وسط هذا الضخ الإعلامي الكثيف للمأساة الحالية التي تعرض لها قسم كبير من شمال وغرب كردستان نتيجة الزلزال المدمر الذي طالته، وبث الصور والأفلام القاسية عبر القنوات التلفزيونية المختلفة ومعها وسائل التواصل الإجتماعي، والصدمة التي أصابت المتضررين من الشعب الكردي وهم الغالبية العظمة ومعهم قسم من السوريين السنة والمتعاطفين معهم، تركز جل إهتمامهم الناس على عمليات إنقاذ العالقين تحت الأنقاض، وهذا أمر إنساني طبيعي وإنشغلوا بتقديم يد العون لهم، ولم ينتبهوا إلى المواقف المخزية والقرارات العنصرية التي إتخذتها الدولة التركية والنظام الأسدي المجرم والنظام الشيعي الطائفي في كل من طهران وبغداد، ومعهم الحثالة البرزانية والموقف الغربي الغير أخلاقي من محنة المتضررين في الجانب السوري. هناك عدة تساؤلات حول مواقف الدول والجهات المختلفة وتعاملها مع هذه المأساة التي ألمت بالشعب الكردي والسوري السني معآ. يجب فضح هذه المواقف العنصرية البغيضة وإطلاع الرأي العام الكردي والعالمي عليها.
أولآ، الموقف التركي:
صبيحة حدوث الزلزال المدمر، أصدر حكومة القاتل أردوغان عدة تعليمات إلى الجهات المعنية منها:
- إغلاق المعابر الحدودية مع غرب كردستان (شمال سوريا) بحجة تضرر الطرق، وهذا تدليس وكذب في وضح النهار، وبدليل سلامة طريق قرخان – جنديرس، والبيان الذي أصدرته إدارة معبر باب الهوى الذي نفت فيه ما قاله وزير الداخلية التركي “سليمان صويلو”. وثانيآ فتح هذه المعابر بعد أربعة أيام دون أي تصليح للطرق التي قالوا عنها أنها معطلة وغير قبلة للإستخدام. العاهرة أصدق من اردوغان ووزير داخليته صويلو، فهؤلاء الأوغاد يكذبون على مدار (24) الأربع والعشرين ساعة.
- أبلغت الحكومة التركية التنظيمات الإرهابية الإسلامية السورية المرتبطة بها المتواجدة بغرب الفرات وتحديدآ تلك التي تسيطر على منطقة أفرين المحتلة من قبل تركيا، بعدم مساعدة الناس الكرد في المدن والبلدات المنكوبة وفي مقدمتها بلدة أگرو (جنديرس) منعآ باتآ.
- أبلغت الحكومة التركية كافة قيادات التنظيمات المتطرفة الموالية لها في غرب كردستان (شمال غرب سوريا) بعدم قبول المساعدات الإنسانية من الإدارة الذاتية الكردية، وهددوهم بالتصفية والقتل في حال قبلوهم بذلك. ورأينا طابور الأليات والمعدات والمساعدات الإنسانية المختلفة وصهاريج الوقود المقدمة من الإدارة الذاتية، كيف تنتظر أيام دون السماح لها بالوصول إلى منطقة “أفرين” لإنقاذ حياة الناس.
- أبلغت الحكومة التركية كافة طواقم الإنقاذ، أن الأولوية لمواطني الدولة التركية، بمعنى أن يترك الكرد من روزأفا والسوريين السنة المقيمين في شمال كردستان أي (تركيا) للموت المحتوم!!! هل هناك أقذر وأوسخ من هذا الفعل الشنيع؟؟
- إشترطت الحكومة التركية على الدول التي تريد إرسال مساعدات للشمال السوري (أفرين وإدلب) بأن تأخذ هي نسبة (80%) من تلك المساعدات والسماح (20%) للعشرين الباقية الدخول للشمال السوري وهذا ما حدث مع العديد من الدول ومن ضمنها السعودية.
