ما زالت المجتمعات الناطقة باللغة العربية لا تعتبر الدين شان شخصي، بل مرجعية لكل المواضيع فالعقل الجمعي بعيدا جدا عن جعل الدين شانا شخصيا فهل يدخل في كل شيء، وما زلنا بعيدين جدا عن مفهوم ” الحداثة ” لعدة اسباب، لست بصدد ذكرها، لانني بصدد عرض حقائق لالقاء الضوء عليها، فلربما تغنينا عن عناء التحليل.
ما شهدناه في كل من العراق واليمن ولبنان وسوريا وليبيا، هو استثمار غربي امريكي في موضوع الدين، ولا ننس ما حدث في تونس من “ردة “بعدما بدات الحداثة على يد قائد استثنائي “الحبيب بورقيبة” ، ولا ننس الانتخابات عام 2006 في الاراضي الفلسطينية والتي فازت بها حماس والتي على اثرها استولت على قطاع غزة، الكل يعرف ان الاخوان المسلمين غير مصنف تنظيم ارهابي، بل حتى مقراتهم في بريطانيا عامرة، بينما تم تصنيف حركة حماس منظمة ارهابية، مع العلم لو سالت اي طالب غربي يدرس علم السياسة لقال لك ان حركة حماس جزء من تنظيم الاخوان المسلمين، ثم ان هناك حالة ملفتة للنظر يجب التوقف عندها، وهي ان ثورات الربيع العربي حصلت حصرا في دول الجمهوريات ولم تحصل في دول الملكية، وهذا ليس من قبيل الصدفة، بل من قبيل الضرورة، انها سياسة اوباما وهيلري كلينتون منذ 2006 والتي مفادها اسلمة المنطقة تحت اسم الديموقراطية، وتمكين الاسلام السياسي من الحكم والذي لا يؤمن اساسا بالديموقراطية، انها نتيجة متوقعة لاي انتخابات تجري في اي دولة عربية، فكما اسلفنا في بداية المقال ان المجتمعات الاسلامية ما زالت تعيش الثقافة الاسلامية ولا تعتبر الدين شان شخصي والثقافة هي الدين في هذه المجتمعات، اذن نحن امام اسلام سياسي مدعوم غربيا من اجل الوصول للسلطة، وهذا ما حدث فعلا، لذلك لعبة الديموقراطية الغربية في بلادنا لعبة قذرة ولا معنى لها سوى تكريس حكم الاسلام السياسي لابعاد المجتمعات عن الحداثة وضمان تاخرها عقود من الزمن، سالني احدهم في نقاش سياسي “هل تؤمن بالديموقراطية؟” اجبته على الفور “لا” ، فرد بعيون المنتصر، ” ما دمت لا تؤمن بالدموقراطية، فبماذا تؤمن؟” اجبت فورا .. اؤمن ان اصل اولادي وبيتي سالما.