أنا والجدار –  بيار روباري

 

أنا والجدار

وكثيرٌ من النتانة والرطوبة وإنعدام الأخبار

وأكثر من النتانة جيوش القمل والصرصار

وأكثر من الأثنين المياه الطافية والأقذار

جثث الموتى وأنين السجناء الجدد وعذاباتهم في الجوار

كل ذلك مغلفٌ بعتمة السجن الذي لا يعرف ضوء النهار

وفوق هذا وذاك الشبح الذي إستولى على تفكيري كالمسمار

شبحٌ يشبه الحمار

لكن ليس ذاك الحمار الذي يكد بجدٍ ليل – نهار

ونركب ظهره ويستخدمه العطار

الحمار الذي أقصده كثير الظهور في الأخبار

هو حمارٌ في شكله لكنه في الحقيقة جزار

وجدُ خسيسٍ وغدار ومن الأشرار

إسمه؟؟؟؟

يأتي في أول الأخبار وفي نهاية الأخبار

آه، الأن تذكرت إسم ذاك الشرير الجبار

وتذكرت صورته الملصقة على كل جدار

جدران الأبنية وعواميد الكهرباء والأسوار

أسوار المدارس، السجون، السكنات، الملاعب، المقابر والأفكار

أتعلم الأن قد سقط من ذهني إسم هذا الجزار

ولكن لا بد أن أتذكر إسم هذا الوغد ابن العار

قلت لك يا جار

إنه مستولٍ على تفكيري هو والجدار

إسمه لا يُشغلني إنما الذي يُشغلني هو بقائه والإستمرار

في وطني ومنامت الأطفال الصغار

رغم خروجي من السجن إلا أنه ما زال يعيش فيني فكرآ وأسفار

يُحاصرني هو من الداخل ومن الخارج الأسوار

أسوار التشرد والخراب والدمار

ونخاسة البعض الذين تحولوا إلى تجار

وباعوا عذبات الأسرى ودماء الثوار

فبتُ أعيش في سجنين معآ بفضل هؤلاء الفجار

سجنٌ يحيط بيا من الخارج تسمى دول الجوار

وسجنٌ يعيش فيا هو شبح ذاك الجزار

فهل عرفته يا جار؟؟

نعم، ومن يكون ذاك الجزار غير بشار إبن حافظ الحمار؟؟؟؟؟

 

11 – 01 – 2023