لو كان يهم الطاغية اردوغان والعصابة الحاكمة معه حياة الإنسان الكردي لما قتل من الكرد في شمال كردستان (تركيا) عشرات الألاف خلال فترة حكمه، وما كان ليدمر عشرات المدن الكردية على الطريقة الأسدية الإجرامية في شمال كردستان وقصفها الدبابات والطائرات والمدفعية وراجمات الصورايخ وصب حمم النار عليها. وما كان لسجن كل القيادات السياسية الكردية في شمال كردستان بحجة الإرهاب وهو الداعشي الأول في العالم، وهذا ما يعلمه القيادات الأوروبية جيدآ ومع ذلك يسكتون عنه لأنهم أوسخ منه!!!!
هذا المجرم اردوغان لا يهمه حياة المواطن الكردي سواء كان يحمل الهوية التركية أو الهوية السورية أو غيرها من الهويات. هو سعيد للغاية بالزازال الذي تعرض له الشعب الكردي والدمار الذي خلفه في كل مكان. ورأينا كيف تعامل هذا الفاشي مع أبناء الشعب الكردي ومأستهم في الزلزال السابقة. هدف هذا الطاغية وعصابته هو إستخدام هذه المأساة إعلاميآ من أجل البقاء في السلطة فقط لا غير. وخير دليل على ذلك إعلان حالة الطوارئ ورغبته في تأجيل الإنتخابات. هذا المجرم لا يفكر سوى بنفسه مثله مثل صديقه الوحش بشار والمسخ مسعود البرزاني صديق الإثنين.
هذا العاهر اردوغان الذي تاجر بألام السوريين ودمائهم على مدى (12) سنة، الذي كان يدعي أنه مع الثورة السورية، وللأسف الشديد صدقه بعض السذج من السوريين والمنتفعين، وإشتغلوا عنده أزلامآ صغار وفي مقدمتهم جماعة القردة (الإخوان المسلمين) الذين تركوا النظام الأسدي المجرم وصوب هؤلاء القتلة واللصوص فواهات بنادقهم إلى صدور الشعب الكردي، وشاركوا التركي في إحتلال ثلاثة مناطق كردية (أفرين، گريه سپي، سريه كانية) وشردوا أهلها الكرد وسرقوا أملالكهم وخطفوا نسائهم. وللأسف مازالت المعارضة الإسطنبولية ترى في الشعب الكردي عدوآ، وفي المقابل يجدون في هذا القاتل والتاجر اردوغان صديقآ وحليفآ!!!! ليس هذا وحسب وإنما يفضلون سفاح الشعب السوري الوحش بشار على الشعب الكردي، وقالوا ذلك علنآ هؤلاء الحثالة الذين تاجروا بدماء السوريين ونهبوا المليارات من الدولارات خلال 12 عام. لو كان هؤلاء المعارضين أناسآ وطنيين حقآ ولديهم قليلآ من الشرف والكرامة، لإنتفضوا ضد الطاغية اردوغان وهبوا لمساعدة أبناء جنديرس التي يحتلونها وفتحوا المعابر مع الإدارة الذاتية وقبلوا المساعدات الإنسانية منها دون أي تردد.
ثانيآ، الموقف الأسدي:
هذا السفاح ابن السفاح والطائفي البغيض، حاول إستغلال مأساة السوريين وألامهم وأخذ يشحد من الدول المساعدات الإنسانية وتسويق نفسه من جديد، وعندما أرسل البعض المنحاز له بعض المساعدات فقام هذا الفاجر ابن الفاجر، بتوزيع تلك المساعدات على المناطق والبلدات العلوية المتضررة من الزلزال، ومنعها عن القرى الكردية في ريف اللاذقية وحماه وحمص وعن المدن والبدات السنية بكل تأكيد. فما بالكم بإرسالها إلى كل من منطقة إدلب وأفرين الخارجتين عن سيطرته!!! ونهبوا نصف تلك المساعدات وأخذوا ببيعها في السوق السوداء بعشرات أضعاف السعر الأصلي.
