حال كرد أفرين بين الإحتلال التركي والحصار الأسدي – بيار روباري

 

 

هذا هو حال أهل أفرين الذين طردهم وطفالهم الذين طردهم المجرم اردوغان الفاشي من ديارهم منطقة “أفرين”، وأسكن محلهم المستوطنين التركمان، العرب، الفلسطينين وكل حثالة البشر، وغيروا من ديمغرافية المنطقة الكردية الخالصة. شرد الطفل “رشمار” هو وأهله منذ خمسة سنوات أي في العالم الذي ولد فيه “رشمار” وهو العام (2018)، ومنذ ذلك الحين يعيش الطفل رشمار مع أهله في مخيمات اللاجئين الكرد في منطقة شاد-با الكردية، ولم يكحل عينيه بقريته ولا مدينة أفرين، ولا يعرف شيئ سوى الخيم وحياة البؤس والحرمان والمرض، وهو يعاني من مشاكل في التنفس وبحاجة إلى أجهزة طبية وبطاريات تعمل على مدار الساعة، ولكنها غير متوفرة بسبب الحصار الأسدي للمنطقة. لم يكتفي القاتل اردوغان ونظامه الإجرامي بأنهم هجروا أهل أفرين من ديارهم، بل يسعى الطاغية اردوغان سلبهم حتى هذه الخيمة التي يعيشون فيها، ومن الجهة الأخرى يسعى النظام الأسدي السفاح وبكل السبل خنق أهالي أفرين المهجرين من خلال الحصار الإجرامي المطبق، الذي فرضه هذا النظام منذ إسبوعين لدفعهم أهل المخيمات والمدن والقرى الكردية في منطقة شاد-با الرحيل عنها وتسلميها للعصابة الأسدية بلإتفاق مع الطرف التركي.

لقد ترافق الحصار الأسدي، بالتزامن مع الحملة الجوية التركية الوحشية ضد شعبنا الكردي في غرب كردستان، طبعآ الهدف من هذا الحصار الإجرامي، هو كسر إرادة الشعب الكردي ودفعه للتمرد ضد الإدارة الكردية، ولكن هذا لم يحصل ولن يحصل ليس لأن الإدارة الكردية بلا أخطاء وعيوب، وإنما أبناء شعبنا الكردي يدركون تمام الإدراك سبب هذا الحصار، لا بل كانت نتائجه عكسية تمامآ، إلتفت الناس إدارتهم وزاد حقدهم وغضبهم على النظام الأسدي الطائفي والعنصري حتى النخاع. وتحمل أبناء شعبنا كل ذلك ومعه القصف الجوي التركي الإجرامي ولم يغادروا المنطقة، ولم يتظاهر شخص واحد ضد الإدارة الذاتية، التي تعمل في ظروف صعبة للغاية هي وقوات الحماية الذاتية وقوات قسد. رغم رفع الحصار البارحة يوم الأربعاء المصادف لي /7-12-2022/ عن منطقة شاد-با والقرى الروبارية والأحياء الكردية في مدينة هلل (حلب)، تحت ضغط حصار المربعات الأمنية للنظام الأسدي في قامشلو وهسكه، وليس حرصآ من عصابة الأسد على حياة الكرد. الحصار سيتجدد وكان هذا الأخير الخامس

من نوعه، بقناعتي لا بد من إيجاد طريق للوصول لهذه المناطقة إنطلاقآ من مدينة مبوگ (منبج)، ولو بعمل عسكري، وربطها بشرق الفرات وتحريرها من يد عصابة الأسد التت تتحكم بالطرق المؤدية لها.

