هل ايران فعلا متورطة في الحرب الروسية الأوكرانية ؟- بقلم ( كامل سلمان )

منذ فترة ونحن نسمع عن هجمات روسية بطائرات مسيرة ايرانية الصنع على مباني سكنية ومصانع والبنى التحتية الاوكرانية وقد أكدت حكومة اوكرانيا الخبر ، وعلى أثر ذلك خفضت الحكومة الاوكرانية التمثيل الدبلوماسي مع ايران وهذا يعتبر نوع من انواع الاحتجاج السياسي قد يتطور الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين كييف وطهران ، وفي هذه الحالة تصنف ايران دولة عدوة وعمق ستراتيجي لروسيا ويتم معاملتها كما يتم معاملة روسيا عسكريا واقتصاديا وسياسيا … وهذا يعني بشكل عملي تورط ايراني كبير .
ليس هناك عاقل يظن بحاجة روسيا الى المسيرات الايرانية فروسيا تمتلك من المسيرات المتطورة التي تفوق نظيراتها الايرانية بعشرات الاضعاف ، لكنها لعبة روسية شبيهة ل ( لعبة الروليت الروسية الشهيرة ) في اخضاع بعض الدول معها في الورطة التي وقعت بها روسيا في حربها ضد اوكرانيا فقد حاولت السلطات الروسية توريط الصين والهند من قبل في هذه الحرب ففشلت وفشلت حتى مع الرئيس الكوري الشمالي المعتوه الذي رفض ان يحشر بلاده في حرب خاسرة وكذلك رفضت صربيا الحليف التقليدي لروسيا بالتعاون مع روسيا لكن جمهورية بيلاروسيا خضعت للإرادة الروسية بالقوة لتكون جبهة مساندة لروسيا ، أما ايران فيبدو أنها تم خداعها من قبل الروس فوقعت بالفخ الروسي .
المتحدث بأسم الخارجية الايرانية ناصر كنعاني نفى تورط ايران في هذه الحرب ، لكنه اعترف ضمنا بصادرات ايران للطائرات المسيرة الى روسيا ليس لاستخدامها في الحرب مع اوكرانيا ، أما الناطق بأسم الخارجية الامريكية فيدانت باتيل فقد قال عن الطائرات المسيرة الايرانية المصدرة الى روسيا بأنه أمر يجب ان يراه العالم بأسره على انه تهديد كبير …. عمليا ايران بلعت الطعم الروسي وسيشملها ما يشمل روسيا من ضربات مستقبلا ، وأما إذا ارتكب الروس حماقات نووية ضد اوكرانيا ستكون ايران اول الاهداف للناتو بعد روسيا ، يبدو ان المراوغات الايرانية مع الغرب قد انتهت صلاحياتها ، كانت دول اوربا الكبرى مثل المانيا وبريطانيا وفرنسا تحاول دائما من تخفيف الضغوطات الامريكية على ايران ، لكن هذه الدول اليوم اكتشفت النفاق الايراني فلم تعد هذه الدول الاوربية العريقة غطاءا لإيران ، وبناءا على هذا الموقف المحرج الذي وضعت ايران نفسها فيه ، فمن المتوقع ستعمل ايران الى مغازلة اسرائيل وامريكا وبعض الدول العربية الحليفة لأمريكا وقد تضطر لقطع علاقاتها مع موسكو لتتجنب الغضب الغربي الذي أصبح يتصاعد يوما بعد يوم ضد ايران ، ولكن هذا سيكون خطئا أكبر من الخطأ الذي سبقه ، دولة بحجم ايران ما كان لها ان تلعب مع الكبار لأن الدخول مع الكبار سهل جدا ولكن الخروج منه مستحيل . وسائل الاعلام الغربية اليوم تتداول دور المسيرات الايرانية في الضربات العشوائية للعاصمة كييف ، وهذا يعني تحميل ايران المسؤولية عن اي دمار يصيب اوكرانيا وعن اي ضحايا من المدنيين .
الكل يدرك هذه الحرب التي شنها الرئيس الروسي بوتين ضد دولة جارة مسالمة هو اعتداء صارخ ، فمعظم دول العالم عبرت عن تعاطفها مع الشعب الاوكراني والحكومة الاوكرانية واستياءها من السلوك العدواني الروسي ، وهذا ما كان على الحكومة الايرانية فعله او على الاقل تلزم جانب الحياد ، لكن يبدو الغرور والعدوانية التي انتهجتها ايران ضد جاراتها وضد شعوبها أخذت تتوسع الى مجال أبعد ، ففي هذه الحالة تكون ايران قد تجاوزت الخط الاحمر ،
ايران اليوم في ورطة وقد يكون ثمن ورطتها كبير بل وكبير جدا إذا ما توسعت هذه الحرب وتدخل حلف الناتو بشكل مباشر ضد روسيا ، فكل الدلائل تشير الى فقدان روسيا لزمام الامور وارتكابها حماقات ومجازر ضد المدنيين الأوكرانيين لا يمكن للمجتمع الدولي التغاضي عنها او السكوت ، وايران طرف مشارك في هذه الجرائم مهما حاولت التنصل منها ولابد ان تدفع الثمن . والايام القادمة ستكشف لنا جرائم ايرانية اكثر بحق الشعب الايراني والشعب العراقي والشعب السوري والشعب اليمني واللبناني ، وعدوانها بوضح النهار على شعب واراضي كوردستان ، والحساب قادم بأذن الله .