كثيرة هي التحليلات السياسية والعسكرية التي ظهرت عقب قصف طائرة مسيرة تركية لمطار السليمانية ، فمنها من ربطت بين الانتخابات التركية وعملية القصف ومنها من ذهبت الى ان الهدف من القصف هو محاولة فرض السيادة التركية على المنطقة ومنها من وجدت علاقة بين القصف التركي والايراني ومنها من رأت ان تركيا عازمة على أغتيال مظلوم عبدي وغيرها من التحليلات ، ، نعم كل هذه التحليلات هي تحليلات صائبة ولكنها لا تمثل حقيقة المخاوف التركية ، فتركيا لم تقصف مطار السليمانية بسبب وجود قائد ( قسد ) في السليمانية ولكن وجود السيد عبدي فرصة لتغطية السبب الحقيقي ، فحقيقة الامر مخاوف تركيا ابعد من ذلك بكثير ، تركيا تعيش هاجس الخوف من المستقبل لأن القوات الأمريكية هي من ترسم الواقع الجديد في المنطقة انطلاقاً من كوردستان ووجود القادة الامريكان لحظة القصف هو الذي يفسر ذلك ، فالقصف لم يستهدف عبدي بل قصدت القادة الامريكان لرفع ايديهم عن الكورد ، فهذه هي المخاوف الحقيقية لتركيا ان تجد اعظم دولة في العالم تدخل بقادتها على الارض لتقرير مصير المنطقة من خلال كوردستان ، هذا الشيء أقلق تركيا بشكل كبير لأنهم يعلمون اي الاتراك يعلمون علم اليقين بأن أمريكا إذا قررت شيء فعلته ، ويبدو ان أمريكا فعلاً مصممة ان تفعل شيء مقلق ومرعب بالنسبة لتركيا وايران على حد سواء ، وهذا ما يفسر ايضاً قصف القواعد الامريكية في غرب كوردستان قبل فترة بمسيرات إيرانية ، فكلا القصفين لا ينفصلان عن بعضهما البعض في الاسباب ، في السابق لم يكن لإيران وتركيا اي قلق لأن المشورة والحضور كان قائماً بين جميع الاطراف برعاية الحكومة العراقية ولكن ذلك لم يعد موجوداً . ان وجود تعاون امني عسكري استخباراتي بين القوات الامريكية والقوات الكوردية بمعزل عن الدولتين الاقليميتين الكبيرتين تركيا وايران نذير شؤوم لهما ، فأمريكا عندما تتصرف لا تحتاج الأذن من هاتين الدولتين ولا من اية دولة اخرى في العالم ، فكان السعي التركي هو التخويف للأمريكان برسالة مبطنة بأننا نحن الاتراك أكثر أماناً وأمنا لكم من الكورد ونحن حلفائكم القدامى ونحن أولى من الكورد ، فتبين ان كل المحاولات التركية الايرانية في القصف المتكرر لكوردستان هي رسائل لأمريكا لرفع يدها عن كوردستان او على الاقل مشاركتها في الامر وحتى ان الضغوط التي تمارسها الحكومة العراقية بتحريض من ايران ضد كوردستان تدخل ضمن هذا القلق ، لكن هيهات فاللعبة قد تغيرت وشمس كوردستان ستشرق ولو كره الاعداء ذلك ، سيدركون عن قريب ان محاولاتهم تلك لم تغير بمقدار شعرة من القرار الامريكي والقرار الكوردي ، اقولها حسناً فعلتم وحسناً تفعلون ايها القادة الكورد ان تضعوا ايديكم بيد امريكا فأنكم قد تكونوا راهنتم على اقوى قوة جعلها الله على الارض بالرغم من بطء الخطوات التي تسلكها السياسة الامريكية الا انها في النهاية ستفضي الى ما يتمناه كل فرد كوردي وكل إنسان حر في هذه الدنيا ، سيقصفون ويعربدون ويضغطون ويصرخون واخيراً سيتوسلون ويعطون تنازلات لم تخطر على بال أحد لعلهم ينالون من التماسك الكوردي الأمريكي ، ولكن ليس في الامر حيلة فالقصاص قادم وهذا هو القدر الالهي الذي كانوا عنه غافلين عندما عذبوا امة وشعباً لعشرات السنين وذبحوا ابناءهم ورجالهم ونساءهم دون ذنب ، لن تذهب دماء هؤلاء الشهداء هدرا ، وللايام حكايات .
Related Posts
3 Comments on “ماهو التحليل الصحيح لقصف مطار السليمانية :- قلم ( كامل سلمان )”
Comments are closed.
تحليل سليم ورؤيه مستقبليه بعيد المدى صاءبه..تحياتي
الاستاذ خدر : وتعليقك جميل ودليل حرصك على المتابعة ، تحياتي
تعليق جميل عاشت ايدك.