العالم يتجه نحو الأسوأ :- قلم ( كامل سلمان )

العالم يتجه نحو الأسوأ ، هذه ليست أمنية او خيال او نظرة تشاؤمية بل هذا واقع الحال عندما تنظر للعالم من زاوية بعيدة .
العالم بدأ يتغير بشكل سيء بعد جائحة كورونا وكأنما الصعود العلمي والتكنولوجي السريع خلال العقود الماضية كان اسرع من الزمن وأسرع من حاجة الإنسان الفعلية فأصاب المجتمع البشري الخلل .
قبل جائحة كورونا كانت للثقافة والعلم والمحبة والسلام الدور الكبير في حركة الحياة في معظم دول العالم ولكن ما نراه اليوم هو الجهل والشعوذة والخزعبلات والانانية والدموية والحروب منتشرة بشكل مرعب حتى وصلت اثارها للدول المتقدمة مما ولدت ازدياد نسبة الفقر والامراض في معظم دول العالم ، كان في السابق هناك رموز عظيمة يتم ذكرها في كل مناسبة وهم العلماء وبعض المفكرين والفلاسفة وبعض القادة السياسيين واسماءهم يتم تداولها على الالسن في كل مكان ولكن مانراه اليوم فأن الرموز هم من الفنانين وخاصة النساء والرياضين من المشاهير ورجال الدين المتزمتين والقادة الارهابيين واصحاب الأموال هؤلاء هم رموز اليوم ولا يكاد احد او وسيلة اعلامية لا تذكرهم على مدار الساعة . . كانت للحروب التي تدور رحاها بين الدول قوانين اخلاقية ولو بالحد الادنى ولكن ما رأيناه في الحرب الروسية الاوكرانية والحرب السورية وحرب اليمن وداعش في العراق والعدوان الايراني التركي ضد كوردستان والحرب الافغانية وحروب الارهاب والمليشيات في العالم دموية و إبادات جماعية حتى الاسرى يمثل بهم و يقتلونهم والتدمير المطلق مع اساليب الذبح والانتقام وحتى الرضيع لا يسلم منها . كان العلم عندما يقدم صناعة تكنولوجية ويوفرها في الاسواق تتسارع الناس لتلاقف هذا المنتوج العلمي والاحتفاء به ، ولكن ما نراه اليوم بمجرد ان يتم الاعلان عن انتاج علمي تكنولوجي جديد حتى تجد الاسواق أمتلئت بالنسخة المزورة الرديئة لهذا الانتاج …. الحيلة والخداع أصبحت تتغلب على القوانين والاخلاق حتى الطبيب اصبح مخادع ورجل الدين يتفنن بالخداع ، بل المهن كلها ، والقليل جداً يحاول الاحتفاظ بنزاهته ، فلا نستغرب ان تتحول هيئات النزاهة الى هيئات الفساد … كانت الاحزاب السياسية والتنظيمات الجماهيرية تقودها النخب المثقفة والمفكرين ، اما اليوم فقادة الاحزاب والتنظيمات من الجهلة والمجرمين واللصوص وهذه الظاهرة اصبحت ظاهرة عامة في معظم دول العالم . . . كنا نسمع بالمخدرات وبشكل ضيق وقليل واليوم لا يكاد احدنا يمر بشارع او محلة الا و يشم رائحة المخدرات من بعيد .
القوة ومبادىء القوة والعنف أصبحت هي اللغة السائدة بين المجتمعات البشرية ولم تعد للسياسة وجود الا في صفحات الجرائد وفي المناظرات التلفزيونية والمؤتمرات الدولية ..
هذه الاشياء التي ذكرناها وغيرها كانت موجودة في السابق بنسب محدودة وغير طاغية وكانت تصارع مصيرها في الاندثار ، فكم من وباء وامراض وبائية تم القضاء عليها في بداية ومنتصف القرن العشرين ولكن المفاجأة في القرن الواحد والعشرين مع صعود نجم الارهاب ونجم الصراعات السيبرانية وتدفق الملايين المهاجرة التي تغادر ديارها بحثاً عن ديار آمنة ، عادة الاوبئة والحروب والتخلف بنفس السرعة التي تلاشت بها ، فأصبحت هي الامل الاخير لقوى الظلام المنتشرة في العالم لأجل دحر العلم ودحر الثقافة ودحر الاخلاق ودحر الإنسانية بشكل وقح وبشكل علني وبقدرات فريدة في تعبئة طيف واسع من الشباب في خدمة الارهاب وافرازاته . التكنلوجيا تتحمل جزء من هذا الانحدار الاجتماعي الاخلاقي الدموي ، ثم رجال الدين يتحملون الجزء الاكبر عندما تركوا دور العبادة ونزلوا الى الشارع بحثاً عن الامتيازات فأساءوا للإنسان بقدر ما كانوا يريدون الاصلاح لأن عقولهم دون مستوى حركة الحياة ، ثم الانظمة الشمولية التي وجدت نفسها امام مصيرها المحتوم بالزوال فعملت على خلق مشاكل دولية واجتماعية وسياسية في كل مكان وكان اولها وباء كورونا التي ارادت الصين من خلاله خلط الامور في العالم اجمع وارباك الوضع الدولي وقد حققت ذلك بأمتياز . ومن امثلة الانظمة الشمولية ايران وسوريا وتركيا ، هذه الدول وجدت نفسها مع مواكبة النظام الدولي الجديد وقبول برامج حقوق الانسان وتقرير المصير للشعوب يعني تقسيمها وانهيار انظمتها مثلما حدث للاتحاد السوفياتي فكان لابد من ان تقف بوجه العلم والتطور والانسانية والاخلاق فعملت هذه الانظمة بنشر الفوضى في العالم وتأسيس الارهاب وتصدير المخدرات … إذاً هذا ما يحدث في العالم وهذه هي اسباب كل ما يحدث في عالمنا الصغير . لم يتبقى على قوى الخير والثقافة الا ان تنزل للشارع وفي مواقع التواصل والاعلام بكل ثقلها لمواجهة عناصر الشر ودواعيها والا فأن الامور ستنتهي بيد هؤلاء الاشرار وتعود البشرية من جديد الى عصر التخلف والكهوف .

