…. وجود المنافس وعلى نفس السكة هو عامل بناء وتطوير لمستقبل الحركات الكوردية ، ومن الخطأ تفسير التنافس على إنه عداء ، فلو سعى كل طرف كوردي قبل أن يسيء الظن بالاطراف الاخرى الى وضع نفسه مكان الطرف الاخر سيجد نفسه يخطو نفس الخطوات التي قام بها غريمه ، ، ، ان تحقيق النصر عند المنافسة لا يعني ان الطرف المنتصر قد أذل الطرف الأخر الخاسر فهذا مفهوم خاطىء ولا يدل على مبادىء نظيفة ، مثلما سمعنا في الآونة الأخيرة بانتصار احد الاحزاب الكوردية في ترشيحات رئاسة الجمهورية العراقية تم تصويره بأنه إذلال وكسر إرادة للأطراف الاخرى ، وكأنه فوز تأريخي على حساب الطرف الأخر ، في الوقت الذي يحسب هذا الفوز للمواطن الكوردستاني في كل ربوع كوردستان ، ومن الخطأ وضعه في خانة حزب معين والانتقاص من باقي الأحزاب ، هذه ليست سياسة أحزاب تطمح لقيادة الشعب الكوردي في مرحلة تأريخية حساسة ، لذا وجب التغيير ومراجعة الاخطاء لأن مثل هذه الاخطاء تجعل البون شاسعا بين الاطراف الكوردية من أجل التفاهم والتقارب في المستقبل . . . الفائز عليه ان يبادر في مد يد المصافحة الى الطرف الاخر ليس من موقع القوة بل من موقع الأخوة ، وهذه تحتاج الى قدرات عقلية وملكات نفسية كبيرة لإيصال رسالة الى الأخرين بأن الكورد جبهة موحدة وليست جبهات متفرقة …. الشارع السياسي في بغداد وطهران وانقرة كلهم يراهنون على الخلاف الكوردي الكوردي فهو أملهم الوحيد لتشتيت الكورد ، فتراهم يدعمون هذا احيانا على حساب ذاك ومرة يدعمون الثاني على حساب الاول ، نقولها بكل مرارة قد نالوا مبتغاهم بسبب العناد والاصرار واليباس عند القيادات الكوردية مما أدى ذلك الى تحويل المنافسة بين الاطراف الكوردية الى أشبه ما يكون نزاع بين قوميات داخل قومية واحدة او نزاع أمم داخل أمة واحدة ، وإذا استمرت الامور بهذه الشاكلة دون محاولة لملمت الجراح ستكون النهايات كما يتمناها الشارع السياسي في طهران وانقرة وفي كل شارع يكن العداء للشعب الكوردي ، وبالنهاية سيجد المواطن الكوردي نفسه هو الخاسر الوحيد ، وعندها سيفقد المواطن الكوردي الثقة بقياداته ويضعف صبره ، ولا تنسوا أيها السادة ان خسارتكم لثقة المواطن الكوردي يعني ان سقوطكم يصبح مجرد وقت !. فليكن الشعب الكوردي هو الرهان الاول والاخير بالنسبة لكم ولا ترتكبوا الحماقة في جعل الشعب الكوردي في واد وأنتم في وادي فتأتيكم اللعنة من وراء ظهوركم فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ، ، لقد أبليتم بلاءا حسنا في تأسيس نموذج إقليم لا مثيل له ، وهذا يحسب لكم ويحسب لصدق وفاءكم لكوردستان الحبيبة فلا تجعلوه هباءا منثورا ،، الخطأ ليس عيب بل هو ضرورة للنجاح ولكن الاستمرار على الخطأ هو العيب وهو الذي يدخل الإنسان في قالب الغرور الذي يتبعه الفشل ، وأنا ارى الخلاف الكوردي الكوردي ينذر بخلاف اعمق ، أن تم تركه على حاله ، فسارعوا الى ردم الهوة وتصحيح المواقف ، ولا تبقوا النار تحت الرماد تستعر ، فيستأنس به عدوكم ، نعم تستطيعون ان تصححوا مساراتكم و تنتصرون على شياطين أنفسكم فقط عندما تكون أحاسيسكم بأنكم خدم للشعب الكوردي ولستم سلطة على رقاب الشعب الكوردي ، والا فلا أمل يرجى .

One Comment on “الصراع الكوردي الكوردي ، نذير شؤم لمستقبل كوردستان .- بقلم ( كامل سلمان )”

  1. كلام جميل ورأى صائب وصحيح اذا لم يتفق الكورد فيما بينهم فأن حنطتهم ستأكل شعيرهم اكبر خطر على التجربه الكورديه الخلافات والصراعات الداخلية اعداء الكورد متربصون بالتجربةوينتظرون الفرصه المناسبه وبافل طالبانى فرحان بالنصر والله عيب تحية للكاتب

Comments are closed.