تجار المأسي وضحايا الزلزال- بيار روباري

 

لا أظن الزلازل الذي ضرب قسم كبير من أراضي كردستان، والذي شمل عشرة محافظات في شمال وغرب كردستان يحتاج إلى وصف، حيث الصور والمشاهد الحية التي يتم نقلها في بث مباشر وعلى مدار الساعة تغني عن أي كلام، الذي أريد الحديث عنه هو عدة نقاط منها:

1- التجارة بمأساة المتضررين:

كالعادة نشط تجار المأسي وأخذوا يستغلون مأساة الناس وحاجتهم الماسة لكل شيئ، الطعام، الشراب، الملابس، البطانيات، الأدوية، الخيم، الإتصالات، المواصلات، دفن موتاهم، …. إلخ. وأولاد وتجار المأسي والحروب وجودها فرصة لإستغلال حاجة الناس الماسة لهذه المواد التي أشرنا إليها، ويبيعون كل بأضعاف الأسعار.

وهناك مجموع أخرى تستغل مناصبها في الهيئات والمنظمات الحكومية وتسرق نصف المساعدات التي يقدمها الدول المختلفة من حول العالم. وهذا حدث في الزلازل السابقة وخاصة الذي ضرب إزمير في العام (1999) وبقية الزلازل التي ضربت البلد وخاصة في المناطق الكردية.

المجموعة الثالثة من هؤلاء الأوغاد عديمي الضمير، بدأوا بنهب وسرقة بيوت الناس التي هرب منها أهلها نتيجة خوفهم من أن تنهار هي الأخرى، وينتظرون حتى تقوم الجهات المختصة بفحص المباني فيما إذا كانت صالحة للسكن أم لا.

لكن العصابة الكبرى التي بدأت على الفور التجارة بمأساة ضحايا الزلازل الرهيب هم عصابة الأسد واردوغان والجماعات المتطرفة الإسلامية التي تحتل المناطق الكردية وفي مقدمتها منطقة “أفرين”.

وإلى جانب هؤلاء القتلة هناك قتلة أخرى هم عبدالفتاح السيسي، النظام الجزائري والعصابة الشيعة الحاكمة في بغداد.

المجرم بشار الوحش الذي قتل مليوني إنسان لا ذنب لهم سوى أنهم طالبوا بحريتهم، راح يذرف دموع التماسيح وينتقد أبواقه مثل الحقير “فيصل مقداد” الدول الأوروبية وأمريكا وإتهامهم بممارسة القتل بحق الشعب السوري ومنع الطعام عنه، وطالب برفع الحصار عن النظام المجرم وأكبر زلزال بشري ضرب السوريين والشعب الكردي. هذا النظام القاتل والطائفي حاول أن يستغل مأساة السوريين والكرد لتحقيق هدفين:

الأول سياسي: هو الإفلات من الحصار السياسي الذي يعاني منه وتحسين وجهه القبيح. ولحسن الحظ أن أمريكا والأوروبيين رفضوا التطبيع مع هذه العصابة القاتلة والدموية، وبالتالي فشلت حيلته الرخيصة هذه وخاب أمله.

الثاني إقتصادي: هذا الساقط الذي إسمه بشار، حاول الإفلات من الحصار المالي والإقتصادي المفروض على عصابته، ووضع يده على المساعدات الإنسانية لكي يسرقها هو وعصابته وليبيعوا تلك المواد في السوق السوداء بعشرات الأضعاف، ومنح الباقي لمناطق دون غيرها وفق المعايير الطائفية البغيضة، بكلام واضح حرمان “السنة والكرد” من تلك المساعدات. ولحسن حظ السوريين والكرد رفضت الدول الغربية طلب النظام وأصرت على التعامل المباشر مع المناطق المتضررة عبر المنظمات الإنسانية التي تعمل على الأرض في شمال سوريا.

