أَتَذَّكرُ..
أنني وُلدتُ من حبةِ برتقالةٍ
فائتْ بأغصانها
على ” مصطبة”
حفظتْ كلَ الحكايا
ونميمةَ العجائزِ
كانَ أبي نصفه ماركسياً
والنصف الاخر ناصرياً
وكيفَ إجتمعا؟
يُقال أنه راهنَ جاره
لو لم ينتصر العرب ليخرج عارياً
في الحي
إنقضى عمره ولم ينفذ وعده
بيدَ أنه لم ينسَ مقولته
“كانتْ ولادتك شئم”
ربما كان سراً قومياَ او ماركسياً
وراءَ هذا التعبير
ولربما لهذا أورثني
وجع الرأس
وعشق زيتون الوطن
ورائحة زعتره
وشرب “الميرميه” مع الشاي
آه..يا زمني ..
هل تحلم بتاريخ عتيق؟
أم بشجرة التين والليمون
على كتف ساقية صغيرة
أم بثديٍّ يدرُ لبناً وعسلا..؟
أتذكرُ..
شهر آذار
شهر الزلازل والامطار
شهر الحب والنكاح
وإِستنفار الديكة
كانَ يوماً أحمراَ
تحول لأصفر
صبغته وجوه البشر
من كل بقاع الارض
وولدتْ الخرافة
لم يبقَ لي أحدا
فقد رحلتُ دونَ حقائب
ورحل الجميع
لم يبقَ لي أحد
إمطيتُ صهوة الموت
دون أن أنظر إلى الخلف
لعلها ساعة الرحيل
ما هذا؟
إنها صافرة الزمن
مع بقايا أُغنية قديمة
وشقيقة الروح
أنزلتُ شراعي
وغفوتُ في البحرِ
الذي يطلُ
من عينيها