سبل حماية وأحياء المواقع التأريخية -الجزء الثاني- (سلسلة تأريخ بادينان )- من تأريخ بادينان – العمادية  – للدكتور مسعود مصطفى الكتاني  

 

مدرسة (قوبا – قوبەهان) ذلك الطود – الشمس الآفلة

من تأريخ بادينان – العمادية  – للدكتور مسعود مصطفى الكتاني

من الأمثلة الحية على موضوعنا سبل الحفاظ على المدن ، المواقع والمآثرالتأريخية

المقدمة

أطلال منسية تختفي تحت ظلال أشجارالتوت ، تحرسها منذ مئات السنين تترقب تقلبات الأيام ، والتي ايقضت ذكرايات  الصبا عند بزوغ اول خيوط الموهبة الشعرية لدينا كان مرافقتي للوالد (الحاج مصطفى) لمدرسة (قوبا) موضع اعتزازي وسروري ٠الجامعة التي احتضنت عمالقة الادب والفكر والدين على مر العصور٠كان للمثقف مكانة متميزة من ذات التقدير والاحترام ، (شجرة التوت من الأشجار المعمرة التي تصمد لمئات السنين) ، في إحدى مواقع وادي عمادية الذي يزخربهذه الأشجار كونها بيئة خصبة لتربية (دودة القز) احدى المصادرالاقتصادية الرائدة في ذلك الوقت إضافة الى الفاكهة اللذيذة والصحية ٠أطلال (قوبەهان) تقبع في منطقة (شقلفات) بين بساتين الوادي لطالما انتظرت التعريف لمجدها الغابر كإحدى المراكز العلمية المتألقة في زمن يفتقرالى المدارس والجامعات٠تميزت (قوبا) بعلومها وإرتياد أصحاب الفكروالمعرفة والعقيدة توارثتها الأجيال ، فضلا عن وجود مسجد في كل مدرسة ، وغرف خاصة للطلاب و المدرسين وأفنية لاوقات الراحة مع وجود علاقات وثيقة بين هذه المدرسة (الجامعة) والمدارس خارج منطقة بهدينان ٠

بساتين الروبار كانت في حينها مسكونة ، تتبعها شلال سولاف وبساتينها التي تبدا من المنبع وتسمى مزيركا = (مزويركا) و(كاني مالا) عبارة عن عين ماء والمناطق حولها (وشيفكا دودى) من المناطق المنخفظة في الوادي تجري خلالها مياه العيون ومزكفتوك = (مزگەفتوک) ويعني جامع صغيرأو بيت دين ، الى نهاية الجزء الجنوبي المتاخم لقرية (براهم زلا) الى المدرسة الجامعة (قوبا) في شقلفات والمناطق الشرقية من ذات الوادي عبر الجسور الحجرية منها برا عيسى = (پرا عيسێ ) جسر عيسى و برا علي جانا =( پرا عەلی جانا) جسر علي جان ، منطقة شيخيا ، سري صوريا = سەرێ صوریا ، حلاني = حەلانێ ، ملي = ملێ ،بي سماق = بێ سماقێ ، وأجزاء أخرى بدليل الحجارة المهذبة والمصقولة بأعداد هائلة والتي استخدمت مؤخرا كأسوار للبساتين وأطراف السواقي ، في الصيف حيث المناخ المعتدل ومياه العيون الباردة أشجارالفاكهة المختلفة والخضراوات المزروعة ٠ الوادي جزء مكمل للقلعة الصخرية الحصينة (عمادية ) عاصمة بهدينان لاكثرمن أربعة قرون ، كذلك مدينة وقلعة (استراتيجية) لأغراض الإدارة والتهيئة العسكرية والحربية عبر أكثر من ( ٢٥ ) قرن توالت عليها إدارات مختلفة لدول وإمبراطوريات ، دويلات ، إمارات عبر التأريخ الى ما قبل الميلاد٠

 

جامعة قوبا (قوبەهان)

كانت تضم (١٥٠) طالبا أكثر الاحيان يتلقون جوانب العلوم العقلية والنقلية ، لغوية ، منطق ، فلسفة ، أدب ، وكانت على صلة وثيقة بمدارس قلعة العمادية (الستة ).

