الاحزاب تمثل عنصرا مهما من عناصر الديمقراطية فلا بد من وجودالمبادئ والمؤسسات والآليات التي يلزم وجود حد أدنى منها في الحزبحتى يكتسب صفة الديمقراطية .
ومفهوم الديمقراطية داخل الحزب واسع يدعو الى اساليب مشاركة اعضاءالحزب في المناقشات الداخلية واتخاذ القرارات وتحديد سياسات الحزب .
والحزب الذي يؤمن بهذه الاجراءات الديمقراطية ينجح في اختيارمرشحين اكثر كفاءة وقبولا لدى المواطنين وبالتالي تحقق نجاحا انتخابياوتعزز الثقافة الديمقراطية في المجتمع.
ويعد أنتخاب رئيس الحزب هام جدا في تحديد مسار الحزب وتاثيرهوصورته في المجتمع عند إجراء انتخابات العامة ،بمعنى آخر ان منصبرئيس الحزب له تأثير كبير على اداء وشعبية الحزب .
قد يطرح تساؤل عن مدى تاثير الديموقراطية داخل الحزب على وحدةالحزب وكفاءته ؟ اذ لايجوز ان تنفق الجهود بعد التنافس في وقت المؤتمرالحزبي إلا على الأولويات الأساسية للنجاح الانتخابي والحكومي ،بمعنى اخر ان يشكل الحزب بعد المؤتمر جبهة موحدة امام الناخبينوالاحزاب المعارضة وان يقوم الحزب بدور الجسر لملئ الفجوة بينالمواطنين والحكومة. ومن الجدير بالقول وجود صعوبة في اختيار نموذجمحدد للديموقراطية الداخلية على الاحزاب فليس هناك مقياس واحديناسب كل الاحزاب وان كيفية الإدارة الداخلية للحزب يعود الى وضعوضروف النظام السياسي والمجتمعي.
وعن نجاح الحزب الديمقراطي الكوردستاني في الانتخابات العامةواليوم في الانتخابات الداخلية للحزب يعود بالدرجة الاولى الى وجودقواعد للانضباط الحزبي والذي بدوره عزز لحمة الحزب وتمسكه الامرالذي يستبعد وجود اي نزاع او انشقاقات داخلية.
ومن الجدير بالذكر ان الأحزاب الكوردستانيه نشأت في ظروف غيابالديمقراطية في الدولة وجاءت نشأتها كحاجة وطنية واجتماعية ملحةوحصلت على مساندة وإجماع اغلب الشعب الكوردي وعلى أهدافهاكالديمقراطية ومقاومة الاستبداد والإقصاء والإهمال الذي تعرض لهالشعب كله ، واعتمدت هذه الاحزاب على قيادات تاريخية و زعاماتاجتماعية ، وارى ان الاحزاب العريقة كالحزب الديمقراطي لها دورا مهماوحيويا اساسيا في الحياة السياسية والاجتماعية ، وهنا سؤال يفرضنفسه: هل ان تطبيق النظرية الديموقراطية تعتبر معيار للحزب ليحتلموقعا مؤثرا ؟ .
Post Views: 597