Dîrok û nasnameya bajarê Resten
جسر مدينة الرستن القديم
سادسآ، أصل تسمية رستن ومعناها:
Koka navê Resten û wateya wî
لم يتطرق أي كاتب من الكتاب العرب المستعربة، الذين تناولوا تاريخ هذه المدينة الخورية – الهيتية العريقة، إلى أصل ومعنى إسمها أي “رستن” ولا التسمية الثانية (أراستان) التي لم تدوم طويلآ لأنها لم تلقى ترحيبآ وقبولآ من قبل سكان المدينة الأصلاء من الخوريين. رغم أن هذه التسمية أيضآ كردية خالصة بعكس ما إدعى بعض الكتاب العرب، الذين قالوا أنها مفردة سريانية، دون أي شرح علمي أو تفسير لذلك.
وهذا الصمت تجاه إسم المدينة من مزوري التاريخ من العربان ليس مألوفآ، لأنهم في كل كتابة ودراسة تاريخية عن المدن الأثرية والتاريخية من المدن الخورية، السومرية، الإيلامية، الكاشية، الميتانية أو الهيتية، كانوا يبحثون عن أي تشابه لفظي بين إسم المدينة ولفظة سريانية أو أرامية أو عربية وغير ذلك، دون أن يقدموا شرحآ أو مقارنة علمية وفق “علم إصول الكلمات”، وينفخون فيها ويجعلوا منها حقيقة بالأكاذيب ومن ثم الإدعاء أن المدينة عربية!!! لقد فعلوا هذا مع كل المدن ما عدا مدينة “گر براك” الخورية – الميتانية، لأنهم لم يعثروا على قشة يعتمدون عليها ويتمسكوا بها، وقالوا أن أسم المدينة الأصلي غير معروف، وهذا كذب من أوله إلى أخره، حيث أثبتنا في الدراسة التاريخية التي تناولنا فيها هوية وتاريخ هذه المدينة عكس ذلك تمامآ. ومدينة “رستن” هي المدينة الثانية التي لم يتطرق هؤلاء المزورين ولصوص التاريخ إلى معنى إسمها وأصله، لا لشيئ فقط لأنهم لم يتمكنوا من العثور على قشة يستندون إليها.
بالطبع لا يفعلون ذلك بشكل إعتباطي، بل هو عمل مدروس ومخطط مسبقآ، والهدف سياسي واضح وهو طمس الهوية الخورية – الكردية للمنطقة ومدنها الأثرية العريقة، ولتحقيق هذا الهدف الخبيث لا بد من تشويه تاريخ المنطقة ومدنها الخورية، وسرقة ما يمكن سرقته من تاريخها ومنحه صبغة عربية كاذبة،
وبالتالي شرعنة إحتلالهم الإجرامي الإستيطاني لأرض كردستان، وهذا يتطلب بالضروؤة إنكار وجود الشعب الخوري سلف الشعب الكردي.
إن سبب إمتناع هؤلاء الكذابين من الكتاب العرب المستعربة، الخوض في هذه الأسئلة والإجابة عنها، لهو دليل على أن العرب ليس لهم أي صلة بالمدينة. ثانيآ، عدم لفت إنتباه القراء لهذا الموضوع لكي لا يطرحوا مثل هذه الأسئلة على أنفسهم ومن ثم الشك في دراساتهم المبنية على الأكاذيب وتزوير الحقائق التاريخية الماثلة أمامنا. ثالثآ، علمهم أن إسم المدينة كردي بحت، ولهذا تجنبوا الخوض فيه. في الحال سوف نناقش معنى إسم مدينة “رستن” وأصل، وباللغتين الكردية والعربية على حدٍ سواء، وسنستند في شرحنا على “علم إصول الكلمات” المتبع في كل العام، وسنقوم بمقارنة هذا الإسم بمفردات كردية أخرى للتحقيق والتأكيد.
بداية (ال) التعريف في إسم مدينة (رستن) إضافة من عند العرب، وهي ليست جزءً أصيلآ من الإسم. حالها حال (ال) التعريف التي أضافها العرب للمصطلح الكردي “گيزر” أي الجزر تلك النبتة الصفراء ولها ورق أخضر ينبت فوق الأرض والجزر ينمو تحت التراب. وإسم نبتة “گيزر” تسمية كردية بحتة أخذها العرب عن الكردية، وبسبب عدم وجود حرف (گ) في اللغة العربية إستبدلوه بحرف (ج). (ال) التعريف التي أضافها العرب لإسم مدينة “رستن”، حالة طبيعية في اللغة العربية وليست مقصودة، والهدف منها تسهيل إستخدام الإسم لا أكثر.
تسمية “رستن” مصطلح كردي قديم للغاية مشتق عن المفردة الكردية (رستِن) وتعني النسج والتظبيط أي ضبط الشيئ على مقياس معين أو مقياس شيئ. وحتى الشعر باللغة الكردية يسمى (رست) لأنه هو الأخر ينسج، بمعنى يضبط وفق قواعد وقوافي معينة.
ومدينة “رستن”، بُنيت على قمة صخرية محاطة بوديان سحقية من ثلاثة جهات، ويعانقها من الشمال مجرى نهر العاصي ومائه. ولهذا كان من الضروري ضبط البناء بشكل دقيق وفق مساحة القمة ونوعية أرضها، لتتماشى مع طبيعة الموقع، وعندما تنظر إليها أي المدينة الأثرية، تظن أنها منسوجة نسج، ومن هنا أطلق عليها سكانها الخوريين – الكرد تسمية “رستن”، أي المنسوجة وهو تعبير عن شكل المدينة أو الصيغة التي بنيت بها.