(العلوم العقلية ) لم تكن إختراعا اسلاميا ولا منطلقها الدين أوالنصوص الدينية بل تم نقلها من الحضارات السابقة الى الاسلام و اللغة العربية ٠ أما العلوم النقلية يقصد بها (علوم القرآن ، الفقه ، الفرائض ، الكلام ، التصوف ، تعبير الرؤيا٠

وهذا البحث : إطلاع على معالم هذا (الصرح) ، محتوياتها ، أجنحتها ، أجزاءها ، والفن المعماري لبناءها ، ليمكن الحصول على صورة عن حقائقها وعهودها ، إزدهارها ، تدهورها التي تسبب في إختفاء أقسام كاملة عن الانظار بفعل الاهمال والعوامل الطبيعية حيث تهدمت وتدحرجت جدرانها قطعا قطعا وانجرفت بواسطة السيول والسواقط ٠ والغاية من ذلك التوصل الى حقائق علمية عن الشكل الاصلي للبناية ملحقاتها أجزاءها ، هندسة البناء ، المواد التي استخدمت لذلك وجمع المعلومات المتاحة وسبل تسهيلها والتصل الى الرسم الهندسي الاصلي بواسطة القياسات الدقيقة وتلك المعلومات والتحليل الهندسي كخطوة أولية وركيزة مهمة لاعادة بناء وأحياء هذا الصرح الحضاري الذي يحاكي تأريخ وتراث مهم لمنطقة العمادية٠

بالرجوع قرونا الى الوراء نحو القرون الوسطى ، واستذكار دورها الثقافي والحضاري وإحياء ذكراها التأريخي ، علماءها ، طلابها الذين درسوا ودرسوا وتخرجوا بإجازاتهم وشهاداتهم وانتشروا في أرجاء بهدينان وخارجها شأنها شأن الجامعات الكبرى لتلك الحقبة الزمنية ٠ لم تقام اية دراسات علمية تأريخية حول هذه المدرسة (قوبا) قوبەهان لامن بعيد ولا من قريب ولم يتم تدوين أية معلومات ثابتة حول زمن بناءها وأدوارها ولم يستنسخ أو تدون ما كتب على جدرانها وبالأخص (عقدة البوابة) الرئيسية للمسجد الجامع الذي لايزال ظاهرا ٠ ولم يفكرأحد من فيض الطلاب والمدرسين في أدوارها المختلفة أن ينقل هذه النصوص من الهوامش على الصفحات البيضاء من الكتب المخطوطة للأجيال والتأريخ ، غير معلومات قصيرة محددة سطحية من هنا وهناك غير موثقة ، التي تطرق اليها البعض عن الاختام على الكتب الوقفية وما تبقى من المخطوطات ومعلومات عن تلك الأوقات في القرون الخوالي ٠

 

 يوضح الكتاني حقائق حول بحثه هذا :

بحثنا هذا حول المدرسة الجامعة (قوبا) استند على ما بقي من أقسامها على الأرض ، وسبر أجزاءها ، أجنحتها ، وجوانبها المختلفة ، بإعتبارنا من أبناء المنطقة لنا إطلاع على المنطقة وذلك الموقع الذي درس فيه أباءنا وأجدادنا وكنا على تماس مع طلابها ومدرسيها ،  في صغرنا كمبتدىئين في دراسة اللغة العربية والفارسية مع الوالد ، وترددنا اليها لالقاء الشعرفي اربعينات القرن الماضي أيام الصبا ٠ والاستعانة بمئات المخطوطات التي دونت في كردستان بهدينان العمادية٠ وفي هذه المدرسة تمكنا من استنتاج الادوارالتي تزامنت مع أمراء العمادية المختلفي الاهتمام بالمدارس العلمية

حسب فترات الانتعاش العلمي وفترات تدنيها ٠ واستنتاجا من نتائج التحليل ونقل الموضوع من الأرض (الواقع الشاخص)