والقاتل والطاغية اردوغان يحاول إستغلال هذه المأساة الإنسانية الكبيرة، لتحسين وضعه الإنتخابي هذا كل ما يهم هذه العاهرة فقط لا غير. هذا الوغد لا يهمه حياة الناس ولا أوجاعههم وألامهم، ولو كان يفكر في حياة لما بنى قصرآ بأكثر من (600) ستمئة مليون دولار، في الوقت الذي يعاني منه أكثرية الناس من الفقر والجوع وخاصة في المحافظات الكردية، ولإهتم ببناء المباني وفق المعاير الدولية التي تفرض قواعد صارمة في البناء التي تتوأم مع مقاومة الزلازل المتبعة في العالم.

أما الخسيس عبدالفتاح سيسي زعيم الإنقلاب في مصر وقاتل الألاف من المصريين إستغل مأساة الشعب الكردي والسوري لينفتح على قاتل مثله هو بشار الوحش تحت حجة التعزية!!!!! وإتصل أيضآ بقاتل ثانٍ إسمه اردوغان أيضآ بحجة التعزية!!!!!! وكأنما يهم هذان المجرمان حياة الشعب الكردي والسوري!!!! بربكم هل رأيتم شخصآ أحط وأوسخ من هذا الوغد سوى بشار واردوغان؟؟؟ بقدر ما يهم بشار الجحش حياة السوريين، بقدر ما يهم السيسي حياة المصريين الذين قتل منهم الألاف وبكل بدم بارد، ونهب خزينة الدولة المصرية وأفلسها.

2- التمييز بين الناس والمناطق:

هناك ثلاثة أنواع من التمييز فيما يخص هذه الكارثة الطبيعية التي ألمت بشعبنا الكردي في شمال وغرب كردستان وهي:

أ- التيميز بين الداخل التركي والداخل السوري وهذا أمر مقرف ومدان، ورأينا النظام التركي المجرم أقفل المعابر الحدودية طوال اليومين الماضيين وهما من أهم الساعات التي مرت بعد حدوث الزلزال، ولم يدخل ألية واحدة إلى غرب كردستان (الداخل السوري).

ب- التمييز بين المدن الكبيرة والبلدات والقرى الصغيرة في الريف الكردستاني.

ت- التمييز بين المناطق والبلدات الكردية وغيرها من البلدات سواءً كان ذلك في سوريا أو تركيا، فيما يخص المساعدات الإنسانية وعمليات البحث عن الناجين.

ث- عدم الإهتمام بالبنية التحية في المناطق الكردية في كلا الكيانيين اللقيطين السوري والتركي.

ج- منع الإدارة الذاتية الكردية في غرب كردستان من تقديم يد العون لأهالي منطقة أفرين وخاصة بلدة جنديريس المنكوبة.

3- الإستخفاف بحياة الناس:

الدجالين اردوغان وبشار الوحش، لو كانوا فعلآ قلوبهم على حياة شعبهم، أولآ لما إرتكبوا أفظع الجرائم بحق شعوبهم فقط من أجل البقاء في السلطة ومزيدآ من النهب هذا بداية. لو كان هؤلاء القتلة يفكرون في حياة الناس لكانوا وضعوا قواعد صارمة لبناء دور السكن وكافة المباني الخاصة والعامة لأن الأمر له علاقة بحياة الناس وليس لعبة. فمن يقتل الألاف من البشر مثل الطاغية اردوغان والوحش بشار، من الصعب عليهما الإحساس بألم الناس وأوجاعهم وهم يموتون تحت الأنقاض. ما دمره بشار وأبيه يحتاج إلى عشرات لا بل مئات الزالزل كالذي ضرب جزءً كبيرآ من شمال وغرب كردستان. اليوم يتشفى هذا النظام العلوي الحقير في موت الكرد والسنة السوريين، يا له من عاهر هو واردوغان وخامئني.