3 Comments on “العالم يتجه نحو الأسوأ :- قلم ( كامل سلمان )”

  1. تحية لكم سيد كامل سلمان

    في خضم ما قلتموه على انحدار الاخلاق في هذا العصر الجديث, ورد ما يلي:
    ((… ثم رجال الدين يتحملون الجزء الاكبر(تقصد به من اسباب انحدار الاخلاق) عندما تركوا دور العبادة ونزلوا الى الشارع بحثاً عن الامتيازات فأساءوا للإنسان بقدر ما كانوا يريدون الاصلاح لأن عقولهم دون مستوى حركة الحياة .. ))

    ان ذلك رجل الدين عندما يريد ان يدعو الى الاخلاق على ماذا سوف يسند ظهرة و يتبنى في اوقواله … ؟
    اليس على الافكار الموجودة في دينه ..؟
    اليس البديل الذس سوف يدعو اليه رجل الدين في دعوته تلك يجب ان يكون نموذجا افضلا او بنفس المستوى على الاقل … ؟

    فلنقراء الاية القرانية التالية من سورة البقرة ولنسأل بعدها :
    ( يايها الذين امنوا كتب عليكم القصاص في القتلي الحر بالحر والعبد بالعبد والانثي بالانثي ) البقرة 178

    اذا اين هي الاخلاق في الدين الاسلامي نفسه و التي سوف يستند عليها رجل الدين المسلم , في حين ان الاسلام ما زال يبيح و يحلل ويسمح بوجود فكرة عبودية الانسان في نصوص قرانه و وفي ايات متعددة و كثيرة من القران في حين انه يدعي انه اخر تشريع سماوي … ؟
    (تخيل معي اخر تشريع سماوي كما يدعي ولكنه لم يحرم العبودية لدى البشر و لم يجرمها مثلما فعل مع الخمر ولحم الخنظير مثلا, اي ابقى على باب العبودية مفتوحا الى اخر الزمان)

    اين هي الاخلاق في الاسلام عندما يقسم المجتمع الى طبقتين احداهما ( طبقة الاحرار) والاخرى ( طبقة العبيد ) و يسمح للانسان من طبقة الاحرار بان يشتري و يبيع الانسان الاخر من طبقة العبيد كما لو انه يشتري و يسع حيوان ما من معزة او غنمة او بقرة او كلب ما … ؟

    اين هي الاخلاق في الدين الاسلامي و الذي سوف يستند عليه درجل الدين المسلم في الدعوة الى اخلاق انسانية , وبينما الدين الاسلامي وقرانه فيه الكثير و الكثير من ايات ( ملك اليمين ) المخصصة لتملك و شراء و الاغارة على انسان اخر من اجل شهوة الجنس او شهوة المال , وهي مذكورة اكثر من ( 13 ) مرة … ؟