فضلاعن فحص وتحليل كل جزء وجناح ، موادها ، جوانبها المختلفة وما يتعلق بالذهن من إنطباعات أيام ترددنا اليها وتجوالنا فيها مع الوالد منذ (خمس وستون عام ) لم نتوقف عن جمع المعلومات من ذوي الخبرة ومحبي التأريخ والتراث ومجرياته ، ورأينا لزاما علينا القيام بهذه الخطوة المهمة للحفاظ على أحد المآثر التأريخية العلمية والتراثية المهمة من الاختفاء التام على أساس علمي رصين ٠ وقمنا بخمسة عشر زيارة خلال خمسة عشر سنة ، وأجرينا تصويردقيق لتثبيت هيكلية الهندسة المعمارية والفن البنائي التأريخي والقياسات المختلفة الدقيقة لجميع أجزاءها وبالتكرار المستمر حتى تحقق التطابق مع الواقع على الأرض ، وتمكنا من الحصول على استنتاجات علمية دونت في مناقشة كل جزء مما تم تدوينه  بمساعدة نجله المهندس (دلشاد مسعود كتاني) الذي أبدى رأيه مشكورا حول الأمور الهندسية واستنتج أن الاعمدة أقدم من زمن البناء٠ ومن الجدير بالذكر إن تأريخ هذه المدرسة (الجامعة) مع الست مدارس على قلعة عمادية والمدارس في مدن وقرى أخرى من بهدينان جزء لايتجزأ من تأريخ عمادية الذي نحن بصدده ٠

 

الموقع الجغرافي :

تقع المدرسة الجامعة (قوبا) في وادي (شقلفات)  ، الاسم الذي إكتشفناه لأول مرة مدونا في هوامش احدی المخطوطات القديمة لمدرسة (قوبهان)  ويقصد بها المنطقة على طرفي النهرالآتي من الواديين (وادي سولاف ووادي الروبار) بعد التقاءهما مباشرة في الجانب الغربي من الطاحونة المزدوجة المعروفة (ئاشێ بجوتک) المعروفة والذي يتخذ إتجاه الجنوب لارواء بساتين عمادية أي الشاطئ الايسر للنهرالذي يتكون من التقاء الواديين غرب قلعة العمادية وهناك سواقي أخرى يغذيها نهرالعمادية شمال القلعة لارواء البساتين وهي ساقية (شقلفات) المذكورة جنوب وادي سولاف وتسمى (طمباف) نقطة تجمع سواقط  شلال سولاف ، والذي يروي مساحات كبيرة من بساتين العمادية ٠

ويعتقد الجيولوجيون أن قلعة عمادية ذات الحجرالجيري قد إنزلقت وإنفصلت من جبل (بالولك) عبر مضيق في سلسلة متين ٠يسمى (كاني سنجي) كاني سنجێ ، (كاني) = عين ماء ، بمساعدة الحركات التكتونية المنبعثة من باطن الكرة الأرضية عندما كان سطح الأرض متهيجا بالزلازل والبراكين في العصور الجيولوجية الأخيرة منذ ملايين السنين ٠ فما سلسلة جبالنا الا سلسلة حديثة مع جبال زاكروس ، الى جبال طوروس ، وجبال البلقان ، جبال الالب النمساوية ، والسويسرية ، الألمانية والفرنسية الى جبال البرانيس جنوبا ثم إيران ، جبال سليمان ، بشتيكوة الى جبال الهملايا ٠ استقرت الكتلة الصخرية الجيرية المذكورة على الطبقات الصخرية الرملية هناك ولا شك أن السهل المتموج بين جبل (بالولك) ومكان عمادية الحالي كان مملوءا بالتراب الأحمر ، الاطيان ، الحصى ، والمواد الأخرى ومستواها عالى بحيث مرت عليها الكتلة الصخرية العملاقة وانزلقت مدفوعة بقوة هائلة جدا فصلتها عن الجبل الام الى مستقرها الحالي منذ عشرات ملايين السنين وقد هذبت أطرافها بواسطة أدوات ووسائل متاحة في العهود التأريخية بفعل الانسان حوالي (١٥٠٠) سنة قبل الميلاد٠ لاسباب أمنية و عسكرية.

 

أسباب إختيار مكان مدرسة (قوبەهان)