التسمية الثانية (أراستان)، التي أطلقت على المدينة لفترة معينة، مصدرها ألوان حجر البناء المستخدم في بناء بيوت المدينة وسورها وقلعتها وحتى جسرها. وهو تعبير عن ألوان أحجار بناء المدينة، وخاصة إذا علمنا، أن تسمية (أراستان) مشتقة عن مصطلح كردي مركب من مفردتين. المفردة الأولى (أر) وتعني النار، والمقصود بذلك اللون الأسود (الحجارة السوداء)، التي بنيت بها المدينة مع الطين الأبيض وبعض الحجارة البيضاء والمفردة الثانية (إستان) وتعني أرض أو موقع. ومعنى التسمية ككل “مدينة النار” أي موقع النار. هذه هي حقيقة إسم المدينة ومعناه الحقيقي.
Wek em baş zanin bajarê “Resten” li ser lotikek tehtî û ev lotik ji sê hêlan ve bi geliyên kûr dorpêçkirî ye û herwisa çema Asî diber lingên vê lotikê re derbas dibe ji hêla bakûr ve û berve deşta Hemkê diherike. Û ev bajar bişêwak hûnerî ciwan hatî li ser pişta vê lotikê hatî avakirin û tu dibêjî belkî hatî hûnandin yanê hatî ristin.
Û peyva “Ristin” di zimanê kurdî de, gelekî kevn e û çend wateya wê hene, yek ji wan şêwe sazkirin e. Jiber kû ciyê bajêr biçûk û taybet e û ji tehtê ew pêktê, pêwîst bû, kû bajar bişêwak pir nazik were girtin û avakirin, yanê diva bûya bihata ristin. Jiber wê danîşvanê wê yên nijad kû Xorî bûn, nav li bajer kirin “Ristin”.
Û jiber kû tîpa (i) ya kurdî di zimanê erebî de nîne, navê bajêr wisa nivisandin û kirin: “Resten”.
Navê duyemîn (Arastan), bixwe ji rengê kevirên kû bajar pê hatî avakirin. Bajar bi kevirên reş û heriya sipî hatî avakirin, jiber wê ev nav demek kurt hat li bajêr kirin. Ev nav lêkdirev e û ji du peyvan pêktê. Peyva yekemîn (Ar) yanê agir û peyva duyemîn (-stan) yanê der an cî. Wisa navê bajêr tê wateya “Bajarê Agirî”.
Ev rastiya navê bajarê “Resten” e û wateya wî û herwisa koka xwe ne zêde û nejî kêm.
Ar: نار
Stan: أرض، موقع
Ar + stan ——–> Arstan: أرض النيران
إن إسم مدينة “رستن” الخورية قديمآ أي عند التأسيس ولا يزال هو نفس الإسم: “رستن”، وهي تسمية كردية بحتة، وفشل المحتلين الرومان والبيزنطيين الأوباش من صبغها بهويتهم، رغم منحهم عدة أسماء رومانية، وتغير طابعها العمراني والديني وتحويلها لأسقفية. ولليوم إسمها الكردي مازال مستخدمآ من قبل سكانها وحتى المستوطنيين العرب الذين يسكنون المدينة يستخدمون ذات الإسم. الذي نجح فيه العرب هو تعريب سكانها الكرد عبر أكثر من الف عام، تارة بالخوف وتارة بالترغيب وعبر الدين ومؤسسات الدولة ومنع اللغة الكردية منذ أيام الحكم الأموي اللعين والعباسي الأرعن والألعن.
بقايا كنيس مسيحي في مدينة – رستن
سابعآ، الوجود الكردي في مدينة الرستن:
Hebûna Kurdan li bajarê Resten
رغم أصالة الكرد في مدينة “رستن” وحماه وحمص وقطنا ودمشق والزبداني وأوگاريت، إلا أن الوجود الكردي اليوم في مدينة رستن والمناطق المحيطة بها تكاد تلامس الصفر، والأسباب عديدة منها تهجير الكرد عنوة منها، ومغادرة بعض الكرد منها بسبب رفضهم العيش تحت ظل الأحتلال العربي الإسلامي الإجرامي، والسبب الأخر هو صهر الكرد في البوتقة الإسلامية العفنة، عن عبر طريق الدين وفرض اللغة العربية عليهم، ورابعآ نزوج مستوطين عرب إليها بكثرة من البادية، خامسآ منع اللغة الكردية من التداول والتعليم. وجرى كل ذلك خلال مئات الأعوام، تارة بالتخويف وتارة بالترهيب وتارة بالترغيب. هكذا وصلنا إلى هذا الوضع المأساوي، بعدما كانت كامل المدينة والمنطقة المحيطة بها تحولت إلى منطقة ومدينة كردية، بعدما كانت كردية – يزدانية خالصة ولألاف السنين.
وكي لا يزايد أحدٌ علينا من العربان حول كردية وكردستانية هذه المدينة الخورية – الهيتية التاريخية، إليكم ما قاله المؤرخ والباحث السوري وهو عربي قومي: د. سهيل زكار، الذي عاش بين أعوام (1936-2020) حيث قال ما يلي:
“إن الكرد ليسوا اولئك الذين يسكنون شمال سوريا فقط، إنهم يسكنون كل الأراضي السورية وخاصة مراكز المحافظات في سوريا من أقصاها لأقصاها، ونخشى أنهم سيطالبون بحدود كردستان، التي تمتد حتى مدينة الرستن على الأقل والتاريخ يؤكد ذلك“.
