ومن الاخطاء الكارثية الاخرى التي ارتكبها النظام بدد فيها الكثير من الاموال هو قيامه بتدمير اكثر من ثمانية الاف قرية في كوردستان اضافة الى الاف القرى الاخرى في كركوك و الموصل وديالى كانت تنتج انواع المحاصيل الزراعية والثروة الحيوانية التي تدعم الاقتصاد اضافة الى الاموال الطائلة التي صرفت على بناء تلك المجمعات السكنية والتي هجرت اغلبها بعد سقوط النظام ليعودوا الى قراهم ومزارعهم وبناءها من جديد ويمارسوا اعمالهم في الزراعة وتربية الحيوان .. اضافة الى قيام النظام باصدار قرار رقم 117 في سنة 2001 والذي تم بموجبه توزيع مئة الف قطعة ارض سكنية على القادة العسكريين وضباط الامن والمخابرات قدرت مساحتها 300 الف دونم وجميعها من المساحات الخضراء مما الحق اذى كبير لبيئة العاصمة بغداد .. ورغم كل ما اشرنا اليه لكن والحق يقال فان وزارة الاسكان والتعمير قامت ببناء مشاريع مهمة ومنها الخط السريع كما ان امانة العاصمة قامت باتخاذ خطط للحفاظ على جمالية بغداد وانشاء الحدائق و المتنزهات وبناء فنادق فخمة مثل ميريديان وشيراتون وبناء شقق سكنية في شارع حيفا ومنطقة البلديات على الرغم من ان العراقيين لم يستفيدوا حيث تم اسكان السوريين و الفلسطينيين فيها اضافة الى عدم السماح لاية حالة تتجاوز على الاملاك العامة حتى ولو لمسافة سنتيمتر واحد ، اما في عام 2003 وبعد سقوط النظام فان الامال عقدت على ان بغداد وسائر المدن العراقية ستشهد تطورا عمرانيا هائلا يعيد امجاد الف ليلة وليلة كما كانت في سالف عهدها سيما وان العراق شهد وفرة مالية استثنائية لم يشهدها من قبل وهو ما صرح به احد وزراء المالية السابقين بان البلاد في بحبوحة من حيث توفر العملة الصعبة سيما وان برميل النفط الواحد وصل سعره الى اكثر من مائة وعشرين دولار وهو امر لم يشهده العراق منذ اكتشاف النفط فيه والى يومنا هذا .. لكن الامال جميعها ذهبت ادراج الرياح لتتحول بغداد الى اسوأ حالات الفوضى .. فهذه حدائقها الجميلة قد تحولت الى محطات للتزود بالوقود او الى مولات تعود لاحزاب حاكمة وهذه ارصفة الشوارع وقد تحولت الى اكشاك . .
يتبع