خانقين اقدرم قضاء في العراق و معروف عنها بتعدديتها القومية و المذهبية، و انها غنية بالاثار المنتشرة فيها و جسر الوند رمز تاريخي يفتخر به اهل المدينة ، اضافة الى ما تحتويه و تتصف به فان ما تتميز به خانقين فانه من اصحاب الطبائع الخاصة و يتمسك اهله بالاخلاق و الصفات التيلا تجدها في اية منطقة اخرى، انهم مسالمون و جميلو المعشر ومثقفون، ففيهم الكتاب و الفناون و التشكيليون و الرياضيون و المناضلون الذين يحتذي بهم الجيل الجديد.
عند زيارتي للمدينة و مشاهدتي لاقدم كبابجي و جلست معه لاعود بالحنين الى الماضي و اتذكرايام الخوالي، وقبل ان يعرفني قلت له بانني ابن ذلك الحمال الذي اوقف عربانته عند باب دكانه قبل ترحيل اهلي الى جنوب هذا البلد الذي لم يجد جيلي راحتهم فيه، و بالاخص من سكنة هذه المدينة الباسلة التي لم تتنازل يوما للجبروت و الدكتاتور الذي ظلمها اكثر من اية منطقة اخرى. الكبابجي العتيد (احمد خجة) معروف عنه بانه يساري الطبغ و الصفات رغم ثقافته المتواضعة، فقال لحد الان انا الكبابجي الوحيد الذي يبيع الشيش بالف دينار فقط و علاوة على ذلك اغضي طرفي عن من احس بانه يشتهي الكباب و غير مقتدر حتى على هذا السعر الرخيص و لا يتمكن من شراءه و ان شراء الكباب ربما فوق مقدرته، و انت اعلم بمعيشة الناس في هذه المدينة، و علاوة على ذلك انني احس بالطبع الخاص لاهالي هذه المدينة و من عزة نفسهم، فانني احاول دائما الحفاظ على ما يتصف به هذا الشعب المغدور و احاول ان اكون عامل خير لبقاء ما تتسم به المدينة . هل تصدق كاكة عماد بانني انشر في هذه المنطقة التي اعيش سنويا مئات الكيلوغرامات من الحبوب للطيور و العصافير فوق هذه الاسطح كي يبقى منظر هذه المنطقة محافظة على طيورها و عصافيرها و جوها الخاص، و ان تكون على ما هي عليه من الصفة و الطبع دون تغيير. و لكن للاسف انني ارى في ةهذه الايام تغييرا ملحوظا في الكثير من الامور التي تخص اهل هذه المدينة دون ان يمد احد يده ليصلحها. انها كانت مدينة السلام و لم تؤثر عليه العرقية و المذهبية يوما، و كانت منبع الابطال الذين دافعوا عن مدينتهم بكل ما يملكون و الاهم انها المدينة التي بقت على احوالها على الرغم من المحاولات المستميتة من تغيير ديموغرافيتها و ملأت من الوافدين من القومية و المذهب الاخرو على الرغم من ذلك فانها استوعبتهم و تغيرت طبائعهم هم دون ان يؤثروا على المدينة ، الا ان هذه الايام تغيرتى الاحوال يا ابني.
ومع اننا اليوم نرى الى حدما تغييرا في سلوك بعض من يقطنونها نتيجة تاثيرات ما وفد اليها و ما استوردت من الصفات الخارجة عن اصالة و طبيعة اهلها. انها يمكن ان يكون مرض العصر، انها السياسة التي تستند على المذهبية التي تعتمدها من يندفع خارجيا لتغيير طباع اهل هذه المدينة التي لم تعرف من قبل هذا التوجه بقصد سياسي منفعي، و انها اصبحت علة هذه الايام على الرغم من انهم لم يتمكنوا من قبل الدخول في فجوة المذهبية اليها و محاولتهم لنشر ما لا يؤمن بها اهلها بالترغيب و الترهيب، فاليوم نرى مسارا جديدا و ملتويا على طبع و توجه اهل المدينة.
هذه المرحلة الفريدة التي يمكن ان تعمل الجهات المتعددة من خلال السياسات الرعناء التي تعتمدها للتاثير و التغيير الهادف ، و عليه يجب ان يعي الجميع كثيرا بما ينوي له هؤلاء و ما يهدفون من خلال نشر ما لا يعلمه اهالي خانقين منة خفاياه من التعصب المذهبي، و عليه يجب العمل على وأد كل محاولة في هذا الجانب من خلال الوحدة و التعاون من كافة الجوانب، و ما يقع على عاتقكم اكبر و اكثر من اي فئة اخرى، ومن الواجب عليكم منع تحقيق ما ينويه هؤلاء باي شكل كان.