الجميع يتحدث عن الحرب العالمية الثالثة ، والجميع يعتقد بأن الحرب العالمية الثالثة ستنطلق من داخل اوكرانيا ، ولكن هذا التفكير يضعف احتماليته يوم بعد يوم فقد أخذت الحرب الاوكرانية الروسية نفس منحى الحرب العراقية الإيرانية التي استمرت اكثر من ثمان سنوات ، فكل المؤشرات تدل على ان الحرب الروسية الأوكرانية بدأت تنحسر ضمن المدن الحدودية وان احتمالية استخدام اسلحة الدمار الشامل اصبحت ضئيلة جداً خاصة بعد ان تخلت روسيا عن اهدافها الأساسية من بدأ شن الحرب لاسقاط حكومة كييف ونزع سلاح كييف وأكتفت بالسيطرة على المدن الحدودية الاوكرانية ذات الغالبية الروسية ، لذلك فالاحتمالات جميعها تشير الى تحول الحرب الروسية الاوكرانية الى حرب تقليدية طويلة الأمد غير واسعة ومحدودة جغرافياً على الحدود الاوكرانية الروسية وهذا ما تريده روسيا بعد ان فشلت عسكرياً واستخباراتياً من اجتياح اوكرانيا الضعيفة وهو ايضاً ما تريده الدول الغربية لكي لا تتوسع تلك الحرب الى داخل العمق الاوربي ، اما خيارات اندلاع حرب عالمية ثالثة فهي مازالت قائمة بل أمست قريبة جداً و وقوعها ضرورة تأريخية لابد منها ، وهذه المرة ستكون بعيدة عن حدود دول اوربا والدول الغربية وبعيدة بنفس الوقت عن روسيا والصين . . الاراضي الايرانية ستكون مسرحاً للحرب العالمية الثالثة وستجرب فيها كل انواع التطور التكنلوجي من سلاح ومن معدات سيبرانية واقمار صناعية ، لماذا ايران ؟ ايران مصممة على السير بنفس الخطى التي رسمتها من قبل وهذه الخطى هي بأختصار اعلان نفسها دولة كبيرة تتحدى الدول الكبرى من خلال سعيها لصناعة القنبلة النووية ، تدخلها في شؤون الدول الاخرى مما تسبب بكثرة اعداءها وعرقلة سياسات الدول العظمى حتى الحليفة لإيران ، ضم عدد من بلدان الشرق الاوسط تحت سيادتها ، السيطرة على اهم منافذ المياه الدولية في مضيق هرمز ومضيق باب المندب واعلان منطقة الشرق الاوسط منطقة نفوذ ايرانية بشكل مطلق إضافة الى تهديداتها المستمرة بأستخدام كل الوسائل المتاحة مع اية مواجهة مع العالم الغربي . هذه التطلعات الايرانية سيتم عاجلاً ام آجلاً مواجهتها وعلاجها من قبل دول حلف الناتو ، وبما ان حلف الناتو والولايات المتحدة الامريكية واسرائيل ومعظم بلدان الشرق الاوسط ترفض رفضاً قاطعاً التمنيات الايرانية ستلجأ جميعها الى تكوين تحالف دولي وقد يكون هذا التحالف هو الاكبر في تأريخ الحروب لمعاقبة ايران وضربها عسكرياً ، مما سيدفع روسيا المتورطة في الوحل الاوكراني مضطرة الى دعم حليفتها ايران بكل ما أوتيت من قوة وكذلك ستفعل الصين من باب مشاغلة حلف الناتو وامريكا بالشرق الاوسط ودرء الحرب عن حدودها ، فتصبح ايران بؤرة الحرب العالمية الثالثة ، وفي هذا الحال اوربا والدول العظمى ستخوض الحرب العالمية الثالثة وجهاً لوجه داخل الاراضي والاجواء الايرانية فقط و بأريحية دون ان يصيب شعوبها واراضيها اي ضرر ، فهي معادلة مرضية للجميع ، ففي حال فشلت ايران ومن معها في صد هجوم التحالف الدولي واستسلمت واعلنت انصياعها لقرارات دول التحالف رغم الاسناد والدعم اللامحدود القادم اليها من لدن روسيا والصين وكوريا الشمالية فهذا يعني هزيمة دول المحور الجديد المتمثلة بإيران وحليفاتها وقبولها بسيادة الدول الغربية وتحديداً امريكا على العالم وتنازل هذه الدول ( الصين وروسيا وكوريا الشمالية