كما بينا في محور تاريخ مدينة “رستن” أن تاريخها يعود إلى الألف الثالث قبل الميلاد، وأن الذين أنشأوا المدينة هم الخوريين أسلاف الشعب الكردي وقدمنا شواهد تاريخية على ذلك. إن الوجود الكردي في المدينة والمنطقة المحيطة بها قديم للغاية ويسبق نشأة مدينة “رستن” نفسها، حيث في البدء كان الخوريين يسكنون في بيوت كهفية محفورة في الصخور، وهذا النوع من البيوت لم تعرفه الشعوب السامية قط.
ثم إن هذه المنطقة وإمتدادآ وحتى مدينة “خوران” أي حوران الحالية وهضبة “الگولان” مرورآ بحمص وقطنا ودمشق أراضي خورية – كردية. وهذا ينطبق بدوره على كامل الشريط الساحلي على البحر المتوسط.
والوجود الكردي في هذه المنطقة يعود إلى عشرات ألاف السنين قبل الميلاد، ذلك قبل أن يغزوا المنطقة المحتلين والمجرمين التالية أسمائهم عبر التاريخ: الأكديين، الأموريين، الكنعانيين، البابليين، الأشوريين، الفرس، المقدونيين، الرومان- البيزنطيين والعرب المسلميين، التتر، المغول وأخيرآ العثمانيين.
والوطن الخوري (كردستان) لمن لا يعلم، يشمل جميع الكيانات التالية: “سوريا، لبنان، العراق، الكويت، تركيا، ايران” وكلها كيانات مصطنعة لا وجود تاريخي لها.
إن مدينة “رستن” وحمص وحماه ودمشق تعرض لعمليات غزو وإحتلالات عديدة عبر التاريخ، وأكثرية تلك الغزوات والهجمات والإحتلالات كانت تأتيها من جهة الجنوب والشرق، وثلاثة إحتلالات أتتها من الغرب (الرومان، البيزنطيين، شعوب البحر). وعمومآ المناطق الجنوبية من بلاد الخوريين المتاخمة للبادية، تعرضت للتغير الديمغرافي أكثر من غيرها لثلاثة أسباب رئيسية هي:
1- تعرضها المتكرر للغزوات من قبل الشعوب السامية الهمجية، بهدف نهبها وسلبها، وهذه الغارات وعلميات الغزو تسببت على المدى الطويل في عدم إستقرار هذه المدن وهجرة قسم من سكانها الكرد – الخوريين نحو الشمال المرتفع، أي المناطق الداخلية لكردستان بهدف حماية أنفسهم من اولئك الوحوش البشرية، لأن المناطق الجنوبية من وطن الخوريين (كردستان) سهلية وكان يصعب الدفاع عنها حينذاك.
2- الإحتلال المقدوني والروماني – البيزنطي البربري للمنطقة ومدينة “رستن” من ضمنها دفع الكثيرين من أبناء الشعب الخوري، الرحيل عن المدينة والمنطقة، بسبب رفضهم للديانة المسيحية، وهاجروا نحو
الشمال، أي المناطق الداخلية العليا. وحل محلهم مع الزمن قطعان البدو من العرب المتوحشين، وهكذا تعربت تلك المناطق مع الزمن وبشكل بطيئ.
3- الإحتلالات العربية بكل مسمياتها الأكدية، الأمورية، الكنعانية، الأشورية، البابلية، العربية الإسلامية، كانت في منتهى الوحشية، وكانوا برابرة، وإحتلالهم كان إحتلالآ إستيطانيآ سرطانيآ، وهذا شكل ضغطآ كبيرآ على السكان الخوريين الكرد في هذه المناطق، مما إضطر الكثيرين منهم الرحيل عن مناطقهم هذه لرفضهم العيش تحت سيطرة هؤلاء الوحش البشرية. والقسم الأخر من سكان المدن الجنوبية الخورية، الذين بقوا في ديارهم، مع الزمن تم تعريبهم، وهذا جرى على مدى ألاف السنين وليس في يومٍ واحد.
إن الدين الإسلامي الشرير، لعب دورآ أساسيآ في صهر الكرد وتعريبهم، والعامل الثاني الذي لا يقل أهمية الذي لعب دورآ كبيرآ في تعريب الكرد هي اللغة العربية، وثالثآ منع اللغة الكردية في المقابل، ولهذا وجدنا جميع المحتلين عبر التاريخ، أول خطوة كانوا يقمون بها هي منع لغة الشعوب التي إحتلوها، وفرضوا لغتهم عليهم، وهذا ما فعله المحتلين المجرمين العرب مع الشعب الكردي والأتراك فعلوا ذات الشيئ. ولهذا تجد لليوم النظام البعثي – الأسدي الإجرامي والمعارضة السورية بكل طرابيشها الإسلامية والقومية والليبرالية، يفرضون رفضآ قاطعآ إعتبار اللغة الكردية اللغة الثانية في البلد بجانب العربية.
الكثير من العائلات التي تقطن مدينة “رستن” من إصول كردية، وهناك قرى بأكملها سكانها من إصول كردية، كما هو الحال في مدينة اللاذقية وقراها، وريف دمشق، ومدينة حمص وريفها، ومدينة حماه وريفها.