  • كانت بساتين الوادي (الروبار) مسكونة وهذا واضح من الاطلال والحجارة المهذبة التي لاتعد ولاتحصى.
  • كانت القلعة مكتفية بمدارسها الستة وكل مدرسة لها نصابها الكامل من العلماء والفقهاء والطلاب لان عوائل العمادية كانت تقدم لهم وجبات الطعام كصدقة جارية ولكي لاتشكل عبء على تلك العوائل ٠لذا بنيت في منطقة بساتين وادي عمادية المسمى (روبار).
  • وجود مناطق مسكونة في الوادي حيث تمركز(المدرسة الجامعة) تقوم بالواجب من تقديم الطعام والخدمات لمدرسة (قوبا) وعدم اللجوء الى القلعة للغرض المذكور لان أبواب القلعة تغلق في الليل ٠
  • وجود المدرسة الجامعة في منطقة مستوية ووجود ساحة مساحتها دونمين للالعاب الرياضية والفلكلورية أيام العطل تسمى (زەڤیا فەقا) ويعني (حقل الفقهاء).
  • وجود طاحونة عائدة لاوقاف المدرسة تدخرعائداتها لادارة شؤون الطلبة وأعالتهم إضافة الى الاوقاف التي تأتي من القرى كعرف إجتماعي من المحاصيل الشتوية الديمية بنسبة ١٠/١ والصيفية الاروائية بنسبة ٣/١.
  • غزارة مصادر المياه ومنها مياه العيون الصحية٠
  • أعتدال المناخ صيفا.
  • وجود دار كبير يعود لاحدى العوائل الحاكمة ثم أصبحت بيت للاساتذة وأخيرا ورثتها عائلة مفتي العمادية.
  • وجود مراقد ذرية الائمة.
  • توقيا من الاضطرابات السياسية والحصار التي تمر على قلعة عمادية.
  • الروبار(وادي عمادية غني بأشجارالفاكهة المختلفة الاصناف).

 

حقائق شاخصة

وفقا للنقوش والزخارف التي وجدت على بعض الحجارة  والتي نقلناها تخطيطا ، ظهرلنا مثلثان بستة زوايا وبينها قطاعات لدائرة وحولها زخارف وهذا يدل كون النقار يهوديا أي رسم (نجمة داوود السداسية) بينهما زخارف٠الاعمدة الكبيرة ، قواعدها ورؤوسها العريضة كانت لبناء روماني قديم بنيت أبان سيطرة الرومان على المنطقة قبل الاسلام زمن الكر والفر بين الفرس والروم والبيزنطينيين ، قد يكون رواقا لمعبد قديم ذو أعمدة أوأطلالًا  استغلها المسؤولين ممن بدأوا ببناء المدرسة ليجعلوا جزء من المدرسة قاعة مفتوحة أمام المدخل الرئيسي للمسجد الجامع بقاعاته الثلاثة لكي يصبح سطح قاعة الاعمدة المفتوحة على إتصال بسطح القباب الثلاثة التي تشكل سطح المسجد الجامع بقاعاته الثلاثة الوسطية الكبيرة والطرفية احداهما من الشرق والاخرى من الغرب  والاثنين أصغر حجما ٠ الباني هو (الامير سلطان حسين الاول) إبن (السلطان حسن أمير بهدينان العمادية) بمقترح من والده الامير (حسن بك وأخيه مراد خان الاول المحب للمدارس الدينية) ٠

 

أسس العمل والدراسة

لا توجد مصادر خاصة للمدرسة الجامعة (قوبا) الا النزراليسير حول أجزاء صغيرة في المخطوط الخاص بأوقاف المدرسة ومخطوط باسم (الملا ياسين المدرس) وهي رسالة منه الى ملا محمود المفتي وبعض المخطوطات في العلوم المختلفة التي كتبت أو أستنسخت في المدرسة وأشتات بعض المقالات من مجلات وصحف لكنها لم تكن موثوقة علميا وسطحية لاتحمل العمق المطلوب ، والمتداول أبا عن جد من قبل الشعب

وتعليقات وأضافات عبر القرون وكلام ناس من هنا وهناك ٠ مما استدعى الامر الى التحول الميداني الملح والبحث في كل زاوية ، خارجية وداخلية ومرفق ، غرفة ، شباك ، درج وجدار ، زوايا وحجارة ، وأخذ الابعاد

والقياسات الدقيقة التي أنجزها مشكورا صهري (السيد جلادت مصطفى علي) بلغت عدد القياسات أكثر من (٥٧٦) قياسا للمدرسة الجامعة منها (٧٧) قياس لمدرسة تحولت لدارالمدرسين بجانب المدرسة الجامعة للطرف الغربي من الزقاق وهي أقدم من (قوبهان) وتم التقاط عشرات الصور وفق متطلبات هذه الدراسة٠

