ابتلاع حقوق الكورد تاريخيا يعود الى تفكك الكورد وانعدام قائد جماهيري عام موحد- وتشتيت الشعوب الكوردية الى مجموعة احزاب اصبح همها الوحيد الثراء على حساب الحقوق القومية وذلك عن طريق ربط سياستها بسياسات دول الجوار المعادية للحقوق القومية الكوردية- ما حدث في الماضي ويحدث الآن وسيحدث مستقبلا- حتى ولو فرضنا استعداد الولايات المتحدة الامريكية ومجلس الأن الدولي بتبني قرار حماية الكورد من شراسة ايران وتركيا والتخلص من ابتزاز العرب لهم في تصدقهم الاقتصادي على الميزانية الكوردية.
فمعاهدة ليزان وسايكس بيكو انطلقتا على مبدأ التفاهم مع الدول الاقوى الخارجين من الحرب وكوردستان كانت اضعف حلقة من السلسلة التي يمكن الافراط بها من قبل القوتين العظميين حينذاك لصالح الاتراك ، وستظل القضية الكوردية نقطة تفاهم وحل بين القوى الكبرى والاقليمية ما دامت هي الاضعف في السلسلة، ولا رحمة في قانون السياسة الدولية التي تتبنى مبدأ ميكيافيليا صرفا: (الغاية تبرر الوسيلة) و(البقاء للأقوى)
اما بشأن داعش، فداعش صناعية امريكية عن طريق تركيا ، اعني -صنع دولة داعش في الرقة-فهي جزء من معاهدة سرية بين الترك واوباما الاسلامي القصد منها تبرير الوجود الامريكي في المنطقة ومشاركتها الفعلية وبمساهمة الاتراك في تحديد وتحجيم الوجود الروسي والايراني في سوريا.
حتى الهجوم البري المرتقب للقوات البرية التركية على شمال وشرق سوريا الآن ما هو الا تكملة لمسرحية التحالف لمقاومة وصد الدواعش، وذلك عن طريق اخلاء سبيل الدواعش الاسرى لدى التحالف وبقيادة واشراف قوات سوريا الديمقراطية وذلك تلبية لرغبة الاتراك -وربما الامريكان- من اجل انعاش وجود الدواعش في المنطقة واعادة لملمة نفسها وذلك لشتى المآرب التي لولاها لن تتحقق.
اذن اعطاء الضوء الاخضر للاتراك عن طريق اكتساح القوات التركية لشمال وشرق سوريا- او المناطق الكوردية من قبل الولايات المتحدة وذلك من اجل تحريك القضايا الكثيرة ومن ضمنها الكوردية تزامنا مع الاحتجاجات والتظاهرات الشاملة حاليا في ايران والقمع الوحشي من قبل السلطات الايرانية .
وتحريك القضايا الدولية العالقة الراكدة ومن ضمنها كوردستان في المنطقة وربما القصد وضع كوردستان ايران تحت الحماية الدولية كما حدث في كوردستان باشوور لما الحقت بها من اضرار وقدمتها من تضحيات ايام الحكم البعثي الدموي وما لحق بها تأريخيا من حيف وتخاذل دولي والآن تحت ملالي طهران.
و-قد- لا يخلو الأمر من كون التسامح والضوء الاخضر شَرَكا وفخا للسلطات التركية الحالية وذلك باتخاذ موقف دولي موحد إزاء اعتداءاتها المتكررة على اراضي كوردستان الحدودية ووضع روز آفا تحت الحماية. ولأن اي هجوم بري سيكلف الحكومة التركية الغالي والنفيس، وتدخل في معركة خاسرة وفاشلة استنزافية لأنها قبل كل شئ تعتدي على دولة ذات سيادة محمية من دولة عظمى.
والجدير بالذكر ان الحرب الروسية الاوكرانية قد وضعت معايير اخرى جديدة في سلم السياسة الدولية الرسمية منها: تدليل الاتراك اكثر من الزمن الماضي، واجادة الاتراك لفن اللعبة وتأرجحها في علاقتها مع العملاقين. فلو توصل الروس والامريكان الى اتفاق وقف النار المشتعلة في اوكرانيا ، ستعود تركيا الى حجمها الاسبق الذي انتفخ اكثر من حدودها وما قدر لها عضوا في الحلف الاطلسي ، العضو الوحيد بذي وجهين نفاقي وانتهازي خاص بالاتراك، فهي من جهة حليف حلف الاطلسي ومن جهة اخرى حليف المحور الروسي، لعبة المنافقين والكذابين والمراوغين بالوراثة.
