اما من جانبها التربوي فانها لم تشهد اي تحول في بناء المدارس امام هذا التزايد الهائل في النمو السكاني اذ بلغت نفوس السكان حسب اخر الاحصاءات ما يقارب عشرة ملايين .. بل تم تهديم الكثير من مدارسها بحجة كونها ايله للسقوط لاعادة بناءها مجددا وفق احدث السبل العلمية التي تزيد مواهب التلميذ العلمية ، لكنها لم تبنى لحد الان ولازالت انقاض التهديم على هيئة تلال في داخل تلك المدارس ليزيدوا الطين بله ليضيفوا تلاميذ تلك المدارس على مدارس اخرى الامر الذي ادى الى حصول حالة اختناق في تلك المدارس التي اصبحت غير قادرة على استقبال تلك الاعداد ونصب غرف كرفانية مما يضطر الكثير منهم على الارض وهو امر لم يالفه اكثر البلدان فقرا وتخلفا والانكى والامر ان بعض المدارس قد اغلقت وتم تحويلها الى مخازن وتم تاجيرها لبعض المتنفذين وعلى سبيل المثال فان مدرسة البارودية الكائنة في مدخل شارع الرشيد والتي هي اقدم المدارس التي بنيت في بغداد في عام 1919 والتي درس فيها علماء وشخصيات كبار قد تم تاجيرها الى احدى النساء المتنفذات حيث قامت بتحويل قاعات الدرس الى مخازن وتاجيرها لاصحاب الاعمال في شارع الرشيد لتدر منها ارباحا هائلة في الوقت الذي ترى الاهتمام على اوجه للمعاهد و الكليات الاهلية التي تعود للمسؤولين … اما شوارعها التي كانت ذات يوم ملتقى السواح الذين كانوا يقصدون بغداد من ارجاء المعمورة فيا ويلتاه عليها وعلى سبيل المثال شارع الرشيد الذي كان لا ينام على اصوات الموسيقى و الانغام الصادرة من السينمات و المقاهي و المحلاته التجارية التي كانت مليئة بالبضائع الجميلة و النادرة فانه تحول اليوم الى محطة بيع الدهون و المضخات الزراعية و مولدات الكهرباء وانه بمجرد الغروب يتحول الى شارع اشباح اذ لا وجود حتى لفرد واحد يسير فيه خوفا من تعرضه الى سطو او تسليب ، وكذلك الحال بالنسبة الى شارع السعدون الذي هجره اغلب الاطباء نراه اليوم وقد امتلئت فروعه باكوام النفايات لا بل ان بعض الاحياء اصبحت ملاذا امنا لتعاطي المخدرات وممارسة اعمال الرذيلة وقد لفت انتباهي قبل ايام لافته يناشد فيها اهالي الكراده داخل وزارة الداخلية التدخل وذلك لانتشار محلات الدعارة فيها ، وكذلك الحال بالنسبة الى منطقة الميدان الذي تعرض فيه كثير من المواطنين الى التسليب كما ان الكثير تعرضوا الى طعنات بالات جارحة .. هذا هو حال بغداد التاريخ و الحضارة ومدينة الحب والعشق و الجمال .. فالى الله المشتكى . . .