ومن الجانب الأخر على الإدارة الذاتية لبزل المزيد من الجهد بالتعاون مع الجهات الدولية، لزيادة عدد المولدات الكهربائية في المناطق الثلاثة، أو شراء مولدات ذات قدرة أكبر قدرة أهلينا في شاد-با وأحيائنا في حلب والقرى الروبارية بساعات أطول من الكهرباء بحيث تصل إلى (12) أثنى عشر ساعة يوميآ (6) ستة ساعات بالنهار و (6) ستة ساعات بالليل، بدلآ من الساعتين كما هو الحال الأن والمازوت متوفر لدى الإدارة الذاتية ورخيصة، وخاصة نحن في فصل الشتاء والجو بارد جدآ في هذه المناطق. أعلم بأن ظروف الإدارة الذاتية وقوات قسد صعبة في الهجات التركية الإجرامية وتكالب جميع قوى الشر علينا، ولكن حتى نستطيع الإحتفاظ بهذه المناطق علينا تحسين ظروف شعبنا كي سبقوا في الأرض ولا تنسوا هم الحضانة التي تحتضن قواتنا الذاتية، ومن دون هذه الحاضنة سيصعب الدفاع عن تلك المناطق.

ولا أظن إن شراء بعض المولدات الضخمة والحديثة وإيصالها إلى غرب مهمة صعبة أو مستحيلة، إذا توفرت الإرادة السياسية وخاصة أن المال متوفر، وأظن يمكن إيجاد جهة تجارية للقيام بذلك عبر جنوب كردستان أو بغداد نفسها. إن الإحتفاظ بمما تبقى من مناطق ومدن وبلدات وقرى في غرب نهر الفرات مهمة للغاية لنا كشعب كردي، من أجل تحرير بقية المناطق والمدن الكردية منها: باب، گرگاميش، أزاز، منگ، أفرين، دارازه، دلبين (إدلب)، هلچ (حلب)، سپيرا (سفيرة)، تل حاصل وإيمار (مسكنه) وربطها مع مناطق شرق الفرات وتوحيد إقليم غرب كردستان جغرافيآ وديمغرافيآ. وهذا سيفتح الطريق إلى تحرير منطقة “ألالاخ” أي (لواء إسكندرونة) والوصول لمياه البحر المتوسط، وهو رئة الخلاص للإمة الكردية من نير الإحتلال والإستعباد.

ولإدراك العدو التركي الفاشي بأهمية منطقة غرب نهر الفرات الإستراتيجية لمستقبل الفيدرالية الكردية وكامل الشعب الكردي وكردستان، قام أولآ، بإحتلال مدينتي الباب، گرگاميش الكرديتين ثم ألحق بهما مدينة أزاز، وبعدها إحتل منطقة أفرين، والأن يفعل كل ما بإستطاعته لإحتلال مدينة أرپاد (تل رفعت) ومبوگ (منبج)، ومعهما كامل منطقة “شاد-با” والقرى الروبارية المتبقية في جبل ليلون التابع لمنطقة أفرين أصلآ، التي لم يتمكن المحتل التركي من إحتلالها.

في الختام، السلامة لأبناء شعبنا الكردي الذي يتعرض يوميآ للقصف الجوي والمدفعي التري الإجرامي مثلما تعرضت قريتي مياسة وزرنعيته في جبل ليلون لقصف همجي عنيف من قبل المدفعية التركية المتمركزة في منطقة أفرين. وأتمنى على الإدارة الذاتية المزيد من الإهتمام بأوضاع أبناء شعبنا الكردي في حلب وشاد-با والقرى الروبارية الغير محتلة، لصمدوا في بيوتهم وأراضيهم ومدنهم، هذه البقعة الجغرافية من كردستان أهم بكثير من كركوك والهسكه من الناحية الإستراتيجية، لمن يدرك ذلك ويفكر بشكل إستراتيجي.

 

08 – 12 – 2022

One Comment on “حال كرد أفرين بين الإحتلال التركي والحصار الأسدي – بيار روباري”

  1. انها صور ومواقف مؤسفة جدا تقشعر لها الابدان وما ذنب هـؤلاء المدنيين العزل ، ألا يجب أن يكونوا خارج اطار العمليات وحمايتهم ضمن بنود القانون الدولي للحروب وما دور (مفوضية الامم المتحدة المعنية بحقوق الانسان التي تضطلع بولاية فريدة لتعزيز وحماية كامل حقوق المدنيين بشكل خاص أثناء الحرب٠

Comments are closed.