استغفال المجتمع الدولي زبدة السياسة الإيرانية والتركية :- كامل سلمان

الدولتان الوحيدتان من بين دول العالم ينتهجان اسلوب سياسي غريب مع الداخل ومع الدول المجاورة ومع المجتمع الدولي و يظنان ان العالم يستطيع تصديق اكاذيبهما ، فلا ادري هل هما مغفلان ام مازالا يعيشان في احلام الامبراطوريات الفارسية والعثمانية ، استغفال شعوبهم شيء ممكن ولا أعتراض عليه لأن الامبراطورية لا تدوم الا بأستغفال الشعوب ، والتأريخ يحدثنا عن استمرارية بقاء الامبراطورية الفارسية والعثمانية مئات السنين ، ولكن استغفال دول عظمى والمجتمع الدولي هذا مالا يصدقه عاقل ، يكذبان في كل شيء ، يعربدان ، الدولتان الوحيدتان تعتبر كل منهما الناطق بأسم الدين الاسلامي ، فهذه نصّبت نفسها ممثلاً عن المسلمين السنة ومليشياتها واحزابها ، وتلك نصّبت نفسها ممثلاً عن المسلمين الشيعة ومليشياتها واحزابها ، وكلاهما اطلقا يد العنان للمليشيات للقتال ( الشيعة ضد السنة والسنة ضد الشيعة ) ولكن ليس داخل اراضيهما بل داخل اراضي الدول الاسلامية بينما علاقاتهما طيبة فيما بينهما ، و يتناسيان بأن القرآن عربي وانهما دخلا الاسلام بالسيف وبالغصب ونساء الفرس والترك لمئات السنين هن جواري عند العرب ، لكنهم لا يستحون ، الدولتان الوحيدتان يتدخلان بشؤون الدول الاخرى بشكل دموي قذر ، الدولتان الوحيدتان عملا كخدم للدول العظمى هذه لأمريكا والاخرى لروسيا والصين ، ، انا الاحظ واتابع كل من السياسة التركية والايرانية منذ اكثر من اربعين عاماً ولم أجد في عقلية قادة هاتين الدولتين غير الكذب ومحاولة استغفال المجتمع الدولي ، والعجيب ان المجتمع الدولي يطلق على هاتين الدولتين مصدر الإرهاب ولا يباليان لذلك ، ولكن بسبب الدهاء والمكر في كيفية تقديم خدمة مجانية للدول العظمى وسرق وجمع معلومات استخباراتية حتى من بعض الدول الكبيرة وتقديمها مجاناً للدول المتسيدة على العالم فقط ليبقى النظام قائم ، هذه الذلة والتوسل تقابلها تكبر وتعملق على رؤوس الدول الصغيرة المسالمة وعلى الشعوب المسالمة مثل الشعب الكوردي والشعب السوري والعراقي .
تركيا لأكثر من ثلاثين عاماً تتوسل وتّقبل الايادي للدول الاوربية فقط لقبولها كعضو مراقب في الاتحاد الاوربي مع العلم هي دولة لها جغرافية اوربية وهي عضو فعال في حلف الناتو وحتى فرقها الرياضية جميع مشاركاتها اوربية ولكن نجد الاوربيين في كل مرة يهينون ويحتقرون الطلب التركي في الانضمام للاتحاد الاوربي ،، ايران لمدة اربعين عاماً تهدد وتعربد ضد اسرائيل وكل شيء في ايران اصبح اسمه القدس ولم تستطيع ان تطلق رصاصة بأتجاه اسرائيل في الوقت الذي كانت فيه اسرائيل طوال هذه المدة تدمغ ايران عسكرياً وسياسياً واقتصادياً وكل يوم تقريباً ومازالت ايران بلا حياء تهدد اسرائيل ، وايران قبل سقوط نظام صدام حسين لم تكن تفقه شيئاً عن المفاعلات النووية وتخصيب اليورانيوم ولكن بعد سقوط النظام العراقي استطاعت بفضل عملاءها من سرقت بحوث ودراسات العلماء العراقيين فأصبحت بعدها تتحدث بالنووي وتخصيب اليورانيوم ، فأين كان علماءها قبل ذلك فهل بالسرقات يتناطحون العلم ، هل يستغفلون انفسهم ام ان السنتهم تنطق دون ( كونترول ) . . .
انا أدري ان كلامي هذا يسبب الازعاج لعشاق هاتين الدولتين ، ولكنني اقول لهؤلاء العشاق حاولوا ان تتخلصوا من الغفلة رغم ان كل من ايران وتركيا تراهن عليكم وتراهن بكم وهما غير مخطئين في ظنهما عنكم وانتم سبب دوام العافية لهاتين الدولتين وليس شعبيهما وبسببكم تزداد معاناة شعوبنا .
ان سياسة استغفال المجتمع الدولي سياسة عقيمة تدل على الصراع من اجل البقاء لأن اي انفتاح مع المجتمع الدولي من قبل هاتين الدولتين يعني كشف العفونة الموجودة في بواطن تركيبتهما الايدلوجية وهذا يعني انهيار منظومتيهما السياسية بنفس الطريقة التي انهارت امبراطوريتيهما وتفتت كيانيهما وهما يعلمان يقيناً هذا الشيء ، لكنهما اختارتا الطريق الذي يجعلهما مدمغة للدول القوية الى ان تحين الساعة التي يدفعون بها ثمن هذه السياسة الغريبة التي لا توجد دولة اخرى في العالم تنتهجها لأنها سياسة لا اخلاقية بعيدة عن كل ما هو طبيعي وبعيدة عن القيم الإنسانية .