يمكن ان نعرٌف الاخلاق الاجتماعي بانها منظومة قيم يمكن ان نعتبرها بانها اطار عام لتحديد السلوك و النظرة النابعة من ايمان الناظر بمجموعة مباديء اساسية للحياة و هي تدور في مسار خاص لجلب الخير للجميع مصاحبة معها ما يعمل على تنظيم الحياة العامة، و لا يمكن ربطها باي دين او فلسفة معينة، الا انها تحوي في ذاتها على فلسفة اخلاقية. فمن هذا المنظور يمكننا ان نقيٌم نظرة و سياسة و افعال و توجهات امريكا ازاء قضايا العالم و مشاكلهم باعتبارها دولة كبيرة و قوية و لها العلاقة المياشرة بكل ما يحدث في اية بقعة من العالم، و ما هي نظرتهم و تعاملهم الان مع احتجاجات ايران و تعامل ملالي ايران الوحشي مع الشباب المنتفضين.
ما يحدث في ايران من احتجاجات منذ اكثر من شهر تعتبر ثورة غضب دامت اسبابها الحقيقية التي دفعت اليها منذ مدة طويلة دون ان تبدي اية جهة موقفها مما كان يحصل باستمرار في هذه الدولة و ما يحدث من اسباب فرض الكبت و القهر و المرارة التي تعيشها هذه الدولة بكل ما تحويها من الشعوب و المكطونات المختلفة عن بعضها تركيبا و تكوينا و سماتا و ما تكن كل منها من المميزات، و التاريخ الغني لكل منهم و الذي اضفى ماهو المميز لمكونات هذا الشعب عن الاخر.
اما ما تعلنه و تبرزه لنا امريكا من التحركات السياسية المخادعة و المخجلة من التعامل مع ما يحدث في ايران يبين مدى نفاق هذه الدولة في سياستها و اخلاقها و غكرها و تركيبتها السياسية الراسمالية التي لا يمكنها ان تفعل ما يمكن انة نعتبره خيرا من هذه القضية. فانها لازالت تنتظر حتى يُباد هذا الشعب الى ان تجبر في موقف و هذا ايضا يكون من زاوية مصالحها الخاصة فقط، هذه هي الاخلاق الخاصة النابعة من النظام الراسمالي التي تتمتع بها امريكا دولة و نظاما، و هي تعودت على المصلحة المادية نظاما و شعبا ،نتيجة ما تتبع من الفلسفة الخاصة بالمادية البعيدة عن السمات الجميلة التي يمكن ان تحتويها الاخلاق التي ينظر اليها الجميع كمنظومة اعتبارات و قيم جميلة بعيدة عن كل ما يمت بمصلحة خاصة تنتج منها الاضرار للاخر، كما نعلمه نحن .
لازالت امريكا كما كانت و ان تغيرت نسبيا نتيجة ضعف موقفها دوليا و لم تعد الدولة الاولى في كل شيء كما عرفناها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، هذا ايضا نتيجة اخطاءها هي او تاكل الاعمدة التي اعتمد عليها نظامها من الجوهر، لعدم تناسبها مع متطلبات حياة الانسان التي تعتبر الاخلاق عندها كاهم مفهوم لتحتضن الصفات الخيرة فيها . لا يمر يوم و الا نسمع عن قتل و سجن و تعذيب شاب و شابة اجبرت ذاتيا ان تجعل الشارع رفيقها ليلا و هي تقص شعرها فقط لانه اصبحت تغطيتها بوصلة قماش مجبرة رمزا لهذا النظام الذي يعتمد على هذه فلسفة السياسية المستمرة و كانه استمدها منذ الف و اربعمئة عام . اما امريكا باعتبارها صاحبة ما تتشدق بها من انها عامل لضمان حقوق الانسان كاهم سمة يمكن ان تفتخر بها خلال محاولاتها لانتشار سياساتها و مناهجها و فكرها و فلسفتها التي تعتبرها البارزة في كل انحاء العالم. من خلال تقييم تعامل امريكا مع ما يحصل في ايران يتوضح يوما بعد اخر مدى كذب هذه الدولة مع شعاراتها و اهدافها قبل اي شيء اخر، فانها اثبتت عدم اعتبارها لاي حق او قيمة تقول هي بنفسها بانها تهتم بها و مهما كانت معتبرة او محترمة لدى الاخرين بمجرد انها تحس بان هذه القيم المزيفة التي تتدق بها ليست في صف المعادلات السياسية الخاصة يها و مصلحتها قبل اي شيء. و عليه فانها تتكور و تتقنذ مع ذاتها بمجرد ان تذكرها بما هي تتشدق او تفتحر بها علنا.
مع استمرار الحركة السياسية الاجتماعية الفريدة في ايران، ستبرز الصفات القيمة التي يعتبر منها الشعب الايراني و ليس في حسابات امريكا لجميع الدول التي يمكن ان يفعلوا شيئا لما يحدث و لم يفعلوا لحد الان. لا يمكن لاي كان ان يتكلم عن الاخلاق و ما تكتنفها هذا المفهو او القيمة الا اذا استوضحت لنا ماهو تعامله و نظرته لما يحدث في ايران اليوم .
التغيير قادم كليا لا محال و لا يمكن ان ينسى الشعب الايراني هذا الصمت المطبق للدول البراغماتية الليبرالية الكاذبة و سيخرج هذا الشعب من محنتها قويا بارزا ضامنا لاخلاقه الجميلة التي اثبت تلائمها و صحتها التاريخ من خلال تلابيب الحوادث التي برزت فيه . و التاريخ الحديث لايران سنتكلم بصوت عالي قريبا و ستخجل الاقزام من الكلام امام الحق الذي يبرز و التاريخ يسجل ما يحدث بكل ما فيه.
كاك عماد علي المحترم
تحية
للاطلاع
“هذه اخلاق امريكا ازاء الاحتجاجات الايرانية-” وماذا عن هذه اخلاق الجمهورية الاسلامية ازاء الاحتجاجات الايرانية!! فهي التي تضطهد شعبها وليست أمريكا. أنا لست بمحامي الدفاع عن أمريكا ولست أنت بمحامي الدفاع عن الجمهورية الاسلامية. ولكن ينبغي الاستناد الى الحقائق والأرقام والكف عن التفسيرات والتاويلات البالية للأحداث السياسية المعقدة. في سبيل المثال لا الحصر ينبغي تعديل أولويات شعارنا السابق: ضد الاستعمار العالمي والصهيونية والرجعية المحلية الى ضد الرجعية المحلية والصهيونية والاستعمار العالمي. وذلك لأن الاستعمار العالمي قاسم مشترك لجميع دول العالم البالغ عددها حوالي 200 دولة وأضعافها من الشعوب. والصهيونية قاسم مشترك لجميع الدول العربية البالغ عددها 22 دولة و2 ادارة فلسطينية وامتدادها الدول الاسلامية البالغ عددها حوالي 60 دولة. والرجعية المحلية التي لها علاقة وتداخل مع الدول الاقليمية البالغ عددها بضعة دول فقط. وعليه عدو الشعب الكردي هو الرجعية المحلية في داخل كردستان والخ…
ملاحظة: خطابي المتواضع هذا موّجه الى جميع الكتّاب بدون استثناء
محمد توفيق علي