عندما اندلعت ثورة الشباب ضد سلطة الطغيان والفساد فی سوريا سنة ٢٠١١، لجأت الفئات المختلفة فی المجتمع السوري إلی إحتواء مصالحها لتنفیذ برامجها المتصارعة. و كانت شريحة الشباب ذات الطابع السلمي الواعي تطالب بالحرية والدیمقراطیة والتمدن دون تحزب أو تطرف، ومنها الشريحة الشابة فی منطقة كوردستان فی شمال وغرب سوريا علی شريط الحدود مع تركيا واالعراق. ففی هذه المنطقة تربت أجيال من الشباب علی مبدأ “المقاومة هی الحياة” تلك التربية التي شملت البنات بمساوات الأولاد و عاملت النساء أسوة بالرجال و وضعت الأسس الضروریة لتكوین الشخصية السليمة لدی الفرد منذ تكوينه جنینا فی رحم أمه، و مرورا بولادته طفلا ونموه شابا ليصل إلی البلوغ مجهزا ببرامج الصمود و مهیئا للمطالبة بالحرية ومۆهلا للتمتع بالاستقلال، كما ورد فی سلسلة مقالاتی حول “نموذج روژئاڤا” الواردة
روابطها فی الحلقة الأخيرة المنشورة فی “صوت كوردستان” بتأریخ ١٣\١٢\٢٠١٩
هذا النموذج فی إنتاج الشخصية السليمة تكون نتيجة للنضال الشاق الذي مارسته شعوب المنطقة ضد سلطات
الإحتلال وقواته التي كونتها الطبقة العنصرية فی القومية الغالبة فی سوريا، حالها حال تركيا، وإيران والعراق، تلك الدول القومية التي كونتها نخبة الأغلبية التركية فی تركيا، والفارسية فی إيران والعربية فی كل من العراق و سوريا. بعد شهر من الآن تكون قد مضت مئة سنة تماما علی توقیع معاهدة لوزان فی ٢٢\١١\١٩٢٢ فی مدینة لوزان فی سويسرا علی ید القوى العالمية التي إنتصرت فی الحرب العالمية الأولي والتي رسمت خارطة هذه الدول القومية النامية فی الشرق الأوسط علی حساب القوميات المستضعفة تحت سيطرة الأمبراطوریات المتتالية فی المنطقة، وكانت القومية الكوردیة هی أكبر تلك القوميات المستضعفة واكثرهم تجانسا بسبب وجودها الأزلي فی وطنها كوردستان التي تم تقسيمها علی هذه الدول وفقا للمصالح الدولية آنذاك. فوقع القسم الأكبر من كوردستان فی تركيا وتلتها إيران ومن ثم العراق قبل أن تكون أصغر أقسام كوردستان من حصة سوريا. ومن الغريب أن يصبح هذا الجزء الأصغر فی كوردستان المقسمة مهدا لتربية و تكوین شخصية المقاومة الناجحة بالرغم من كونها الأصغر مساحة والأقل نفوسا والأضیق فی الخبرة والنضال.
والأعجب من ذلك أن تكون الإدارة الذاتية فی هذه المنطقة سلطة مستقلة تحتفظ بنموذجها الفريد من نوعه عالميا بالرغم :من عمره القصير وحجمه الصغير وإمكانیاته المحدودة مقارنة بأقلیم كوردستان العراق مثلا
وما یحدث الآن فی إيران من ثورة عارمة فجرتها فتاة كوردیة عاندت سلطة الملالی لكی تحصل علی شرف الشهادة حسب فلسفة “المرأة، الحياة، الحریة” تلك الفلسفة التي تكونت فی أكبر أجزاء كوردستان (القسم الشمالي الذي یقع فی تركيا) لكی تترعرع فی أصغر أجزائها (القسم الغربي من كوردستان فی سوریا) وتمتد الآن إلی قسمها الشرقي فی إيران .
!والسؤال هنا: هل عبر نموذج روژئاڤا إقليم كوردستان العراق دون أن یۆثر عليه؟
مع الأسف تبین لی بأن الروابط المذكورة فی مقالتی هذه غیر قابلة للفتح والإطلاع. لذا أرجو من الشخص الكریم المسۆول عن الشۆون الفنیة أن یتفضل بمعالجة المشكلة إن أمكن. مع جزیل الشكر والتقدیر