لو كان لدى عصابة الأسد كعائلة ونظام مجرد ذرة إحساس لما دمروا مدينة حماه وجسر الشغور وحلب في الثمانيات القرن الماضي، ودمروا البلد بأسره بعد إندلاع الثورة السورية في العام (2011) وشرد نحو (15) خمسة عشر مليون إنسان، وقتل أكثر من مليوني إنسان أخر بريئ. فهل هناك عصابة أحقر وأوسخ من هذه العصابة الطائفية البغيضة وعصابة اردوغان وملالي النجف وقم، التي تميز بين أبناء البلد الواحد؟؟
والأحقر منهم برأي هم تلك الأنظمة التي أرسلت المساعدات الإنسانية لهذا النظام وقدموا له التعزية، بدلآ من إرسال تلك المساعدات إلى الناس المتضررين مباشرة مثل النظام الطائفي الشيعي في كل من العراق وايران، والنظام الجزائري المجرم، والنظام الإماراتي المعادي للثورات والنظام الروسي القاتل.
ثالثآ، الموقف الأمريكي:
الموقف الأمريكي كان مخزيآ ومقرفآ في هذه المأساة كما كان الحال مع إستخدام السلاح الكيماوي من قبل النظام الأسدي مرات عديدة ضد الشعب السوري، وموقفهم من إحتلال منطقة (أفرين، گريه سپي، سريه كانية)، وكيف قسمت الإدارات الأمريكية الشعب الكردي في غرب كردستان بين غرب الفرات وشرقه، ورفضهم حتى الأن التعامل مع الإدارة الذاتية سياسيآ.
كان بإمكان الأمريكيين إرسال مشفى ميداني إلى بلدة “جنديرس” التي يحتلها الأتراك مع الأليات لرفع الأنقاض وإنقاذ حياة الناجين، وهذا ليس صعبآ على دولة مثل أمريكا، وكان بإمكانها فرض ذلك على تركيا والجماعات المحتالفة معها والمتواجدة في أفرين. الأوروبيين هم يتبعون أمريكا وليس لهم قرار مستقل ومجرد زيللها للهز لا أكثر. إن الموقف الأمريكي هذا مقرف ومعيب وبل مدان، لأنه ميز بين الضحايا في شمال كردستان وغرب كردستان وهذا أمر غير أخلاقي على الإطلاق. والحجج التي قدمتها الإدارة الأميركية في عدم إرسال طواقم إنقاذ إلى جنديريس، مرفوضة ومموجة، وبكلام أخر تهرب من مسؤوليتها الأخلاقية كدولة كبرى ورائدة في العالم.
رابعآ، موقف البرزاني وأزلامه في المكنسة:
البرزاني حاول أن يتاجر بمأساة الشعب الكردي والسوري، وذلك من خلال إرسال بعض المواد الإغاثية إلى السلطات التركية المتحالفة معها بإسم العائلة وتضخيم حجم هذه المساعدة وإستغلالها إعلاميآ. لو أن مسعود البرزاني يهمه حياة الإنسان الكردي، لما ترك هو أهلنا في منطقة شنگال لقمة صائغة لتنظيم داعش الإرهابي قبل سنوات، ولساعدهم في بناء بيوت جديدة ومدارس ومستشفيات، إضافة للبنية التحية ومد الكهرباء لها، وأسس قوة خاصة لحماية شنگال من أبنائها وبحث عن المختطفات من النساء والأطفال، ومكن أهلها من العودة الأمنة لديارهم من جديد، بدلآ من العيش في تلك المخيمات المزرية حول مدن الإقليم. ولما حفر الخنادق مع غرب كردستان بدلآ من فتح عشرات المعابر غرب كردستان وبنى عشرات الجسور فوق نهر “دجلة” للتنقل بين جزئي كردستان بسهولة ودون كفيل وكل هذا القرف.
ومن الجهة الأخرى لكان طلب من اردوغان أن يمنحه المجال من الدخول إلى منطقة أفرين لتقديم المساعدة لأهلها الكرد ويأخذ معه قادة الأنكسة جميعهم دون إستثناء ودفنهم تحت أنقاض تلك المباني المهدمة بفعل الزلزال. لأن هؤلاء كانوا شركاء للمحتل التركي والإئتلاف الإسطنبولي العتصري، في إحتلال منطقة أفرين. لو أن مسعود البرزاني وعائلته يهتمون بحياة وكرامة المواطن الكردي، لما كان هذا هو حال الإقليم المقسم إلى أربعة مزراع، ولكان دافع عن مدينة كركوك هو وعصابة الطالباني، ولما نهب دخل النفط والغاز وركم (60) مليار دولار ديون خارجية على الإقليم.