إضافة للكرد يقطن المدينة المستوطنيين العرب، ومجموعة صغيرة من المستوطنيين الداغستانيين والشركس، الذين جلبهم المحتلين العثمانيين المجرمين، وزرعوهم بين الكرد للتحكم فيهم وفرض سيطرتهم عليهم. نحن بحاجة إلى دراسة ميدانية، حول أصول سكان وعائلات مدينة “رستن”، والقرى والنواحي التابعة لها. وهذا بحاجة أولآ إلى تطبيع الأوضاع في سوريا، والوصول إلى أرشيف الدولة العثمانية أساسآ وثانيآ أرشيف الدولة السورية، والحديث مع أهالي المدينة وسكان القرى، ودراسة أصل أسماء القرى الأصلية قبل تعريبها، وحتى قبل قدوم الرومان وإنتشار الديانة المسيحية في المنطقة.
جدران أثرية ولوحة فسيفسائية في مدينة رستن
ثامنآ، الحياة الإقتصادية في مدينة رستن:
Jiyana aborî li bajarê Resten
إقتصاد مدينة “رستن” مثل بقية المدن الخورية – الميتانية – الهيتية، كان يعتمد أساسآ على الزراعة وهذا بفضل إطلالتها على نهر العاصي، وإمتلاكها مساحة أراضي كبيرة خصبة وصالحة للزراعة، والمناخ المناسب لزراعة الحبوب والخضروات وأشجار الفاكهة، وهطول الأمطار بمعدل جيد في فصل الشتاء. وثانيآ إعتمادها على التجارة، بحكم موقعها الجغرافي المميز، الواقع على مفترق الطرق ووجود جسر فيها كانت القوافقل التجارية تعبره شمالآ وجنوبآ. وثالثآ إقتصادها كان يعتمد على تربية المواشي، بسبب
توفر الغطاء النباتي الذي يعتاش عليها المواشي، أي المراعي الخضراء.
وظل إقتصاد المدينة زراعيآ إلى ما قبل حوالي 40 عامآ خلت، عندما إنتسب عدد كبير من أبناء المدينة لمؤسسات الدولة، وخاصة المؤسسة العسكرية والأمنية، وبروز بعض الصناعات الخفيفة فيها. ومع كل ذلك مازالت مدينة رستن تعتمد في إقتصادها بشكل أساسي على الزراعة.
ومن أهم المحاصيل الزراعية، التي تشتهر بها مدينة “رستن”، هي: القطن، الشوندر السكري، الكرمة، الدراق. بالإضافة إلى زراعة القمح بأنواعه المختلفة، الشعير، العدس، …. هذا إلى جانب زراعة بعض أنواع الخضروات مثل:
البامية، الباذنجان، البندورة، الكوسا، القرع، الفول، الخس، الفجل، البصل، البقدونس، النعناع، الجزر، الفلفل، اللهانة، الثوم، الحمص وأنواع أخرى متعددة. كما وتشتهر مدينة “رستن” وريفها بزراعة أشجار الفاكهة بأنواعها المختلفة، وتحتل البساتين مساحات واسعة من أراضيها الزراعية مثل: أشجار التفاح، المشمش، الدراق، الأجاص، الكرز، العنب، الليمون، التين، الخوخ، وأنواع أخرى. ولاشك فيه أن نهر العاصي يشكل العمود الفقري لإقتصاد المدينة، وخاصة في مجال الزراعة والثروة السمكية. بالطبع لولا وجود نهر نهر العاصي بمائه العذب لما كان هناك حياة في الأصل هنا في هذه الأرض.
ومع صدور قرار الاستثمار رقم (10) عشرة في تسعينات القرن الماضي في سوريا، تزامن ذلك مع إجتياح موجه جفاف قاسية إجتاحت البلد كله ومنه منطقة الرستن، لهذا شاهدنا أواخر الثمانيات توجه الكثيرين من أبناء المدينة إلى ممارسة مهنة نقل البضائع، وظهرت في الرستن أساطيل من شاحنات النقل البري ومعها إزدهرت تجارة النقل، هذا إضافة لبروز صناعة تجفيف الفواكهة والخضروان في المدينة، إضافة لفتح مصانع الاسمنت والكهرباء، إلى جانب محطات المياه ومقالع الصخور في الرستن، وإقامة مرافق سياحية تستقطب السياح إليها من البلدات المجاورة لها ومن دمشق وحمص.
كما إن بحيرة الرستن تعتبر من أهم مصادر المياه لري الاراضي الزراعية المحيطة بالمدينة، حيث يتم سقاية أكثر من (4) أربعة كيلومترات مربعة من الأراضي الزراعية من الجهة الجنوبية للمدينة. ويُستفاد من مياه البحيرة في مشاريع منطقة سهل الغاب وأراضي مدينة الرستن. وفي فترة الإنحباس المطري تم إستجرار مياه السد من قبل مديرية الموارد المائية بحماه من خلال ضخها وذلك لإرواء البساتين على ضفتي نهر العاصي، ومحاصيل القمح في شبكات طار العلا والعشارنة ومنطقة الغاب.