الدولة التي تحترم حياة مواطنيها وحتى حيوانتها، تكون جاهزة من كل النواحي للقيام بواجباتها تجاه كل مواطنيها في حال حدوث أي كارثة، مثل فرق الإنقاذ، الإغاثة، إطفاء الحرائق، مستشفيات ميدانية، أغذية إحتياطية، كوادر متدربة، خيم إيواء، أدوية، كادر طبي، مروحيات طبية، سيارات إسعاف، معدات كافية وحديثة، شبكة تواصل مع الشعب، فرق حماية ممتلكات الناس، فرق دفاع مدني، ملاجئ، …… إلخ. أين نظام الطاغية بشار من كل ذلك؟؟؟ وهنا لا بد لي القول أن قيادات جنوب كردستان ليست أفضل من الوغد بشار والقاتل اردوغان والمجرم خامئني.

لا يمكن تجنب الزلازل، ولكن يمكن للدول أن تقلل من خسائر الزلزال وخاصة على الصعيد الإنساني والمادي بالتالي من خلال إتباع عدد من الإجراءات الضرورية منها:

1- بناء كافة الأبنية وفق معايير صارمة وتحت إشراف ومراقبة المختصين الغير ملوثين بداء الفساد وإصدار قانون عقوبات يردع كل من يخالف ذلك بعقوبة السجن مدى الحياة وفرض غرامة باهزة لقطع الطريق على المتلاعبين بشروط البناء.

2- تحديد سقف عدد الطوابق بستة كأقصى حد.

3- إمتلاك كوادر متدربة على إنقاذ الناس من تحت الأنقاض، إضافة للكلاب المتدربة والمعدات اللازمة وكل ما يلزم في حالات الزلازل مثل: سيارات الإسعاف، طائرات هليكوبتر، خيم، أدوية، مشافي متنقلة، بنوك دم، … إلخ.

4- الإستفادة من خبرات وتجارب الدول الأخرى في بناء الأبنية وكيفية التعامل مع مثل الكوارث وغيرها.

5- إمتلاك أجهزة لرصد الزلازل وعلماء في هذا المجال.

6- توعية الناس حول كيفية التعامل مع الزلازل في حال حدوثها، وإرشادات مكتوبة وتوزيعها على كافة الناس.

8- وجوب وجود مئات مساكن في كل مدينة تكون مجهزة بكل شيئ وتابعة للدولة لإستخدامها في حالات الطوارئ والنكبات لإيواء المشردين فيها في غير حالات الزلازل.

9- تشجيع ثقافة التبرع للصليب والهلال الأحمر، الهيئات الإنسانية، الجمعيات وخاصة من قبل القادرين على المساعدة.

10- تشكيل هيئة طوارئ وتكون هي المسؤولة عن إدارة الأزمات ويكون لها فروع أو مكاتب في المدن الكبرى لتسهيل العمل والتنسيق ويكون العمل منظمآ ومنسقآ، ولها ميزانية محترمة ويكون العاملين فيها كلهم خبراء وفي جميع المجالات المتخلفة والضرورية، ليس فقط لمواجهة الزلازل وإنما جميع أنواع الكوارث.

أخيرآ، الدولة بمختلف مؤسساتها ومسؤوليها وجدوا لخدمة المواطنين جميعآ، وبغض النظر عن هويتهم القومية، الدينية، المذهبية، المناطقية، الجنسية. هذه الدولة بمفهومي أنا وخدمة الناس لا تعني فقط أثناء الكوارث وإنما في جميع الأوقات، وإلا ليست دولة عزبة أو عصابة كما هو الحال مع عصابة الأسد واردوغان، والسيسي وخامئني وعصابة البرزاني والطالباني وعصابة الشيعة الحاكمة منذ سقوط المجرم صدام حسين، وأملي أن لا تتحول الإدارة الذاتية في غرب كردستان هي الأخرى لعصابة.

وفي الختام الرحمة على أرواح جميع الضحايا الذين سقطوا جراء هذا الزلزال المدمر والواسع، والشفاء العاجل للجرحى، وندائي لكل الناس تقديم يد العون والمساعدة للمنكوبين في جميع المناطق التي ضربها الزلزال.

08 – 02 – 2023