جاء المسيح له المجد برسالة سماوية لكل العالم مفادها : ايها الأنسان كن إنساناً بكل ما تعنيه هذه البساطة ، وأن نكون متواضعين وبسطاء وأن يكون الحب ديدننا بكل ما يعنيه من معانٍ سامية ، وجسد رسالته منذ ولادته في منتهى التواضع فولد في مذود حقير للحيوانات ، فلم يهتم بالمظاهر الخارجية وكنوز الأرض ومباهجها ، بل حثّ الأنسان أن يبني له كنوزاً في السماء حيث لا يستطيع السارق الوصول إليها ، وأن تكون الحياة على وجه البسيطة تجربة وإمتحاناً أن نعمل ونكرّس المواهب التي وهبها الله لنا في خدمة البشرية ونشر المحبة والتآخي والعدالة ومساعدة الفقراء والمحتاجين ولم يستثنِ احداً ، فجلس مع الخطاة والعشارين والزناة وأعادهم إلى الإيمان ، فلما إنتقده الكتبة والفريسيين ، قال : الأصحاء لا يحتاجون إلى الطبيب بل المرضى ، فعمل المعجزات الخارقة للطبيعة لإثبات الوهيته ، فشفى مختلف الأمراض المستعصية بلمسة من يده وكلمة من فمه فشفى
البرص وفتح عيون العميان ، وجعل المشلولين يمشون ، واقام الموتى من القبور على مرآى ومشهد الجموع ، ومع ذلك لم يؤمنوا به لقساوة قلوبهم ، وحاربته النخبة من وجهاء اليهود من الكهنة ( الكتبة والفريسيين ) خوفاً على مكانتهم وإمتيازاتهم في المجتمع ، فإهتموا بالأرضيات وتركوا السماويات ، وكان الأولى بهم إغتنام الفرصة ليرثوا ملكوت السماوات .
وخلاصة القول : نرى اشجار الميلاد ومباهج الزينة من أضوية ملونة والنشرات الكهربائية والتماثيل المضوية وغيرها من الأشياء التي تعبر عن الفرح والبهجة ولكن ! ، هل تحققت رسالة المسيح له كل المجد بهذه المظاهر التي غلب عليها الطابع التجاري على الأيمان ؟، فالمسيح اراد أن نحتفل من الداخل ، وأن نراجع ذواتنا ونقيّمها ، ونضعها في ميزان مرضاة الله وما يحسن في عينيه وما يتماشى مع تعاليمه ، فهذه الملايين التي تصرف على هذه المظاهر ، لو كرّست للفقراء والمحتاجين ، ألم يكن أجدى وانفع ؟ كما قال المسيح بفمه المبارك : حتى طيور السماء لها اوكاراً تأوي إاليها إلا أبن الأنسان ، فلم يكن له بيتاً يأويه ، مع كونه ملك الملوك وربّ الأرباب ، فقد علمّنا كيف نعيش في هذه الحياة الوقتية الزائلة ، ورسم لنا طريق الخلاص ، طريق الابدية السرمدية ، فهل لنا أن نحتفل من الداخل ونراجع ذواتنا ونقيّمها ؟ فنتخلص من خطايانا ونتوب عنها ؟
ونعمل لآخرتنا في طريق النور والحق والحياة ، وهو طريق مخلصنا وفادينا يسوع المسيح …
منصور سناطي
** من ألأخر {هكذا هللت الملائكة في يوم ميلاده المجد لله في العلى وعلى الارض السلام والمسرة لبني البشر } وهكذا قال أمير الشعراء الكوردي احمد شوقي ( ولد الرفق يوم مولد عيسى …والمرؤات والهدى والحياء ، وإزدهى الكون بالوليد وضاء …، بسناه من الثري لارجاء ، وسرت أية المسيح كما يسري …من الفجرفي الوجود الضياء) ؟
…لذا نهنئي الجميع في عيد ميلاده المجيد ، داعين أن يكون هذا العام بالحق والحب جديد ، سلام ؟
الى س. السندي
شكرا معطرا باريج الورد على مروركم الكريم على الطريق المتواضعه، وكما قلت ،نأمل أن يحل السلام في كل ارجاء العالم وان يكون لنا الرجاء الصالح ،كما هللت الملائكة عند مولد السيد المسيح، لك خالص مودتي واحترامي.