كما إن البحيرة تشكل مصدر لصيد الأسماك وتتحوي أنواع مختلفة، وأقيم على ضفتها الشمالية الغربية محطة لتوليد الطاقة الكهربائية. والبحيرة باتت مقصدآ للسواح من من أهل المدينة وخارجها قبل الثورة بهدف الإستجمام والراحة. إلى ما قبل الثورة السورية التي إندلعت عام 2011، كان حوالي 40% من سكان المدينة يعملون في الزراعة وهي نسبة كبيرة، وحوالي 30% كانوا يعمل في قطاع السيارات الكبيرة المخصصة للنقل. ووصل نسبة التعليم فيها إلى حوالي 80% قبل الثورة، كانت تضم شبكة من المدارس سواءً أكانت إبتدائية أو متوسطة. كما وأن لجسرها الكبير والعالي، الذي يربط شمال سوريا بجنوبها، ويختصر عمليآ مسافة ساعتين بالسيارة على الناس، وسهول الرستن تمتد هي الأخرى من “الحولة” غربآ إلى البادية شرقآ.
طبيعة مدينة الرستن
تاسعآ، الخلاصة:
Kotayî
في نهاية هذه الدراسة التاريخية المقتضبة، لا بد من التوقف عند عدد من النقاط المهمة، والتنويه إليها نظرآ لأهميتها ومنها:
النقطة الأولى:
إن مدينة “رستن” الأثرية الخورية، لم تخضع لعملية تنقيب منظمة وشاملة ودقيقة، وذلك لأسباب عدة منها:
1- عدم إهتمام الأنظمة التي تعاقبت على حكم الكيان السوري المصطنع، لأنها إنشغلت بإمور السطلة والبقاء فيها، وخاصة بعد مجيئ حزب البعث اللعين للسلطة، ووصول المجرم حافظ الوحش لمنصب الرئاسة عبر إنقلاب عسكري، وتحويله البلد لمزرعة ومسلخ لسلخ البشر.
2- عدم وعي سكان المدينة بأهمية الأثار وضرورة الحفاظ عليها، كونها إرث إنساني وملك للبشرية كلها، وثانيآ هي جزء من ذاكرتنا. ونتيجة قلة هذا الوعي قام الناس ببناء دور سكنية فوق المدينة الأثرية بعد نهب حجارة السور والعواميد، وردم الأثار تحت تلك الدور. والسلطات في مدينة حمص المسؤولة لم تحرك ساكنآ لمنع ذلك، وتخصيص أراضي أخرى لبناء للسكن، لكي يبني الناس بيوتهم فيها.
3- تقاعس الهيئات المسؤولة على المناطق الأثرية، القيام بإجراء مسح ميداني للتأكد من وجود أثار تحت الأرض والتأكد فيما إذا كان الموقع يضم أثار أم لا.
النقطة الثانية:
هناك واجب أخلاقي ووطني يقع على كاهل الطرف الكردي إن سنحت له الظروف والإمكانيات العلمية والتقنية، بإجراء مسح ميداني شامل في موقع المدينة الأثرية، والقيام بعملية تنقيب شاملة ودقيقة بحيث تشمل جميع طبقات المدينة، وخاصة الطبقة الأولى، التي بناها أسلافهم الخوريين حوالي (3200) الألف الثالث قبل الميلاد، والطبقة الثانية التي بناها الهيتين الكرد نحو العام (1750) الألف الثاني قبل الميلاد.
وإجراء دراسة شاملة على الأثار التي يمكن العثور عليها بعد التنقيب وتلك المكتشفة سابقآ، وعمر الطبقات الأربعة ومن ثم القيام بتوثيق كل ذلك ونشره كدراسة أو في كتاب خاص بأثار مدينة “رستن”، لكي يطلع عليها أبناء شعبنا الكردي، ومعهم بقية الإنسانية المهتمة بالتاريخ الإنساني، ولا ننسى أن هذا التاريخ هو جزء مهم للغاية من ذاكرتنا كشعب كردي.
النقطة الثالثة:
من خلال هذه الدراسة تأكد لي أن الكرد ليس لديهم أي معلومات ولا أي تصور عن هذه المدينة، وأنا واثق أن الأكثرية الساحقة منهم سيتفاجئون بهذه الدراسة، ولا أستبعد هجوم البعض علي من الكرد، والقول أنني جعلت من كل (سوريا) أراضي كردية، نظرآ لجهلهم وغسيل الدماغ الذي تعرضوا له عبر مئات السنين. ووالسبب الأخر عدم وجود دراسات كردية حول هذه الحاضرة الخورية – الكردية.
النقطة الرابعة:
كل محيط مدينة رستن وريفها تم تعريبه، عنوة من قبل المحتلين العرب المسلمين الأشرار، الذين لا ينتمون لهذه الأرض لا من قريب ولا من بعيد.
النقطة الخامسة:
هذه أول دراسة كردية تتناول هوية وتاريخ هذه المدينة الخورية – الهيتية، وهذا دليل واضح وفاضح في نفس الوقت، أننا كإمة أجرمنا بحق تاريخنا وتاريخ أسلافنا الكرام ومدننا، عندما لم نكتب تاريخنا بأيدينا. من هنا وجد أعداء الكرد الفرصة سانحة لسرقة تاريخنا مثلما سرقوا أرضنا، ولكن الأجيال الحالية بدأت تشعر بالمسؤولية وأخذت على عاتقها قطع الطريق على اولئك اللصوص من خلال تدوين التاريخ بمعناه الواسع. وأنا سعيد بوجود كوكبة جميلة ومثقفة ثقافة عالية من الكرد، الذين يعملون بجد في هذا المجال.
النقطة السادسة:
هناك واجب وطني وأخلاقي يفرض على جميع أبناء الشعب الكردي في عموم كردستان، الإهتمام بتاريخهم وتاريخ مدنهم الأثرية والتعرف عليها عن قرب، لأن التاريخ هو ذاكرة شعبنا وإمتنا، وبنفس الدرجة يجب الإهتمام باللغة الكردية الفصحة وليس اللهجات.