أجزاء وأجنحة المدرسة القديمة (دارالمدرسين) وتعد مسجدا في نفس الوقت

أنها أقدم من المدرسة الجامعة (قوبەهان) قوبهان التي نحن بصددها الان ، زمن البناء غير معلوم حسب بعض المعلومات تعود للادوار الاسلامية الاولى أو لعهد ملوك الطوائف ، وتتضمن قطاعات منها مستقلة ومنها متداخلة وتشمل : القطاع العلمي ، التدريسي ، الروحي ، الاجتماعي وقطاعات أخرى تدخل في اطار التراث ، الفولكلور ، التأريخ ، وقطاعات فرعية أخرى ويمكن ملاحظة قدمها من (أطلالها ، حجارها ، هيئتها ومواد البناء) ٠

لمحة بسيطة لسيرالقياس للمدرسة صغيرة القديمة

سمك الجدران (١٥٠سم) وظهر لنا بين الآثارغرفتان أماميتان بابعاد مدخلها أمام الباب الرئيسي للمدرسة الجامعة ، يؤدي الى المدخل الداخلي للمسجد ذو العقدتين (القوسين) الذي يقبع داخل المدرسة الجامعة وهي (حجرتين جميلتين من حيث البناء ) محدبتين قوسها يشكل جزء من محيط دائرة طراز روماني ٠أبعاد الحجارة المهذبة لقوس العقدة الشرقية لنفس الجدار(٣٨سم*٢٧سم*١٦سم) طولا ، عرضا ، وسمكا وعرض مدخل الباب (١٤٥سم) ٠معدل أبعاد الحجارة المهذبة للعقدة المحدبة غرب قوس العقدة الأولى (٤٣سم*٢٧سم*١٨سم) مقاسة  من الواجه الجنوبية من الجدار لان إتجاه القوسين (العقدتين) شرق-غرب ٠ أي الفتحة للدخول من تحت القوسين هي شمال – جنوب ٠ وكان يسمى دار المدرسين ٠ أما الطرف الشمالي من نفس القوس (العقدة) الواقع غرب القوس (العقدة) الأخرى من نفس الجدار الذي يبلغ عرضه (١٢٠سم) وأبعاد حجارته (٥٢سم*٣٢سم*١٨سم) وهي أكبر من حجارة الواجهة الجنوبية لنفس القوس ، والجدار الشمالي يعد المدخل الى المسجد وهو نفسه المدرسة القديمة وكان هناك مسقف أمام المدرسة المذكورة وساحة٠ هذه مجرد فكرة عن بعض القياسات ٠

مواد البناء المستخدم تشمل :   

الحلان الأبيض ، الجص ، النورة ، الطابوق ٠ كان حجر الحلان الأبيض يستعمل منذ القدم في البناء ومصدره في العمادية من منطقتين ١- منطقة جبل (بالولك) شرق روبار العمادية ٢- منطقة جبل (تحتي) بين  (كاني مالا ) و(سولاف) وهي صخور جيولوجية حديثة التكوين وتصلح للبناء٠ الجص وهو الرخام الجبسي (كبريتات الكالسيوم) ويوجد اسفل منحدر سولاف واستخدم في مراحل تأريخية قديمة وحديثة يستعمل بحرقه على النار ليتحول الى (جبس محروق) ثم يخلط مع تراب خالي من المواد العضوية ويعجن بالماء ويستخدم كمادة لاصقة للحجارة ٠ النورة وهو حجر أبيض يتكون من أوكسيد الكالسيوم ومن الحلان المحروق بنفس طريقة صنع الجص من حجر الجبس٠ ولقد استخدم من قبل الأوروبيون في قصور الامراء والملوك٠  الطابوق الأحمر: يصنع من التراب الأحمر متوفر في مناطق قريبة ويستعمل في الجدران الداخلية للمدرسة وعقد السقوف لقباب المسجد الجامع الثلاثة الكبير في الوسط والقبتين الصغيرتين على الجانبين وعقدة المدخل الرئيسي للمدرسة وذلك بعجن التراب الأحمر مع الماء ووضعه في قوالب مضلعة وتسخينه حتى يتصلب.

أشكال وتهذيب الحجارة : تقلع الصخور من المقالع وتكسر الى قطع أصغر وتهذب وفق أبعاد مختلفة حسب البناء وعادة تكون ذات واجهة مستطيلة بابعاد مختلفة ٠

 

الجزء الثالث : أجزاء المدرسة الجامعة  (قوبهان)