    بل اين هي الاخلاق في الدين الاسلامي و الذي فيه وامام قضائه الاسلامي و محاكمه لا يتساو ى بين انسان حر وانسان عبد ابدا (من جهة) و لا يتساوى في محاكمه الاسلامية بين الانسان (الذكر) وبين الانسان (الانثى) من جهة ثانية … ؟

    اذا الاخلاق ليس مرتبطة بالدين الاسلامي اساسا (ولا دين اخر) و وليس رجال الدين هم الاوصياء على الاخلاق ابدا او ان رجال الدين هم الذين يقرون و يحكمون من لديه اخرق ومن ليس لديه اخلاق , او ان نقصت الاخلاق لدى شخص ما (او مجتمع ما) فان رجل الدين هو الذي سوف يقوم يتعبئة تلك اخلاق الناقصة و وكانه لدين خزان من الاخلاق في منزله اصلا و يبيعها للبشر, او كازية اخلاق (محطة اخلاق) على الطريق الرئيسي يعبئ للذين تنقصهم …
    الاخلاق كانت موجودة في المجتمعات الانسانية , قبل الاسلام وقبل اي دين اخر , وبل حتى في المجتمعات التي ليس لديها اديان سماوية بالمرة مثل المجتمع الياباني مثلا …
    فذلك الاله الذي يدعي و يقول بانه هذا اخر تشريع سماوي سوف ارسله , ولكنه مازال لم يحرم و مازال لم يجرم و ما زال لم يدين فيه العبودية الانسانية (التي هي احط و ادنى مراتب الاخلاق البشرية) … ذلك الاله هو ناقص الاخلاق و يحتاج الى اليها قبل البشر.

    —–
    ملاحظة:
    ان الاخلاق هو مفهوم ابتكره الانسان تخدمه (وفق نظام Bullseye) و ليس نتاج من الطبيعة وليس فطرة بشرية بل هو سلوك نتعلمه من المحيط, و من جهة اخرى اتفق معك بان في هذا العقود الاخير بدات الكثر من القيم الانسانسة تتراجع في مكانتها على مستوى العالم, مثل (حرية , التعليم , التساوي , الديمقراطية ..) ليس لانها مفاهيم خاطئة بل لان التنفيذ كان عقيما و خاطئا من الاساس, مثلا:
    – الحرية: كثر من الحركات الاسلامية (كاخوان المسلمين) بقولون بانه من حقنا ان نقيم الخلافة الاسلامية و نحن احرار في ذلك !
    – التعليم: بدأت الكثير من التكتلات و الاديان السماوية (مثل الاسلام) يكذبون بالعلم و يشككون بكروية الارض و يقولون بان الارض مسطحة , قالمسلمون قد ورد في قرانهم ( 9 ) مرات متكررة بان الارض مسطحة و ممدوة و مفروشة (الغاشية 20 , الذاريات 48, ق 7 , الشمس 6 …)
    – التساوي: هي اكثر الافكار صعوبتا في التطبيق و بالاخص في المجتمعات الشرق اوسطية حيث اله دائما مع طرف ما في مواجهة الخصوم.

    1. Rêzan
      تحية وتقدير ، اغلب اهل الارض هم من اتباع الديانات ، وجميع الديانات قابلة للنقد ، وبما ان اتباع الديانات هم الغالبية ، فيجب احترام الاديان بكل عيوبها ان كانت فيها عيوب من باب احترام مشاعر الغالبية الذين نعيش وسطهم ، ما نظنه ونعتقده من عيب في دين فان اتباعه يعتبرونه مفخرة ، والثقافة الديمقراطية علمتنا ان نحترم الرأي الاخر مهما كان مخالف ، وشكراً لمروركم وتعليقكم المفصل

      1. شكرا لكم سيد كامل سلمان على وقتكم في الرد المحترم و الصادق على تعليقي ..

        ان اغلب اتباع سكان الارض من اهل الاديان هذه حقيقة لا ينكرها احد , ة لا انا ايضا, مع العلم و الحيطة والحذر بانه ليس العدد هو الذي يحدد الصح او يحدد الحقيقة و فان كانت المسألة بالعدد (كما يتفاخر المسلمين به) فانه ديانة الدجاج هي الاصح بين كل الاديان لان عدد الدجاج يبلغ في العالم نحو 44 مليار دجاجة قرابة سبه اضعاف البشر مجتمعين.
        وهنا قائمة اكثر الاديان انتشارا في العالم في سنة 2020, و المرتبة الثالثة سوف تصدم المومنين في العالم … !
        https://en.wikipedia.org/wiki/List_of_religious_populations

        ونقطة الاتفاق التي بيني و بينك حضرتكم هي ان جميع الاديان هي قابلة للانتقاد و النقد و واعادة التقيم فيها وفق معطيات العلم الحديث هل العلم يصدقها و يساندها لتلك الاديان ام ان العلم يكذب تلك الاديانو كل دين على حد و لوحده, فليست كل الاديان متساوية او متشابهة بنفس الدرجة (و الا لاعتبرناها دين واحد).

