النص : ثَكْلَى هي الأعوام! – د. ادم عربي

يا سمائي ملبدةٌ
أما فيك إمطارْ؟
وحيُّ صقيعٍ عاقرٌ
هذيانُ ربيعٍ إعصارْ
لا تيأسي
أنا حزنكِ
أنا دمعكِ
أنا البحر
أحبلُ بكِ
ولا ألدكِ
للحظةِ لا يوجد قرارْ
هَلْ كانَ عليَّ أن ارَ الموتَ
ولا ألوذٌ بالفرار؟
وأرى دمي على يديكِ
وأشربُ نخب الانتصار؟
حُبْلَى هي الأيام
لا تلد لي سوى
مزيداً من الأوهام
ثَكْلَى هي الأعوام
بعددِ القتلى من الأيام
هَلْ الدمعُ قبلَ العين
أَمْ في الأَصلِ كانَ البكاء؟
أحبُّكِ كقصيدة لَمْ أقرأها
كزهرةٍ لَمْ أقطفْهَا
كقُبلةٍ أخذتُهَا
مِنْ ثغرِ غيرِكِ
أحبُّكِ كزقاقٍ لَمْ أقطعْهُ
كعاصمةٍ لَمْ أزرْهَا
ككفٍ أمسكتُهَا
مِنْ يَدَيْ غيرِكِ
أحبُّكِ ككتيبةٍ لَمْ أهزمْها
كمعركةٍ لَمْ أخضْهَا
كانتصاراتٍ حققتُهَا
في السريرِ مَعَ غيرِكِ
لَمْ يقتلوني..
هُمْ في الخداع ِأحلامُ الحيايا
وفي الوداعِ عيونُ الذئابْ
هُمْ في الصراعِ عقولُ الخبايا
وفي اللقاءِ أسرابُ ذبابْ
لا تذوبي في صمتِكْ
فوقَ ضفافُ طيفكِ
أضائتْ سحاباتْ
كم كذبت عليَّ
عندما حسبتك
إستثناء
كم خدعتني
بقصص الأنبياء
لا هذا ولا ذاك
أنا محض خيالٍ
وانتِ مجرَّد فِكرة
أحبُّ مرارةَ القهوة
أكرهُ العسلْ
أُحبُ شربَ التبغِ
وأكرهُ الدجلْ
القمرُ يركضُ عارياً
وأنتِ التلال
أنتِ مدينتي
في الصبح معبدي
وبعد الظهر العملْ
سأُنادي على إسمك
حقولَ القمح
ليجوع العالمْ
فيزولُ المللْ
الجرحُ أجمل الورود
قلمي تخلَّى عنه الحبر
وألمي نُزع من الصبر
عندما أكتب
أنام في القمرْ
وعندما أنام
تستيقظ المدنْ
انا كالموجِ
لا أتعب منْ عناقِ
 السفنْ