جانب من مدينة رستن الحالية
عاشرآ، المصادر والمراجع:
Çavkanî û lêveger
1- الرستن – دراسة تاريخية عبر العصور.
المؤلف: عبدالرحمن أيوب.
الناشر: دار طلاس للدراسات والترجمة والنشر – الطبعة الأولى دمشق عام 1991.
2- دراسات في تاريخ الرستن وضواحيها.
المؤلف: منذر الحايك.
الناشر: دار طلاس للدراسات والنشر السلسلة – وثائقية محكمة عام 2001.
3- دراسات في تاريخ الرستن وضواحيها 2.
المؤلف: منذر الحايك.
الناشر: دار طلاس للدراسات والنشر – عام 2002.
4- دراسات في تاريخ الرستن وضواحيها 3.
المؤلف: منذر الحايك.
الناشر: دار طلاس للدراسات والنشر – عام 2004.
5- دراسة لتابوتي الرستن المحفوظين بمتحف دمشق الوطني.
المؤلف: مصطفى محمد قنديل زايد.
المصدر: المؤتمر الدولي الثالث بعنوان التأثير والتأثر بين الحضارات القديمة.
المجلد/العدد: مج 1.
الناشر: جامعة عين شمس – مركز الدراسات البردية والنقوش – القاهرة عام 2012.
6- حمص دراسات في تاريخها وآثارها.
المؤلف: د. عبد الرحمن البيطار.
الناشر: المطبعة التقنية بحمص – الطبعة الأولى، حمص عام 2018.
7- التوابيت الرومانية في المتحف الوطني بدمشق.
المؤلف: غونترام كوخ.
المترجم: جودة شحادة.
الناشر: المديرية العامة للاثار والمتاحف – المجلد/العدد مج (38، 39) – عام 1989.
8- جولة أثرية في بعض البلاد الشامية.
المؤلف: أحمد وصفي زكريا.
الناشر: دار الفكر، الطبعة الثانية – دمشق عام 1984.
9- الفسيفساء تاريخ وتقنية.
المؤلف: محمد سالم.
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة عام 2014.
10- المعجم الوسيط.
المؤلف: ابراهيم مصطفى وآخرون
الناشر: مجمع اللغة العربية، الطبعة الثانية – المجلد الثاني، مصر عام 1962.
11- زخرفة الفسيفساء وأهميتها.
المؤلف: دفتر ناهض عبد الرزاق.
المجلد/العدد: مجلد 45، العدد 1.
الناشر: وزارة الثقافة والإعلام – دائرة الآثار والتراث، عام 1988.
12- تاريخ شيزر منذ القدم واخبار من مر فيها من البشر.
المؤلف: د. عزيز نايف رزوق.
الناشر: منشورات وزارة الثقافة – دمشق، عام 1982.
13- تاريخ حمص القديم.
المؤلف: منير الخوري عيسى أسعد.
الناشر: مطرانية حمص الأرثوزكية – الجزء الأول والجزء الثاني، عام 1984.
14- لغز عشتار.
المؤلف: فراس السواح.
الناشر: دار علاء الدين، الطبعة الثامنة – دمشق عام 2022.
15- الحياة العامة اليونانية.
المؤلف: الفريد زيميرن.
ترجمة: د. عبدالمحسن خشاب.
الناشر: المركز القومي للترجمة – الطبعة الأولى، القاهرة عام 2009.
16- طقوس الجنس المقدس عند السومريين.
المؤلف: صموئل نوح كريمر.
الترجمة: نهاد خياطة.
الناشر: دار علاء الدين للنشر والتوزيع والترجمة – عام 2007.
17- المقاسم المئوية للأرض الزراعية في مستعمرة إيميسا “حمص” الرومانية.
المؤلف: و.ج فإن لير.
الترجمة: د. عدنان البني.
الناشر: الحوليات الأثرية السورية المجلدان (8-9)، دمشق – 1958-1959.
18- مسالك الأبصار في ممالك الأمصار.
المؤلف: أحمد بن يحيى العمري.
تحقيق: كامل سلمان الجبوري.
الناشر: دار الكتب العلمية – بيروت عام 1971.
19- الموسوعة التاريخية الجغرافية.
المؤلف: مسعود الخنود.
الناشر: مؤسسة هانياد – بيروت عام 2004.
20- إضمحلال الإمبراطورية الرومانية وسقوطها.
المؤلف: إدوارد جيبون.
الترجمة: محمد علي أبو درة.
الناشر: الهيئة العامة المصرية للكتاب – القاهرة عام 1977.
21- موجز تاريخ الحضارة.
المؤلفين: نور الدين حاطوم – نبيه عاقل – احمد طربين – صلاح مدنى.
الناشر: مطبعة جامعة دمشق – عام 1965.
22- موجز تاريخ الشرق الادنى القديم.
المؤلف: د. نعيم فرح.
الناشر: دار الفكر – دمشق 1972 .
23- تاريخ حضارات العالم.
المؤلف: شارل سنيوبوس.
الترجمة: محمد كرد علي.
الناشر: الدار العالمية للكتب والنشر – الطبعة الأولى – عام 2012.
المدخل إلى تاريخ الحضارة- د. جورج حداد- مكتبة السائح- طرابلس 1958
23- معجم البلدان.
المؤلف: ياقوت الحموى.
الناشر: دار صادر – المجلد (4،3،2،1) – بيروت عام 1977.