وايران ومن لف حولهم ) عن التحدي وانصياعهم للأمر الواقع وتنفيذ كل ما تمليه عليهم الدول الغربية بذلة وخنوع . وبنفس الوقت ستكون الحرب العالمية الثالثة بعيدة عن الاستخدامات النووية والبايلوجية والكيمياوية المقلقة للجميع ، لأن ذلك لم يعد له ضرورة طالما ان البلدان التي تخوض الحرب وهي تمتلك تلك الاسلحة المدمرة تعيش في أمان ولا يصيب شعوبها واراضيها الضرر الكبير و لايتعرض أمنها القومي للتهديد و الخطر . اما إذا استطاعت ايران من الصمود وإفشال هجمات دول التحالف وانتصرت عليهم من خلال الدعم الروسي الصيني الكوري الشمالي فأن المعادلة الدولية ستتغير وسيتم اعادة تقسيم مناطق النفوذ الدولية وستكون لهذه الدول المنتصرة من خلال ايران كلمتها وشروطها على العالم الغربي . فهي حرب من نوع اخر ستكون الكفة راجحة فيها للقوة السيبرانية والاستخباراتية وتكنولوجيا الفضاء ومن المحتمل ستكون هناك اسلحة جديدة لم تستخدم من قبل سيتم تجربتها في هذه الحرب ، على اعتبار جميع الاطراف في ضمانة و اطمئنان بعدم وجود الانتقام لسلامة اراضيها البعيدة عن مسرح العمليات ، اما إيران فهي كبش الفداء .
النتيجة التي سيقتنع بها الجميع هو ان الحرب القادمة مع ايران ستتحول بشكل سريع الى حرب عالمية ثالثة بسبب كثافة تدخل روسيا والصين المؤكد دون تردد وقد ترسل هذه الدول الحليفة لإيران وحدات قتالية للمشاركة جنباً الى جنب مع القوات الايرانية لمنعها من السقوط امام دول التحالف وقد تصمد ايران نتيجة الدعم الكبير لكن صمودها لن يطول وستخسر الكثير …. هذه الحرب العالمية الثالثة بدأت ملامحها تظهر على السطح وستكون معظم دول العالم مشتركة فيه بشكل او بآخر ، وإذا ما بدأت الحرب العالمية الثالثة وانتهت بهذا السيناريو دون دمار شامل لأية دولة عظمى او اوربا والكل احتفظ بالبنى التحية لبلاده عدا ايران طبعاً ، ستكون اشارة كبيرة لسيادة العقل ودفع الشر وابعاد شبح الحروب النووية خاصة وان ايران هي من ترغب بهذه المواجهة وتطوعت ان تكون مضيافة لهذه الفعالية التي تظن بأنها ستكون فعالية جميلة مثلما اعتقدها صدام حسين من قبل ، فلا لوم ولا تثريب على الدول الكبرى ان تختار الاراضي الايرانية للموقعة المرتقبة والتي ستكون قريباً كما تدل جميع المعطيات الاقليمية والدولية على هذا الحدث المرتقب . . . الحرب العالمية الثالثة يجب ان تحدث بسبب العقلية التوسعية عند الصين وروسيا وايران ولأن درجة التوتر بين الدول العظمى وصل حد الاتقاد خاصة بعد جائحة كورونا المدمرة ( المتهم الرئيسي فيها جمهورية الصين ) والاجتياح الروسي البربري لأراضي جارتها اوكرانيا وان عدم حدوث الحرب بهذا السيناريو يعني ان العالم مقبل على سيناريو أشد إيلاماً ودمارا ، حرب كارثية لا تبقي ولا تذر .
واخيراً أود القول ( كم سعت ايران ان تجعل من دول وشعوب الشرق الاوسط تقاتل بالنيابة عنها ، وتغافلت بأنها ممكن ان تكون في يوم من الايام هي الوكيلة التي تقاتل نيابة عن الدول الملحدة الكافرة حسب تصنيفها العقائدي ) هكذا تدور الايام .
السيد كامل سلمان المحترم
تحية
للاطلاع
“الحرب العالمية الثالثة قادمة من إيران ؟”
الحرب العالمية الثالثة قادمة من تركيا، كسابقتها الحرب العالمية الأولى
محمد توفيق علي
الصديق المحترم محمد توفيق علي ، كما تفضل جنابكم الكريم يبدو ان الشر كله يخرج من هذه البقعة المباركة ، تحياتي