خامسآ، موقف قيادات المعارضة السورية:
إن موقف قيادات المعارضة بجميع مسمياتها أوسخ وأحط من الموقف النظام التركي والأسدي دون شك. هل سمعتم واحدآ من هؤلاء دعى إلى فتح المعابر بين تركيا وسوريا مثلآ، وبين الإدارة الذاتية الكردية ومناطق غرب الفرات التي يسيطر عليها الجماعات المتطرفة التي تتبع هذه القيادات؟؟ أبدآ. لا العلمانيين منهم ولا الليبرالين ولا أصحاب المكانس (المشايخ) ولا الإعلاميين على الإطلاق. إنها معارضة وسخة ولولا أنها كذلك لما فشلت الثورة السورية ووصلت إلى ما هي عليه اليوم، وكل ذلك بسبب تلك القيادات الحقيرة بكل معنى الكلمة ومن ضمنهم جماعة المكنسة، الذين تاجروا بدماء السوريين وألامهم ونهبوا المليارات من الدولارات على مدى السنوات العشر الماضية.
سادسآ، موقف الإعلام الغربي والعربي:
إن موقف الإعلام الغربي كان مقرفآ ومقززآ مثل مواقف الحكومات الغربية، حيث تجاهل مأساة أهلنا في غرب كردستان وخاصة محنة أهالي مدينة جنديرس، وركز فقط على الطرف الأخر من الحدود رغم أهمية ذلك وضرورته، وردد نفس الترهات والأكاذيب التي سوقها القادة الغربيين الدجالين. والإعلامي العربي إنقسم وهناك مَن طبل للنظام الأسدي المجرم، وهناك من طبل للمجرم أردوغان ونظامه. فقط قناتي العربية والحدث كانتا موضوعتين وحاولتا تغطية المأساة في الجانبيين أي شمال كردستان وغرب كردستان، وألقت الضوء على مبادرة الإدارة الذاتية بشكل جيد، وإنتقدت تركيا لإغلاقها المعابر بين طرف الحدود وأول قناة دخلت إلى مدينة جنديرس كانت قناة العربية ونقلت مأساة أهلها ولم تميز بين هذه المدينة وتلك، وهكذا يجب أن يكون الإعلام وليس كقناة الشنتيرة (الجزيرة) القطرية، وإعلام النظام التركي والأسدي والشيعي الفارسي والعراقي وإعلام المافيا البرزانية وإعلام الطاغية بوتين.
وختامآ، أليس غريبآ أن لا نرى أي قيادي من جماعة المكنسة (أنكسة)، يدخل إلى منطقة أفرين المنكوبة التي ضربها الزلزال ودمر بلدة أگرو (جنديرس) عن بكرة أبيها ويقدموا يد العون لأهلها رغم مرور خمسة أيام على حدوث لزلزال، هذه المنطقة التي شاركوا المحتل التركي في إحتلالها قبل خمسة سنوات من الأن؟؟ ولماذا لم نرى أي قيادي من الإئتلاف الإسطنبولي الخسيس المتحالف مع نظام المجرم اردوغان، يدخل إلى منطقة أفرين ويقدم المساعدات الإنسانية لأهلها؟؟؟
10 – 02 – 2023
الحياة تنقضي في ثوان تمامآ كعمر الزالزل سواءً كان في كردستان أو اليابان.
للأسف هذا تكتبه البرزاني يصب في خانة المحاربين للفكرة الوطني للحزب الديمقراطي الكردستاني و ينفخ في بوق محاربيه فلمصلحة تقوم بذلك
فالنادي البناء للحصول إلى الأفضل يختلف عن القدع والمحاسبة أشخاص
فالوطن فوق اشخاص