الحقيقة انه ليست للكورد سوى الغرب والامريكان حلفاء صادقين ستراتيجيا ولو اختلفت وتغيرت بل تعدلت التكتيكات، والامر الواضح للمقيمين هنا في الغرب ان الحكومات ترضخ لحكم الامة، الاعلام..كلمة في صالح الكورد في صحيفة او اية وسيلة من وسائلها- ما يسمى ب ( الميديا)، لها تأثير لأي قرار ينبع من الحكومة والبرلمان الغربي.
ومن الجدير بالذكر، ان الحرب بين الدولتين العالميتين بصورة غير مباشرة تصب لصالح الدولتين الاقليميتين (ايران وتركيا) وهي ضد الدول الصغيرة والشعوب المغلوبة على أمرها، فتنتهز هاتين الدولتين الاقليميتين في فرض مشروعها السياسي المقيت واجرامها المعهود ضد شعوبها وخاصة الكورد مستغلتين الوضع الحرج للقوة العظمى العالمية.
وسوف لن تضحي الغرب بوقتها وجهودها في سبيل تحقيق مصالح شعب -كالشعب الكوردي-لا يشكل وجوده نفعا على وجودها ولا ضرّا، واي خطر خارجي- كما هو الحال- مع الحرب الروسية الاوكرانية، يعني المس المباشر بسيادة والامن-السياسي والاقتصادي- للولايات الامريكية والقارة الاوربية، ويعني بالنتيجة اضمحلال نفوذها وسيطرتها السياسية والاقتصادية على العالم ، بل تقلص نفوذها الى داخل بلدانها فقط والعودة الى نقطة الصفر..
على الكورد اليوم ابراز وجودهم القومي والشعبي والثقافي اكثر من اي وقت مضى، وعلى قادة الاحزاب ان تنبذ كل خلافاتها وتدع حقدها على بعضها وتتفرغ بتكثيف جهودها في ايصال صوتها الى العالم: الى كافة القارات حتى الافريقية.. وبأنهم يتعرضون لأبشع انواع وصنوف القمع والاضطهاد العرقي والتصفيات العرقية من لدن الدولتين الاقليميتن..وبعث وفود الى مقرات السفارات الاجنبية والوزارات الخارجية لعرض شكواهم ومصيرهم المجهول وخلاصهم من الذئاب الهائجة.
نعم وقفت امريكا متفرجة ساعة احتلال العراق لمناطق كوردية بعد الاستفتاء وذلك بعدما رأت ان طرفا أو أطرافا أخرى من كوردستان يقف متفرجا على ما يجري لكركوك وفي المناطق المتاخمة؟!!
على كافة اطراف كوردستان ان تعلم انه حان الوقت للتوصل الى صيغة مشتركة في التعامل مع الامور والمستجدات. الدول التي لا تربطها لغة ولا جعرافية ولا تأريخ مشترك توصلت الى اتفاق لمحوكم وإبادتكم، فكيف اذا كانت لغتكم وجغرافيتكم وتأريخكم مشتركا؟!
لأن من عادة العدو أكل فرائسها بالتناوب بدأ بالأضعف ، وهذا لا يعني انه سيترك الأقوى..
فرياد
ديسيمبرـ 2022
كلام عين العقل وبمنتهى الصراحه والصدق وبدون ادنى شك والباقي يبقى على عاتق اللذين يقودون هذا الشعب ومثلما تفظلت المصالحه الكورديه اولا واخيرا ودمتم الاستاذ الغالي فرياد….
سلاو كاكه خدرى به ريز
هذا هو المخرج-
ولكن—الفرق بين الكورد وغيرهم من الامم ان الاول لا يتعضون ولا يعتبرون ولا يتعلمون من اخطائهم- ولو انه معلوم لدي ان حقد الاحزاب الكوردية على بعضها اقوى بكثير من حقدها على مصاصي دمائها وهم الترك والفرس والعرب وجدت نفسي مرة اخرى امام مسؤولية تاريخية بإعادة تقديم نفس خارطة الطريق التي قدمتها قبل 12 سنة عسى ولعل.
ولكن قد (للتقليل) يتقاربون حينما تصل النار الى جنوبهم وابصارهم وحينها يبصرون ويعقلون.
بوركت وسلمت وعشت مخلصا للقضية فاهما لها متابعا لنا فهذا زحم اضافي اعتدنا على سماعه منك بعد كتابة كل مقال ننشره هنا بفضل كاكه هشامى به رزو به ريز
والى مادة اخرى اترككم في امان
اخوكم
فرياد