        وهنا يجب التميز بين شيئين محمين و جوهريين وهما:
        – نقد الشخص (الذي هو الانسان و البشر) هو شيئ
        – نقد الادين (التي هي الافكار و العقيدة) هو شيء اخر

        ففي حين ان القيم الانسانية تضع حدا للتهجم و الانتقاد من شخص ما , ويعتبر ذلك قلة احترام للشخص و كيانه الانساني.
        فان انتقاد الفكرة و العقيدة (والتي تؤمن بها جمعة ما) هي لا تويد و لا تنقص من شيئ في قيمة و من احترام الشخص الذي يؤمن بتلك الافكار.
        فكافة الاديان الموجودة اليوم في هذه الدنيا هي مصنفة في خانة الفلسفة (التي هي اشمل من الاديان و اوسع منها) و تحديدا في خانة فلسفة الميتافيزقيا , اي كافة ارديان من اثصى الشرق الى اقصى الغرب , ومن اقصر الشمال الى اقصى الجنوب في تنحصر في باب واحد فقط من ابواب الفلسفة المتعددة و الكثيرة. وهذا تحديدا هو السبب الاساسي لكره و تكفير و نفر الشيوخ و المسلمين (باكثريتهم) من الفلسفة و التي هي اشمل و اوسع من الدين الاسلامي.
        فاليوم الفلسفة فيها: الفلسفة المادية , فلسفة علم المجتمع الانساني, فلسفة الاقتصاد, فلسفة المنطق … بالاضافة الى فلسفة الميتافيزقيا و هذا الاخير تحديد يشكل الاسلام جزء منه وليس كله … !
        اي حتى انه فلسفة الميتافيوقيا لوحده هي اوسع و اكبر من الدين الاسلامي لوحده.

        واعود و اكرر ان نقدي وتقيمي للاديان لا يعني ابدا اني انتقد و اقيم الشخص الذي يؤمن بذلك الدين , او ان كان المؤمن لا يفهم و لا يستطيع ان يفهم تلك المعادلة بان بفصل بين نفسه و بين الفكرة (التي هي نتاج باقي حتى و ان مات الشخص الذي يؤمن بها) … فتلك مصيبة كبيرة.
        وان اعتبر المؤمن بانه هو الدين و ان الدين هو (اي دمج نفسه مع الفكرة) اي الفكرة امتداد لوجوده و لكيانه … فالكارثة اكبر.

        اي يمكنني ان احترم الاخر كشخص, ولكن لا يمكنني ان احترم افكار الاخر و عقيدته و خاصة ان كانت فيها الكثير و الكثير من الاشياء المشينة و المحطة و الدنيئة من القدر الانساني (مثلا اية البيدوفيليا سورة الطلاق 4 في القران) او الكثير من المغالطات العلمية:
        – مثلا الشمس تغيب في عين حمئة على سطح الارض ! وماء تلك النبعة هي أكثير الحياة.
        – او النجوم هي من اجل ضرب الجن و الشياطين ان حاولت الصعود و التنصت مملكة السماء ,مع العلم :
        ان النجم هو عبارة عن شمس و كتلتها تساوي الاف و ملايين المرات الى كتلة الارض, او ضرب الله القراني الشيطان و الجن الذي هو على سطح الارض والذي يحاول الصعود فن ذلك النجم (الذي هو في الحقيقة شمس) سوف تبيد الارض بأكمله و لن تبقي على احد و بل ان الكرة الارضية باكملها سوف تذوب و تنصهر في تلك النجمة التي يحاول بها ضرب الجن و الشيطان.

        بل و يدعي القران و مؤلف القران و قراء القران بان كتابهم المسمى بالقران, هو ااصل لكل العلوم الموجود و المعروفة لدينا اليوم و كلها خرجت من بين ثنايا اياته , وان دينهم الاسلامي هو دين صالح لكل زمان و لكل مكان.

        وشكرا لكم مرة ثانية لردكم.

Comments are closed.