24- مدن بلاد الشام حين كانت ولاية رومانية.
المؤلف: أ. هـ. م. جونز.
الترجمة: د. إحسان عباس.
الناشر: دار الشروق للنشر والتوزيع – الطبعة الأولى، عمان عام 1987.
25- الإمبراطورية الرومانية.
المؤلف: باتريك لورو.
الترجمة: د. جورج كتوره.
الناشر: دار الكتاب الجديد المتحدة – الطبعة الأولى، بيروت عام 2008.
26- الحوريون تاريخهم وحضارتهم.
المؤلف: جرنوت فيلهلم.
ترجمة وتحقيق: فاروق اسماعيل
الناشر: دار جدل – عام 2000.
المؤلف: تاريخ مملكة ميتّاني الحورية.
المؤلف: أحمد محمود خليل.
الناشر: مؤسسة موكرياني- هولير عام 2013.
27- سورية نبع الحضارات، تاريخ وجغرافية أهم الأثار في سورية.
المؤلف: جود الله فاطمة.
الناشر: دمشق عام 1999.
28- انتصار الحضارة – تاريخ الشرق القديم.
المؤلف: جيمس هنري بريستي.
الترجمة: أحمد فخري.
مقدم الطبعة: ممدوح محمد الدماطي.
الناشر: المركز القومي للترجمة عام 2011 – القاهرة.
29- تاريخ وحضارة الحيثيون.
المؤلف: صلاح أبو السعود.
الناشر: مكتبة النافذة السلسلة: تاريخ وحضارات العالم القديم عام 2011.
30- تاريخ سوريا القديم.
المؤلف: أحمد داوود.
دار النشر: الصفدي – الطبعة الثالثة – دمشق عام 1985.
31- تاريخ الكرد وكردستان – من أقدم العصور وحتى الأن.
المؤلف: محمد زكي أمين.
تقديم العلامة: كمال مظهر أحمد.
الناشر: دار الشؤون الثقافية العامة – الطبعة الثانية بغداد عام 2005.
32- تاريخ الأكراد.
المؤلف: توماس بوا.
الترجمة: محمد تيسير ميرخان.
الناشر: دار الفكر – دمشق – عام 2001.
33- الكرد و كردستان – موسوعة الإسلام.
المؤلف: فلاديمير مينورسكي.
الناشر: دائرة المعارف الإسلامية ـ القاهرة – سنة 1929م.
34- تاريخ سورية السياسي 3000 – 300 قبل الميلاد.
المؤلف: هورست كلينغل.
ترجمة: ترجمة سيف الدين دياب.
الناشر: دار المتنبي للطباعة والنشر والتوزيع – دمشق عام 1998.
35- تاريخ وحضارة الحيثيون.
المؤلف: صلاح أبو السعود.
الناشر: مكتبة النافذة – سلسلة تاريخ وحضارات العالم القديم – عام 2011.
36- لفخار مصدر مهم للبحث في أصل الحيثيين وهجراتهم.
المؤلف: محمود عمر سليم.
الناشر: جامعة قناة السوبسر- كلية الأداب والعلوم الإنسانية – عام 2013.
37- المملكة الحثية دراسة في التأريخ السياسي لبلاد الأناضول.
المؤلف: صلاح رشيد الصالحي.
الناشر: الطبعة الثانية، بغداد عام 2011.
38- قطنة – دراسات تاريخية.
المؤلف: عيد مرعي.
الناشر: جامعة دمشق – مجلة دراسات تاريخية – العدد (117-118)، دمشق عام 2012.
39- الحثيون وحملاتهم على سوريا – دراسات تاريخية.
المؤلف: فاروق إسماعيل.
الناشر: مجلة دراسات تاريخية – العدد (81-82)، دمشق عام 2003.
40- الحياة الاجتماعية في المملكة الحثية (1680-1207 ق.م).
المؤلف: هاني عبدالغني عبدالله الحمداني.
المشرف: د. حسين ظاهر حمود.
الناشر: إطروحة دكتوراه – منشورة، كلية الآداب- جامعة الموصل – 2012.
نهاية هذه الدراسة وإلى اللقاء في الدراسة القادمة.
ونحن في إنتظار أرائكم وملاحظاتكم ومنكم نستفيد.
استاذنا بيار روباري تحياتنا كل عام وانتم بصحة وأمان
عاشت الايادي على هذه الابحاث مما تحمل من عمق واسس الحفاظ على المدن التأريخية للشعب الكردي وتعريفها من الجذور ٠ انه مشروع علمي ووطني ، عمل كبير وخارطة طريق للكثير من الدراسات في هذا المجال الحيوي والذي يخدم الاجيال لاكتساب الخبرة والمعرفة في هذا المجال ٠ ودمتم بخير
عزيزتي خديجة،
أولآ شكرآ على المعايدة، وكل سنة وسالمة وأمد الله في عمرك وحفظك من شرور الأمراض وأولاد السوء.
نعم أنت على حق، ما من دراسات تاريخية عن تاريخنا الكردي الملموس أي المادي المتمثل في مدننا الكردي الأثرية والتاريخية هي الأولى من نوعها في تاريخ الشعب الكردي، منذ بناء أول حضارة من قبل أسلاف شعبنا الكردي، ولا أخفيك مدى سعادتي بذلك ولكن أيضآ حزني الكبير.
