قصيدة بقدر الكد تكسب المعالي تعبر بدقة عن من يعلو بعد جهد و من يدنو بعد الخمول و الكسل و التنازل عن اشياء و بالاخص من لم يهتم بما هو من قيم الانسان المتربي المؤدب صاحب الشرف. يقول الشاعرالامام الشافعي :
ما شئت كان و ان لم اشأ و ما شئت ان لم تشأ لم يكن
فمنهم شقي و منهم سعيد و منهم قبيح و منهم حسن
لو قارنا هذه القضيدة بما يؤمن به اردوغان فانه يتناقض مع افعاله من جهة و يتلائم مع ايمانه ، و يطرح يوميا ما لا يؤمن به عمليا و يدعي ايمانه به نظريا فقط, فان كان يشأ و هناك من يريد ان يعن و يعمل ما لصالحه حسب قول الشافعي، و منهم من هو الشقي و التعيس رغم كل شيء، بل و منهم من هو السعيد ان كان قبيحا او حسنا. اي الكل بيده و هو يشا ما يفعل على العكس مماى يدعيهة اردوغان الذي يؤمن بفعله دون ان يستند على من يشا. ان كان هذا ما يؤمن به المؤمنون ، و لكن هناك من يعبر نفسهة مؤمنا و لم يتبع من يؤمن بهذا و مع ذلك يفعل بما عكس ما يؤمن به من انه من يشاء ما يفعل رغم هؤلاء. اي يعلن في العلن ما يؤمن بعكس ما يفعل و يعمل ما يشاء سرا مهما كان عكس ايمانه.
هذا هو اردوغان بكل ما يملك و يؤمن و يفعل دون ان يعلم انه يظهر عمله عكس ما يقول بانه يؤمن بمن يشاء ان يفعل و ياتي عكس ما يدعي و ما يؤمن به رغم انفه. انه ينوي و يعمل وفق سلوكه و اخلاقه و مصلحته ، و يدعي عكس ما يفكر فيه.
يتنازل عن كل شيء من اجل اهدافه و يفعل ما يريد تحت الستار على الرغم من مخالفة حتى ايمانه ، و من ثم يريد خداع غيره بكلام السوقي غير المعتبر. الصحيح انه يتنازل يكل ما يملك لامريكا سرا و يوعد في سره بعدم الاقدام على الهجوم على شمال شرق تركيا اي غرب كوردستان و من ثم يعلن جاهرا بانه يقدم على الهجوم مهما كانت الردود و كانه لا يابه بردود افعال امريكا و اوربا. لقد خذل نفسه و شعبه مرات و لم يستح، لانه يفعل ما يشاء استنادا على رغباته و عقليته و توجهاته الهشة غير المتممدة على المباديء الاسلامية التي يعترف و يؤمن بها المبدئيونرالاسلاميون.
يبدو ان الاسلام و المباديء الاسلامية لا تساوي شيئا عند اردوغان، اي يتصرف كاي سياسي فوضوي خال من اي مبدا او فكر و لم يلتزم باي منهج، و هذا ليس من خصال المسلمين في تاريخهم كما يقولون هم. انه يهدف فقط لتحقيق ما يريد و ان كان على حساب اخلاق و مباديء و افكار و توجهات حتى حزبه و مؤيديه و شعبه بشكل خاص. فاراد ان يعلم الردود فجس نبض امريكا فيما اعلنه و من ثم لقي الرد في مكانه و جاء الرد كما هو على عكس توقعاته، فتراجع و لكن اراد ان يكون التراجع بحتفاظه على الاقل على ماء الوجه غير انه في هذه المرة لم يجد حتى ما يحتفظ به على ماء وجهه فصمت و لم يعلن عن اصراره على استمراره في مخلب السيف كما فعل من قبل و كما قال احد المراقبين بان سيفه هو قد قطع مخلبه و كسره و هو لا يزال في بدايه مشواره و تحركه. فالصحيح قاله السلف، ان لم تعلم بما ينتجه فعل ايديك و تخبطت في مكانك فافعل ما تشاء و بالاخص ان لم يهمك بان تحتفظ بماء وجهك و لم تستح في مسيرتك السياسية و العقيدية.