منبع سعادتي:
هو أنني إستعطت من تقديم تاريخ هذه المدن الخورية – السومرية – الميتانية – الهيتية الكردية العريقة الحقيقي لأبناءشعبنا الكردي من هذا والأجيال القادمة، حتى وإن باللغة العربية. وثانيآ تمكنت من فضح المؤرخين والكتاب العربان لصوص التاريخ والحضارة ومعهم اللصوص الفرس والتتار، وقطعت الطريق أمامهم ولم يعد من الممكن خداع شعبنا الكردي من خلال التدليس وتسويق الأكاذيب ولا سرقة تاريخنا وحضارتنا مرة أخرى. وهذه الدراسات التاريخية وهي كثيرة جدآ باتت مرجعآ لأي باحث أخر، ولكنها ليست بكافية من وجهة نظري، فنحن إلى دراسات أشمال وأعمق عن كل مدينة وكل أثر من أثار ونقوم بترجمة النصوص التاريخية بأنفسنا ولا نتكفي بما ترجمه الأخرون لأني ببساطة لدي شكوك كثيرة بتلك الترجمات.
منبع حزني:
أسباب تألمي العميق عديدة، منها بعد إطلاعي على تاريخ تلك المدن وحضاراتها، هو إننا كشعب كردي نجهل تاريخنا بشكل كامل. وتألمت أكثر عندما قارنت حضارات أسلافنا ومدى تطورهم بواقعنا المزري والمذل، فنحن اليوم نحيا كما تحيا الدواب!!!!
السبب الثالث، عدم إهتمام الدكانين (الأحزاب، الحكومات) الكردية بالتاريخ لا الماضي البعيد ولا القريب ولا تاريخنا الحاضر. رابعآ، رفضت جميع المطابع الحزبية والدائرة في فلكها بطبع ونشر هذه التاريخية الموضوعة في واحد يتألف من جزئين وكل جزء يتعدى عدد صفحاته (500) صفحة، مع العلم نشرة دعوة بهذا الخصوص في “صوت كوردستان” وصفحتي على الفيسبوك. السبب يكمن في نقطتين: الأولى رفضت وعلى مدى ثلاثين عامآ أن أتحول لبوق لأحد. الثانية، أنتقد كل الأحزاب الكردية وقادتها الذين يعتبرون أنفسهم فوق النقد. ومن هنا لا تجدين موادي المتخلفة في صحافة الأحزاب الكردية التي تملك إعلامآ ما (حزب العمال وأفرعه، دكانة البرزانية ودكانة الطالباني).
لدي حوالي خمسين مؤلف، بين الشعر، الفكر، اللغة الكردية، قواميس، مجموعات قصصية، بحوث لغوية وتاريخية ودينية وباللغتين الكردية والعربية، ورفض الجميع نشر كتبي!!!! فحال المثقف والكاتب والأديب الكردي الحر صعب، فهو محارب من قبل الأحزاب الكردية القرفة أكثر من الأنظمة المحتلة لكردستان، فهم يعتبرون أديب مثلي يشكل خطرآ عليهم لأنني أوعي الناس وهذا ليس في صالحهم الحزبي والشخصي.
وختامآ عزيزتي خديجة، طلبت بتحويل هذه الدراسات إلى أفلام وثائقية، إضافة تحويلها إلى ثلاثة كتب تاريخية تدرس في مدارس جنوب وغرب كردستان: الكتاب الأول يخصص للمرحلة الإبتدائية بطبعة أنيقة ومبسطة وملونة جاذبة مع (سي دي) مدمج، والكتاب الثاني يخصص للمرحلة المتوسطة، والثالث للمرحلة الجامعية، ولكن لا أحد تجاوب معي على الإطلاق!!! والجميع يتبجح ويحاضر عن كردستان!!
تعلمين إن اللعي ببلاش فيكثرون منه أحزابنا العفنة.
والأخر طلبت بتنظيم رحلات مدرسية لمواقع تلك المدن المختلف، ولكن قبل يجب حماية تلك المواقع ووضع حماية لها لتحميها من اللصوص ويد العابثين، وتهيئة المكان لإستقبال الزوار، مثل دورات المياه، مكان لوقوف السيارات محلات لبيع الطعام وشراء التذكارات ويكون الدخول لتلك الموقع مقابل ثمدن مادي، لصرف تلك الأمول للحفاظ على تلك المواقع.
كما طالبت حكومتي جنوب وغرب كردستان بإنشاء معهد خاص بالأثار الكردية، وإرسال بعثات لدراسة الأثار في أرقى الجامعات الغربية، وطلاب لدراسة اللغات القديمة، وإنشاء مختبر متخصص لفحص قطع الأثار، وبناء عدة متاحف عصرية في كلا الجزئين، ودعم المؤرخين والباحثين الكرد ماديأ وإعلاميآ ولوجستيآ، وإنشاء معهد للتاريخ الكردي ليعمل كبار المؤرخين الكرد المنتجين وبرواتب محترمة ويؤمن لهم سكن، إضافة إلى مترجمين لترجمة أعمال المؤرخيين الغربيين، الروس، اليابانيين، ومنحهم جوازت سفر دبلوماسية لتسهيل حركتهم والتنقل بين الدول، هكذا الناس المحترمة والناجحة تعمل. ولا أظن أن مشيخة البرزاني والطالباني ومعهم مشيخة اوجلان وكمال بورقيه ينتمون إلى هذه الفئة. يكفي أن تنظري إلى إقليم جنوب كردستان المقسم لأربعة مزارع، وإستفراد حزب العمال بكل شيئ في غرب كردستان.
مودتي وإعذريني على الإطالة.
بيار.